سوريا تستغيث الهاشتاغ الاكثر انتشارا على وسائل التواصل


سوريا تستغيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا وتغريدات عبر وسم دشنوه بعنوان ((#سوريا_تستغيث) ) بعد زلزال الاثنين المدمّر الذي ضرب، فجر الاثنين، جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وخلف أكثر من 5000 قتيل وأكثر من 21 ألف جريح على الأقل حتى الآن. ونشر مستخدمو موقع تويتر صورًا مؤلمة لأطفال تحت الأنقاض ولمحاولات فرق الإنقاذ مساعدة المنكوبين في مختلف المدن السورية المتضررة.
“أهم ما أحتاجه حاليًا هو سقف خيمة يقيني وعائلتي مطر الشتاء بالإضافة إلى تأمين بعض الدفء لأولادي سواء بوقود التدفئة أو بعض البطانيات”، تلك عبارة قالها أحد منكوبي الزلزال المدمر في ريف سراقب بمحافظة إدلب شمالي سوريا.جملة تلخص حال كثير من منكوبي الزلزال في سوريا ولا سيما في المناطق التابعة لسيطرة المعارضة. فسكان هذه المناطق يعانون قبل كارثة الزلزال من فقدان أدنى مقومات العيش الكريم. ويكابدون بشكل يومي للحصول على لقمة العيش وما تيسر لهم من سبل التدفئة في فصل الشتاء. وهم الذين عاشوا ويلات الحروب والتهجير وظروف الطقس القاسي والآن الكوارث الطبيعية.
أقرأ أيضا :الزلزال تركيا وسوريا : مساعدات واغاثة امريكية واوروبية


قد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله بأن يتوصل مجلس الأمن الدولي لقرار بفتح معابر أكثر بين تركيا وسوريا لإيصال المساعدات بصورة عاجلة. وشدد غوتيريش على أن العقوبات لا ينبغي أن تحول دون وصول المساعدات إلى محتاجيها من الشعب السوري، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى الوحدة وتعزيز القدرات وليس إلى تسييس الأزمة.هذه الدعوة وردت على لسان مسؤولين آخرين في الأمم المتحدة ومن بينهم المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون والمنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا مصطفى بلمليح.
قافلة مساعدات دخلت سوريا
وفي هذا الإطار، أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن قافلة مساعدات أممية دخلت سوريا اليوم عبر معبر باب الهوى وتضمنت بطانيات وخيام ومساعدات إغاثية عاجلة.
وقال في حديث إلى “العربي” من نيويورك: “كان من المفترض أن تدخل هذه القافلة قبيل حدوث الزلزال”، مشيرًا إلى تجهيز قوافل مساعدات أخرى لمساعدة المنكوبين.
اقرا ايضا : كيف اللقاء وقد شطت بنا السبل
وأوضح أن هناك مئة فرقة تبحث في المناطق المتضررة من الزلزال. ولفت إلى أن حجم الدعم التي تقدمه الأمم المتحدة للفرق كبير جدًا. واعتبر أن حدوث كارثة طبيعية في مناطق جبلية أدت إلى تضرر الطرق وبالتالي تطلب الوضع إصلاحها لكي تتمكن قوافل المساعدات من العبور وهو ما عملت عليه الفرق في الأيام السابقة وأنجز بشكل كامل.
أطراف مؤثرة
وقال حق: “لا بد من السماح لنا بالمرور من قبل جميع الأطراف التي تسيطر على الأرض لكي نتمكن من الوصول إلى جميع المناطق المتضررة”، إضافة إلى تأمين الدعم المالي واللوجستي.
وتوقع وصول مساعدات إضافية قريبًا. وأضاف: “نحن نفعل كل ما يمكنا القيام به ومن الواضح أن الصعوبات كانت أكثر من المتوقع في المواقع المتضررة والتي كانت موضع قتال”، مؤكدًا أن “الأمين العام للأمم المتحدة لا يريد تسييس الأمور ونود الوصول إلى الضحايا أينما كانوا بأسرع ما يمكن”.
كما لفت حق إلى أن رئيس العمليات الإغاثية في الأمم المتحدة موجود في تركيا وسيتابع رحلته إلى الأراضي السورية حيث سيتحدث إلى مسؤولين في النظام السوري لتمكينهم من السماح لنا بالعبور وإيصال المساعدات بشكل عاجل.
وأفاد بأن الأمم المتحدة ستتعامل مع الوعود التي قطعها الجانبان على طرفي الحدود في سوريا بإتاحة مرور المساعدات. وقال: “لا بد أن يصدقوا في تعهداتهم عندما يتعاملون معنا”.
اقرا ايضا :زلزال مدمر وحصيلة ثقيلة في تركيا وسوريا
وحول احتمالية فتح معابر أخرى، يشير حق إلى أن الأمم المتحدة تعتمد على تفويض من مجلس الأمن لكي تتمكن من استخدام المعابر الحدودية لدخول سوريا، معتبرًا أن فتح معابر إضافية يسهل دخول مساعدات إضافية. وقال: “هذه ظروف استثنائية وتحتاج إلى قرارات استثنائية”.
تركيا تتعامل مع كارثتها
من جانبه، يرى مدير الدراسات الأمنية في مؤسسة سيتا مراد يشلتاش أن الأمر لا يتعلق بدور تركيا في إيصال المساعدات لسوريا، بل بواقع تركيا في أعقاب الزلزال.
ويلفت في حديث من أنقرة إلى التنسيق من أجل فتح معبر باب الهوى الذي تضرر من الزلزال.
كما أشار إلى تعاون المنظمات التي تعمل في سوريا وتلك التي تعمل في إدلب.
أوضاع صعبة واحتياجات هائلة
ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة الأوضاع في سوريا بعد الزلزال بأنها “صعبة للغاية ومستوى الاحتياجات فيها هائل”.
ورغم ذلك، لم يدخل حتى الآن أي نوع من المساعدات لا الدولية ولا الشعبية إلى المناطق السورية المنكوبة وهو ما أكده مدير العلاقات العامة بمعبر باب الهوى الحدودي مازن علوش الذي قال: “إن المساعدات الأممية التي دخلت إلى شمال غربي سوريا هي دورية استؤنفت بعد توقف قصير أي أنها مبرمجة قبل وقوع الزلزال الذي تتطلب عمليات الإغاثة في خضمه معدات ومواد إغاثة من نوع خاص”.


وقد تخطّى إجمالي عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب، فجر الاثنين، جنوبي تركيا وشمالي سوريا، 5000 حتى اللحظة في الدولتين، وسط هزات ارتدادية تضرب المنطقة.
وبينما تُواصل فِرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المهدمة، قال نائب الرئيس التركي إن إجمالي عدد قتلى الزلزال في تركيا بلغ 3419.
وقالت الحكومة السورية والخوذ البيضاء في شمال غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة إن عدد القتلى في سوريا يتجاوز 1500 قتيل.
وانتقد عدد من الناشطين توجيه جلّ المساعدات الدولية إلى تركيا وإهمال المنكوبين في سوريا وهم في أشد الحاجة إليها، بسبب الحرب والفقر الذي تعيشه البلاد.
وأوقفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تدفق المساعدات المهمة التي تنقلها من تركيا إلى شمال غرب سوريا مؤقتا، وقالت إن السبب “الأضرار التي لحقت بالطرق ومشاكل لوجستية أخرى مرتبطة بالزلزال العنيف الذي ضرب البلدين الاثنين”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إنه يتعين على جميع الأطراف الدولية، ومنها روسيا، الضغط على النظام السوري للسماح بالمساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال.
وكانت تقديرات الأمم المتحدة -قبل الزلزال بساعات قليلة- تشير إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات القادمة عبر الحدود، وأغلبهم نازحون بسبب الحرب ويعيشون في مخيمات.
ورصد ناشطون إرسال لبنان مساعدات وفرق إنقاذ إلى سوريا.
اقرا ايضا : تركيا تتعرض لزلزال
ودعا الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، علي يوسف حجازي إلى المشاركة بشكل واسع في جمع ما يلزم من مساعدات لصالح الشعب السوري المنكوب.
وقال حجازي إنه تم التخلي عن سوريا، محددا المساعدات في الملابس والبطانيات وسلال الغذاء وحليب الأطفال.
ونشر حساب فريق ملهم التطوعي عددا من مقاطع الفيديو توثق شهادات أسر سورية متضررة من الزلزال المدمّر.
ورصد الفريق قصة موجعة لطفل صغير تظهر على وجهه جروح لقي أهله حتفهم في الزلزال ونُقل وحيدًا للمستشفى.
ودعا الصحفي إيلي أبو نجيم إلى الابتعاد عن الحسابات التي تُفرق بين “نظام ومعارضة”، وتابع “كونوا بشرا واحكوا عن بشر صاروا أشلاء تحت الدمار، احكوا عن بشر عم يفتشوا عن بقايا بعض بين الخراب، كونوا لو لمرّة واحدة بشرا”.
ونشر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي مقطع فيديو لرجل يلقن طفلا عالقا تحت الأنقاض الشهادتين، ووصفه بأنه “يفطر القلب”.
وقال الكاتب أحمد مازن إن “الصورة مؤلمة لا أحد ينظر إلى سوريا إلا قلة قليلة، كلنا متعاطفون ونريد مساعدة المتضررين في تركيا ولكن أيضًا عقولنا وقلوبنا مع إخواننا في سوريا فمصابهم جلل فعلًا وبإمكانيات تكاد تكون بدائية”.
اقرا ايضا : مصرع اليوتيوبر طيوبة أم البنات وزوجها وبناتها في الزلزال
ونشرت الصحفية سلام الفيل صور أطفال تحت الأنقاض وكتبت عليها “لا يوجد ابتلاء ومصيبة أشد من فقد الابن أو الابنة، هو حزن لا ينقص أبدا ونار لا تنطفئ في القلب”.
وذكّرت بأن سوريا في أمس الحاجة إلى كل المساعدات الطبية والإنسانية اليوم.
ودعا دكتور التفسير وعلوم القرآن محمد الهجاري إلى الدعاء لسوريا وتركيا في تغريدة قال فيها “أكثروا من الدعاء والاستغفار والتسبيح والصدقة لإخواننا المنكوبين في تركيا وسوريا”.
ونشرت المذيعة نسرين زواهرة مقطع فيديو لرجل سوري يستغيث من تحت الأنقاض وكتبت عليه “أهلنا في سوريا بحاجة لوقفة كل العالم أمام هذه الكارثة، وكل الحسابات الثانية لا تساوي شيئا أمام حياة الناس”.
ودعا الناشط السعودي تركي شلهوب إلى إغاثة أهل سوريا، مشددا على أن وضعهم صعب، في ظل غياب المؤسسات والإمكانيات للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.
وأضاف “أغيثوهم فقد اجتمع عليهم الموت والبرد والجوع والتشرّد”.
وحملت الصور التي تداولها المشاركون على الوسم قصصا إنسانية موجعة، وأظهرت إحداها رجلا عالقًا بين بنايتين مدمّرتين.