اسرار تاريخية مسؤولية نوري باشا في اغتيال الملك غازي وابعاد الأمير زيد وتثبيت الأمير عبد الاله وصيا للعرش
1-مدى صدق مؤامرة إزاحة الملك غازي وتثبيت الأمير عبد الاله محله
في برقيته المؤرخة في 2 اذار 1939 كتب السفير يبلغ وزير خارجية بلاده بان التحذير الذي اوصله الوزير الى نوري قد ثبت ما
يبرره فيما يتعلق بسلوك الجيش الذي لم اتوقعه
المؤامرة قد جرى الاعداد لها من طرف دوائر من خارج الجيش
ابلغني الجنرال نوري وبشكل شخصي بان مؤامرة للجيش قد تم اكتشافها وتسعى لخلع الملك غاي ووضع الامير عبد الاله
محله. ان هذا الاخير اي عبد الاله قد اعلم فورا الامير زيد وكشف له المؤامرة وبدوره زيد ابلغ طه الهاشمي.
15 ضابط متورطين بالمؤامرة رغم ان الجنرال نوري يعتقد بانه تم تحديد بعض الأسماء بينهم اثنين قد جرى اعتقالهم.
لغاية الان لا يعرف نوري ان كانت المؤامرة قد جرى الاعداد لها من طرف دوائر من خارج الجيش، ولكنه عازم على اجراء تحقيق
شامل، ويدعي نوري انه قد ابلغ الملك بالمؤامرة دون ان يكشف له الهدف منها.
ملاحظتي: انتشر هذا الخبر قبل شهر تقريبا من مقتل الملك غازي خلاله اتهم نوري تورط حكمت سليمان وسعى لإعدامه
انتقاما لمقتل جعفر باشا وهنا اوثق من طرفي ان السفير البريطاني قد حذر نوري ضد هكذا خطوة . تم تقديم عدد من الضباط
للمحكمة وصدرت احكام متفرقة عن مسؤوليتهم في مقتل جعفر باشا بينما لم يتم تقديم احد للمحاكمة عن مقتل بكر
صدقي وقائد القوة الجوية معه.
اقرا ايضا : القشلة وساعتها التاريخية
قتل الملك غازي بحادث السيارة الشهير بتاريخ 4 نيسان 1939
2- قتل الملك غازي بحادث السيارة الشهير بتاريخ 4 نيسان 1939 ونجح نوري بأبعاد الأمير زيد وتكليف الأمير عبد الاله وصيا
للعرش رغم ان وزارة الخارجية البريطانية في الساعات الاولى من بعد مقتل الملك قد ابلغت السفير بان السير بيترسن يدعم
الراي ان يكلف زيد بالوصاية خصوصا وان الملك لم يسمي احد خلال حياته.
برر نوري عدم ميله الى تنصيب الأمير زيد للسفير الذي من طرفه كتب الى حكومته بتاريخ 6 نيسان ان نوري السعيد قد
طمئنه قائلا رغم ان الامير زيد يتمتع بخصائص وصفات ممتازة الا انه سوف يكون غير مناسب تماما وذلك بسبب زوجته التي
تسيطر عليه تماما. واضاف نوري تبريرات اخرى قائلا ان زوجة الامير زيد قال إنها طموحة، يمكن رشوتها، وعرضة للتأثير
الألماني وعلى اتصال بجميع أنواع الدوائر غير المرغوب فيها في الشرق الأوسط. وان اصبح الامير زيد هو الوصي على العرش
فانه سيكون لتعيينه هذا تأثرا غير مرحبا به في البلاد العربية.
نوري قد حذر جميل المدفعي بانه اذا ما اصر على دعم زيد
وفيما يتعلق بالعراق، سيكون من التفاؤل ألا يحصل النفوذ الألماني (الذي يعمل بالفعل في منزله على الرغم من أن زيد على
علم بذلك) على حضورا قويا في البلاط وتسلط على الملك إذا لم يعاني هذا الاخير بالفعل من مرض أسوأ.
بالإضافة الى ما تقدم فان سلف نوري وهو جميل المدفعي قد ضغط على ترشيح زيد للنهاية ولكن ومثلما التزم نوري لدعم
عبد الاله (وهنا يعتقد نوري بان عبد الاله سوف يتطور ليكون وصيا جيدا) فانه اي نوري لم يكن مستعدا لقبول وجهة نظر جميل
المدفعي. في الحقيقة فان نوري قد حذر جميل المدفعي بانه اذا ما اصر على دعم زيد فانه من الافضل له البقاء بعيدا عن
جلسة البرلمان اليوم.
في رسالته اوضح السفير بانه مطلع على ان جميل المدفعي كان في النهاية قد صوت لصالح عبد الاله الذي تعيينه قد حصل
بالإجماع.
ملاحظة: هنالك اجماع على ان الأمير زيد كان وقتها هو الأكثر تأهيلا لمنصب الوصي لتجربته الطويلة في السياسة والحكم
مقارنة والشاب غير المعروف الامير عبد الاله. البعض يعتقد ان موقف نوري السلبي من الامير زيد هو حاجته الى وصي يمكن
التأثير عليه بسهولة. المحتوى أعلاه نجد ان نوري يتهم الملك وبلاطه والأمير زيد وزوجته بصلاتهم مع المانيا لتبرير دعمه الى
عبد الاله
بقلم Mouayad Alwindawi
