حكومة قوى الإطار بين الفشل والنجاح
بقلم رياض وهاب العبيدي
بكل تأكيد تدرك قوى الإطار حجم خطورة تصديها بمفردها لمهمة قيادة العراق في هذه المرحلة الحرجة من خلال تكليف مرشحها
السيد محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء بعد حكومة الكاظمي الذي يعدها الجميع بأنها الأسوء في تاريخ العراق منذ عام
٢٠٠٣ والى يومنا هذا، كما انها اي قوى الإطار تدرك تماما أن مصيرها السياسي مرهون بنجاح او فشل السوداني بعد تفاقم
الأزمات والمشاكل التي عصفت بالبلاد وشعبه الذي ينزف دما نتيجة الطعنات التي المت به من جراء الخلافات والصراعات
السياسية الداخلية وآلتدخلات الخارجية بالشأن العراقي وتنافس الاحزاب والقوى السياسية على السلطة والتي نتج عنها حالة
مخيفة وخطرة وكبيرة من الفساد الذي ضرب كل المؤسسات الحكومية إلى جانب انعدام الخدمات وانهيار المؤسسة التعليمية
وارتفاع نسب البطالة بين الشباب و تدهور الأمن وأنتشار السلاح المنفلت والذي أصبح يشكل تهديدا واضحا وخطيرا على السلم
الأهلي.
السؤال المهم هل سينجح السيد محمد شياع السوداني في إنقاذ العراق مماهو عليه من ضياع ويعيد ثقة المواطن بحكومته؟
أن الجواب على هذا السؤال والتكهن بمستقبل العملية السياسية تحدده المعطيات التي يمكن من خلالها نضع احتمالات الفشل
او النجاح لحكومة السوداني، فهل يكفي لنجاحه مااعلن عن شخصيته القوية ونزاهته ودعم قوى الإطار والمباركات الدولية له حال
ترشيحه مقابل حجم التحديات وأولها موقف التيار الصدري الرافض لترشيح السوداني من قبل الإطار؟ واكيد الحال سيتغير في حال
اشتراك التيار بكابينة السوداني الوزارية، كما لايمكن أن نتجاهل التركة الكبيرة التي خلفها الكاظمي والتي تعد بمثابة ألغاما تعيق
مسيرة اي حكومة تعقب حكومته.
ان السقف الزمني الضيق لحكومة السوداني وعدم تحديد مهمتها يعد هو الاخر سببا يدفع البعض لاحتمال فشل هذه الحكومة
التي لاتختلف عمن سبقها من حيث تعرضها للضغوطات الحزبية والمكوناتية التي تعيق عملها.،
إن نجاح حكومة محمد شياع السوداني يجب أن تكون من أولويات قوى الإطار والتي يتوجب عليها منح الحرية الكاملة لمرشحها
بتشكيل فريق منسجم يعمل بروح الفريق الواحد من أجل تجاوز كل الصعاب والتحديات لأنها بأعتقادي الفرصة الأخيرة لقوى الإطار
مالم تكن الأخيرة لكل القوى السياسية الشيعية.
