تحقيقات وتقارير

صحف أجنبية: الصدر قد “يقتحم” الخضراء لإعادة تشكيل العملية السياسية

شبكة عراق الخير :

ما تزال الخلافات السياسية حول تشكيلة الحكومة المقبلة والمستمرة منذ أكتوبر العام الماضي حتى الان تلقي

بظلالها على التوقعات المتمحورة حول شكل السلطة المقبلة، خصوصا بعد قرار الصدر الذي وصفته الصحافة

الأجنبية بــ “المفاجئ” الانسحاب من العملية السياسية بعد إصداره أوامر لاتباعه بتقديم استقالاتهم الجماعية من

مجلس النواب، هذه الخلافات قادت الصدر الى اعلان ما وصفه بــ “صلاة جمعة موحدة” خلال الأيام المقبلة.

“صلاة جمعة” قالت الصحف الأجنبية انها تعيد الى الاذهان تلك التي قام بها التيار الصدري واقتحم خلالها المنطقة

الخضراء عام 2016، بعد خلافات سياسية وصفتها بانها كانت “اقل حدة” من الخلافات الحالية، بحسب وصف معهد

دول الخليج في واشنطن للدراسات السياسية، الذي اكد، ان الصدر قد يدفع باتباعه لاقتحام المنطقة الخضراء

المحصنة مرة أخرى، بعد الياس من إمكانية تمرير حكومة الغالبية السياسية التي يسعى اليها من خلال البرلمان

، وما لحقه من استقالة نواب كتلته السياسية من البرلمان.

الترجيحات باقتحام الصدر للمنطقة الخضراء مرة أخرى، بينت المنظمة ان لها أسباب أخرى، من بينها تغير موقف

حلفائه السياسيين السابقين في تحالف الإنقاذ الوطني، المتمثلين بالحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة

مسعود برزاني، والتحالف السني بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذين وبحسب وصف المنظمة “غيروا

من مواقفهم” عقب انسحاب الصدر لتتلائم مع توجهات الاطار التنسيقي، الذي اصبح الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان عقب الانسحاب الصدري.

موقف اشارت الى ان الحلفاء السابقين للصدر امسوا مضطرين لاتخاذه للحفاظ على الامتيازات والمناصب التي

تقع ضمن حصصهم السياسية ضمن نظام اقتسام السلطة تحت مظلة حكومة التوافق الوطني، مبينة، ان تلك

الجهات لديها منافسين داخليين قد يحاولون التقرب من الاطار التنسيقي للحصول على المناصب المخصصة لتلك

الجهات، امر ظهرت اشارته بعد استقدام الاطار التنسيقي للسياسي السني علي حاتم سليمان، لتشكيل ضغط

وإيجاد بديل عن تحالف الحلبوسي، بعد اسقاط تهم الإرهاب عنه، على حد وصفها.

أساس الخلافات.. رفض الاطار التنسيقي لتمرير جعفر الصدر كرئيس للوزراء

الخلافات السياسية والتي قال الصدر انها دفعته للخروج من المباحثات الحكومية وبالتالي استقالة كتلته

السياسية من البرلمان، تمحورت بحسب تصريحاته السابقة حول وجود “تهم بالفساد” تطال الحكومة الحالية

والأحزاب المشاركة بها، مبينا، رفضه المشاركة في تشكيلة السلطة بوجود ما وصفه بــ “الفاسدين” ضمن

صفوفها.

صحيفة الشرق الأوسط وعبر موقعها الناطق باللغة الإنكليزية، قالت في الثالث من الشهر الحالي، ان السبب

الحقيقي لاشتداد الخلاف بين التيار الصدري والاطار التنسيقي حول التشكيلة الحكومية المقبلة، هو رفض الاطار

التنسيقي لتمرير قريب الصدر والسفير العراقي في بريطانيا جعفر الصدر، كرئيس وزراء مقبل للتشكيلة الحكومية

القادمة، امر توسع لاحقا على حد وصفها، ليشمل الرفض الأحزاب المتحالفة مع الصدر نفسها، والتي دفعت

بالاخير للتصريح بوجود “خيانة” من بعض الجهات السياسية والشخصيات التي لم يسمها.

تقرير الصحيفة قال ان وعلى الرغم من نجاح الصدر في تمرير محمد الحلبوسي كرئيس لمجلس النواب العراقي،

الا انه فشل في تمرير جعفر الصدر كرئيس للوزراء بعد نجاح أحزاب الاطار التنسيقي في عرقله مساعيه لتمرير

حكومة الغالبية السياسية التي كان يسعى اليها، الامر الذي افشل مساعي الصدر، وجعل قدرته على تنفيذ

وعوده لحلفائه محل تشكيك، خصوصا من الحزب الديمقراطي الكردستاني.

حلفاء الصدر يعيدون تنظيم خطابهم.. التوجه الان للتحالف مع الاطار

نجاح الاطار التنسيقي في منع الصدر من تمرير حكومة الغالبية السياسية التي سعى اليها، وبالتالي فقدان

حلفائه للثقة بقدرته على منحهم الامتيازات والمناصب التي حاولوا الحصول عليها، قادت الى انهيار الثقة بين

الأطراف داخل تحالفه بحسب تقرير معهد دول الخليج في واشنطن، الامر الذي سرع من انهيار تحالف الإنقاذ

الوطني الذي يقوده الصدر.

حلفاء الصدر السابقين اضطروا خلال الفترة الأخيرة بحسب المعهد، الى إعادة تنظيم خطابهم نحو الميل الى التحالف مع الاطار التنسيقي الذي اصبح الكتلة السياسية البرلمانية الأكبر عقب انسحاب التيار الصدري بمجموع

بلغ 130 مقعد برلماني، خصوصا مع عمل الاطار على استقدام شخصيات سياسية منافسة للأحزاب والشخصيات

المتحالفة مع الصدر، لتمثيل المكونات المرتبطة بالتقسيم الحكومي للسلطة، وتقديم كبدلاء عن حلفاء الصدر، موردة علي حاتم سليمان كاحد الأمثلة، والذي قالت ان بإمكان الاطار استخدامه لتقليل نفوذ وسلطة الحلبوسي

، وتفكيك تحالفه السني الى جهة سياسية منافسة لتمثيل البيت السني داخل العملية السياسية العراقية.

اما فيما يتعلق بالحزب الديمقراطي الكردستاني، بين المعهد، ان مساعي الحزب للحصول على منصب رئيس

الجمهورية بدلا عن التحالف الوطني الكردستاني باتت الان “ابعد من ذي قبل” عقب فشل الصدر في تمرير حكومة

الغالبية السياسية، الامر الذي دفع بالديمقراطي الكردستاني، الى إعادة تشكيل فريق التفاوض المرسل الى بغداد، واستبداله بشخصيات أخرى من بينها وزير الخارجية فؤاد حسين ووزير الاعمار والإسكان السابق بانكين

ريكاني، في محاولة للتقرب من الاطار التنسيقي بغية المحافظة على المتكسبات السياسية المتحققة حتى الان،

وخوفا من استبدالهم بالاحزاب والشخصيات الكردية الأخرى، وخصوصا في التحالف الوطني الكردستاني، المقرب

بحسب وصف المعهد، من الاطار التنسيقي.

بين المرجع والسياسي.. الصدر يحاول “تحسين” منصبه الديني من خلال الانسحاب

الصدر بحسب المعهد، يحاول منذ فترة تحسين موقفه “الديني” على حد وصفه بين صفوف الشيعة في العراق والمنطقة، من خلال تقديم نفسه كمرجع “مستقبلي” للشيعة، عبر تاطير صورته بشخصية لا تتحالف مع الجهات السياسية المشتبه بفسادها، الامر الذي دفع بالصدر الى العزوف عن التباحث مع الأطراف السياسية الأخرى للتوصل الى حل سياسي يرضي جميع الأطراف.

محاولات الصدر لل “موازنة” بين طموحاته السياسية والدينية بحسب المعهد، كانت احد الأسباب وراء انسحابه من

السلطة الحالية، مبينة، ان دوره في التشكيلات الحكومية السابقة والعملية السياسية بشكل عام، اثرت بشكل سلبي على موقفه كــ “مرجع ديني” بين صفوف الشيعة داخل وخارج العراق، مؤكدة “يحاول الصدر من خلال

الانسحاب رفع رصيده كسياسي ومرجع ديني، خصوصا بعد تفاديه الاضرار بسمعته الدينية خلال الثمان اشهر

الماضية عبر العزوف عن المشاركة بالمفاوضات السياسية مع الجهات التي يتهمها بالتسبب بما الت اليه الأوضاع

الحالية في العراق”.

المعهد أشار أيضا الى الموقف السياسي الذي تتخذه المرجعية الدينية في العراق من الخلافات السياسية الحالية، والتي اكدت خلالها على “قلقها” من تولي من وصفته بــ “التسبب بفقدان العراق لثلث أراضيه” منصب

رئيس الوزراء مرة أخرى، في إشارة الى رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والذي يتم تداول اسمه لتوليته

مسؤولية تشكيل الحكومة مرة أخرى، بحسب قول المعهد، مبينا، ان الصدر رمى بمسؤولية منع المالكي من تولي منصب رئيس الوزراء مرة أخرى، في مرمى المرجعية الدينية.

في حال تأخر التشكيلة الحكومية.. الصدر قد يخطط لــ “اقتحام الخضراء”

وفي اطار الحديث عن مرحلة ما بعد انسحاب الصدر، اكد المعهد، ان الخلافات حول التشكيلة الحكومية المقبلة ما

تزال مستمرة على الرغم من انسحاب التيار الصدري ورغبة حلفائه السابقين في العمل مع الاطار التنسيقي على

تشكيلة الحكومة المقبلة، مبينا، ان الخلافات السياسية انتقلت من الاطار والتيار، الى داخل الاطار التنسيقي، بعد

الكشف عن وجود معارضة شديدة داخل الاطار لتسمية المالكي رئيسا للوزراء.

المعهد بين ان تأخير تشكيل الحكومة لفترة أطول، خصوصا بعد انسحاب التيار، سيؤدي في النهاية الى استخدام الصدر لفشل الاطار التنسيقي في تشكيل الحكومة كمبرر للتدخل السياسي مرة أخرى بشكل مباشر رغم انسحابه، خصوصا ان تبين للصدر “ان انسحابه كان خطا في الحسابات” على حد وصف المعهد.

توقعات المعهد وافقتها المعلومات التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط، والتي تحدثت عن وجود نية لدى الصدر لــ

“استخدام التظاهرات لاقتحام المنطقة الخضراء المحصنة”، اكدت أيضا ان فشل الاطار التنسيقي في تشكيل

الحكومة المقبلة بأسرع وقت ممكن، سيقود الصدر الى اقتحام الخضراء لاعادة املاء شروطه السياسية مرة أخرى

كما حصل عام 2016، خصوصا بعد حصول خطوته هذه على “مباركة من كبار قادة التيار الصدري”، بحسب ما كشفت.

الصحيفة قالت ان الأوضاع السياسية لم تشهد أي تحسن إيجابي بعد انسحاب الصدر من العملية السياسية، الامر

الذي سيؤدي الى القاء لوم تعطل الحكومة على الاطار التنسيقي الذي اصبح الكتلة السياسية الأكبر في

البرلمان، بدلا من تحالف الصدر، مبينة، ان اشتعال التظاهرات الشعبية مرة أخرى بدفع الصدر والتوقعات بمشاركة

متظاهري تشرين فيها، سيقود بحسب تصريحاتها، الى إعادة الانتخابات مرة أخرى.

المصدر: المطلع

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights