اخبار العراق

مجالس المحافظات حلت ولم تلغى

 إذا ما عدنا إلى ما شهده العراق من مركزية مفرطة سبقت عام 2003  و ما نتج عن هذه المركزية من مشاكل متعددة ،

جعلت القوى السياسية بأغلب انتماءاتها تأخذ بمبدأ اللامركزية من دون الاتفاق حول آلية تطبيقها والتوقيت المناسب لها ،

ومن جهة أخرى فقد توجه جانب آخر من القوى السياسية نحو المطالبة بالفدرالية  كأساس للمرحلة القابلة ، في حين

طالبت قوى سياسية بالأقاليم على غرار كردستان التي أصبحت واقع حال ، إذ إنها اصغر من دولة واكبر من اقليم . وفي ظل

اختلاف الرؤية في الطرح جرى التعامل مع اللامركزية الإدارية عن طريق زيادة صلاحيات المحافظات غير المرتبطة بإقليم، ولا

سيما قانون رقم ( 21 ) لسنة 2008.. والذي لا يزال محل جدل حتى بعد نقل صلاحيات قرابة ثماني وزارات إلى المحافظات ،

ومع ذلك لا تزال تشهد المحافظات مشاكلا وعلى  المستويات كافة ، إذ انحرفت المجالس عن الهدف المرسوم لها وبدى

عليها النزاع السياسي أكثر من دورها الخدمي، ومع تصاعد المطالب بحلها أو تسوية أمورها لكنها ظلت  تواجه واقعين هما :

الواقع القانوني والواقع السياسي و مثلما يأتي :

مجالس المحافظات
مجالس المحافظات

اقرا أيضا : التخطيط عدد سكان العراق يبلغ 42 مليون نسمة

الواقع القانوني :

الدستور العراقي منح صلاحيات إدارية ومالية كبيرة  للمحافظات غير المرتبطة بإقليم لتتمكن من إدارة شؤونها وتنظيمها على

وفق اللامركزية الإدارية مثلما موجود في المادة 122 من الدستور العراقي الدائم لعام 2005 ، فضلًا عن المادة 123 والتي

بموجبها يحق للحكومة الاتحادية أن تتنازل أو تمنح بعضًا من صلاحياتها للمحافظات ، وهو بذلك أعطى اعترافًا بصلاحيات

المحافظات .

وأما قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم رقم 21 لسنة 2008 فقد نظم صلاحيات واختصاصات المحافظات . وإذا ما أراد

البرلمان إلغاء هذا القانون فيحتم عليه اصدار قانون اخر ليحل محل الاول شريطة أن يضمن صلاحيات تلك المحافظات بما يتلاءم

والدستور العراقي ، وبالرغم من حراك البرلمان الاخير القاضي بحل مجالس المحافظات أو سحب الصلاحيات لحين إجراء

انتخابات بسبب انتهاء المدة القانونية منذ اكثر من عام ، لكن الامر يبدو معقدًا وذلك لأسباب عدة و في مقدمتها الأسباب

السياسية .

اقرا المزيد : قانون الضمان الاجتماعي للتصويت بعد انتهاء العطلة التشريعية

أوضح الخبير القانوني، علي التميمي، اليوم الاثنين، ان مجالس المحافظات حلت ولم تلغى وفقاً للدستور العراقي، فيما اقترح
مجالس المحافظات
مجالس المحافظات

4 تعديلات على شكله الجديد.

وقال التميمي في تصريح  ان :”مجالس المحافظات حلت ولم تلغى لأنها منصوص عليها في الدستور المادة 122 ثانيا ورابعا

من حيث انتخاب المحافظ ونظم القانون 21 لسنة 2008 عمل مجالس المحافظات وصلاحياتها كما نظم القانون 36 لسنة 2008

انتخابات مجالس المحافظات وتعديلاتها”.

وأضاف “البرلمان شرع القانون 27 لسنة 2019 التعديل الثاني لقانون 12 لسنة 2018 وجاء في المادة 1 من القانون بإيقاف

عمل هذه المجالس وهذا لا يعني الغاء وجودها كونها منصوص عليها دستوريا”.

حلت لكنها لم تلغى لوجود النص الدستوري

وتابع التميمي، ان “قرار المحكمة الاتحادية 118 لسنة 2019 ألغى المادة 14 من القانون رقم 10 لسنة 2018 التعديل الثالث

لقانون انتخابات مجالس المحافظات والمتعلقة باستمرار عملها ودعم  قرار المحكمة الاتحادية أعلاه القرار الصادر من مجلس

النواب بالقانون 27 لسنة 2019″.

اقرا أيضا : قرعة دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا 2023

واستدرك بالقول “ثم جاء قرار المحكمة الاتحادية 155 لسنة 2019 والذي قال ان وجود مجالس المحافظات حقيقة دستورية لا

يجوز إلغائها؛ لكن استمرارها مع انتهاء مدة انتخابها يخالف المواد 5 و6 من الدستور، وهذا القرار أكد نص قانون 27 لسنة 2019

الذي انها استمرار هذه المجالس في عملها”.

مجالس المحافظات
مجالس المحافظات

واكد التميمي “اذن مجالس المحافظات حلت لكنها لم تلغى لوجود النص الدستوري أعلاه، بالتالي لابد من اجراء انتخاباتها

وتحديد موعد لهذه الانتخابات بقرار من مجلس الوزراء بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات”.

واقترح التميمي “تعديل قانون الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات من حيث عدد الأعضاء وتقليص العدد وأيضا عمر المرشح

وطريقة الانتخاب واعتماد العد والفرز اليدوي بعد الالكتروني”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights