اخبار العالم

اشتباكات نابلس تتسبب بقتلى وجرحى واستهداف كبير لـ “عرين الأسود”

شبكة عراق الخير:

اقتحمت قوات خاصة من الاحتلال”الإسرائيلي” البلدة القديمة في نابلس من عدة محاور بعد منتصف الليلة الماضية، كان أبرزها

حي “رأس العين” في شرق البلدة.

ومن ثم جاء الاقتحام الآخر لعناصر القوات الاسرائيلية إلى “حارة الياسمينة”، وسط البلدة القديمة تقريبا، حيث اكتشف أمر

تسللها بواسطة عناصر من الأمن الفلسطيني، ليقع اشتباكا مسلحا بين الطرفين أدى إلى إصابة عدد من العناصر الأمنية.

وقالت مصادر محلية فلسطينية إن قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى أطراف البلدة القديمة، ورصدتها مجموعة من المسلحين

وأجهزة أمنية اشتبكوا معها، ما دفع الجيش الإسرائيلي لدخول المنطقة بعشرات الآليات وسط إطلاق نار كثيف.

فلسطين
اشتباكات نابلس تتسبب بقتلى وجرحى واستهداف كبير لـ عرين الأسود

لحظة الاشتباك

على إثر ذلك، دفع جيش الاحتلال بقوات إضافية من جنوده إلى البلدة القديمة، تحت غطاء كثيف من النيران من النقاط العسكرية

الإسرائيلية المحيطة بمدينة نابلس والجاثمة فوق جبليها (جرزيم وعيبال) وباتجاه منطقة دوار الشهداء وسط نابلس وحارة

الياسمينة

واستمرت الاشتباكات حتى الثالثة فجرا، ومع تراشق الرصاص تدفق على البلدة القديمة المسلحين الفلسطينين رغم انتشار

القناصة والوحدات الخاصة الإسرائيلية والاشتباكات العنيفة.

العملية العسكرية تعيق طواقم الاسعاف 

أعاقت قوات الاحتلال الاسرائيلي وصول طاقم الإسعاف لنقل المصابين خلال العملية العسكرية.

وذكرت مصادر طبية أن معظم الإصابات كانت في المناطق العلوية من الجسد وأن بعضهم وصُفت جروحهم بالخطرة.

ومن داخل البلدة القديمة التي شهدت استنفارا كبيرا بين صفوف المسلحين ومئات الشبان المساندين على حد السواء، إلى

مستشفيات المدينة لا سيما مستشفيي “رفيديا” الحكومي و”العربي التخصصي”، انتقل الحدث عقب انسحاب قوات الاحتلال،

بعد نقل الجرحى الذين انتشل بعضهم من تحت الأنقاض.

وعلى مدى أكثر من ساعة، تضاربت الأنباء حول مصير عدد من الشباب الفلسطيني ونعت مآذن المساجد الشهداء وأعلنت

الاضراب الشامل.

ومن جانب اخر، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عملية الليلة العسكرية بـ”غير المسبوقة”، وذكرت أن قوات كبيرة من

جيش الاحتلال ووحداته الخاصة، ومنها “اليمام” (وحدة خاصة بالاغتيالات) حاصرت مبنى في بلدة نابلس القديمة استُخدم كمختبر

لتصنيع المتفجرات لجماعة “عرين الأسود”.

وقال بيان لجيش الكيان الاسرايلي أن عشرات الفلسطينيين أشعلوا الإطارات المطاطية وألقوا الحجارة على القوات التي ردّت

مستهدفة مسلحين أطلقوا النار باتجاهها.

فيما قال مسؤولون فلسطينيون إن عددا من المسلحين أصيبوا بجروح في تبادل لإطلاق النار في نابلس بعضهم من مجموعة

“عرين الأسود”.

وأصبحت مدينة نابلس بؤرة لإثارة العنف منذ أن بدأت إسرائيل حملة قمع في الضفة الغربية في مارس/آذار ردا على سلسلة

هجمات شنها فلسطينيون في إسرائيل.

اغتيالات بأشكال مختلفة:

ذكر بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوانه على نابلس الليلة وفجر اليوم الثلاثاء أنه “لا مخابئ آمنة في أي مكان بالضفة

الغربية”.

وجاء اغتيال الاحتلال لوديع الحوح (31 عاما)، أبرز قادة “عرين الأسود”، بعد يومين من اغتيال أحد ناشطي المجموعة المركزيين

وهو تامر الكيلاني، فجر الأحد، بعبوة ناسفة شديدة الانفجار.

وهو ما جعل عددا من المعلقين السياسيين يذهبون إلى الاعتقاد بأن الاحتلال قرر اتباع طريقة جديدة في استهدافه المقاومين

من “العرين” تحديدا، بسبب عدم قدرته على شن عملية عسكرية مباشرة وطويلة الأمد في البلدة القديمة بنابلس.

ويقول الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع إن الاحتلال سيمضي في سياسة الاغتيالات لإنهاء ظاهرة “عرين

الأسود”، لكن يبدو أن هذه السياسة ستنفذ بطرق مختلفة وقد يكون منها “عبر الطائرات المسيّرة”، أو إطلاق الصواريخ الموجّهة،

أو تفجير العبوات عن بُعد، أو بالتصفية المباشرة عبر الاقتحام السريع.

ولم يستبعد مناع وقوع إصابات في صفوف الاحتلال خلال عمليته بمدينة نابلس، وهو الأمر الذي لم يؤكده ولم ينفه بيان جيش

الاحتلال حول عدوانه فجر الثلاثاء. وهذه العملية، وفق مناع، ستصب وتوظف لخدمة الانتخابات القريبة في إسرائيل.

من ناحيته، يقول مدير “مركز القدس للدراسات الإسرائيلية” عماد أبو عواد إن : إسرائيل باغتيالها الكيلاني بعبوة ناسفة قبل

يومين لم تسقط من أجندتها الوسائل الأخرى في استهداف المقاومين الفلسطينيين.

وأضاف أبو عواد إن إسرائيل ستمضي في اقتحاماتها “المحدودة” في الأيام القادمة، وبأشكال مختلفة سواء بالاغتيال المباشر أو

غيره.

اشتباكات وإضراب:

وفي الميدان وخلال اشتباك المسلحين الفلسطينيين مع جنود الاحتلال الاسرايلي بمدينة نابلس، نفذ (مجموعات مقاومة في

جنين شمال الضفة) عمليات إطلاق باتجاه حاجز الجلمة شمال المدينة.

بينما اشتبك فلسطينيون آخرون مع جيش الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، واندلعت مواجهات عنيفة بقرية النبي

صالح شمال غربي رام الله حيث استشهد الشاب قصي التميمي (20 عاما).

وأُعلن الاضراب الشامل بمحافظة نابلس لكنه امتد ليشمل مناطق واسعة بالضفة الغربية، بينما أعلنت جامعتا “النجاح” بنابلس

و”بيرزيت” في رام الله تعطيل الدراسة، ودعت بيانات للكتل الطلابية إلى الاشتباك مع الاحتلال ردا على اغتيال المقاومين وتضامنا

مع نابلس.

جريمة حرب:

قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن مكتب عباس تواصل مع الولايات المتحدة لطلب

مساعدتها في إنهاء الحملة الإسرائيلية.

ووصف أبو ردينة ما حدث في مدينة نابلس فجر اليوم بـ”جريمة حرب”، وحمّل الحكومة الإسرائيلية تداعياتها، وطالب في بيان له

إسرائيل التوقف فورا عن “جرائمها”.

كما حمّل الإدارة الأميركية المسؤولية وطالبها بالتدخل فورا “لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال قبل أن تصبح الأمور أخطر بكثير مما

تتصور إسرائيل والإدارة الأميركية”، بحسب تعبيره.

وأضاف أبو ردينة أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأميركية يمارس إزدواجية المعايير.

نابلس
اشتباكات نابلس تتسبب بقتلى وجرحى واستهداف كبير لـ “عرين الأسود”

ونعت حركة فتح الفلسطينيين الذين قُتلوا في الأحداث اليوم الثلاثاء، وأكدت في بيان أن “الشعب الفلسطيني سيجابه عدوان

الاحتلال، وسيدافع عن حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة”.

وأضاف البيان أن “ما تتعرض له محافظة نابلس من حصار وعدوان مستمرين؛ لن يوهن إرادة شعبنا أو صموده أو وحدته، داعية إلى

تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وكسر الحصار عن شعبنا في محافظة نابلس”.

كما قالت حركة حماس في بيان: “نشد على أيدي المقاومين الأبطال وعرين الأسود الذين يتصدون ببسالة لاقتحام قوات الاحتلال

لمدينة نابلس”.

وأضافت: “دماء الشهداء والجرحى في نابلس، واستبسال المقاومين في التصدي للاحتلال، يثبت عزم شعبنا على مواصلة

المواجهة حتى نيل الحرية والانتصار”.

ماهي عرين الأسود:

عرين الأسود
اشتباكات نابلس تتسبب بقتلى وجرحى واستهداف كبير لـ “عرين الأسود”
  • أصبحت المجموعة واحدة من أبرز المجموعات المسلحة في الضفة والتي لا تنتمي لأي فصيل سياسي.
  • مجموعة مسلحة يتركز نشاطها في مدينة نابلس خاصة في منطقة حي الياسمينة.
  • استطاعت أن تجند عشرات الشبان الفلسطينيين خلال الأشهر القليلة الماضية.
  • بدأت نشاطها المسلح تحت اسم “كتيبة نابلس” في شهر فبراير/شباط الماضي وكان عدد عناصر الكتيبة في حينها لا يتجاوز عشرة مسلحين.
  • تأثرت بـ”كتيبة جنين” التي بدأت عملها المسلح في مخيم جنين للاجئين منتصف العام الماضي.
  • أصبح القضاء على هذه المجموعة أحد أبرز أهداف الجيش الإسرائيلي في ظل تصاعد قوتها العسكرية وحاضنتها الشعبية.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights