فن

جواز مرور أفلام “للكبار فقط”

“للكبار فقط”.. عبارة نقرأها في بعض الاحيان على أفيشات الأفلام السينمائية في دور العرض المصرية والتي يفترض ان يحتوي مضمونها على مشاهد تدخل في نطاق التابوهات المرفوضة من قبل الرقابة على المصنفات الفنية، وتأتي في مقدمتها المشاهد السياسية والجنسية وأفلام الرعب.

الملاحظ ان هذه العبارة أصبحت جواز المرور للعديد من الأفلام السينمائية في مصر في الفترة الأخيرة، نظرا لعودة الأفلام التي تناقش مشاكل الحياة السياسية والاجتماعية في مصر وعلى رأسها فيلم عمارة يعقوبيان، الذي أعاد للأذهان سينما الكبار التي لا يشاهدها من هم دون عمر الثامنة عشرة.

أقرأ أيضا : الينا انجل العرقية التي اشتهرت في أفلام الكبار ؟

جدير بالذكر ان علاقة الجمهور المصري بهذه العبارة قديمة وتعود الى السبعينات من القرن الماضي عندما بدأت السينما المصرية في تقديم أفلام حوت العديد من المشاهد الجنسية الصريحة، وقدمها كبار نجوم التمثيل في مصر، ومن بينها فيلم «امرأة من نار» و«العوامة 70» و«المذنبون»، وغيرها من الأفلام التي اقتصرت مشاهدتها على الكبار فقط، واستمرت هذه الأفلام في فترة الثمانينات التي قدمت فيها أفلام مثل «العذراء والشعر الأبيض» و«أرجوك اعطني هذا الدواء» و«الباطنية» وهي أفلام جعلت الاسر المصرية تتخذ قرارها بعدم الذهاب الى السينما من الأساس. ومع بزوغ نجم أفلام التسعينات التي

اقرأ ايضا : المخرجة إيناس الدغيدي، إنها على استعداد لأخراج أفلامًا جنسية عالمية، موضحة أنها ستختار الفنانة هند صبري لتكون بطلة.

اشتهرت باسم أفلام الشباب كادت عبارة «للكبار فقط» ان تختفي من على افيشات السينما المصرية، بعد أن رفعت شعار السينما النظيفة والتي اشتهرت بلاءاتها الثلاث: لا للجنس لا للعري ولا للسياسة. الا أن لافتة «للكبار فقط» عادت للظهور مرة اخرى في بداية الالفية الثالثة مع عودة افلام المخرجة ايناس الدغيدي، التي اشتهرت بجرأتها الزائدة في تناول مشاهد الجنس، مما دعا رقابة المصنفات الفنية لإجازة تلك الافلام مع وضع عبارة للكبار فقط. وكان أول هذه الأفلام فيلم «مذكرات مراهقة» بطولة هند صبري واحمد عز ومحمد رجب وإخراج إيناس الدغيدي، وقد بررت الرقابة قرارها بأن الفيلم يحتوي على مشاهد جنسية وعنف ضد المرأة لا يستوعبه من هم دون سن السادسة عشرة من أعمارهم.

أفلام للكبار فقط
أفلام “للكبار فقط”

نفس الأمر ينطبق على فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» الذي قام ببطولته خالد أبوالنجا وهند صبري وصلاح عبد الله، والذي امتلأ بمشاهد الجنس وبعض الألفاظ الخادشة للحياء، رغم أن الفيلم ينتمي للسينما الكوميدية، وقتها حاولت الرقابة حذف بعض هذه المشاهد قبل التصريح بالعرض، ولكن وجدوا أن عملية الحذف سوف تخل بالبناء الدرامي للفيلم فتم اللجوء إلى وضع هذه اللافتة للخروج من هذا المأزق.

أما فيلم «سهر الليالي» الذي قامت ببطولته منى زكي وحنان ترك وعلا غانم وشريف منير وفتحي عبد الوهاب واحمد حلمي وإخراج هاني خليفة، فقد كان أول الأفلام التي تنتمي للموجة الشبابية يحمل لافتة للكبار فقط، وذلك بسبب الجرأة الشديدة في تناول العلاقات الزوجية، وفي نفس الوقت لاحتواء الفيلم على مشاهد يمكن أن تخدش الحياء العام للآباء أمام أبنائهم أثناء مشاهدة الفيلم.

شاهد المزيد : ممثلة اباحية : منتجي أفلام الإباحة كانوا يصرون على ارتدائها الحجاب

وإذا نظرنا لفيلم «ليلة سقوط بغداد» بطولة احمد عيد وبسمة وحسن حسني وتأليف وإخراج محمد أمين، نجد أن الرقابة لجأت لوضع هذه اللافتة على أفيش الفيلم لسببين، الأول سياسي يتعلق بمشهد الحلم الجنسي لبطل الفيلم مع وزيرة خارجية أميركا، والثاني مشاهد الجنس الكثيرة طوال أحداث الفيلم.

أما فيلم «بحب السيما» الذي أثار ضجة عند عرضه فكان السبب الرئيسي لوضع هذه اللافتة عليه الجرأة الشديدة في الأفكار التي يطرحها الفيلم، حيث قدم أفكارا جديدة وتفاصيل دقيقة لحياة أقباط مصر ومعتقداتهم، بالإضافة لاحتواء الفيلم على مشاهد رأت الرقابة ضرورة حماية الأطفال منها، مثل: ظهور ليلى علوي في مشاهد وهي ترتدي القليل من الملابس.

وأخيرا عرض فيلم «عمارة يعقوبيان» وهو يحمل لافتة «للكبار فقط» وكان السبب الرئيسي لوضع هذه اللافتة على أفيشات الفيلم هو وجود عدد من مشاهد الشذوذ الجنسي بشكل متكامل دراميا ضمن سياق الفيلم، وهو ما يحدث للمرة الأولى في السينما المصرية.

أقرأ أيضا : خوذة لمشاهدة الأفلام الإباحية بتقنية الواقع الافتراضي

وإذا كانت الرقابة قد سمحت بعرض هذه الأفلام باشتراط وضع اللافتة فإن تعليق دور العرض لها قد يعزز من فضول من هم دون السن المناسبة لمشاهدة هذه الأفلام، وهو الامر الذي قد يدفع بأصحاب دور العرض للتساهل في الرقابة المفروضة على دخول المراهقين لمشاهدة تلك الأفلام.

أفلام للكبار فقط
أفلام “للكبار فقط”

وكان آخر تلك الوقائع حادثة نشرت الصحف المصرية خبرا عنها الأسبوع الماضي، حينما ذكرت ان الرقابة حصلت على غرامة من صاحب إحدى دور العرض بعد اكتشاف وجود صبي في الخامسة عشرة من عمره بين مشاهدي فيلم «عمارة يعقوبيان».

الناقد علي أبو شادي رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية قال لـ«الشرق الأوسط»: اللجوء إلى التصنيف العمري أو السني للجمهور هو محاولة من الرقابة للمحافظة على النشء والأطفال من المشاهد الخارجة أو سماع جمل حوارية قد لا تستطيع عقولهم استيعابها وتحديد الفئة العمرية التي تشاهد الفيلم ليست عملية تقييم للفيلم أو حجر على من هم دون السن من مشاهدة تلك الأفلام، ولكنها وسيلة للحماية لان كل مرحلة عمرية لها ما يناسبها من فنون وآداب. فأنت لا تستطيع ان تعطي لابنك الذي لم يتعد الرابعة او الخامسة عشرة رواية لإحسان عبد القدوس لقراءتها على سبيل المثال، وهذا النظام ليس قاصرا او مستحدثا في مصر وحدها، حيث تأخذ به دول العالم المتقدم.

اقرأ المزيد : أنطونيو سليمان بطل الأفلام الإباحية السوري يثير الجدل مجدداً

وأضاف أبو وشادي قائلا: البعض يعتقد ان عبارة «للكبار فقط» مجرد عبارة توضع على افيشات الأفلام من دون ان يكون لها أي الزام، ولكن الحقيقة أن أي مسؤول عن دار عرض سينمائي يعرض نفسه للمساءلة القانونية في حال مخالفته لقرار الرقابة حتى لو كان هؤلاء النشء او المراهقون بصحبة أهلهم. وقد حدد القانون غرامة قدرها 5 آلاف جنيه في المرتين الأولى والثانية، أما المخالفة الثالثة فعقوبتها الحبس ستة شهور مع الغرامة، وقد كلفت الرقباء والذين يمتلكون سلطة الضبطية القضائية بعمل حملات مشددة على دور العرض لضبط المخالفات، وقد نبهت على الشركة الموزعة للفيلم بضرورة التأكيد على مسؤولي دور العرض بضرورة الالتزام بقرار الرقابة. وإذا كان هذا رأي الرقابة التي تشدد في منع مشاهدة الصغار لمشاهد تنتهك براءتهم فإن

جواز مرور أفلام للكبار فقط
جواز مرور أفلام “للكبار فقط”

بعض الاسر لا تدرك للاسف اهمية ذلك المنع وتترك ابناءها يشاهدون تلك اللقطات على القنوات الفضائية من دون ان تدرك خطورة ذلك الوضع عليهم. وهو الامر الذي يحذر منه الدكتور خليل فاضل استشاري الطب النفسي الذي قال لـ«الشرق الأوسط» يعتقد البعض أن رؤية الاطفال والمراهقين لبعض تلك المشاهد الخارجة لن تؤثر عليهم، وهو اعتقاد خاطئ لانها ستضيف الى سنوات عمره خبرة لم يتم تأهيله لها في هذه السن، الى جانب انها قد تدفعه الى تجربة امور لا يدرك معناها او الخطر من ورائها، وبخاصة اذا كانت تلك المشاهد جنسية او مشاهد رعب، الا ان الامر مختلف بعض الشيء بالنسبة للافلام السياسية، حيث يجب ان نسمح لابنائنا بمشاهدة تلك الافلام من دون الحجر على ارائهم مع ايضاح الصورة كاملة لهم وتبصيرهم بكافة الجوانب.

أقرأ ايضا :أكبر منتج لأفلام الكبار في العالم رجل عربي

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights