غير مصنف

الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟

الحب والمودة هو تلك الكلمة التي فهمنا مذ كنّا صغارًا أنها أسمى ما يمكن أن يكون بين الرجل والمرأة، أو هكذا قيل لنا.. أحبُّ تلك الفتاة، أهيم عشقًا حين أذكرها وأنا جالس في الغرفة وحدي.. أشعر بوجع عميق في قلبي لغيابها، فيغيب عنّي النوم ولا تغيب صورتها الدافئة.. وحين أراها تتسارع دقّات قلبي ويكاد يقفز من مكانه! أليس هذا هو الحبّ الذي عرفه المحبّون عبر التاريخ وخفقتْ به خواطرهم وأشعارهم؟
قرأنا كثيرًا قول الله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وتساءلنا: لماذا لم يقل ربّنا سبحانه “حبّا ورحمة”؟ أليس الحبّ شيئا جوهريّا لا بدّ من حصوله بين الزوجين؟يقول العبّاس بن الأحنف:
يَدُلُّ عَلى ما بِالمُحِبِّ مِنَ الهَوى ***  تَقَلّبُ عَينَيهِ إِلى شَخصِ مَن يَهوى
وَإِنْ أَضمَرَ الحُبَّ الَّذي في فُؤَادِهِ ***  فإنَّ الذي في العينِ والوجهِ لا يخفى!
فالحبّ هوًى في القلب، غاية ما يريده لقاء المحبوب والأنس به.

حيثما كان الحبّ كان لا بدّ من “مودّة” تَظهر في الجوارح والسلوك، إذ “العداوة” (وهي ضدّ المودّة) لا تكون إلا بكلام أو عمل يظهر على سلوك المرء

يقول جميل بن معمر:
لامني فيكِ يا بُثينةُ صَحبي ***  لا تلوموا قد أقرحَ الحبُّ قلبي
زعمَ الناسُ أنّ دائيَ طِبّي ***  أنتِ والله يا بُثينةُ طِبّي
فالحبّ هنا “مرض”، والمحبّ مريضٌ ينتظر الدواء وهو اللقاء بالمحبوب..
فهل تلك الحالة “المرَضيّة” -إنْ جاز التعبير- هي الحالة المطلوبة لزوجين سعيدين؟

ها قد لاقى المحبوب محبوبته وسكنا إلى ركن الزوجية الدافئ، فما عاد الغيابُ دافعًا للشوق والذكرى، وما عاد الوجد يفتكُ بقلوب المحبّين ولا يؤرّق نومهم.. فماذا تبقّى من الحبّ إذن؟
بقيتْ المودّة والرحمة ميثاقا غليظا يربط ذلك اللقاء الطويل حتى الممات..

أقرا أيضا : ماهو الحب ؟ ومن اين جاء ؟ وهل له تعريف ؟؟

وانظر إلى جميل بثينة نفسه وهو يقول:
فأصبحتُ مما أحدث الدهرُ موجعًا ***  وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّعُ
فيا ربِّ حبّبني إليها وأعطني ***  المودّةَ منها أنتَ تُعطي وتمنعُ
فهو يرى الحبّ وجعًا دائما، “المودّةَ” غايةً ومطلبا..

الحب والمودة ولماذا سمي الحب
الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟

الحبّ وجعٌ ينقدحُ في القلب ويُرهقه الفقدُ والغياب، والمودّة لقاء دافئ يُطبع في جوارح المحبّين..
ولمّا كانت المودّة منوطة باللقاء، كان لا بدّ من “رحمة”، فأيّ لقاء يكون إذا غابت الرحمة؟
الحبّ اندفاعةٌ للانفراد بالمحبوب.. هوًى محمومٌ لا يهدأ إلا بلقائه، ولكنّه في ذاته لا يضمن نتيجة اللقاء.. ولا يكبحُ المحبّ عن الإيذاء!

يرغبُ المحبّ في تملّك المحبوب، وكأنّما هو طفلٌ يهفو للعبته المفضّلة، ولكنّ تعلّقه الشديد بتلك اللعبة لا يمنعه من أن يستبدّ بها ويُعمِل فيها تجاريبه الماكرة!

فحيثما كان الحبّ كان لا بدّ من “مودّة” تَظهر في الجوارح والسلوك، إذ “العداوة” (وهي ضدّ المودّة) لا تكون إلا بكلام أو عمل يظهر على سلوك المرء. وكذلك المودّة، ليستْ شيئا يخفق به القلب ويودَعُ في القصائد فحسب، ولكنّها حُسن معاملة أساسه شعورٌ جميل وسلامة صدر، ولكنّ هذا الأساس لا يسمّى “مودّة” إلا بعد أن يظهر في السلوك.

مشاعر الإنسان أوسع من أن تُحصر في أنثى من طين، فأيّ أفق ضيّق ذاك حين يحرق الإنسان مشاعره وإبداعه في التمركز حول إنسان واحد في هذا العالم!

وهل تكفي المودّة وحدها؟
يقول سبحانه: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. فلا بدّ من “رحمة” تهذّب بنقائها شوائب النفوس، وتَحْفِزُ عناصر الخير في قلوب المحبّين ليرفقوا بأزواجهم ويُحسنوا، والله يحبّ المحسنين..

فإذا كان الأمر كذلك، فما الذي أراده الشعراء المحبّون بحبّهم ذاك الذي نزفوه قصائد هي من أروع ما أنتج الشعر العربي وأصدقه عاطفة؟ لقد كان المحبّون في الواقع أسرى حبّهم وتجاربهم العاطفية، كانوا “ينزفون” الشعر ولا يكتبونه..

وقد نزف جميل بثينة ذات وجع:
عدِمتُكَ من حبٍّ أما منكَ راحة ٌ ***  وما بكَ عنّي من تَوانٍ ولا فَتْر!

ونزف قيسُ لبنى شاكيًا جراح الحبّ:
ولَوْ أنَّني أسطيعُ صبرًا وسلوةً ***  تَنَاسَيْتُ لُبْنَى غَيْرَ مَا مُضْمِرٍ حِقْدَا
وَلكِنَّ قَلْبي قد تَقَسَّمَهُ الهَوَى *** شتاتاً فَمَا أُلْفَى صبورًا ولا جَلدَا
سليْ اللَّيلَ عنِّي كيف أرعَى نُجُومَهُ *** وكيفَ أقاسِي الهَمَّ مُستخلِيًا فَرْدَا

لا يجادل إلا مكابر بأنّ شعر الحبّ العذري من أعذب وأرقّ أصناف الشعر التي أبدعتها قريحة الشعراء العرب عبر التاريخ. ولكنّي حين أنظر إلى آفاق ذلك الشعر، متجاوزًا قليلا عذوبة الألفاظ وصدق التجربة الشعورية؛ أجدُ أفقًا ضيّقا لإنسان انساقَ خلف أهوائه ومشاعره ليختزلَ أحلامه وآماله في مجرّد الوصال بمحبوبته.. وهي حالة غير سويّة، ولا تفضي بالمحبّ إلى تحقيق دوره كإنسان، بل ولا إلى تحقيق أحلامه التي بثّها في قصائده؛ فالوصال السويّ يحتاج إلى أكثر من قصائد رائعة!

إنّ مشاعر الإنسان أوسع من أن تُحصر في أنثى من طين، فأيّ أفق ضيّق ذاك حين يحرق الإنسان مشاعره وإبداعه في التمركز حول إنسان واحد في هذا العالم!

الحبّ من أسمى مشاعر البشر ولا يملك الإنسان كبتَه، والمرأة هي الرفيق في مسيرة مكابدة الحياة، ولكنّ الحياة أكبر من التمركز حول العشق الاحتياجي لأنثى من لحم ودم.

إنّنا حين نطالع أشعار المحبّين العرب لا نجد -إلا نادرا- أحلامًا كبرى أو آفاقًا سامية يرتجيها الشاعر في حياته، بل نجد أنّ الكلام مع المحبوبة يساوي عنده الدنيا وما فيها كما قال جميل:
لتكليمُ يومٍ من بثينةَ واحدٍ ***  ألذُّ من الدنيا لديّ وأملحُ!

يشبه المحبّ في هذه الحالة المدمنَ الذي لا يفكّر بشيء سوى تعاطي المخدّر الذي يزيل عنه الألم، فلقاءُ المحبوبة لا يهدف لشيء غير إطفاء النيران المشتعلة في قلب المحبّ، والتي لا تدع له مساحة من الفكر والشعور ليؤدّي دوره الطبيعي كإنسان مستخلَف في هذه الأرض..

كان بوسع هؤلاء الشعراء أن يحتفظوا بحلم المرأة مع تجاوزه إلى آفاق أبعد، فالحبّ من أسمى مشاعر البشر ولا يملك الإنسان كبتَه، والمرأة هي الرفيق في مسيرة مكابدة الحياة، ولكنّ الحياة أكبر من التمركز حول العشق الاحتياجي لأنثى من لحم ودم.. قد تكون المرأة جزءًا من هذا الأفق الواسع، لا الأفق النهائي كلّه!

استدراك واجب:
وكأنّ جميل بن معمر قد بُعث من قبره الآن وقال: “يسعُ العاذل أن ينعى علينا، ولكنْ مَن ذاق الحال عذَر”.. ثم مضى إلى قبره هزيلا وهو ينشد:
يهواكِ ما عشتُ الفؤادُ فإنْ أمُتْ ***  يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ!
فهل نفعت بثينة جميلا بعد الموت؟ وهل أطفأتْ نارَ حبّه في القبر؟!

اقرا أيضا : ميرا النوري Mira Al Nouri 2023

رحم الله جميل بن معمر ورحم الله بثينة..

مما لا شك فيه، أن الفرق بين الحب والموده فرق شاسع ويمكن ملاحظته، حيث يختلف كلا اللفظين من حيث الدلالة والاستعمال والاشتقاق اللفظي ووضعه في السياق، ولا جدال في أن اللغة العربية تحوي بين طياتها الكثير من الكلمات المرادفة التي تتشابه في مدلولها ولكنها تختلف في معناها، ويعتبر لفظي الحب والمودة من هذه الكلمات التي يخلط الناس بينها، لتقاربهما في الدلالة.

الفرق بين الحب والمودة

  • من المعروف أن اللغة العربية من اللغات التي يكثر عدد مفرداتها وألفاظها بشكل مهول، فلا يضاهيها لغة في هذا المضمار، وكثيراً ما يخلط الناس بين لفظي الحب والمودة، على الرغم من وجود فرق ملحوظ بينهما، فقد يكون معنى الكلمتين متشابه إلى حد كبير، ولكن هناك اختلاف في الاستعمال والسياق.
  • وقد ذهب بعض علماء اللغة إلى القول بأن الحب صفة نفسية منبعها الأول القلب، بينما المودة فهي صفة عملية تسبقها المحبة وترتبط بها، فالحب هو القانون النظري الذي يصدر تلقائياً من القلب، أما المودة فهي القانون العملي الذي يُطبق فعلياً بعد تواجد المحبة.
  • تعتبر المودة أيضاً سلوك يُمارسه المرء في حياته وعلاقاته الاجتماعية، ومن ثم نجد أن المودة هي الغاية أو النتيجة النهائية لشكل العلاقة التي يرتبط بها الفرد، بينما الحب هو السبب أو المؤثر الذي يخلق المودة.
  • ولقد رأى البعض أن الحب يكثر استعماله في العلاقات العاطفية أو بين الزوجين في الجوانب التي تختص بالمدح والثناء والغزل، أي الجوانب الرومانسية، بينما المودة فهي أسلوب تعامل مع كافة البشر، وهي المعول الأول في كافة الروابط والعلاقات الاجتماعية.
  • والعلاقة الأسرية السليمة هي التي تقوم على أساس الحب والمودة معاً، فالحب في الغزل والرعاية والاحتواء، والمودة في التعامل والتقدير وحفظ المواثيق والعهود.

علامات الحب

هناك العديد من العلامات التي تميز الحب عن المودة، وفي جوانب كثيرة يشترك اللفظين في الكثير من العلامات، ومع ذلك فإن لكل منهما قدر كبير من الصفات والنواحي التي يختلفا فيها، ونستطيع التفريق بينهما من خلالها، ومن هذه العلامات:

  • تذكر التفاصيل، فالمحب لا ينسى أي كلمة أو ايماءة أو تصرف يصدر من الطرف الآخر.
  • التفكير الدائم وكثرة السؤال عنه، ومحاولة التواصل معه إذا غاب.
  • التركيز في كافة الأشياء التي تسترعي انتباه الشريك، ومحاولة مفاجأته بها.
  • حسن الإنصات له في حال كان يتسامر معك الحديث.
  • تقديم الدعم الدائم، والبقاء بجواره.
  • الشعور بالسرور عند رؤيته، والحماس عند عقد لقاء معه.
  • الأشياء التي تسعد الحبيب، تسعدك بمرور الوقت.

علامات المودة

من علامات المودة الآتي:

  • رحابة الصدر وعدم القسوة في ردود الفعل، ولين الجانب وحسن المعشر.
  • تبادل الأفراح والأتراك، وتشارك كافة أحداث الحياة، والوقوف بجانبه عند نوائب الدهر وتقلبات الزمن.
  • تقديم يد العون عند الحاجة، وقضاء الحوائج والوفاء بالعهود من علامات المودة.
  • عدم نسيان المناسبات والأعياد، وتقديم الهدايا والترحيب الدائم بالشخص واستحسان وجوده.
  • السؤال عن حاله من الوقت للآخر، وشد أزره عند المرور بأزمة،
  • تبقى المودة حتى وإن اختلفت وجهات النظر، ويبقى الود موجوداً وإن تعددت مواضع الجدل.
  • المساعدة وتوفير المتطلبات النفسية والشخصية إن امكن.
  • التحدث بلطف وعدم كسر الخواطر، والمبادرة بالفعل الحسن.
الحب والمودة ولماذا سمي الحب
الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟

أقرأ المزيد : صناعة الواح الطاقة الشمسية

ارتباط الحب والمودة

  • إن وجود اختلاف طفيف بين لفظين مثل الحب والمودة، لا يعني عدم وجود ارتباط بينهما، بل على النقيض، فالحب هو عاطفة قوية يحوي في جعبته الكثير من المشاعر والعواطف التي من بينها المودة، فالمودة هي جزء من كل أكبر، ألا وهو الحب، فلا وجود للمودة إذا لم يكن الحب موجوداً في الأساس.
  • وينظر البعض إلى الحب على اعتباره في المقام الأول مشاعر وعواطف وصفة نفسية قلبية، بينما المودة فهي أقرب للسلوك من كونها شعور، فالمودة عملية تصدر بصورة تلقائية عند الاحتكاك بالآخرين في موقف اجتماعي أو عند الدخول في شراكة وعلاقة اجتماعية.
  • ومن فرط ارتباط المصطلحين ببعضهما البعض، نجد خلط كبير بين الناس في بعض المواقف والمناسبات، فقد يرى الشخص أن حسن التعامل معه والإحساس العميق بآلامه والوقوف بجانبه عند الشدة هو حب، بينما في واقع الأمر يطلق على ذلك ود ومودة.
  • ومن ثم فإن كلا الدلالتين مرتبطين ببعضها إلى الحد الذي يصعب على البعض التفريق بينهما، لكونهما متداخلين ويحملان أوصاف وعواطف متقاربة إلى حد كبير، وبشكل أو بآخر، متى وجد الحب، كانت المودة، ومتى وجدت المودة، فإن في باطنها حب كبير.

المودة في القرآن الكريم

  • لقد ذُكرت كلمة المودة في القرآن الكريم أكثر من مرة، فقد حث الإسلام على الود والتقارب، ونبذ الخلاف والتعصب، فلا شك أن الأساس الذي قام عليه ديننا الحنيف مرهون بسبل العطف والتراحم والمودة والرحمة، وهذا ما يتجلى في آيات القرآن الكريم.
  • فقد قال المولى عز وجل: ” ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم ” ” ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ” ” عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة” ” لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى “
  • ونلاحظ تعدد الآيات التي تؤكد على أهمية المودة في نبذ الخلاف ورفض التعصب والنزاع، فالتمسك بالمودة هو السبيل لإرساء السكينة في قلوب الناس، فقد ذكر المولى عز وجل أن المودة أيضاً أساس العلاقات الزوجية، فقد قال: ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة “

أقرأ ايضا : أفلام الينا انجل 2023 اصلي فخر العرب

ماهو الحب ؟ ومن اين جاء ؟ وهل له تعريف ؟؟

لماذا سمي الحب؟ عرف اللغويون الحب فقالوا : هو المحبة والمودة … والحباب ( بضم الحاء ) : الحب والود والحبيب : المحب والمحبوب ، والحب ( بكسر الحاء ) المحبوب وقالوا : حبه ، وأحبه ، واستحبه كلها بمعنى واحد : أظهر المحبة له
واللغويون وقفوا جهودهم حول تبيان معنى الحرفين الحاء والباء وما يتفرع منهما وداروا جامدين حول ذلك وحسب ، ولعل لهم العذر ، فالصنعة – كما يقولون تحكم – وصنعة اللغويين تبيان المضمون فحسب .

الحب والمودة ولماذا سمي الحب
الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟

ولعلماء الألفاظ وفقه اللغة اتجاهات وتفرعات وتفريعات وتسميات ومسميات ، فقالوا إن أصل كلمة الحب ، معناها مأخوذ من حبب الأسنان ، وهو صفاء الأسنان وبهاؤها ونقاؤها فكأنه محبة المحب هي صفاء وقته وضياء نفسيته ونقاء مودته .
وقيل : أصله من الحب وهو القرط لان القرط يهتز ويميل ويضطرب في أذن المرأة المتحلية به وكذلك المحب قلق يخشى على حبه وعلى حبيبته فلا يثبت ولا يستقر .

وقيل : الحب مأخوذ من حباب الماء وهو معظمه فيكون على هذا اسما لأعظم مافي القلب وقيل : الحب أصله من اللزوم والثبات من قولهم أحب َالبعير إذا برك فلم يقم وكذا المحب ثابت ملازم لايفا رق ذكر محبوب قلبه ..

وقيل : من الحب ، وهو : الخابية (( أي الجرة الكبيرة )) والخابية لاتسع غير ماملاها من الماء وكذا القلب لايسع غير ماملاه من الحب …

وقيل : الحب مشتق ومأخوذ من الحباب ( بفتح الحاء ) وهي الفقاقيع التي تعلو الماء عند صب ماء أخر عليه فيكون على هذا أسما لغليان القلب وفورانه عند الشوق والتطلع إلى لقاااء المحبوب .

أما علماء التحليل والتعليل من هؤلاء اللغويين فقد قالوا : إن كلمة الحب (( بضم الحاء )) أكثر استعمالا لأنها تدل على الشدة : شدة الحب ، لان حركة الضم أقوى من حركة الكسر أو الفتح (( فأعطوا كلمة الحب حركة الضم وذلك إشارة إلى شدة الحب ))
وقالوا : إن الحب (( بكسر الحاء )) هو المحبوب والكسرة اخف من الضمة لذلك أعطوا الحب الذي هو المحبوب تلك الحركة الخفيفة وهي الكسر إشارة إلى إن المحبوب خفيف على القلوب ذكره مطاع لديه أمره ونهيه .

أما الشعراء فقد قالوا عن الحروف التي تتكون منها ((المحبة )) :

ميم المحبة : جمعت إطرافها ,,,, فتشير للجمع الرفيع الشأن

والحاء لما فرقت للفرق قد ,,,, أضحت تشير ومنزل الفرقان

والباء إعطاء العبودية حقها ,,,, بتحقق في السر والإعلان

والهاء هويته وقد جلت عن .,,,, الإدراك ذات مالها من ثاني

أما علماء المعاني من اللغويين فقالوا : المحبة : ميل الطبع إلى الشيء لكونه جميلا لذيذا عند المحب .
فان تأكد الميل وقوى سمي (( صبابه )) لانصباب القلب إليه بالكلية .

فإذا قوى سمي (( غراما )) لأنه يلزم القلب كلزوم الغريم .

فإذا قوى سمي (( عشقا )) أي إفراطا في المحبة

فإذا قوى سمي (( شغفا )) لأنه يصل إلى شغاف القلب وداخله .

فإذا قوى سمي (( تتيما )) أي تعبدا لأنه يجعل المحب ويصيره عبدا للمحبوب فيكون ذلك المحب متيما مأمورا ومغرما مأسورا – نحنو كذلك –

والحق إن الحب الحي المتدفق الصاعد مع الأنفاس المتجدد مع النبضات لاتفي الكلمات مهما جلت أو قلت في تبيان حقيقته والإحاطة بكنه …
فاللغويون وغيرهم مهما جالوا في تبيان المعنى ومشتقاته فهي محاولات منهم ،،، محاولات فحسب … لاتصل إلى الفوز والكنه والحقيقة واللب
إذا كان كلمة الحب هكذا فكيف بي أن اصف الحب نفسه

هنا تعجز الكلمات بين ح والباء
إن كان حبا حقيقيا خالصا صادقا … ستحلق به بين السماء والأرض حيث يكون ذكر المحبوب بلسم الروح والشفاء والسكينة والهيام والوجد

الحب والمودة ولماذا سمي الحب
الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟

الحب في القرآن الكريم

  • الإسلام هو دين المحبة والتسليم، فلم يخلو القرآن من موضع إلا وذُكرت بين آيات الحب والألفة والتقوى، وعلى الرغم من اختلاف معنى الحب في السياق القصصي للأحداث، لكن يبقى المضمون واحد، حيث اعطاء الأهمية الكبرى للمشاعر الإنسانية.
  • وقد قال المولى عز وجل في محكم تنزيله: ” وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” ” بلى من أوفى بعهد واتقى فإن الله يحب المتقين ” “ويحب المتطهرين “
  • ونجد هنا ارتبط الحب بألفاظ أخرى مثل الاحسان والتقوى والتطهر، فالحب الحقيقي ما ثبت، وكل حب يتغير لا يعول عليه، ومن ضروريات الحب أن يكون نابع من قلب صادق محسن طاهر يحسن للآخر دون رغبة في مردود.

اقرأ المزيد : جدول تغذية الطفل 6 شهور

درجات الحب

تناولت معاجم اللغة العربية 14 درجة للحب، وهي بالترتيب على النحو الآتي:

  • الدرجة الأولى / الهوى
  • الدرجة الثانية / الصبوة
  • الدرجة الثالثة / الشغف
  • الدرجة الرابعة / الوجد
  • الدرجة الخامسة / الكلف
  • الدرجة السادسة / العشق
  • الدرجة السابعة / النجوى
  • الدرجة الثامنة / الشوق
  • الدرجة التاسعة / الوصب
  • الدرجة العاشرة / الاستكانة
  • الدرجة الحادية عشر / الود
  • الدرجة الثانية عشر / الخٌلة
  • الدرجة الثالثة عشر / الغرام
  • الدرجة الرابعة عشر / الهيام

لماذا قال الله مودة ورحمة ولم يقل حب

  • عندما ذكر المولى عز وجل المودة والرحمة قبل الحب في سورة الروم كان ذلك تأكيداً على أن العلاقة بين الزوج والزوجة هي علاقة تراحم ومودة قبل أن تكون حباً، وذلك لأن المودة تأتي بالحب، فالمودة سلوك، وإذا كانت الحياة الزوجية قائمة على سلوكيات وتصرفات وأفعال، فإن ذلك يندرج تحت بند المودة.
  • والسلوك المتبادل بين الرجل والمرأة والذي يطلق عليه زراعة المودة، يكون حصاده فيما بعد الحب، فتكون المودة أولاً ثم بعد ذلك بالمعاشرة والتعامل ينبع الحب بينهما.
  • ويعتبر لفظ الرحمة أعم وأشمل من لفظ الحب، فالرحمة تحتوي على الحب، بينما الحب لا يشتمل الرحمة بالضرورة، فكثيراً ما يكون المرء محباً لكنه ليس رحيماً بشريكه.
  • وكذلك المودة تعبر عن الأخلاقيات والسلوكيات والسكن والطمأنينة، بينما الحب فيه جانب من الشهوة، وأساس العلاقات الزوجية ليس الشهوة بل السكن، سكن النفوس بعضها البعض، ورحمتها ببعضها البعض.

اقرا المزيد : تعطيل الدوام الرسمي يوم غد الخميس في بغداد وعدد من المحافظات

الفرق بين المودة والحب في الإسلام

  • يرى الإسلام أن الفارق بين المودة والحب يكمن في كون المودة تنطوي على شعور وفعل في نفس الوقت، بينما الحب قد يحتوي على شعور فحسب، فالمودة في ذاتها محبة خالصة يتبعها عمل طيب يؤكدها، فالشخص الودود هو الذي يظهر وده في سلوكه وفعله، وتبرز محبته في قوله وقلبه.
  • وفي كثير من الأحيان تجد أحدهم يحبك حباً جماً، لكنك لا تطلق عليه لفظ الودود، فهو يعبر لك عن حبه بشكل دائم، ولا يضمر لك أي سوء، لكنه لا يودك بصورة مستمرة.
  • كما أن المودة هي الكلمة التي اختارها الله لتكون بين الزوجين، وذلك ليكون الحب والود بينهما، فالشعور والسلوك هما الطريق الأمثل لتأكيد حقيقة القلب وما يكنه من مشاعر ونوايا.
  • ولا شك أن الحياة لا تخلو من مشقة وعناء وخلاف وهموم، ومن ثم لم يكتفي الخالق بذكر المودة، بل اعقبها بكلمة الرحمة، فإن تراكمت الهموم والمشاكل وتصدعت السبل بالأزمات، كانت الرحمة بين الزوجية لتجاوز الصعاب.
الحب والمودة ولماذا سمي الحب
الحب والمودة ولماذا سمي الحب ؟
  • المودة والرحمة بين الناس

    لا شك أن السبيل لإنهاء كافة الصراعات والفتن بين الناس يتوافر في المودة والرحمة والتعامل الحسن، والبعد عن التناحر والجدل حول أشياء دنيوية زائلة لا قيمة لها، فمن صفات المودة والرحمة التالي:

    قوة الشعور، لا شك أن المودة من أكثر العواطف قوة في خرق القلوب وتوصيل المعنى، كما أنها تسمو عن باقي العواطف الأخرى، وذلك لأنها تتضمن بين جوانبها كافة أشكال الارتباط العاطفي والعقلي والجسدي والروحي.

    • من علامات المودة والرحمة ما تحويه كل منهما من خصال معينة ومنها الثقة والسرور والاهتمام والعطف والعناية والتراحم ولين الجانب وصلة الأرحام.
    • المودة استجابة فردية نابعة من الشخص نفسه، وليس من الضروري أن يكون الطرف الآخر لديه نفس الشعور أو على علم به، بل من الضروري أن تتوافر الرحمة والمودة في قلب المرء دون الاعتبار لما يضمره الآخرين له.
    • المحبة غير مقيدة بشروط، فلا سبب لها ولا شرط فيها بل هي نابعة من قلب صادق.
    • تقبل الذات والآخر، في المحبة والمودة يستطيع الإنسان أن يتقبل الطرف الآخر بعيوبه ونواقصه، وقد يتغاضى عن الكثير من السلبيات، ويكون الرفيق في علاجه والأخذ بيده.

    أنواع الحب

    من أنواع الحب التالي:

    • حب الذات
    • الحب العائلي
    • الحب المهني
    • الحب غير المشروط
    • الحب الجسدي
    • الحب العاطفي
    • الحب غير المسؤال

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights