اخبار العالم

زلزال تركيا صرخات تحت الركام تستغيث ثم انقطع الأنين

صرخات تحت الركام في لحظة كلمح البصر صاروا تحت الركام، تهمة امالهم واثقلتهم اّلامهم (مفردها ألم)، وصار همهم ان يبقوا على قيد الحياة، انها مشاهد تعتصر القلب والفؤاد والعقل، منها مناظر الأطفال بأناملهم الغضة البريئة، تستغيث قطرة ماء على نهر من الثلج والجليد، بعيون متعبة مجهدة تحت الركام، تستغيث قلوب تحجرت، ويستثيرون مشاعر من انتهت مشاعرهم.

يا ابنائي الصغار الأطفال الابرياء، أنتم من طيور الجنة، لم تعرفوا بعد، كم هي الحياة قاسية وكم هو المجتمع ظالم، لتكونوا تحت الركام،
تشعر أنك تريد ضم أحدهم لمنحهم حنانا، وإن قلبك يدمي حزنا، مشاهد تهز كل المشاعر الإنسانية، لتسمو روحك نحو الشعور بالعطاء والبذل لأجلهم، ضحايا الزلزال لأشقائنا وابناءنا، وبينما نحن تتابع الاحداث، نجد طفلا صامتا صَمْت الموت، او صَمْت الصدمة، تحت هذا الركام، فأنت تصرخ عندما تريد أن تحارب من أجل شي، ثلج وبرد وجوع وفقر وزلزال، وفوق هذا اهمال البشر وعدم الاستماع للصرخات، ولا الالتفات للانات والشكوى، ومن هؤلاء الأطفال من أصبح يتيما وهو لا يعلم عن موت ابويه.

أقرأ ايضا :مصرع اليوتيوبر طيوبة أم البنات وزوجها وبناتها في الزلزال

انها مشاهد جعلتنا نتألم، وما يؤلمك تلك الألفاظ والأحكام، التي تجعل بعض الكلمات المؤذية تسقط كحجارة من سجيل على القلب والسمع، والتعاطف الذي يقتصر على أيقونة (أحزنني)، أن التعاطف وحده لا يكفي، ولا يساوي تقديم كيسا من حليب او سلة من الغذاء.

سوريا تستغيث الهاشتاغ الاكثر انتشارا على وسائل التواصل
سوريا تستغيث الهاشتاغ الاكثر انتشارا على وسائل التواصل

رحم الله شهداء الحياة الراضين بقسمة الله وقدرة، فارين من موت إلى موت، زاهدين راضيين بأي شي مقابل الحياة، فلا كلمات تعبر عن العزاء، ولا ألم يوفيهم حقهم.

أبنائي الصغار يا طيور الجنة الغاليين، ربما توفاكم الله سبحانه وندعوه ان يتغمدكم برحمته ويأويكم في جنته، وإذا كانت الحياة أكبر من طموحاتكم المعلقة على مرجوحة ألعابكم، أو حتى مدفأة توقيكم برد الشتاء، أو زادا يكيفكم شر السؤال، في عالم يتراكض على المال والسلطة، فإن الموت سينقلكم الى الجنة بعون الله تعالى قد ارسلتم رسالة للعالم أجمع، وكل من فتح هذه الرسالة على قدر فهمه وعقله، فكنتم جنود الله، ولكن لا بواكي لكم، لكم الا في المحيا والممات.

اقرأ المزيد :زلزال تركيا آخر المستجدات وقتلى الزلزال تقترب من “رقم مخيف”

وفي مشهد آخر، نرى رجلا كهلا مسنا يرتجف من برد الشتاء، ناصبين خيامهم يلتحفون السماء، يبحثوا عن كسرة خبز لتفك جوعهم، صدقوني كل من راّكم تحت هذا الركام احبكم، وتمنى أن يأويكم في قلبه وبيته، فبعدت المسافات وتقطعت الأسباب بيننا وبين احلامكم البريئة، لكن ما عند الله خير وأبقى.

ضحايا الزلزال نحبكم، ونترحم عليكم رحمكم الله وأسكنكم فسيح جناته.

تواصل السباق مع الزمن في مدينة كهرمان مرعش، بجنوب شرق تركيا، من أجل العثور تحت الأنقاض على ناجين محتملين من الزلزال الرهيب الذي ضرب المنطقة وبلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر. يحاول سكان المدينة المدمرة التعلق بأهداب الأمل على الرغم من البرد القارس. تقرير موفدتنا الخاصة إلى تركيا، آسيا حمزة.

ها هن يجلسن على إحدى الأرائك وسط الأنقاض. تحاول النساء، المترنحات من برودة الجو القارسة، التدفء أمام لهيب نار صغيرة أوقدوها على عجل. تدثرت بعضهن ببطانيات وألحفة. وهن في حالة انتظار. فتيات، وزوجات، وأخوات وأمهات. من حولهن تنشط الحفارات الكبيرة في العمل وسط حطام الصفائح المعدنية والحوائط الطينية المدمرة؛ فهي في سباق مع الزمن، في كهرمان مرعش، بجنوب شرق تركيا، من أجل العثور على ناجين محتملين.

لم يتبق شيء تقريبا بالقرب من مركز الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من فبراير/شباطعند الفجر، والذي وصلت حصيلة ضحاياه من القتلى إلى الآن 7000 قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين في تركيا وحدها، وفقا لأرقام وزارة الصحة. وتبدو المباني وكأنما كنستها حرفيا رياح عنيفة ولَّدَها هذا الزلزال. يحاول الرجال المتناثرون في مجموعات صغيرة، العثور أحيانا، باستخدام أياديهم العارية، على ناجين في هذه الأكوام من الخرسانة والخردة المعدنية.

زلزال تركيا صرخات تحت الركام تستغيث ثم انقطع الأنين
زلزال تركيا صرخات تحت الركام تستغيث ثم انقطع الأنين

“لم أر شيئا كهذا من قبل في حياتي”

“هناك امرأة قابعة تحت الأنقاض. يتواصل صراخها طلبا للإنقاذ” يقول أورهان كوسون، لاجئ عراقي يعيش في كهرمان مرعش، الذي جاء للمشاركة في عمليات الإنقاذ. وهناك العديد من الأطفال والعائلات مكومون تحت الأنقاض. إنها كارثة بمعنى الكلمة. “لم أر شيئا كهذا من قبل في حياتي”

اقرأ المزيد :العالم يهتز.. 26 هزة أرضية تضرب عدة مناطق في العالم

يرتدي معطفا بسيطا مزودا بغطاء رأس أسود، وعلى الرغم من درجات الحرارة التي تقل عن الصفر المئوي، فإن كوسون يعمل بجد لا نظير له. “لقد سوَّى الزلزال نصف المدينة بالأرض. لقد رأيت بأم عيني أطفالا يهوون من المباني العالية على الأرض. كان رعبا حقيقيا. أنا أعيش هنا في هذه المنطقة، وكنت أمشي في الشارع عندما رأيت المباني تتمايل يمنة ويسرة”.

في #كهرمان_مرعش، ليس بعيدا عن مركز الزلزال الثاني # زلزال في # تركيا، سقطت المباني وكأنها بيوت من ورق. pic.twitter.com/tzyd1m8Lk5 — آسيا حمزة (@Missiya) 7 فبراير/شباط 2023

ومع ذلك، لم يتردد لحظة هذا الرجل الأربعيني ذو اللحية السوداء في مد يد العون. “شرعت في مساعدة الناس وأنقذت بالفعل 15 شخصا. لكن الأمر كان في غاية الصعوبة لبقية الضحايا. نحن بحاجة إلى مساعدات إنسانية ومجموعات كبيرة من المتطوعين لنجدتنا. فالمدينة واسعة للغاية. وهناك العديد من الأحياء المتضررة” يقول بإصرار واضح أورهان الذي فر من الحرب في العراق.

#كهرمان_مرعش على الرغم من جهود فرق الإغاثة، فهي لا يمكنها إخراج عائلة بأكملها من تحت الأنقاض في الوقت المناسب. فالأنقاض يتم رفعها بعناية فائقة #زلزال_تركيا pic.twitter.com/dSTp0LuIoc — آسيا حمزة (@Missiya) 7 فبراير/شباط 2023

وفجأة، قام بعض الرجال الذين كانوا يعملون على سطح مبنى مدمر، على الجانب الآخر من الأرض الموحلة ، بإنزال ما تبقى من السطح الأردوازي الأحمر المموج. ونزلوا وهم يحملون بطانية تتدلى منها أقدام أحد الضحايا. يضعون النقالة الموقتة على الأرض، على بعد أمتار قليلة من المكان، ويغطونها بملاءة بيضاء. بعد بضع دقائق، يضعون بجانبها واحدة أخرى.

وعلى الرغم من تصميمهم الواضح على إنقاذ الضحايا، فهم حتى الآن لم يقوموا إلا بإخراج جثث عدة أفراد من العائلة نفسها من تحت أنقاض شقتهم. ثم سمعنا صرخة مدوية. مليئة بألم يجمد الدماء في العروق. كانت صرخة امرأة رفعت لتوها الملاءات البيضاء عن بعض الضحايا. راكعة أمام الجثث التي تعرفت فيها على أفراد عائلتها. في هذا المكان، تم العثور على 18 جثة اليوم فقط.

التنبؤ بالزلازل هل هذا ممكن
زلزال تركيا صرخات تحت الركام

خارجة من تحت الأنقاض

لكن عمال الإنقاذ يرفضون الاستسلام. فعلى الرغم من البرد القارس ودرجات الحرارة التي تواصل هبوطها، يواصلون التحقق من كل المباني مبنى مبنى. “هل هناك من أحد يسمعني هنا؟” يصرخ بصوت عال أحد المنقذين، الذي ثبت سماعة صوت فوق رأسه. وتحت الأنقاض، يلتقط صوتا ضعيفا، يحرك الرجل الميكروفون في يده داسًّا إياه سنتيمترا تلو الآخر في بحثه اليائس عن صدى الصوت.

#كهرمان_مرعش في بعض الأحيان تحدث المعجزات، مثل معجزة تلك المرأة التي خرجت حية من تحت الأنقاض #زلزال #تركيا pic.twitter.com/HFH3m9bIgN — آسيا حمزة (@Missiya) 7 فبراير/شباط 2023

اقرأ المزيد : كيف اللقاء وقد شطت بنا السبل

مع حلول الليل سريعا على كهرمان مرعش، يضاعف رجال الإنقاذ من مجهوداتهم. هم بحاجة ماسة إلى أغطية. فبعد ساعات من العمل الشاق ولكن الدقيق، تمكنوا أخيرا من انتشال امرأة لم يتعرفوا عليها إلا من صوتها فقط. وهنا أضاء وجه أورهان كوسون. فقد حدثت المعجزة. مغطاة بالغبار، يضعونها سريعا على نقالة برتقالية. صراخ ودموع… فرحا هذه المرة. صراخ أخيها وزوجها اللذين كانا يترقبان إنقاذها وملؤهما الخوف. محاطان بكل هؤلاء الجيران الذين جاءوا لتخليد هذه اللحظة بهواتفهم الذكية. فكل شخص يتم إنقاذه يتجدد الأمل، مهما كان ضئيلا، بإنقاذ آلاف العائلات الأخرى.

زلزال تركيا صرخات تحت الركام
زلزال تركيا صرخات تحت الركام

بيد أن لم الشمل يتعين عليه الانتظار قليلا. فعلى سيارة الإسعاف نقل المرأة التي تم إنقاذها بمعجزة إلى أقرب مستشفى. وصفير سيارة الإسعاف القادمة لنقلها يضخمه حفل أبواق سيارات الطوارئ الأخرى التي يتردد صداها في جميع أنحاء المدينة.

مرحلة “الانتشال” تبدأ.. “الخوذ البيضاء” تعلن انتهاء عمليات الإنقاذ

 أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”، عن انتهائها من عمليات البحث والإنقاذ والانتقال لمرحلة البحث والانتشال، وذلك بعد خمسة أيام من كارثة الزلزال الذي ضرب مناطق في تركيا وسوريا.

وأوضحت المنظمة في بيان صحفي، انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بشمال غربي سوريا، والبدء بعمليات البحث والانتشال، وذلك “بعد شبه انعدام لوجود أحياء”.

وبلغت إحصائية الضحايا التي استجابت لها منظمة الدفاع المدني السوري في شمال غرب سوريا منذ بداية الزلزال، أكثر من 2166 وفاة، وأكثر من 2950 مصابا، خلال ما يزيد عن 108 ساعة من العمل في أكثر من 40 مدينة وبلدة وقرية، تدّمر فيها نحو 479 مبنى سكني بشكل كامل وأكثر من 1481 مبنى بشكل جزئي، بحسب المنظمة.

اقرأ ايضا :2023 .. كيف استقبلت دول العالم العام الجديد؟

وفي تفاصيل تدخلاتها، أوضحت “الخوذ البيضاء”، أن فرقها تمكنت حتى الساعة الأخيرة من إعلان توقف عمليات البحث والإنقاذ، أكثر من 2166 وفاة بينهم الكثير من النساء والأطفال وكانت الحصيلة الأكبر بينهم في مدينة جنديرس في ريف عفرين التي وصلت فيها أعداد الضحايا لأكثر من 513 وفاة.

تليها، وفق المنظمة، مدينة حارم التي سجلت بها أكثر من 360 وفاة، ثم مدينة سلقين (221 وفاة) ، وبلدة أرمناز (155) ثم مدينة الأتارب (150)، وبلدة عزمارين (140)، وتنخفض الأعداد بشكل تدريجي في باقي المناطق المنكوبة، وتبدأ من 56 وفاة وتنتهي بأقل الأرقام للوفيات عند عتبة خمس وفيات.

وأسعفت وأنقذت فرق المنظمة غير الحكومية، خلال الخمسة أيام الماضية، نحو 2950 مصاب، كاشفة أنها “لم تسجل إنقاذ ناجين من تحت الأنقاض على قيد الحياة منذ صباح الخميس”.

زلزال تركيا صرخات تحت الركام تستغيث
زلزال تركيا صرخات تحت الركام تستغيث

وكانت الحصيلة الأعلى لأعداد المصابين في مدينة جنديرس التي أنقذ وأسعف “الخوذ البيضاء” فيها 831 شخصا على قيد الحياة من بين الركام، تليها مدينة سلقين (258)، ثم مدينة قرية بسنيا غربي إدلب (215)، تليها مدينة حارم في الريف ذاته (210 مدنيين)، ثم مدينة مدينة الأتارب وأرمناز في كل واحدة منهما 200 مصاب، ثم مدينة عفرين ومنها 170 مصابا تم إنقاذهم، وتبدأ الحصيلة بالانخفاض تدريجيا عند 100 مصاب وتنتهي بأقل أعداد الإصابات بواقع خمس إصابات.

وبخصوص أكثر المدن تضررا من الزلزال، أوضحت المنظمة أن الحصيلة الأكبر في عدد المباني المدمرة، سجلت بمدينة جنديرس بواقع 200 مبنى مدمر بشكل كامل و500 مبنى بشكل جزئي، و50 مبنى مدمر بشكل كامل في مدينة سلقين ونحو 300 مبنى متضرر بشكل جزئي، تليها بلدة أرمناز بواقع 30 مبنى مدمر بشكل كلي و15 مبنى بشكل جزئي، والنسبة الأكبر من هذه المباني هي أبنية طابقية تتألف من أربع طوابق.

ولحقت أضرار كبيرة في المباني السكنية في المدن الأخرى مثل سرمدا والأتارب وملس وبسنيا وحارم والدانا، كما تصدعت آلاف الأبنية وباتت خطرا على ساكينها، وفقا للمنظمة.

تفيد الأرقام الرسمية الأخيرة بأن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات أسفر حتى الآن عما لا يقل عن 23766 قتيلا، 20213 منهم في تركيا و3553 في سوريا، وفق ما ذكرته فرانس برس.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights