تحقيقات وتقارير

ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية “عوامل الخطورة والاسعافات الاولية”

ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر جسمك ببطء على مدى سنوات قبل الشعور بالأعراض. ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط إلى حدوث إعاقة أو انخفاض جودة الحياة أو حتى إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية تسبب الوفاة.

ويمكن أن يساعد العلاج والتغيرات في نمط الحياة في التحكم في ارتفاع ضغط الدم ما يؤدي إلى الحد من خطر الإصابة بمضاعفات تهدد الحياة.

تساعد مرونة الشرايين على تدفق الدم داخلها بسهولة لإمداد الجسم وأعضاءه بالأكسجين والغذاء اللازم، ولكن عندما يصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم يكون الضغط زائدًا عند تدفق الدم في الشرايين ما يسبب العديد من المشاكل.

السكتة الدماغية تحدث نتيجة فقدان جزء من الدماغ قدرته على أداء الوظائف المختلفة، وهي من الحالات الطبية الطارئة، وتتطلب العلاج الفوري حتى لا تحدث مضاعفات تصل للوفاة.

وتحدث السكتات الدماغية نتيجة وجود خلل في تدفق الدم إلى أجزاء من المخ، فإما يكون التدفق قليل جدًا مسببًا جلطة دماغية، أو شديد جدًا مسببًا انفجار في شرايين المخ يتطور إلى نزيف في المخ.

ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية عوامل الخطورة والاسعافات الاولية
ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية “عوامل الخطورة والاسعافات الاولية”

العلاقة بين السكتات الدماغية والضغط المرتفع

يتسبب الضغط المرتفع في زيادة الضغط على الشرايين ما يؤدي إلى تعرضها للضيق الشديد وفقدان المرونة فتتعرض للتصلب فتؤدي إلى حدوث جلطة أو نزيف في المخ.

  • الجلطة الدماغية

بما أن شرايين المخ دقيقة جدًا فتعرضها للتصلب والخشونة يسبب انسداد في الأوعية الدموية المغذية للمخ، ويؤثر على تدفق الدم إلى خلايا المخ فيقل وصول الدم المؤكد إلى الدماغ مسببًا جلطة دماغية.

  • نزيف المخ

يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تصلب الشرايين فزيادة الضغط عليها تتسبب في حدوث انفجار في شرايين المخ مسببة نزيف في المخ.

عوامل خطورة

تعرض مرضى الضغط المرتفع للسكتات الدماغية لا يعني بالضرورة أن الضغط المرتفع يسبب ذلك، ولكن هناك عوامل خطورة تجعل مرضى الضغط المرتفع أكثر عرضة للسكتات الدماغية، وأبرزها:

  • إهمال علاج ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة ما يؤدي إلى تصلب الشرايين.
  • الإصابة بالسكري وإهمال علاجه ما يضاعف من فرص التعرض لتصلب الشرايين.
  • اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والضارة ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم فيتسبب في زيادة فرص التعرض لتصلب الشرايين.
  • إهمال علاج تصلب الشرايين.
  • أخذ أدوية بدون استشارة الطبيب، لأنها قد تتسبب في سيولة أو تجلط الدم دون علم المريض.
  • التقدم في السن خاصة أنه مع التقدم في السن تفقد الشرايين مرونتها.

علامات منذرة

وتعد علامات الإصابة بالسكتات الدماغية واضحة ولا يمكن أن تخفى على المريض، خاصة أنه يصاحبها بعضالأعراض ومنها:

  • صداع شديد.
  • قيء مستمر خاصة في حال نزيف المخ.
  • تدهور في درجة الوعي.
  • تشنجات.
  • صعوبة في الكلام، واعوجاج الفم خاصة في حال الإصابة الجلطة.
  • مشاكل في حركة النصف الأيسر من الجسم، إذا أثرت السكتة الدماغية على الشق الأيمن من المخ.
  • مشاكل في حركة النصف الأيمن من الجسم، مع التأثير على النطق، إذا أثرت السكتة الدماغية على الشق الأيسر.
  • مشاكل في الاتزان إذا أثرت على المخيخ.

إسعافات أولية

في حال ظهور تلك الأعراض يجب التوجه على وجه السرعة إلى قسم الطوارئ للتشخيص السريع والعلاج المناسب لتجنب تأثير السكتة الدماغية على المخ، خاصة أن الساعات الذهبية لإنقاذ المصاب 6 ساعات.

ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية عوامل الخطورة والاسعافات الاولية
ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية “عوامل الخطورة والاسعافات الاولية”

إرشادات للوقاية

ويمكن وقاية مرضى الضغط المرتفع من السكتات الدماغية عن طريق اتباع بعض الإرشادات التالية:

  • المواظبة على أدوية علاج الضغط المرتفع وعدم إهمالها تماما خاصة أنه من الأمراض المزمنة التي تظل مع المريض طوال حياته.
  • المواظبة على علاج الكوليسترول والسكري في حال الإصابة بهم لتجنب تصلب الشرايين.
  • تجنب تناول أملاح الصوديوم، لدورها في ارتفاع ضغط الدم.
  • تجنب الدهون المشبعة والضارة لدورها في ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، ما يؤدي إلى ترسيب الدهون على جدران الشرايين.
  • شرب كميات كافية من السوائل وتوزيعها على مدار اليوم، لتحسين تدفق الدم في الشرايين.
  • الحرص على المشروبات الغنية بالبوتاسيوم كالكركديه، والدوم.
  • الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي، لتنشيط الدورة الدموية.
  • المواظبة على تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، كالخضروات والفواكه، لدورها في الحفاظ على صحة المخ.
  • المداومة على تناول المكسرات والأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميجا 3، لقدرتها على تعزيز الوظائف الإدراكية بالمخ.
ارتفاع ضغط الدَّم (فرط ضغط الدم hypertension) هو ضغط مرتفع باستمرار في الشرايين.

 

  • لا يمكن تحديدُ سببٍ لارتفاع ضغط الدَّم غالبًا، ولكنَّه يحدثُ في بعض الأحيان نتيجةً لاضطراب كامنٍ في الكُلى أو لاضطرابٍ هرمونيٍّ.

  • يمكن للسّمنة ونمط الحياة الكسولة والشِّدَّة النفسيَّة والتدخين وتناول كميَّات كبيرة من الكحول أو الصوديوم (الملح) في النظام الغذائي أن تسهم في الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم عندَ الذين لديهم ميلٌ وراثيٌّ للإصابة به.

  • لا تظهر أعراضٌ لارتفاع ضغط الدَّم عندَ معظم الأشخاص.

  • يُشخِّص الأطباءُ ارتفاع ضغط الدَّم بعد قياسه في وقتين مختلفين أو أكثر.

  • يُنصَح المرضى بإنقاص الوزن والتَّوقُّف عن التدخين وخفض كميَّات الصوديوم والدُّهون في نظامهم الغذائي.

  • كما يجري استعمالُ الأدوية الخافضة للضغط.

    يَجرِي تسجيل قيمتين عندَ قياس ضغط الدَّم.تُعبِّر القيمة الأعلى عن الضَّغط الأعلى في الشرايين، والتي تُقاسُ عندما يكون القلب مُتقلِّصًا (في أثناء الانقباض).وتعبَّر القيمةُ الأدنى عن الضَّغط الأدنى في الشرايين، والتي تُقاسُ قبل أن يبدأ القلب بالتَّقلُّص مَرَّةً أخرى (في أثناء انبساط القلب).تجري كتابة ضغط الدَّم بصيغة الضغط الانقباضي / الضغط الانبساطي، مثل، 120 / 80 ملم زئبقي (مليمترات من الزئبق).ويُشار إلى هذه القراءة بتعبير “120 على 80”.

    تصنيفُ ضغط الدم

    يُصنَّف ضغطُ الدم عندَ البالغين على أنَّه طبيعي أو مرتفع أو مرتفع من الدرجة 1 (خفيف) أو مرتفع من الدرجة 2. إلَّا أنَّه كلما ارتفع ضغط الدم، ازداد خطرُ حدوث مضاعفات – حتى ضمن النطاق الطبيعي لضغط الدم – لذلك فإنَّ هذه الحدود تقريبيَّة إلى حدِّ ما.

    ارتفاع ضغط الدَّم الإلحاحي hypertensive urgency هو ضغط الدم انبساطي يزيد على 120 ملم زئبق، ولكن لم يتسبَّب بعد في أي ضرر عضوي واضح للأشخاص أو لأطبِّائهم.لا يؤدي ارتفاعُ ضغط الدَّم الإلحاحي إلى ظهور أعراضٍ عادةً.

    ارتفاع ضغط الدَّم الإسعافي hypertensive emergency هو شكل شديد جدًّا من ارتفاع ضغط الدم.يكون مستوى ضغط الدم الانبساطي 120 ملم زئبق على الأقل، مع أدلّة على حدوث ضرر تدريجي في واحد أو أكثر من الأعضاء الحيوية (الدماغ والقلب والكلى عادةً)، ويكون مصحوبًا بمجموعة متنوّعة من الأعراض غالبًا.ويعدُّ ارتفاع ضغط الدَّم الطارئ أو الإسعافي من الحالات غير الشائعة، ولكنَّه أكثر شُيُوعًا بين الأشخاص من العرق الأسود مقارنةً بالأشخاص من العرق الأبيض، وبين الرجال أكثر من النساء، وبين المرضى من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الأعلى.قد يؤدّي ارتفاع ضغط الدَّم الإسعافيّ إلى الوفاة إذا لم يُعالَج.

    تحكُّم الجسم بضغط الدم

    يوجد عددٌ من الآليَّات لضبط ضغط الدَّم؛حيث يمكن للجسم تغيير:

    • كمية الدَّم التي يضخُّها القلب

    • قُطر الشرايين

    • حجم الدَّم في الأوعية

    يحدث ارتفاعُ ضغط الدم عندما يضخُّ القلب كميَّةً أكبر من الدَّم بقوَّةٍ أو بسرعةٍ أكبر.يمكن أن تتضيَّق (أو تتقلَّص) الشرايين الصغيرة (الشُّرينات arterioles)، ممَّا يُجبر الدَّم على المرور من خلال لمعةٍ أضيق من الطبيعي عندَ كلِّ ضربة قلبية.ونتيجةًً لتضيُّق لُمعة الشرايين، فإنَّ مرور نفس الكميَّة من الدَّم من خلالها يزيد من ضغط الدَّم.ويمكن أن تتقلَّص الأوردةُ لتقليل قدرتها على الاحتفاظ بالدم، ممَّا يؤدي إلى دفع المزيد من الدَّم في الشرايين.ونتيجةً لذلك، يزداد ضغطُ الدم.وقد يُضافُ سائلٌ إلى مجرى الدَّم لزيادة حجمه، ومن ثَمّ زيادة ضغط الدم.

    ولخفض ضغط الدم، يمكن للقلب ضخُّ الدَّم بقوةٍ أو بسرعةٍ أقل، وقد تتوسَّع الشرايين والأوردة (تتمدَّد)، كما يمكن سحب السَّائِل من مجرى الدم.

    يجري ضبطُ هذه الآليات من خلال التقسيم الوُدِّي بواسطة الجهاز العصبي اللاإرادي (جزء الجهاز العصبي الذي ينظم عمليات الجسم الداخلية التي لا تتطلب أيَّ جهدٍ واعٍٍ) ومن خلال الكُلى.يستعمل الجزءُ الوُّدِّي عدَّة وسائل لزيادة ضغط الدَّم بشكل مؤقَّت خلال استجابة المواجهة أو الفرار hypertensive emergency (ردَّة فعل الجسم الفيزيائيَّة تجاه التهديد).

    • يقوم الجزءُ الودِّي بتنبيه الغدتين الكظريَّتين لتحرير هرمونات إيبينفيرين epinephrine (أدرينالين adrenaline) ونورإيبينفيرين norepinephrine (نورأدرينالين noradrenaline).تُنبِّهُ هذه الهرموناتُ القلبَ لتكون ضرباته أكثرَ سرعةً وقوَّة، ولتضييق معظم الشرينات وتوسيع بعضها.الشريناتُ arterioles التي تتوسَّع هي تلك الموجودة في المناطق التي تحتاج إلى زيادة إمدادات الدَّم (كما هيَ الحال في عضلات الهيكل العظمي – العضلات التي يتحكَّم بها الجهد الواعي (العضلات الإراديَّة).

    • كما يقوم الجزء الودِّي بتنبيه الكُلى لتقليل طرح الصوديوم والماء، وبذلك يزداد حجمُ الدم.يضبطُ الجسمُ حركة الصوديوم داخل وخارج الخلايا تجنُّبًا لتجمُّع كميَّة زائدة من الصوديوم داخل الخلايا؛فقد يُؤدِّي وجود كميات زائدة من الصوديوم داخل الخلايا إلى زيادة حساسيَّة الجسم للتنبُّه بالجزء الودِّي العصبي.

      كما تكون استجابة الكلى فوريَّة للتغيّرات الحاصلة في ضغط الدم؛فعندَ ارتفاع ضغط الدم، يزداد طرح الكلى للصوديوم والماء بهدف تقليل حجم الدَّم حتى يعود ضغط الدَّم إلى وضعه الطبيعي.وخلافًا لذلك، فعند انخفاض ضغط الدم، يقلُّ طرح الكلى للصوديوم والماء، بحيث يزداد حجم الدَّم ويعود ضغط الدَّم إلى وضعه الطبيعي.ويمكن للكلى أن تزيدَ من ضغط الدَّم من خلال إفراز إنزيم الرينين enzyme renin، الذي يؤدِّي في نهاية المطاف إلى إنتاج هرمون الأنجيوتنسين 2 angiotensin II.

      يساعد أنجيوتنسين 2 على زيادة ضغط الدَّم من خلال:

      • التَّسبب في انقباض الشُّرينات

      • تنبيه القسم الودّي في الجهاز العصبي اللاإرادي أو المستقلّ

      • تنبيه تحرُّر هرمونين آخرين هما ألدوستيرون aldosterone وفازوبريسين vasopressin (يًُسمَّى الهرمون المضَّاد للِّإدرار antidiuretic hormone أيضًا) اللذان يؤديان إلى زيادة احتبِاس الكلى للصوديوم والماء.

      تقوم الكُلى عادةً بإنتاج المواد التي تُسبِّبُ توسُّع الشُّرينات الموجودة داخلها.ويساعد هذا على تحقيق التوازن بين تأثيرات الهرمونات التي تُسبِّب تقلُّص أو انقباض الشرينات.

      يختلف ضغطُ الدَّم بشكلٍ طبيعيٍّ خلال حياة الشَّخص؛حيث يكون ضغط الدَّم عند الرُّضَّع والأطفال أدنى بكثير من ضغط الدَّم عند البالغين عادةً.ويزداد ضغط الدَّم مع التقدُّم بالعمر عندَ معظم الناس في الدُّول الصناعيَّة، مثل الولايات المتَّحدة.يزداد الضغط الانقباضي حتى بلوغ الشخص 80 عامًا على الأقلّ، وتحدث زيادة الضغط الانبساطي حتى بلوغ الشخص 55-60 عامًا، ثمَّ يتوقُّف حدوث ارتفاع الضَّغط أو قد ينخفض.أمَّا بالنسبة لسكَّان بعض البلدان النَّامية، فلا تحدث زيادةٌ في الضغط الانقباضي أو الانبساطي مع التَّقدُّم بالعمر، حيث لا يوجد ارتفاعٌ في ضغط الدَّم عمليًّا، وقد يعود ذلك إلى المدخول القليل من الصوديوم وزيادة مستوى النشاط البدني.

      تنظيم ضغط الدم: جملة الرينين – أنجيوتنسين – ألدوستيرون

      جملة الرينين – أنجيوتنسين – الألدوستيرون renin-angiotensin-aldosterone system هي سلسلة من التفاعلات المُصمّمة للمساعدة على تنظيم ضغط الدَّم؛

      • فعندَ حدوث هبوط في ضغط الدَّم (الانقباضي، إلى 100 ملم زئبقي أو أقل)، تقوم الكلى بتحرير إنزيم الرينين في مجرى الدم.

      • يتجزَّأ الرينين الذي هو من مشتقَّات الأنجيوتنسينوجين أو مولِّد الأنجيوتنسين angiotensinogen، وهو بروتين كبير يجول في مجرى الدم، إلى أجزاء.وأحد الأجزاء هو الأنجيوتنسين 1.

      • ينقسم أنجيوتنسين 1، وهو غير نَشِط أو فعّال نسبيًّا، إلى أجزاء بواسطة الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين ngiotensin-converting enzyme (ACE).وهناك جزء آخر هو الأنجيوتنسين 2، وهو هرمون شديد الفعالية.

      • يتسبَّب الأنجيوتنسين 2 بتقلُّص عضلات جدران الشرايين الصغيرة (الشُّرينات) وارتفاع ضغط الدم.كا يقوم أنجيوتنسين 2 بتنبيه تحرير هرمون الألدوستيرون من الغدّتين الكُظريتين، والفازوبريسين (الهرمون المضاد لإدرار البول) من الغُدَّة النُّخامِيَّة.

      • يؤدي الألدوستيرون Aldosterone والفازوبريسين إلى احتباس الصوديوم (الملح) من قبل الكلى.كما يؤدي الألدوستيرون إلى طرح البوتاسيوم عن طريق الكلى.تؤدي زيادة الصوديوم إلى احتباس الماء، ومن ثمّ زيادة حجم وضغط الدَّم.

      تنظيم ضغط الدم: جملة الرينين - أنجيوتنسين - ألدوستيرون
      ارتفاع الضغط والسكتات الدماغية “عوامل الخطورة والاسعافات الاولية”

      يؤثر النَّشاط في ضغط الدم بشكلٍ مؤقَّت، حيث يرتفع في أثناء ممارسة النشاط، ويعود لينخفض خلال فترات الرَّاحة.كما يوجد اختلافٌ في ضغط الدَّم باختلاف فترات اليوم: حيث يرتفع في الصباح وينخفض ليلًا خلال النوم.يكون حدوث هذه الاختلافات طبيعيًّا.عندما يتسبَّب التَّغيّر في زيادة عابرة في ضغط الدم، يجري تنبيه إحدى آليات الجسم التَّعويضية لمواجهة هذا التغيّر والحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية؛فمثلاً، تؤدِّي زيادة كمية الدَّم التي يضخُّها القلب – والتي تميل إلى رفع ضغط الدَّم – إلى توسُّع الأوعية الدموية وزيادة طرح الصوديوم والماء من الكُلى – وهذا يميل إلى خفض ضغط الدم.

      الأسباب

      يمكن أن يكون ارتفاعُ ضغط الدَّم

      • أوَّليًّا

      • ثانويًّا

      ارتفاعُ ضغط الدَّم الأوَّلي

      يُسمَّى ارتفاع ضغط الدَّم المجهول السَّبب ارتفاعَ ضغط الدَّم الأوَّلي primary hypertension (كان يسمَّى الأساسي essential سابقًا).يُعاني ما بين 85-95% من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدَّم من ارتفاع ضغط الدَّم الأوَّلي.قد يشترك عدد من التغيُّرات في القلب والأوعية الدموية في حدوث ارتفاع ضغط الدم؛فمثلًا، يمكن أن تزداد كمية الدَّم التي يضخُّها القلب في الدقيقة (النِّتاج القلبي cardiac output)، ويمكن أن تزداد مقاومة جريان الدَّم نتيجة انقباض الأوعية الدموية.وقد يحدث ذلك بسبب زيادة حجم الدَّم أيضًا.تكون أسبابُ هذه التغيُّرات غير مفهومة بشكلٍ كامل، ولكن يبدو أنها تنطوي على شذوذات وراثيَّة تُؤثِّر في انقباض الشُّرينات التي تساعد على ضبط ضغط الدَّم.وقد تُسهم التَّغيراتُ الأخرى في زيادة ضغط الدم، بما فيها تجمُّع كمياتٍ كبيرةٍ من الصوديوم داخل الخلايا وانخفاض إنتاج المواد التي تُوسِّع الشُّرينات.

      ارتفاعُ ضغط الدَّم الثانوي

      يُسمَّى ارتفاع ضغط الدَّم النَّاجم عن سببٍ معروفٍ ارتفاعَ ضغط الدَّم الثَّانوي secondary hypertension.يُعاني ما بين 5-15% من المصابين بارتفاع ضغط الدَّم من ارتفاع ضغط الدَّم الثانوي.

      ينجم ارتفاع ضغط الدَّم عندَ الكثير من أولئك المرضى عن:

      • اضطراب في الكلى

      يمكن أن يؤدي عدد من اضطرابات الكلى إلى زيادةٍ في ضغط الدَّم، لأنَّ للكلى دورًا مهمًّا في ضبطه؛فمثلًا، يمكن للأضرار التي تُصيبُ الكُلى نتيجة حدوث التهابٍ أو الإصابة باضطراباتٍ أخرى أن تُضعفَ قدرتها على طرح كمية كافية من الصوديوم والماء من الجسم، ممَّا يزيد من حجم الدَّم وضغطه.تشتمل اضطراباتُ الكلى الأخرى التي تسبب ارتفاع ضغط الدم على تضيق الشريان الكلوي (تضيُّق الشريان المُغذِّي لإحدى الكليتين)، والذي قد يكون ناجمًا عن التَّصلُّب العصيدي أو عدوى الكلى (التهاب الحويضة والكلية) أو التهاب كبيبات الكلى أو أورام الكلى أو مرض الكلى المتعدد الكيسات أو إصابات الكلية أو العلاج الشُّعاعي الذي يؤثر في الكلى.

      يكون سبب ارتفاع ضغط الدَّم الثَّانوي عند القليل من المرضى هو الإصابة باضطرابٍ آخر، مثل:

      • الاضطرابات الهُرمونِيَّة

      • استِخدام بعض الأدوية

      تشتمل الاضطراباتُ الهُرمونِيَّة التي تُسبِّبُ ارتفاع ضغط الدَّم على فرط الأَلدوستيرونِيَّة hyperaldosteronism (فرط إنتاج الألدوستيرون، من خلال ورمٍ غير سرطاني في إحدى الغدّتين الكُظريتين غالبًا) أو مُتلازمة كوشينغ Cushing syndrome (اضطراب يتميَّز بارتفاع مستويات الكورتيزول cortisol) أو فرط نشاط الغُدَّة الدرقية hyperthyroidism (فرط الدرقية)، وفي حالاتٍ نادرة، ورم القواتم pheochromocytoma (ورم يتوضَّع في الغُدَّة الكظرية ويُنتج هرموني إيبنفيرين epinephrine ونورإيبنفيرين norepinephrine).

      أقرأ ايضا: فوائد القهوة بدون سكر

      تشتمل الأدوية التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم أو تفاقمه على الكحول (الاستعمال المفرط) والكوكايين والستيرويدات القشريَّة ومضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة وموانع الحمل الفموية (حبوب منع الحمل) ومحاكيات الودّي (بعض مضادات الاحتقان في علاجات الزُّكام، مثل سودوإيفيدرين وفينيليفرين).

      ويتداخل تصلُّب الشرايين في ضبط الجسم لضغط الدم، ممَّا يزيد من خطر ارتفاعه؛ذلك أنَّ تصلُّبَ الشرايين يجعل الشرايين قاسية، ممَّا يمنع توسُّعها الذي من شأنه منع عودة ضغط الدَّم إلى مستواه الطبيعي.

      تنطوي الاضطراباتُ الأخرى التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم على ما يلي: تضيُّق الأبهر و مُقدمات الانسمام الحملي و البُرفيرِيَّة الحادَّة المُتَقَطِّعَة و التَّسمُّم الحادّ بالرَّصاص.

      العواملُ المُفاقِمَة

      يمكن للسّمنة ونمط الحياة الخامل والشِّدَّة النفسيَّة والتدخين وتناول كميَّات كبيرة من الكحول أو الصوديوم في النظام الغذائي أن تسهم في حدوث ارتفاع ضغط الدَّم عندَ الذين لديهم ميلٌ وراثيٌّ لحدوثه.كما يمكن لانقطاع النَّفس النَّومي أن يُسهمَ في تفاقم أو ارتفاع ضغط الدَّم الموجود.

      اقرا المزيد : رانيا يوسف ممثلة مصرية من الإعلانات الى التمثيل

      تميل الشِّدَّة النفسيَّة إلى التَّسبُّب في ارتفاعٍ مؤقَّت في ضغط الدَّم، ولكن ضغط الدَّم يعود إلى وضعه الطبيعي بمجرد زوال الشِّدَّة النفسيَّة عادةً.ومن الأمثلة على ذلك “ارتفاع ضغط الدَّم ذو الغلالة البيضاء white coat hypertension”، حيث يؤدي التوتُّر النَّاجم عن زيارة عيادَة الطَّبيب إلى حدوث ارتفاعٍ في ضغط الدَّم، ويكون كافيًا حتَّى يُشخَّصَ كضغطِ دمٍ مرتفعٍ عندَ شخصٍ يكون ضغط دمه طبيعيًّا في أوقاتٍ أخرى.يبدو أنَّ الذين يعانون من “ارتفاع ضغط الدَّم ذو الغلالة البيضاء” يواجهون زيادةً طفيفة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم الدَّائم، ولكنَّهم قد لا يحتاجون إلى العلاج ما لم يكن ضغط دمهم شديدَ الارتفاع في العيادة.

      الأعراض

      لا يُؤدي ارتفاعُ ضغط الدَّم عند معظم الأشخاص إلى ظهور أعراض، برغم الظهور المتزامن لأعراضٍ معيَّنةٍ معروفة، ولكنَّها تُعزى بالخطأ إلى ارتفاع ضغط الدَّم، مثل الصُّداع والرُّعاف (نزف من الأنف) والشعور بالدَّوخة والإرهاق وتورُّد الوجه.قد تظهر هذه الأعراضُ عند الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدَّم، لكنَّ هذه الأعراضَ قد تظهر عند الذين يكون ضغط دمهم طبيعيًّا في بعض الأحيان.

      يمكن أن يؤدي ارتفاعُ ضغط الدَّم الشديد أو الطويل الأمد الذي لم يَجرِ علاجه إلى ظهور أعراض، لأنه قد يُلحق الضَّررَ بالدِّماغ والعينين والقلب والكلى.وتشتمل الأَعرَاضُ على الصُّداع والتَّعب والغثيان والتقيّؤ وضيق النَّفس والتململ.يُسبِّبُ ارتفاعُ ضغط الدَّم الشديد تورُّمًا في الدماغ في بعض الأحيان، ممَّا يؤدِّي إلى الغثيان والتقيّؤ وتفاقم الصُّداع والنُّعاس والتَّخليط الذهنِي والاختِلاجَات والوسن، وحتى الغيبوبة.ويُطلَق على هذه الحالة اسم الاعتِلاَل الدِّماغِيّ بارتِفاعِ ضَغطِ الدَّم hypertensive encephalopathy.

      يزيد ارتفاع ضغط الدَّم الشديد من عبء عمل القلب، وقد يُسبِّبُ ألمًا في الصدر أو ضيقًا في النَّفس.يُؤدِّي الارتفاع الشديد في ضغط الدَّم إلى تمزُّق الشريان الذي يمرُّ من خلاله الدَّم الخارج من القلب (الشريان الأبهر)، ممَّا يسبِّب ألمًا في الصدر أو البَطن.والأشخاصُ الذين يُعانون من مثل هذه الأعراض يُعانون من حالة ارتفاع ضغط دمٍ طارئة تحتاج إلى معالجةٍ إسعافيَّة.

      أمَّا إذا كان ارتفاعُ ضغط الدَّم ناجمًا عن الإصابة بورم القواتم، فقد تنطوي الأعراض على الشُّعور بالصُّدَاعٍ الشديد والقلق والشُّعور بمعدَّل ضربات القلب السريع أو باضطراب نَظم القلب (خفقان القلب) والتَّعرُّق المُفرِط والرُّعاش والشحوب.تنجم هذه الأَعرَاضُ عن وجود مستوياتٍ مرتفعةٍ من هرموني الإيبنفيرين والنورإيبنفيرين اللذين يُنتجهما ورمُ القواتم.

تُشير كلمة ارتفاع ضغط الدَّم عند الكثير من الأشخاص إلى التوتُّر المفرط أو العصبيَّة أو الشِّدَّة النفسيَّة. ومن النَّاحية الطبية، يُشير مصطلح ارتفاع ضغط الدَّم إلى ارتفاعه المستمرّ، بغضِّ النَّظر عن السبب. ونتيجةً لعدم تسبُّببه بظهور أعراضٍ لعدَّة سنوات – ما لم يتضرَّر أحد الأعضاء الحيويَّة – فقد أُطلقَ على ارتفاع ضغط الدم اسم القاتل الصَّامت silent killer.يزيد ارتفاع ضغط الدَّم غير المضبوط من خطر حدوث مشاكل مثل السَّكتة الدِّماغية و أمُّ الدَّم و فشل القلب و النَّوبة القلبيَّة و داء الكلية المزمن.

اقرأ المزيد : الامراض بالانجليزي مع الصور والترجمة

ويُقدَّر وجود ارتفاع ضغط الدَّم عند نَحو 75 مليون أمريكي. يحدث ارتفاعُ ضغط الدَّم بنسبةٍ أكبر عند العرق الأسود – عند 41٪ من البالغين ذوي البشرة السوداء مقارنة بنسبة 28٪ من ذوي البشرة البيضاء و 28٪ من الأميركيين المكسيكيين. كما يُصيب بشكلٍ شائع الأشخاص من أصولٍ صينيَّة أو يابانيَّة وغيرهم من مناطق شرقي آسيا أو المحيط الهادئ (مثل الكوريين والتايلنديين والبولينيزيين والمكرونيزيين والفلبينيين والماوريين).تكون عواقبُ ارتفاع ضغط الدَّم أسوأ عند ذوي البشرة السوداء والأشخاص من أصلٍ آسيوي.يحدث ارتفاع ضغط الدَّم غالبًا عندَ كبار السن – عند حَوالى 65% من الأشخاص بعمر 65 عامًا أو أكبر، مقارنةً بحدوثه عند حَوالى 25% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 74 عامًا. يبلغ خطرُ الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم عند الأشخاص الذين يكون ضغط دمهم طبيعيًّا بعمر 55 عامًا 90٪ في إحدى مراحل حياتهم. ويكون احتمال الإصابة به مضاعفًا عند الذين يُعانون من السّمنة، مقارنةً بأصحاب الوزن الطبيعي.

اقتصر تشخيص ارتفاع ضغط الدَّم في الولايات المُتَّحدة على حَوالى 81% من المصابين بهذه الحالة فعلًا. يستعمل حَوالى 73% من الذين شُخِّص لديهم ارتفاع ضغط الدم العلاج الخافض للضغط، ويكون هذا العلاج فعَّالًا عند حَوالى 51% منهم.

ملاحظة: المعلومات المنقولة في الموضوع للفائدة والاطلاع فقط ولتشخيص الاعراض والامراض يجب مراجعة الطبيب المختص

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights