الفنان علي عبد الكريم .. ولوحات بروحية خاصة : شعور غريب يشدك وانت تقف أمام لوحات الاستاذ والفنان التشكيلي والكاتب العراقي ( علي عبد الكريم ) وتلك الألوان المعتمة التي تخفي وراءها اسراراً ومعاناةً نفسية يستشعرها الفنان وينقلها إلى لوحاته ويستشعرها المتلقي احساساً بالفنان .
وانت تتجول في تلك اللوحات ينتابك شعور الغوص في مدن لها عبق تاريخي وموروث قديم يصاحبه انتماءاً لاحدود له لمناطق معينة في اللوحة وذلك المزيج بين الموضوع والاحساس واللون بمشهد بصري يفوق الإعجاز في إخراجه وتكوينه .
(علي عبد الكريم ) صانع الجمال للمدن العتيقة وملك الألوان ورقة الاحساس ، ومستفز لمشاعر المحبة والحنين وذكريات الماضي .
الفن عنده وسيلة للتعبير عما يجوب في دواخله ويستخدمه كأداة ليسجل من خلاله مشاعره ممزوجة باللون ويترجم كل ما يرصده بتعبيرية ودقة ، وينقل جزءاً من هواجسه التي قد يعجز القلم عن كتابتها واللسان عن نطقها ويسجل بالريشة والألوان رسائل هادفة تحمل مكنونات فكرية ونفسية وواقعية .
اقرا المزيد.. شذى جمهور.. الهدوء الصامت والابداع المتجدد
وتجربة الفنان التشكيلي ( علي عبد الكريم ) غنية ومهمة ومؤثرة في المحيط الفني المحلي والعربي والعالمي اثبتت حضورها دوليا وهي مواكبة لحركة الفن التشكيلي وتطوره في العالم .
وله تجارب غنية ومهمة في الحياة العملية والتي ساهمت إلى حد كبير في انضاج انضاج الأدوات الفنية وربما كانت تجربته مختلفة بل هي كذلك عن تجارب الفنانين الأخرين .
والكلمة عند الفنان ( علي عبد الكريم ) تعانق الريشة لتكتمل بذلك عناصر تكوين العمل الفني ، وهناك كلمات تناثرت على سطح اللوحة معلنة بحروفها انها نابعة من صميم الألوان تتناغم بعذوبة لتنتج صوراً شعرية لونية تصل إلى المتلقي بهدوء وعفوية ، وهو بذلك يكون قد أقام علاقة بصرية بين الكتابة وبين الفن التشكيلي واستخدم الكتابة كفضاء يحيط بتخطيطاته ومزج النص كوجود أدبي من جهة مع الرسم كفن من جهة أخرى .
اتخذ من المدارس الواقعية والتعبير ية والتجريدية والتكعيبية والرمزية والانطباعية والهندسية مادة للوحاته خلطها بروحية واحساس عالٍ في موضوعاته التي اختارها بدقة شديدة مع اللون لاظهار قيم الجمال والفن ومعانيه .
و للمرأة حضورا في أعمال الفنان ( علي عبد الكريم ) خلال مفرداته التشكيلية التي تعانق البيئة البغدادية المليئة بالابواب والشبابيك والتفاصيل الأخرى التي شهدتها اعماله بتنوع الأساليب والتقنيات والتكوينات والألوان وهو يكون بذلك قد حقق تناغما لونيا واضحا في اعماله .
له أحد عشر معرضا شخصيا ومشاركات فنية متعددة داخلية وطنية وخارجية دولية في تركيا وتونس والمغرب ولبنان والجزائر ومصر والاردن ، وحصل خلالها على العديد من الأوسمة والدروع والشهادات والتقديرات والقلائد .
واختيرت بعضا من اعماله لتزين مجاميع وكتب أدبية ودواوين شعرية وتصدرت لوحاته تلك المجاميع .
وتحمل لوحاته رسائل ومضامين يحاول ايصالها إلى المتلقي سواء كان ذلك في معرض شخصي او مشترك .
ولمعارضه الشخصية نكهه خاصة وقيمة فنية كبيرة وشعور مميز ونشوة روحية لتلمس الفرح والمحبة في قلوب المحبين ، ورسمت معارضه الطريق بوضوح لتقديم نفسه كفنان مختلف ومتميز ببصمته الواضحة في إيصال مفاهيم الفن الذي أنجزت بها اعماله .
اقرا ايضا.. تجربتي وكسر النمطية في الأعمال
وللفنان الكاتب ( علي عبد الكريم ) كتاب بعنوان ( تجليات لوحة ) واخر بعنوان ( خلف أسوار اللون ) وهما تفاسير لللون والكلمة مصحوبة بمقطوعات نثرية ولوحات فنية .
بقي ان اقول ان الفنان ( علي عبد الكريم ) عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ، وعضو نقابة الفنانين العراقيين ، وعضو جمعية الخطاطين العراقيين ، وعضو مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب / بيت الفنانين العرب ، وعضو ملتقى رواد الفن العراقي/تركيا ، وعضو جمعية نجم الدولية للفن التشكيلي .
بقلم / محمد السبع
