مقالات

عندما يكون المربي متربيا

شبكة عراق الخير : بقلم علوان الشريف
أتذكر ذات يوم من عام 1981 حين كنا طلابا في الصف الخامس في اعداديتنا العتيدة اعدادية الهندية وفي درس التربية الرياضية مر مدير المدرسة طيب الذكر الأستاذ مهدي عبد صالح (بروسلي) من الشارع الموازي للمدرسة مستغلا كون السياج الخارج وقتها كان واطئا ليراقب سلوك طلابه دون أن ينتبهوا .
أتذكر جيدا ساعة الظهيرة حيث تسلق السياج وقفز إلى الداخل قاصدا طالبا بعينه وهو الطالب (العميد صلاح عبد الحسن الخياط حاليا) Salah Salah .حيث أوحى له نظره أن صلاحا كان يدخن سيجارة فمسكه وقال له أين السيجارة ولماذا تدخن والطالب بقسم ونحن نشهد أنه لم يكن يدخن وان السيجارة التي رآها بيده ما هي إلا ميدالية على شكل سيكارة وأخرجها من جيبه وأراها للمدير لينتهي الأمر على خير .
تذكرت هذا الموقف الأبوي المتشدد هذا اليوم بعد 41 سنة على حصوله حين أتصل بي أحد طلبة الأستاذ مهدي صديقي وزميلي آنذاك وهو الأستاذ مهند البراك مدير إعدادية الهندية حاليا ليخبرني بذات الحرص أنه يمنع الطلبة من التدخين كما يمنعهم عن سائر السلوكيات الضارة وأخبرني بأنه عثر في حقيبة إبن شقيقي على علبة تدخين ليوقفني كزميل دراسة وصديق دائم له على الموقف.
هو صديقي لأبعد حد لكني والله زرته مطأطأ الرأس معتذرا وكأني أتيت بفاحشة كبيرة قبلني ضاحكا وقال (ولك)أنا أتصلت بك كي تزورني قبل أن أقصد لفت نظرك لكننا يا علوان تربينا ألا نسكت على خطأ فكيف إذا كان الخطأ من أصلابنا.
مهند فاضل البراك يدير إعدادية الهندية منذ 13 عاما وهي أطول فترة إدارة متصلة في تاريخها من مدير واحد وهي دلالة قاطعة على نجاحه المضطرد.
بقي أن أقول أن أبا حنين لم يحسب للقائنا حسابا مشكورا واعتذر لي بعدم مسامحة ابننا كون سلوكه مكررا وأمضى بحقه عقوبة التجميد لثلاثة أيام.
شكرا لك أخي البراك ولكل مرب فاضل حريص وشكرا لمن رباك على الفضيلة في البيت والمدرسة والشارع وما كفى.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights