تحقيقات وتقارير

السوق العربية والسيارات الكهربائية

السوق العربية والسيارات الكهربائية , كما تشحن هاتفك المحمول أثناء وجودك مساءً في البيت، اشحن سيارتك وانطلق لبدء يوم جديد. أن السيارات الكهربائية ستصبح مجدية اقتصادياً يوماً بعد يوم لمختلف سكان العالم، وبالذات مع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، والاختراعات والابتكارات الجديدة التي تحدث كل يوم لتحسن أداء هذه المركبات، مثل زيادة المسافة المقطوعة بالشحنة الواحدة، واختصار زمن الشحن نفسه، ونتيجة لذلك، يتوقع الخبراء أن تنتشر السيارة الكهربائية قبل نهاية العقد الحالي بوقت طويل، حيث ستصبح هذه المركبات الخيار المنطقي لغالبية المشترين، فقد بلغ حجم سوق السيارات

اقرا ايضا :السيارات الكهربائية في السوق العربية اشحن سيارتك وانطلق للمستقبل

الكهربائية العالمية /246.70/ مليار دولار عام 2020، محققاً نمواً يقدر بـ/287.36/ مليار دولار عام 2021 ومن المتوقع أن يصل هذا النمو إلى تريليون و/318.22/ مليار دولار عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ/ 24.3/%، وذلك حسب تقرير نشرته منصة “فورتشن بيزنس إنسايتس” (Fortune Business Insights) مؤخراً. ومع التوجه نحو عالم أكثر اخضراراً، يشهد قطاع النقل تسارعاً نحو كهربة المركبات، والاعتماد على السيارات الكهربائية، بهدف القضاء التدريجي على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، المتهم الرئيس في تغير المناخ.

السيارات الكهربائية في السوق العربية

ومع توقع تسجيل السيارات الكهربائية مستوى قياسياً جديداً خلال 2021، شهد العام إعلان العديد من الشركات أهدافها نحو إنتاج السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى توجّه الدول إلى منح العديد من المميزات التي تشجع نحو التحول إليها أو التوسع في توفير البنية الأساسية لتلك الأنواع من السيارات، وفق وحدة أبحاث الطاقة، وبحسب إحصائية صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، يُتهم قطاع النقل بأنه مسؤول عن 24% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، ويستحوذ النقل البري -الأكثر استخداماً- على 75% من هذه الانبعاثات الضارة التي يصدرها قطاع النقل.

اقرا ايضا.. صفقة سعودية محتملة مع شركة “تسلا” العالمية لأنتاج السيارات الكهربائية

انتشار السيارات الكهربائية دولياً

على الصعيد العالمي، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين -أكبر سوق لتلك الأنواع من السيارات المتوافقة مع البيئة- قفزة خلال شهر تشرين الثاني 2021 بنسبة تصل إلى 18%، مقارنة بشهر تشرين الأول السابق له، وفقاً لوكالة بلومبرغ.

وبحسب جمعية السيارات الصينية، ارتفعت عمليات تسليم السيارات الكهربائية والهجينة على أساس سنوي بنسبة 121% خلال شهر تشرين الثاني الماضي لتصل إلى (378) ألف وحدة، مقابل (321) ألف وحدة في تشرين الثاني. ويرى الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، كوي دونغشو-في تصريحات نقلتها بلومبرغ- أن مبيعات السيارات الكهربائية خلال 2021 تُظهر أن انتشار هذا النوع من المركبات لم يعد يعتمد على الإعانات الحكومية وإنما على طلب السوق، وتستهدف الصين بلوغ نسبة السيارات الكهربائية نحو 40% من إجمالي مبيعاتها للسيارات بحلول عام 2025. وفي ألمانيا، قررت الحكومة الجديدة هناك بقيادة المستشار أولاف شولتس الذي نجح في تشكيل حكومة ائتلافية، استمرار دعم شراء السيارات الكهربائية بحد أقصى (9) آلاف يورو خلال العام المقبل 2022، وتصل إلى      (6750) يورو للسيارات الهجينة الموصلة بالكهرباء، ويأتي قرار الحكومة الألمانية في إطار سعيها لتحقيق هدف أن تشهد الطرق سير نحو (15) مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030. ورغم أن السيارات الكهربائية لم تتخطَّ (520) ألف وحدة في ألمانيا، تؤكد وكالة “فرانس برس” أن الدعم المالي الذي تقدمه البلاد منذ تموز 2020 أدى دوراً مهماً في ارتفاع حصة السيارات الكهربائية في السوق الألمانية، وجاءت ألمانيا ثاني أكبر سوق للسيارات الكهربائية بعد الصين خلال2021، لترتفع مبيعات هذه النسخة التي تسير بمحركات صديقة للبيئة بنسبة 104% من عام2021، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2020، وتستهدف ألمانيا تطبيق نسبة التشغيل الكهربائي للسيارات عند منح أي إعانات جديدة، وذلك بهدف مواجهة التغيرات المناخية.

 

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السوق العربية والسيارات الكهربائية
وجاء تضاعف مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة خلال تشرين الثاني كونه عاملاً رئيساً في ارتفاع إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في البلاد، وتضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة خلال تشرين الثاني 2021 لتسجل نحو(22) ألف سيارة كهربائية جديدة، مقابل (10.34) ألف سيارة مباعة خلال الشهر نفسه من عام 2020، وارتفعت كذلك مبيعات السيارات الهجينة التي تعمل بالكهرباء والبطارية خلال تشرين الثاني عام2021 بنسبة 40% لتصل إلى (10.79) ألف سيارة، وتسعى المملكة المتحدة لحظر بيع سيارات البنزين والديزل الجديدة بحلول عام 2030 وتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

وفي عام 2021 حتى بداية شهر كانون الأول، سجَّلت المملكة المتحدة نحو (1.53) مليون سيارة كهربائية جديدة، ولكنها تظل أقل من المتوسط مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقت وباء فيروس كورونا، وفق تقرير نشرته الغارديان.

وفي 15 كانون الأول عام 2021، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستوسع برنامج الخصم لشراء السيارات الكهربائية ليشمل نحو (20) طرازاً أرخص، وذلك بهدف تشجيع المزيد من الأفراد على التحول إلى السيارات النظيفة، ووفقاً لوكالة رويترز للأنباء، يحصل مشترو السيارات الكهربائية على خصومات تصل إلى (2500) جنيه إسترليني (3317 دولاراً)، ويختلف الوضع نسبياً في الولايات المتحدة الأميركية، فعلى الرغم من استهداف البيت الأبيض أن تشكل السيارات الكهربائية 50% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة بحلول عام2030 فهناك توقعات بأن تشكل 4% فقط من إجمالي مبيعات السيارات في عام 2021، ويرى تقرير بحثي لبنك (آي إن جي) الهولندي أن بطء تحول الولايات المتحدة إلى السيارات الكهربائية يرجع إلى افتقار دعم الحكومة الفيدرالية إلى تلك الأنواع من السيارات، مع انخفاض أسعار البنزين هناك، بالإضافة إلى ندرة البنية التحتية للشحن؛ الأمر الذي يعوق انتشار هذا الطراز.

كما بدأت الدول العربية تتلمس طريقها لنشر استخدام السيارات الكهربائية؛ كي تتمكن من اللحاق بالتوجه العالمي نحو طاقة نظيفة ضمن مساعي مكافحة الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاثات الوقود الأحفوري، وربما ساهمت أزمة عدم توافر الوقود وغلاء أسعاره في هذا التوجه.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السوق العربية والسيارات الكهربائية

رفاهية أم توفير؟

يمتلك محمد عمر، من مصر، سيارة كهربائية منذ بداية السنة ويقول أنها تمثل له توفيرالوقت وراحة البال: “لقد قدت السيارة 16 ألف كم ولم أضطر لأي صيانة حتى الآن، إذ ليس هناك عامل احتراق الوقود الذي يستلزم الكثير من الصيانة في السيارات العادية”. ويضيف: “كلفتني كهرباء بقيمة حوالي 1000 جنيه مصري (حوالي 54 دولارا أمريكيا) على مدى ثلاثة شهور”.

لكن محمد يحذر مما يعتبره عيباً وحيداً لهذا النوع من السيارات: “يمكن للسيارة أن تقطع مسافة 300 – 650 كم إذا كانت بطاريتها كاملة الشحن، وهو ما لا يناسب من يتنقل بمسافات طويلة خارج المدن بشكل دائم”.

ويحكي لنا عفيفي كمال، من مصر كذلك، عن تجربته: “اشتريت سيارة كهربائية لأنها أعجبتني عندما جربتها مع الأصدقاء عندما كنت في الإمارات”.

وفي مقارنة لاستخدام السيارات يشرح لنا عفيفي: “سيارتي كانت تويوتا كورولا تعمل بالوقود وكانت تكلفني ٣٧ ألف جنيه مصري سنوياً رغم أني لا أقطع مسافات طويلة، واشتريت سيارتي الكهربائية هذه عام 2011 بـ 400 ألف جنيه، لكن رغم أنك قد ترى الثمن غال إلا أنني أوفر على المدى البعيد الاستهلاك الكبير للوقود في السيارة العادية”.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السوق العربية والسيارات الكهربائية

زياد العمري من دبي، يرى أنه لا داعي من التخوف من كلفة هذه السيارات الجديدة موضحاً: “الاستخدام هو نفسه مثل سيارات الوقود وترتبط التكلفة بنوع السيارة نفسها، والشركات تعطيك ضماناً للبطاريات يصل لمدة ١٠ سنوات وهذا بحد ذاته يمنحك راحة البال، كما أن كافة الخدمات مؤمنة في الشركات الخاصة بهذه السيارات”.

لكن المستخدمين أكدوا جميعاً ضرورة وجود محطة شحن إلى جانب المنزل لتكون المحطة الأساسية قبل الانطلاق في الرحلة اليومية، فيتم شحن المركبة طوال الليل بشكل كامل. ويأتي دور محطات الشحن المتوافرة على الطريق كمجرد دعم أثناء الرحلة عند الحاجة والتي يستعين سائقو هذه السيارات بالتطبيقات للوصول إلى الأقرب موقعاً من بينها بالنسبة لهم.

السوق العربية:

كشف تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر دول المنطقة في اعتماد السيارات الكهربائية.

وذكر التقرير أن معدل محطات شحن المركبات الكهربائية في الإمارات من بين الأعلى على مستوى العالم. حيث أسست 240 محطة بطيئة الشحن ترتبط بشبكة الطاقة العامة، 80% منها في إمارة دبي.

وكان للمملكة السعودية خطوة هي الأولى من نوعها في إنشاء أول مجمع سكني تم تركيب محطة شحن للسيارات الكهربائية فيه عام 2018 وهو مجمع “ديار السلام” في مدينة جدة، وذلك بالتعاون مع شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية المتخصصة العاملة في مجال التحول الرقمي وإدارة أتمتة الطاقة.

وقالت الشركة إن المشروع بدأ التخطيط له منذ الربع الثالث من العام الماضي، كمبادرة من سلطان بترجي القابضة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في تحقيق التنمية المستدامة في مجال استثمارات التطوير العقاري؛ وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة التطوير العقاري Lifestyle Developers وشركة IHCC للمقاولات.

وأدخلت المملكة الأردنية على مدى السنوات العشر الماضية ما يفوق 24 ألف سيارة كهربائية حيز الاستعمال. وأقامت أول مرافق للبنى التحتيّة للشحن الكهربائيّ، وجمعيّة تعاونية للسيارات الكهربائيّة.

وتلتزم المملكة بالمساهمة في تحقيق خفض بنسبة 14 في المئة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ بحلول عام 2030، والمساهمة في تخفيض تكلفة الطاقة على المستهلك وعلى قطاع النقل بشكل عام، إذ يستهلك هذا القطاع نحو 47 في المئة من الطاقة الإجمالية في المملكة حسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية.

تحديات القطاع

حمد المزروعي، صاحب شركة (one click drive) لتأجير السيارات يؤكد لنا تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية في الإمارات قائلاً: “يقبل المقيمون والسياح على حد سواء على السيارات الكهربائية، ويمكن حجز سيارة كهربائية للإيجار عن طريق تطبيق شركتنا بغاية السهولة، وهنالك خيار للاستئجار اليومي أو الشهري”.

وحول التحديات التي يمكن أن يواجهها أصحاب العمل، يوضح المزروعي: “لا يزال هناك تخوف لدى شركات التأمين بالاستثمار في مثل هذه السيارات، لأن سوقها لا يزال حديثاً فضلا عن غلاء تكلفة البطاريات وشكاوى التعويض، لكن كلي ثقة أن تلك الشركات ستتجه بقوة نحو السيارات الكهربائية مع زيادة استخدامها”.

وحدثنا مازن هارون، عضو مجلس إدارة شركة غلوبال تريد غروب في مصر من جهته حول الإقبال على السيارات الكهربائية في بلده والصعوبات التي واجهها كرجل أعمال: “اقتناء مثل هذه السيارات هو ثقافة جديدة بالنسبة للناس لكنها بدأت تنتشر بشكل تدريجي. حتى بالنسبة لتعرفة المرور والترخيص كان أمراً صعباً في البداية، لكن السيارات الكهربائية اليوم باتت مثل باقي السيارات العادية من حيث تأمين الترخيص”.

السيارات الكهربائية في السوق العربية

من الاستيراد إلى التصنيع

لا يقتصر الأمر على استيراد هذه السيارات، بل تشهد المنطقة العربية حركة باتجاه تصنيعها. فقد وقعت هيئة مواصلات الإمارات في تشرين الأول/أكتوبر 2021، ضمن مبادرة “هلا بالصين” مذكرة تفاهم مع شركة هندسة الماكينات الصينية CMEC، تمهيداً لإنتاج المركبات الكهربائية محليًا تماشياً مع التوجه نحو هدف الدولة في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

وأنشأت مجموعة «إم جلوري» القابضة مصنعاً لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية بكلفة استثمارية تبلغ 1.5 مليار درهم.

وتعاقدت الشركة على تصدير أكثر من نحو 10 آلاف سيارة مع نهاية العام الجاري إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر وفلسطين وتنزانيا والسنغال وكذلك مالي وكينيا.

حيث سيتم، بحسب الشركة، استيراد بطاريات تسلا، إضافة إلى قطع جسم السيارة، ثم بعد ذلك يتم عمل أنظمة التشغيل والإضاءة والإطارات والأبواب وغيرها لتكتمل السيارة. وسيتيح المصنع لمصنعين آخرين العمل فيه حسب الشركة.

سلطنة عمان أعلنت أيضا أنها تخطط لطرح سيارة كهربائية الصنع، من إنتاج شركة “ميس” للسيارات، إحدى استثمارات الصندوق العُماني للتكنولوجيا في هذا القطاع.

اقرا موضوع: شركة بوغاتي تكشف عن السيارة الأغلى في العالم

حيث قالت الشركة وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية، إنها تمكنت من تصميم نموذج أولي للسيارة لتلقي طلبات التصنيع مع تخطيط الشركة لطرح 100 سيارة كمرحلة أولى.

وأن هذا سيسهم في بناء منظومة متكاملة من الصناعات المرتبطة بقطاع السيارات وزيادة القيمة المضافة والعوائد للسلطنة من خلال استغلال المواد الخام المصنعة محليًا.

حيث تصل سرعة السيارة إلى 100 كيلومتر في 4 ثوانٍ وتتجاوز المسافة المقطوعة 500 كيلومتر من الشحنة الواحدة، ومع تطوير خدمة الشحن الذاتي ستزيد المسافة بالضعف حسب “ميس”.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السيارات الكهربائية في السوق العربية

أول مدينة لخدمات صناعة السيارات

أما الكويت فبرز دخولها إلى عالم النقل الكهربائي، مع إعلان مؤسسة الموانئ الكويتية في آب/أغسطس2021 إنشاء “إي في سيتي EV City لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط تقدم كافة الخدمات اللوجستية المناسبة لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية.

وكانت مصر قد استوردت في تموز/يوليو 2021، 13 سيارة كهربائية من نوع “إي70” لتجربتها في الشوارع المصرية؛ بهدف إنتاج مثلها هذا العام في شركة النصر لصناعة السيارات بنسبة تصنيع محلي 58%.

وأرجعت مصر توقّف المفاوضات مع الشركة الصينية المصدرة لعدم التوصل إلى اتفاق على تخفيض سعر المكون المستورد بصورة كافية للسيارة الكهربائية المصرية، تُمكّن النصر للسيارات من إنتاج السيارة وطرحها بسعر تنافسي.

وأعلنت إدارة هيئة الصادرات السعودية، في وقت سابق، أن المملكة بدأت بالفعل بمشروع صناعة السيارات الكهربائية.

وربطت الهيئة ازدهار قطاع المعادن والألمنيوم والليثيوم وغيرها في السعودية، بفتح الآفاق أمام صناعة السيارات الكهربائية.

المركبات الكهربائية عالمياً

هناك مؤشر كبير على التوجه عالمياً بشكل كبير وربما كلي لاستخدام السيارات الكهربائية.

إذ تستهدف الصين على سبيل المثال بلوغ نسبة السيارات الكهربائية لديها نحو 40% من إجمالي مبيعاتها للسيارات بحلول عام 2025.

وتسعى ألمانيا أن تشهد طرقاتها سير نحو 15 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030.

وأوضحت شركة “ماتياس شميت” Matthias Schmidtالمتخصصة في أبحاث المركبات، أن أكثر من خُمس السيارات المباعة هذا العام عبر18 سوقًا أوروبيًا، بما في ذلك بريطانيا، تعمل بالبطاريات، بينما شكلت السيارات الهجينة نحو من 19% من المبيعات.

ورغم الخطوات الواعدة في المنطقة العربية في هذا القطاع، لكن يبقى الأمر منوطاً بالبنية التحتية الكافية لاستيعاب عدد أكبر من هذه المركبات وتخديمها بالشكل المطلوب، وكذلك بثقة المستهلك بالاعتماد على هذه المركبات كبديل دائم عن السيارات القائمة على مشتقات النفط.

السيارات الكهربائية الهجينة المتصلة بالكهرباء (PHEVs) :

تستخدم هذه النوعية من السيارات البطارية لتشغيل المحرك الكهربائي ثم تعمل السيارة بالطاقة الكهربائية حتى تنفذ البطارية فتتحول تلقائياً للعمل بالوقود (مثل البنزين) لتشغيل محرك الاحتراق الداخلي، ويمكن شحن بطاريات تلك السيارات باستخدام مقبس الحائط أو معدات الشحن  اي سيارات هايبرد .

السيارات الكهربائية الهجينة (HEVs) :

يتم تشغيل السيارات الكهربائية الهجينة الحالية بواسطة محرك احتراق داخلي بالاشتراك مع واحد أو أكثر من المحركات الكهربائية التي تستخدم الطاقة المخزنة في البطاريات.

وتجمع تلك السيارات بين ميزة الاستهلاك الاقتصادي للوقود وانخفاض انبعاثات العادم  بالإضافة إلى قوة وكفاءة السيارات التقليدية.

ثورة صناعة السيارات الكهربائية بالعالم

أداء السيارات الكهربائية القادمة سيكون مذهلاً، وستكون السيارات الكهربائية الفاخرة أكثر سلاسة وهدوءاً من أي شيء شهدناه منذ عشرينيات القرن الماضي، فالمركبات الكهربائية تقدم ببساطة تجربة قيادة أفضل بكثير من السيارات العادية، فهي أكثر هدوءاً وسلاسة وموثوقية، وأسهل للصيانة، ويبدو للوهلة الأولى ولكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم، أن السيارات الكهربائية موجودة في كل مكان، فنحن نشاهدها على طرقات الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، فعلى سبيل المثال تنتشر سيارة “نيسان ليف” (Nissan Leaf) الكهربائية بكثرة في دول نامية، مثل الأردن ومصر، ويندر ألا تشاهد إحدى هذه السيارات وأنت على الطريق في دول الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه أصبحت سيارة “تسلا 3” (Tesla’s Model 3) السيارة الأكثر مبيعاً في أوروبا مؤخراً، ومن الواضح أن هذه المركبات تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، ومع ذلك، ومن زاوية رؤية أوسع، عصر المركبات الكهربائية ما زال في البدايات فقط. ورقمياً، فإن مبيعات السيارات الكهربائية حالياً لا تشكل سوى 2% فقط من سوق السيارات العالمي، حسب ما ذكر “مركز بيو للأبحاث” (Pew Research Center)، فإذا أخذنا الولايات المتحدة على سبيل المثال، فقد تم تسجيل (200) ألف سيارة فقط خلال النصف الأول من العام الماضي في هذا البلد الشاسع، وهو العدد نفسه الذي تبيعه شركة “تويوتا” (Toyota) من مركبات خلال شهر واحد، ولكن، هناك دول تنتقل بشكل شبه كامل نحو السيارات الكهربائية مثل النرويج التي تشكل مبيعات هذه السيارات فيها ما نسبته 75% من السوق، وهي النسبة الأعلى في العالم، ولعل السبب الحقيقي وراء ذلك هو القرارات الحكومية في النرويج التي جعلت من شراء أي شيء غير كهربائي باهظ الثمن، ولهذا فإن المركبات الكهربائية هي الخيار المجدي اقتصادياً لسكان هذا البلد، وذلك حسب ما ذكر الكاتب الأميركي تيم ستيفنز في مقال له نشرته منصة “سي نت” (Cnet) مؤخراً.

المستقبل هو السيارات الكهربائية

يعود بشكل رئيسي إلى تشديد المعايير والقوانين التي تهدف إلى حماية البيئة، وتقليل الانبعاثات الغازية للحد الأدنى، فعلى سبيل المثال، ولاية كاليفورنيا- وهي أكبر سوق للسيارات في الولايات المتحدة- تخطط لحظر بيع السيارات التي تعمل بالغاز والبنزين بحلول عام 2030. وهناك العديد من الولايات الأميركية التي تسير بهذا الطريق، كما تتحرك الكثير من دول ومدن العالم بالاتجاه نفسه، فمدينة باريس مثلاً أعلنت أنها ستحظر كل شيء يسير على طرقاتها باستثناء المركبات الكهربائية عام 2030. ويرى الخبراء أنه بعيداً عن القوانين والتشريعات- تقدم المركبات الكهربائية ببساطة تجربة قيادة أفضل بكثير من السيارات العادية؛ فهي أكثر هدوءاً وسلاسة وموثوقية، وأسهل للصيانة بوجود عدد أقل من الأجزاء المتحركة، ومع الابتكارات الحديثة، أصبح الشحن أسرع وأسهل، والسيارات الكهربائية القادمة قريباً جداً ستسير نحو (500) ميل بالشحنة الواحدة، وهو ما يزيد على (8) ساعات قيادة بشكل مستمر ودون توقف، هذا فضلاً عن التوفير الكبير في أسعار الغاز والبنزين.

السيارات الكهربائية في السوق العربية

ولذلك أوجدت شركات صناعة السيارات الكبرى برامج رئيسية لصناعة المركبات الكهربائية، سواء كان ذلك مصنع تويوتا الجديد للبطاريات الذي تبلغ قيمته/1.29/ مليار دولار، أو بناء شركة “جنرال موتورز” (General Motors) لمصنعين- وليس مصنعاً واحداً- لصناعة هذه السيارات، وحتى شركة “دودج” (Dodge) المختصة بصناعة المركبات الضخمة التي تستهلك الوقود الأحفوري، قد أعلنت مؤخراً عن خططها لإنتاج سيارة كهربائية بحلول عام 2024. وبالمقارنة فإن تكلفة شحن سيارة تسلا من طراز “واي رود شو” (Y Roadshow) يبلغ (9.6) دولارات تقطع خلالها /330/ ميلاً دون توقف، فإذا قارناها بسعر البنزين الذي تحتاجه سيارة دفع رباعي صغيرة لتقطع المسافة نفسها، فإنك ستحتاج إلى (36.3) دولار، وهذا في أميركا الذي يعدُّ سعر البنزين فيها رخيصاً مقارنة بكثير من الدول. أمَّا بالنسبة لشركات النقل التي تشغل أساطيل من المركبات، فإن التوفير سيكون كبيراً جداً، ويؤكد بعض مستخدمي أساطيل المركبات الكهربائية أن الانخفاض في التكلفة يصل إلى 20% بفضل التوفير في الوقود والصيانة.

اقرا هنا: “تسلا” للسيارات الكهربائية تطرح تحديث لأستخدام الهاتف الذكي أثناء القيادة

ثورة صناعة السيارات الكهربائية بدأت!!

ثورة السيارات الكهربائية بدأت بالفعل، فشبكات الشحن أصبحت أكثر انتشاراً الآن مما كانت عليه قبل سنوات قليلة فقط، وإن كانت الكثير من المناطق الريفية لا تزال غير مغطاة وتعتمد على الشحن المنزلي، فإن هذا في طريقه للزوال، وصحيح أيضاً أن السيارات الكهربائية ما زالت أغلى ثمناً من السيارات العادية، ولكن هذا في طريقه للتغير أيضاً. وعلى سبيل المثال، فقد أعلنت شركة “فورد” (Ford) عن إطلاق مركبتها الكهربائية الجديدة “فورد إف-150 لايتيننغ” (Ford F-150 Lightning) خلال العام الجاري 2022 بسعر يصل إلى (40) ألف دولار مع خصم نحو(12500) دولار أخرى كحوافز للمشترين، وبالتالي سيصل ثمنها للمستهلك إلى نحو(27) ألف دولار فقط، وهو سعر طبيعي جداً، وينافس ثمن المركبات التي تعمل بالبنزين، فإذا أضفنا لهذا قدرتها على السير لمسافة /300/ ميل بالشحنة الواحدة، إضافة إلى توفير رسوم إيجار المولدات الباهظة الثمن حيث يمكن من خلالها تشغيل موقع العمل، فإنها بكل تأكيد ستكون الخيار الأنسب للمستهلكين.

ومع ظهور المزيد من المركبات الكهربائية ذات الثمن المعقول مثل سيارة “هيونداي أيونيك 5″ (Hyundai Ioniq 5)، و”تويوتا بي زد فور إكس” (Toyota BZ4X) و”سوبارو سولتيرا” (Subaru Solterra) خلال هذا العام، فإن التوجه نحو شراء السيارات الكهربائية سيكون هو الخيار المثالي.

المركبات الكهربائية تخفض تكاليف التشغيل

الخبراء في صناعة السيارات الكهربائية يتوقعون انخفاضاً كبيراً في تكاليف التشغيل، خاصة إذا كان بإمكان السائقين الشحن في المنزل، أما محطات الشحن في الشوارع فستكلف أكثر، ولكن في النهاية ستفكر البلديات بطريقة منطقية وحكيمة كما فعلت مدينة لندن مؤخراً، على سبيل المثال، حيث تم تحويل (1300) مصباح شوارع إلى أجهزة شحن، وإن السيارات الكهربائية ستكون أكثر متعة في القيادة أيضاً، ويعرف أي شخص جلس في مقعد السائق في إحدى سيارات تسلا مثلاً مباهج عزم الدوران للمركبات الكهربائية، وذلك بفضل القوة اللامحدودة وأنظمة التحكم في الجر والثبات الأكثر تقدماً، وبناء عليه، فإن أداء السيارات الكهربائية القادمة سيكون مذهلاً، وستكون السيارات الكهربائية الفاخرة أكثر سلاسة وهدوءاً من أي شيء شهدناه منذ عشرينيات القرن الماضي، في حين أن السيارات الكهربائية ذات الأسعار المعقولة ستكون أفضل بكثير وبما لا يقارن من الخيارات الأخرى التي تعمل بالوقود الأحفوري المماثلة لها اليوم. وهنا نورد مثالين عن أن الصين وتركيا تراهنان على السيارات الكهربائية لتجاوز عمالقة صناعة السيارات التقليدية.

أصبح التفوق في مجال تصنيع السيارات الكهربائية عالمياً هدفاً واضحاً للصين، التي تسعى إلى تعويض ما فاتها في مجال صناعة السيارات العاملة بالوقود الأحفوري، وهي سياسة تسعى تركيا إلى تنفيذها على نطاق أصغر، وتعتبر الصين أكبر منتج بصفة عامة للسيارات في العالم، وحققت قفزات كبيرة في هذا المجال، لكنها تظل متأخرة تكنولوجياً مقارنة بكبار القوى المُصنِّعة للسيارات مثل ألمانيا واليابان وأمريكا وحتى فرنسا وكوريا، وتعتمد بشكل كبير على السوق المحلي الضخم أكثر من التصدير، وما زالت صناعة السيارات الصينية تقلّد إلى حد كبيرٍ الشركات الكبرى، حتى لو أصبح التقليد أكثر حنكة وأقل فجاجة، ورغم نجاح الصينيين في إنتاج محركات الاحتراق الداخلي للعديد من السيارات، فلقد تم ذلك من خلال التعاون مع شركات كبرى مثل جنرال موتورز الأمريكية، أمَّا أكبر مشكلة تواجه الشركات الصينية المنتجة للسيارات، فهي السمعة التاريخية السلبية للمنتجات الصينية، التي تجعل من الصعب على المستهلك الثقة بها، خاصة عند مقارنتها بشركات السيارات العريقة.

ميزات صينية لتصنيع السيارات الكهربائية

بالنسبة للسيارات الكهربائية فإن الوضع مختلف، فمازال السوق بكراً وتكنولوجيا تصنيع السيارات الكهربائية جديدة نسبياً على الجميع، بل العكس تتمتع فيها الصين بميزة نسبية، فتكنولوجيا السيارات الكهربائية تشبه إلى حد كبير، تكنولوجيا الهواتف الذكية، التي تعتبر الصين أكبر مُصنِّع لها، حيث تمثل البطاريات أهمية بالغة للمجالين، وهي صناعة تتركز في الصين وآسيا عامة. كما أن السيارات الكهربائية ترتبط بتكنولوجيا القيادة الذاتية وأنظمة الترفيه والمساعدة الإلكترونية التي هي تنتمي إلى مجال البرمجيات مثل الهواتف المحمولة.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السيارات الكهربائية في السوق العربية

الصين عاصمة صناعة السيارات الكهربائية في العالم؟

سيطرت الصين على العصر الجديد للسيارات عبر التركيز على صناعة السيارات الكهربائية وجعلها أولوية وطنية، واستطاع الصنَّاع المحليون الصينيون الاستفادة من هذا التركيز، فقد حصلوا على الدعم والتمويل من الحكومة المركزية والحكومة الإقليمية إلى جانب السياسات الضرائبية المُحابية للسيارات الكهربائية. وتصنَّف شركة” نيو” باعتبارها المنافس الأول لشركة” تسلا “الأمريكية الشهيرة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، وهي الشركة التي افتتحت مصنعاً لها بالصين في ذرورة التوتر بين بكين وواشنطن، وهو مصنع يبيع سيارات تسلا أرخص مما هي في موطنها الأصلي في أمريكا بفضل سلاسل التوريد الصينية ذات الكفاءة، وتملك الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، ورغم ذلك تسعى إلى زيادة حجمه،  وتتطلع إلى الريادة في هذا القطاع مستقبلاً، ولدى الصين خطة لبناء (20) مدينة لصناعة السيارات الكهربائية، مع تقديم (30) مليار دولار لدعم مبيعات صناعة السيارات الكهربائية في الصين.

وإلى جانب الدعم الكبير للمركبات الكهربائية، خلقت الحكومة الصينية بنية تحتية فعالة، فالصين تكتسح قطاع الشحن العالمي، حيث تستحوذ على 60% من عدد محطات الشحن البالغة أكثر من (862) ألف محطة في جميع أنحاء العالم، وتتفوق الصين في مجال شحن السيارات الكهربائية مقارنة بدولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن كل محطة شحن في الولايات المتحدة تقابلها(8) محطات بالصين، ومن المحتمل أن يصبح هذا الفارق أكثر وضوحاً مع سعي الصين التكنولوجى وتحفيزها لشركات صناعة السيارات بالابتعاد عن مستهلكي الغاز والبنزين وتسريع عملية طرح محطات الشحن، واستقطاب كبريات الشركات العاملة بمجال الطاقة للاستثمار في الطاقة النظيفة، كما أن الصين تعطي امتيازات ضريبية كبيرة للسيارات الكهربائية مقارنة بالسيارات العاملة بالوقود، بل تمنح بعض المدن للسائقين مكافآت نقدية تصل إلى /1000/ يوان (160 دولاراً) سنوياً للقيادة لمسافة تصل إلى (10) آلاف كيلومتر بالسيارات الكهربائية، حسبما ورد في تقرير لموقع بلومبيرغ الشرق.

ورغم تباطؤ بعض العلامات التجارية بمجرد إلغاء الدعم بالكامل على السيارات الكهربائية في الصين، فإنها ستظل متقدمة بأميال على منافسيها، حيث يوجد بالصين حالياً /138/ طرازاً مختلفاً للمركبات الكهربائية، في حين يتوفر/60/ طرازاً في أوروبا، و/17/ في الولايات المتحدة، وإلى جانب سوقها المحلية، تهدف الصين إلى أن تصبح قوة عظمى عالمية في مجال السيارات عبر التركيز على التصدير، ووصل الأمر إلى أنه في العالم الماضي تصاعدت تحذيرات من شركات السيارات الكهربائية الصينية داخل أوروبا مثل شركة” رينو” الفرنسية من واردات السيارات الكهربائية الصينية، وتعد النرويج بمثابة اختبار حاسم للصين، فهذه الدولة شديدة الثراء والتي يضاف إلى ثرائها الإسكندنافي ثراؤها من تصدير الغاز والنفط، تعتبر عاصمة شراء السيارات الكهربائية، إذ شكلت السيارات الكهربائية 54.3% من جميع السيارات الجديدة المبيعة في النرويج عام 2020، وهو رقم قياسي عالمي، وتهدف النرويج، على الرغم من اعتمادها بشكل كبير على عائدات النفط والغاز، إلى أن تصبح أول دولة في العالم تُنهي بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، وتحدد هدفاً لعام 2025 يتمثل في عدم وجود انبعاثات لجميع سيارات الركاب الجديدة ومركبات البضائع الخفيفة.

تعد الصين أكبر دولة منتجة للسيارات الكهربائية في العالم، لذلك من الطبيعي أن تغامر العلامات التجارية الصينية بدخول النرويج، وتحاول اكتشاف مسار تطوير يمكن استخدامه كنموذج للأسواق الأخرى. والنتيجة في هذا البلد الغني لا يخجل الناس من شراء السيارات الصينية كما يحدث في بلدان أخرى بأوروبا والشرق الأوسط. فقد قال: “رولف المكلوف” المستشار التجاري بالسفارة النرويجية في بكين: “إضافة إلى السوق النرويجية، فهي مرجع جيد إذا تمت بشكل جيد في النرويج، فهذه علامة جيدة لجميع الأسواق الأوروبية الأخرى”. وتخطط العلامات التجارية الصينية للتنافس مع العلامات الأوروبية التي لها تاريخ طويل وسجل حافل في صناعة السيارات.

كما يبدو أن “هي شياوبينج”، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ” XPeng Motors “الصينية المُصنِّعة للسيارات الكهربائية، واثقاً تماماً بقدرات شركته وشقيقاتها الصينيات على المنافسة إذ يقول: “أريد أن أذكر شيئاً مثيراً للاهتمام باستثناء “تيسلا”، التي تحقق أداءاً جيداً في كل من الصين وأوروبا، فإن معظم السيارات الكهربائية التي تباع جيداً في أوروبا عادةً لا تعمل بشكل جيد في الصين”.

ويضيف: “أعتقد أن المنافسة في سوق السيارات الكهربائية الذكية بالصين أكثر شراسة منها في أوروبا على بعض المستويات”. وأضاف: “كعلامة تجارية جديدة، أعتقد أن “Xpeng “قد تم قبولها جيداً في النرويج. لم يتم فتح المتجرين المخطط لهما في النرويج بعد، ولكن جميع الطلبات التي تلقيناها كانت من قنوات عبر الإنترنت، وأعتقد أن بيانات المبيعات جيدة جداً”. واعترف بأنه لا يزال لدى العديد من العملاء في الخارج انطباع بأن المنتجات الصينية المُصنَّعة أرخص وأقل جودة من العلامات التجارية الغربية، معتبراً أن “هذه صورة نمطية قديمة تريد كل من الحكومة الصينية والجيل الجديد من العلامات التجارية الصينية مثل” XPeng” أن تحطمها”، قائلاً: “نريد بيع سيارات متوسطة إلى عالية الجودة في أوروبا، وليس سيارات متوسطة إلى منخفضة”.

تركيا الحصان الأسود لصناعة السيارات الكهربائية

بينما تبدو الصين هي بطلة صناعة السيارات الكهربائية في العالم، فإن تركيا تطمح إلى أن تكون الحصان الأسود في هذه الصناعة، فهناك أوجه تشابه بين الحالتين التركية والصينية، فكلتاهما لديها صناعة سيارات كبيرة، الصين كما سبقت الإشارة أكبر مُصنِّع سيارات في العالم، وتركيا من كبار المصنِعين وأكبر مصدر سيارات لأوروبا، وكلتاهما تعاني من نقاط ضعف متشابهة، ضعف العمق المحلي لصناعة السيارات.

الصين تعتمد على التجميع لشركات أجنبية أو شراكات مع شركات أجنبية، وتركيا معظم صناعة السيارات لديها عبارة عن تصنيع من قِبل شركات أجنبية مع شراكات محلية، وتشهد ولاية قيصري (وسط تركيا) جهوداً كبيرة لافتتاح أول مصنع لإنتاج بطاريات “ليثيوم أيون” التي تعد عنصراً أساسياً في العديد من الأجهزة الكهربائية، مطلع عام 2022.

كانت تركيا قد كشفت عن أول نموذجين لسيارة كهربائية تم إنتاجها محلياً بالكامل يوم 27 كانون الأول عام 2019، قائلةً إنها تستهدف في نهاية المطاف إنتاج ما يصل إلى (175) ألف وحدة سنوياً من السيارة الكهربائية، في مشروع من المتوقع أن يتكلف /22/ مليار ليرة (3.7 مليار دولار) على مدى 13 عاماً. وتقول الحكومة التركية إن البنية التحتية لشحن السيارات بالكهرباء ستكون جاهزة على مستوى البلاد بحلول عام 2022. وسبق أن أكد الرئيس التركي أن البرمجة هي العنصر الأكثر أهمية وكفاءة للتكنولوجيا الحديثة، متعهداً بزيادة عدد المبرمجين من /170/ ألفاً إلى أكثر من /500/ ألف.

السيارات الكهربائية في السوق العربية

السيارة الكهربائية التركية TOGG

يظل أصعب شيء في مجال إنتاج سيارة هو المحرك والشاسيه أو قاعدة العجلات وكذلك العلامة التجارية ذاتها، وهنا تأتي ميزة السيارة الكهربائية بالنسبة لتركيا؛ فبالنسبة للشاسيه أو قاعدة العجلات، فقد أفادت تقارير إعلامية بأن السيارة الكهربائية التركية التي تحمل اسم TOGG سوف تعتمد على منصة من شركة” ساب” السويدية الشهيرة الخاصة بالسيارة (Saab 9-3)، وهي شركة عانت تاريخياً من مشكلات مادية، ولكن تظل لديها ميزة التفوق السويدي التقليدي في إنتاج سيارات فاخرة وصلبة ومعاملات الأمان فيها مرتفعة للغاية، وبالنسبة للمحرك فإن هذه ميزة إضافية للسيارة الكهربائية بالنسبة لتركيا، فليس على البلاد أن تبدأ من الصفر في محاولة إنتاج تكنولوجيا محركات الاحتراق الداخلي التي تعتمد على الوقود الأحفوري، أمام منافسين سبقوها منذ عشرات السنين، بل إنها وفقاً للخطة الحالية، ستدخل مجالاً جديداً بطبيعته، حتى بالنسبة لصناع سيارات مشهورين كالألمان.

الأهم أن تركيا لديها خبرة مسبقة في مجال إنتاج المحركات الكهربائية والبطاريات، لأن لديها تجربة في إنتاج الحافلات الكهربائية، كما أن لديها تجارب في إنتاج محركات كهربائية أيضاً لبعض مركباتها العسكرية، وفي الوقت ذاته فإن تركيا دولة فقيرة نفطياً ومن ثم فإن التوسع في استخدام المحركات الكهربائية بالسيارات سيقلل فاتورة استيراد النفط التي تُثقل كاهل الميزان التجاري للبلاد، وبقدر ما تمثل تقنيات السيارة سبيلاً مُهماً لنجاحها، فإن هناك مسألة مهمة تركز عليها الحكومة التركية، وهي تشجيع تسويق السيارة محلياً عبر إعطائها امتيازات ضريبية، وكذلك التوسع في مجال محطات شحن السيارات الكهربائية، وهي أمور بدأت كثير من الدول الغربية في التركيز عليها، وتعهدت أنقرة بالعمل على تنفيذها؛ لتشجيع السيارة الجديدة.

لماذا يتسابق العالم على الكوبالت؟

يحتل الكوبالت مكانة مركزية في جهود العالم لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية كبديل للسيارات المعتمدة على الوقود الأحفوري. و”الكوبالت”، هو المعدن النادر الضروري لإنتاج بطاريات “أيون-الليثيوم” القابلة لإعادة الشحن والمستخدمة في المركبات الكهربائية، كما يُستخدم هذا المعدن في صناعة العديد من أنواع الإلكترونيات، وتتخذ أماكن مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تنتج ثلثي إمدادات العالم من الكوبالت، على سبيل المثال، المكانة التي كانت للمملكة العربية السعودية والدول الأخرى الغنية بالنفط، ويبدو أن أمريكا قد خسرت أولى جولات هذا الصراع على هذا المعدن الذي تزداد أهميته عندما تنازلت ببساطة عن سيطرتها على إنتاج الكوبالت في الكونغو.

اقرا الان: بالفديو : تجربة سيارة تسلا للسباحة في المياه

في عام 2020، استُخدِم ما يقرب من (19) ألف طن من الكوبالت في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، بزيادةٍ قدرها 29% مقارنة مع عام 2019. وأنتج العالم نحو (140) ألف طن من الكوبالت خلال عام 2019، وساهمت جمهورية الكونغو الديمقراطية بأكثر من 70% من الكوبالت المنتج، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، حيث يوجد في مقاطعة” كاتانغا ” بعض أكبر مناجم الكوبالت في العالم، من ضمنها منجم “موتاندا”، و”كاموتو”، و”إيتوال”، بينما تأتي روسيا ثانية من حيث الإنتاج، بنسبة 4% فقط.

هل انتهى عصر النفط وبدء عصر الليثوم والطاقة النظيفة؟

بعد أزمة النفط التي سببتها جائحة كورونا العام الماضي، ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تسقط فيها أسعار النفط، تحدثت مجلة The Economist البريطانية عن أن الدول بات عليها التفكير بطريقة مختلفة، فالشعوب والحكومات والمستثمرون أصبحوا على وعي أفضل بمخاطر التغير المناخي، وصناعة الطاقة النظيفة تكتسب المزيد من الزخم، وقد تحولت أسواق رأس المال أيضاً، فأسهم شركات الطاقة النظيفة ارتفعت بنسبة 45% خلال عام 2020، ويدعم السياسيون خطط البنى التحتية الخضراء مع وصول معدلات الفائدة إلى صفر%.

ويمثل أعضاء أوبك وشركاؤها ما يقرب من 85% من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وتتركز الغالبية العظمى منها في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوراسيا، وبوجود رواسب الموارد هذه، فإن الدول غير الملحوظة بخلاف ذلك تكون قد ضربت بشكل أكبر بكثير من وزنها الجغرافي السياسي، ومع صعود الطاقة النظيفة، ستتحول القوة من عمالقة النفط القدامى مثل روسيا والسعودية إلى مبتكري الطاقة النظيفة مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لكن التحول العالمي من محرك الاحتراق إلى تقنيات أنظف له تداعيات أعمق، وإن كانت أكثر دقة، على منتجي النفط السياديين أكثر من مجرد التأثير على النفقات المحلية، فإن الخسارة الواسعة والدائمة في الطلب على الصادرات الرئيسية لهذه الدول، مثل السعودية على سبيل المثال ستضر بمكانتها الدولية وتأثيرها الجيوسياسي العالمي.

انتقال النفوذ الجيوسياسي من الدول النفطية إلى “دول الليثيوم”

سيكون نقل النفوذ الجيوسياسي من الدول البترولية مثل المملكة العربية السعودية وروسيا إلى الليثيوم والدول الغنية بالكوبالت تدريجياً في عمليته، ولكنه سيكون دراماتيكياً في نطاقه، بينما تقود تكتلات القوى الكبرى في العالم التهمة ضد تغير المناخ وتعيد توجيه استراتيجياتها الصناعية والاقتصادية المحلية بشكل مناسب، فإنها أيضاً ستصلح سياساتها الخارجية واستراتيجياتها الكبرى، وستجد الدول التي كانت على هامش المسرح العالمي نفسها في المركز، وتمارس ثرواتها من الموارد لكسب الاحترام والقوة الجيوسياسية الخام.

إن بعض أصحاب المصلحة الناشئين، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية أو إندونيسيا، معرَّضون لخطر أن يصبحوا وكلاء عن الموارد الفقيرة. آخرون، مثل تشيلي وأستراليا، سوف يستفيدون بسهولة من ثرواتهم المكتشفة حديثاً وينطلقون في طريقهم إلى الشهرة الدولية، وهناك آمال واعدة بأن تصبح منظومة الطاقة في القرن الواحد والعشرين أفضل من عصر النفط، وأفضل لصحة الإنسان، وأنفع للاستقرار السياسي والاقتصادي لكن التحول له مخاطر جمة، فإن تم دون تنظيم، يمكن أن يزيد من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدول النفطية ويركز التحكم في سلاسل التوريد الخضراء في دول مثل الصين.

بطارية جديدة قد تحدث ثورة في عالم السيارات الكهربائية

“بطارية تشحن في ثلاث دقائق، وعمرها نصف قرن، وليست هذه ميزتها الوحيدة”؛ إذ يختبر علماء تقنية جديدة تدعى بطاريات الليثيوم الصلبة أو بطاريات الليثيوم ذات الحالة الصلبة، من شأنها إحداث ثورة في عالم الشحن الكهربائي، وحل المشكلات التي تواجه صناعة السيارات الكهربائية، وتمثل بطاريات الليثيوم مصدراً أساسياً لتزويد الطاقة الكهربائية لنسبة كبيرة من السيارات الكهربائية في العالم، وتعمل هذه البطاريات على نفس المبادئ، بغض النظر عن موادها، حيث تنتقل أيونات الليثيوم بين القطبين الموجب والسالب عبر الإلكتروليت “الموصل”، وتستخدم بطارية الليثيوم أيون التقليدية سائل إلكتروليت موصل للكهرباء مع فاصل بين الأقطاب يسمح للأيونات بالمرور.

أمَّا بطارية الحالة الصلبة أو البطارية الصلبة التي يسعى العلماء لتوظيفها فيما يعرف ببطاريات الليثيوم ذات الحالة الصلبة، فهي تقنية بطاريات تستخدم أقطاباً صلبة وإلكتروليتاً (موصلاً) صلباً، بدلاً من السائل أو الإلكتروليتات الهلامية البوليمرية الموجودة في بطاريات الليثيوم أيون أو بطاريات الليثيوم بوليمر.

السيارات الكهربائية في السوق العربية

أنواع بطاريات السيارات الكهربائية

  1. بطاريات ليثيوم أيون

أكثر أنواع البطاريات شيوعاً المستخدمة في السيارات الكهربائية هي بطارية الليثيوم أيون، وتُستخدم هذه البطاريات أيضاً في معظم الأجهزة الإلكترونية المحمولة، حسب موقع Energy Sage، وتتميز بطاريات الليثيوم أيون بنسبة طاقة إلى وزن عالية وكفاءة طاقة عالية وأداء جيد في درجات الحرارة العالية، وهو أمر حيوي للسيارات الكهربائية، فالوزن الأقل يعني أن السيارة يمكنها السفر لمسافات أطول بشحنة واحدة،

وتتميز بطاريات الليثيوم أيون أيضاً بمعدل “تفريغ ذاتي” منخفض، ما يعني أنها أفضل من البطاريات الأخرى في الحفاظ على القدرة على الاحتفاظ بشحن كامل بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم أجزاء بطارية الليثيوم أيون قابلة لإعادة التدوير مما يجعل هذه البطاريات خياراً بيئياً جيداً.

  1. بطاريات هيدريد من النيكل والمعدن

تُستخدم بطاريات هيدريد النيكل والمعدن على نطاق واسع في المركبات الكهربائية الهجينة، ولكنها تُستخدم أيضاً بنجاح في بعض السيارات الكهربائية. لا تستمد المركبات الكهربائية الهجينة الطاقة من مصدر خارجي إضافي، وبدلاً من ذلك تعتمد على الوقود لإعادة شحن البطارية، ما يستبعدها من تعريف السيارة الكهربائية. وبطاريات هيدريد معدن النيكل لها دورة حياة أطول من بطاريات الليثيوم أيون أو بطاريات حمض الرصاص، كما أنها آمنة وتتسامح مع سوء المعاملة، ولكن تتمثل أكبر المشكلات المتعلقة ببطاريات هيدريد النيكل والمعدن في تكلفتها المرتفعة ومعدل تفريغها الذاتي المرتفع، وحقيقة أنها تولد حرارة كبيرة في درجات حرارة عالية، تجعل هذه المشكلات هذه البطاريات أقل فاعلية بالنسبة للسيارات الكهربائية القابلة لإعادة الشحن، وهذا هو سبب استخدامها بشكل أساسي في السيارات الكهربائية الهجينة.

  1. بطاريات الرصاص الحمضية

لا تُستخدم بطاريات الرصاص الحمضية حالياً إلا في السيارات الكهربائية لتكملة أحمال البطاريات الأخرى، إنها بطاريات عالية الطاقة، وغير مكلفة، وآمنة، وموثوقة، لكن عمرها الزمني القصير وأداءها السيئ في درجات الحرارة الباردة يجعلان من الصعب استخدامها في السيارات الكهربائية. وهناك بطاريات حمض الرصاص عالية الطاقة قيد التطوير، لكن البطاريات تستخدم الآن فقط في المركبات التجارية كمخزن ثانوي.

  1. المكثفات الفائقة

المكثفات الفائقة ليست بطاريات بالمعنى التقليدي، وهي مثل بطاريات الرصاص الحمضية، مفيدة بشكل أساسي كأجهزة تخزين ثانوية في السيارات الكهربائية، لأن المكثفات الفائقة تساعد البطاريات الكهروكيميائية في تسوية حملها، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمكثفات الفائقة أن تزود السيارات الكهربائية بقوة إضافية أثناء التسارع والكبح المتجدد.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السيارات الكهربائية في السوق العربية

السيارات الكهربائية في العالم العربي:

 

المغرب يسعى إلى أن يكون مركزاً لتصنيع السيارات الكهربائية

يرغب المغرب في أن يصبح “سعودية” عصر السيارات الكهربائية، فهو يريد أن يصبح مركزاً لتصنيع السيارات الكهربائية، ومنتجاً رئيسياً للبطاريات والمواد الخام المستخدمة فيها، ولديه كثير من المقومات التي قد تجعل هذا المخطط ممكناً، في ظل امتلاكه لاحتياطات من معدن نادر يدخل في صناعة البطاريات التي تمثل وعاء تخزين الطاقة الكهربائية المنافسة للنفط، فإذا كان السعودية لديها النفط، فالمغرب لديه الكوبالت، ولكن المغرب لا يريد الاكتفاء بتصدير هذا المعدن النادر المستخدم في صناعة البطاريات، إذ تأمل الرباط في الجمع بين تطوير قطاع التعدين الراسخ لديها، للدخول في مجال صناعة بطاريات المركبات الكهربائية، وفي الوقت ذاته توسيع صناعة السيارات التقليدية في البلاد، لتشمل أيضاً السيارات الكهربائية، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.

أكبر منتج للسيارات في إفريقيا

وبرز المغرب بصفته مركزاً لتصنيع السيارات، بحجم صادرات تجاوز (10) مليارات دولار، وفي عام 2018 تفوّق المغرب على جنوب إفريقيا، ليصبح أكبر منتج لسيارات الركاب في قارة إفريقيا، وتعتبر هذه المكانة بمثابة انتصار للرباط، التي أعطت الأولوية للاستثمارات في البنية التحتية وتنفيذ إصلاحات ملائمة للأعمال التجارية، من أجل تعزيز التصنيع المحلي. والآن تتطلع البلاد إلى تثبيت مكانتها لتكون مركزاً لإنتاج المركبات الكهربائية مع وجود (220) ألف مواطن مغربي يعملون في هذه الصناعة.

أول سيارة كهربائية منتجة في المغرب

يبدو أنَّ المغرب يسير بخطوات جيدة في هذا المجال حتى الآن، في عام 2020 طرحت “سيتروين”، وهي العلامة التجارية الفرنسية للسيارات المملوكة لشركة “ستيلانتس” متعددة الجنسيات، سيارةً صغيرة كهربائية بالكامل، أنتجتها في مصنعها بمدينة القنيطرة الساحلية في المغرب، وقد بدأت العديد من الشركات تحذو حذوها، إذ وقّعت مؤخراً شركة “بي واي دي” الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية اتفاقية أولية لفتح مصنع في المدينة الصناعية الذكية “محمد السادس طنجة-تيك”. أعلنت أيضاً شركة “ستيلانتس” في آب، أنَّ شركة السيارات الألمانية التابعة لها “أوبل” ستبدأ في إنتاج مركبات كهربائية في المغرب.

المغرب لديه معدن نادر يُستخدم في تصنيع البطاريات

قال عثمان قوتاري، أحد كبار المستشارين فيما يخص المغرب ومنطقة شمال إفريقيا في مجموعة “أولبرايت ستونبريدج”، لموقع “Middle East Eye“، إنَّ المملكة المغربية تركز بشكلٍ خاص على تطوير بطاريات قابلة لإعادة الشحن خاصة بها، لاستكمال عملية إنتاج السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية، وأضاف: “ثمة مناقشات جارية مع مصنّعي السيارات الأوروبيين لتخصيص بعض الموارد لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية”.

وقد أثار إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية اهتماماً خاصاً في المغرب، بالنظر إلى مخزون البلاد من معدن “الكوبالت”، وهو المعدن النادر الضروري لإنتاج بطاريات أيون-الليثيوم القابلة لإعادة الشحن والمستخدمة في المركبات الكهربائية. ويُستخرج جميع “الكوبالت” المغربي تقريباً من صحراء مدينة “ورزازات” من منجم “بو عازر” المملوك لشركة التعدين المغربية “مناجم”، وهي شركة خاصة مدرجة في بورصة الدار البيضاء وتملك العائلة المالكة المغربية حصة فيها، حسب تقرير Middle East Eye.

وقال وزير الطاقة والمعادن والبيئة المغربي، عزيز رباح، في الصيف الماضي، إنَّ حكومة بلاده ستركّز تركيزاً خاصاً على زيادة إنتاج “المعادن الاستراتيجية”، لاسيما تلك المستخدمة في قطاع الطاقة المتجددة. فالمغرب يُنتج من 2% إلى 3% من احتياطيات الكوبالت في العالم، لكن هذه النسبة تتضاءل بالمقارنة مع المنتج الرئيسي للكوبالت في إفريقيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تنتج ما يقرب من 70% من الإمدادات العالمية.

وتلطخت سمعة إنتاج الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب تقارير عن عمالة الأطفال وظروف العمل الخطرة غير الآدمية، وفي هذا الصدد يقول ياسين بلكبير، مؤسس ومدير شركة “AB Mining Consultants” في الدار البيضاء، إنَّ “هذا سمح لصناعة التعدين المغربية بتمييز نفسها عن منافستها الإفريقية”. وأضاف بلكبير: “يُنتج الكوبالت المغربي بمستويات أعلى من التدقيق البيئي والاجتماعي، بالإضافة إلى أنَّ مراحل سلسلة إنتاج الكوبالت شفافة بوجهٍ عام، ويمكن تتبعها من المنجم إلى المنتج النهائي”. وفي السياق ذاته، قال محمد أمين أفصاحي، المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات بشركة “مناجم”، لموقع “Middle East Eye“: “يرغب المشترون في تنويع مخاطرهم”، مشيراً إلى عدم الاستقرار السياسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأضاف أنَّ شركته قد اتخذت خطوات لإثبات أنَّ الكوبالت الخاص بها مستخرج فيما يحقق معايير الاستدامة.

على عكس دول أخرى، حيث يُستخرج الكوبالت جنباً إلى جنب مع النحاس والنيكل، يُستخرج الكوبالت المغربي في صورة منتج قائم بذاته، ويشتهر بأنَّه أحد أنقى الأنواع في العالم.

“بي إم دبليو” الألمانية تتعاقد مع المنجم

في العام الماضي، وقّعت شركة “مناجم” اتفاقية مع شركة تصنيع السيارات الألمانية “بي إم دبليو”، لتزويدها على مدار(5) سنوات بحوالي خُمس احتياجاتها من الكوبالت، لإنتاج الجيل الخامس من المحركات الكهربائية لشركة “بي إم دبليو”.

قال أفصاحي إن هذه الاتفاقية كانت “مجرد بداية”، مؤكداً أنَّ هناك المزيد من الصفقات لا تزال قيد الإعداد مع شركات تصنيع سيارات أخرى. وأضاف أنَّ “الطلب العالمي على الكوبالت سيكون كبيراً للغاية خلال السنوات العشر القادمة، هناك عجز بالفعل في السوق”. ويقول عثمان قوتاري، أحد كبار مستشاري مجموعة “أولبرايت ستونبريدج”، إنَّ “هدف المغرب في مجال صناعة السيارات الكهربائية كان استراتيجياً، ليتجاوز مرحلة مجرد توفير المواد الخام إلى معالجتها داخل البلاد واستخدامها في بطاريات محلية الصنع، إنَّهم يريدون ربط الكوبالت بتصنيع المركبات الكهربائية”.

وأضاف أنَّ “الدعم الحكومي لهذه الخطة ووجود مركز كبير بالفعل لتصنيع السيارات في المغرب قد أثار اهتمام المستثمرين”. وتابع: “تتمثّل الفكرة في بناء نظام بيئي حاضن لبطارية السيارة الكهربائية، ينتقل من إنتاج السلعة إلى إعادة تدوير البطاريات القديمة”، مشيراً إلى أنَّ جميع المكوّنات موجودة بالفعل في المغرب.

تصدر شركة “مناجم” ما يقرب من 100% من الكوبالت المستخرج من منجمها “بو عازر” في المغرب. يقول ياسين بلكبير، مؤسس ومدير شركة “AB Mining Consultants“، إنَّ “الانتقال من كونك مُصدِّراً إلى مستخدم للمعدن سيتطلب استثمارات إضافية في الصناعة”.

يعتبر الجزء الأكبر من الكوبالت الذي ينتجه المغرب في شكله الحالي -الكاثود- غير مناسب للاستخدام مباشرةً في إنتاج بطاريات أيون-الليثيوم المستخدمة في المركبات الكهربائية، حيث يحتاج المعدن إلى عملية تحويل كيميائي إلى شكل كبريتات، وعلى الرغم من دعم الحكومة بشدة للجهود المبذولة للتوسع في صناعة السيارات الكهربائية، فإنه لا تزال هناك تحديات.

هل يبتعد العالم عن الكوبالت؟

قال مايكل تانتشوم، الزميل غير المقيم في برنامج الاقتصاد والطاقة بمعهد الشرق الأوسط، لموقع “Middle East Eye” إنَّ المغرب لديه سجل أداء ناجح في جذب الاستثمار الأجنبي، مضيفاً أنَّ هذا التطور سيتناسب مع هدف الحكومة المتمثّل في تعزيز الإنتاج المحلي في مجال صناعة المركبات. وأضاف أنَّ “إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية داخل المغرب من شأنه تحفيز التوسّع في قطاع تصنيع السيارات الكهربائية”.

بينما يُتوقع أن يظل الطلب على الكوبالت مرتفعاً لبعض الوقت، فإنَّ أحد التحديات التي تواجه صناعة التعدين هو أنَّ منتجي البطاريات يبحثون بالفعل عن بدائل لهذا المعدن المُكلّف، وتحتوي السيارات الكهربائية الحالية لشركة “تسلا” الأمريكية على أقل من 5% من الكوبالت، وأعلنت الشركة في أيلول 2020، أنَّها تعمل على تطوير بطاريات قابلة لإعادة الشحن خالية تماماً من الكوبالت، وبالمثل كشفت شركة صناعة السيارات “جنرال موتورز” عن نظام بطاريات جديد في العام الماضي، يستخدم كوبالت بنسبة 70% أقل من تلك الموجودة في سياراتها الحالية،

ومع ذلك، يؤكد الخبراء إن الحاجة إلى الكوبالت لن تختفي تماماً، وسيبقى الطلب عليه مرتفعاً”، مضيفون أنَّ شركة “مناجم” تدخل في مرحلة متقدمة حقاً من المناقشات مع شركات أجنبية في مجال تصنيع البطاريات والمركبات الكهربائية، من أجل التوسّع في إعادة تدوير الكوبالت من البطاريات القديمة، وهي خطوة قد تبدأ في غضون أقل من عامين.

العراق والسيارات الكهربائية

وفي الوقت الذي تنمي فيه الصين بصمتها الاقتصادية، تعمل شركات النفط الغربية على تقليص نفوذها. وقد أعرب الكثيرون عن استيائهم من بيئة الاستثمار المحفوفة بالمخاطر في العراق وشروط العقد غير المواتية.

وقال وزير النفط إحسان عبد الجبار إسماعيل، لوكالة Associated Press، في ذلك الوقت، إنَّ خروج شركة النفط الأمريكية العملاقة Exxon Mobil من حقل “غرب القرنة 1” العام الماضي جاء على الرغم من مناشدات العراق بالبقاء لطالما شكّل وجود شركة أمريكية كبرى في العراق مصدر طمأنينة للشركات الأخرى، وبالتزامن مع التوجه العالمي، يمتلك العرب -أيضاً- خططاً تتضمن تيسيرات وحوافز تساعد على انتشار السيارات الكهربائية، ليس بهدف فقط تقليل انبعاثات الكربون، ولكن أيضاً لتقليل فاتورة الطاقة، خصوصاً تلك التي تعد مستوردة للوقود الأحفوري،

وما زال العرب -على الرغم من تلك الخطط- في بداية الطريق مقارنة بالعديد من الاقتصادات الكبرى كالصين وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها، بحسب وحدة أبحاث “الطاقة”.

الإمارات: 

جاءت الإمارات في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اعتماد السيارات الكهربائية، إذ أكّد تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن نسبة محطات الشحن إلى السيارات في الإمارات تعد الأعلى عالمياً، وتضم الإمارات وفقاً للتقرير الذي نقلته وكالة الأنباء الإماراتية نحو (240) محطة عامة بطيئة الشحن مرتبطة بشبكة الطاقة، يقع 80% منها في دبي، وبهدف تعميق تصنيع السيارات الكهربائية في الإمارات ودعم التوجه نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقعت مواصلات الإمارات في تشرين الأول عام 2021، مذكرة تفاهم مع مبادرة “هلا بالصين” وشركة هندسة الماكينات الصينية CMEC، تتضمن تمهيد الطريق لإنتاج المركبات الكهربائية محلياً، وشملت بنود مذكرة التفاهم تطبيق مرحلة من التجارب الميدانية والأبحاث في السوق الخليجية، تمهد لبناء خطوط تجميع وتصنيع للسيارات الكهربائية في الإمارات، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، ومن أجل تشجيع الأفراد على التحول نحو السيارات الكهربائية.

ووفّرت هيئة مياه دبي عبر مبادرة “الشاحن الأخضر” الشحن المجاني لتلك السيارات منذ عام 2017، ومددتها حتى 31 كانون الأول عام 2021 لمالكي السيارات غير التجارية، وذلك عبر محطات الشحن التابعة لها.

السعودية: 

مع إطلاق السعودية خلال 2021 خطتها باستثمارات ضخمة للوصول إلى حيادية الكربون بحلول 2060، تسعى المملكة لتحويل نحو 30% من السيارات التي تسير في شوارع العاصمة الرياض إلى سيارات كهربائية بحلول 2030، ويأتي هدف السعودية فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية ضمن خطة لخفض انبعاثات الكربون إلى النصف في الرياض التي يبلغ عدد سكانها (8) ملايين نسمة، وذلك خلال السنوات التسع المقبلة، وفقاً لما نقلته بلومبرغ عن فهد الرشيد رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ووفقًا لمصادر بلومبرغ، تُجري شركة “لوسيد” محادثات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة، ويأتي ذلك مع إعلان شركة “إي في ميتالز غروب” EV Metals Group Plc الأسترالية عن مشروع لاستثمار (3) مليارات دولار في السعودية لمعالجة المعادن المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية.

قطر:

اتخذت البلاد خطوات جادة في التوسع والتحفيز للتحول نحو السيارات الكهربائية، بهدف الإسهام في خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، وتخطط الدوحة لتنفيذ مشروع يستهدف تركيب (100) محطة شحن للسيارات الكهربائية في الدولة، وتتوقع أن يسهم في خفض نحو 7% من الانبعاثات الكربونية بالبلاد حتى عام 2022، وتسعى قطر إلى استخدام الحافلات الكهربائية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 المقامة بها، لتكون أول بطولة صديقة للبيئة ومحايدة للكربون، وذلك في إطار خطة شاملة تنفذها لتحويل نسبة 25% من أسطول حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بحلول عام 2022، وتهدف كذلك إلى التحول التدريجي لخدمات الحافلات العامة والمدرسية الحكومية والحافلات المغذية لمترو الدوحة إلى الحافلات الكهربائية، لخفض معدل الانبعاثات الكربونية الضارة التي تسببها الحافلات التقليدية بحلول عام 2030، وكانت هيئة الأشغال العامة بقطر وقعت في حزيران عام 2021 مذكرة تفاهم مع شركة “إيه بي بي” السويسرية، لإنشاء مصنع أجهزة الشحن الكهربائي للسيارات والحافلات الكهربائية.

وشملت مذكرة التفاهم عقد توريد أجهزة الشحن الكهربائي للحافلات الكهربائية، وتوفير التدريب اللازم للكوادر والطلاب المعنيين وتأهيلهم لإدارة مصنع أجهزة الشحن الكهربائي الجديد وتشغيله وتزويد العاملين بالخبرات والمعلومات المطلوبة.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السيارات الكهربائية في السوق العربية

الكويت: 

تستهدف الكويت دخول عالم السيارات الكهربائية، الذي برز مع إعلان مؤسسة الموانئ الكويتية في آب 2021 إنشاء “إي في سيتي” EV City لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية، ومن المقرر أن تطرح الكويت مشروع مدينة “EV City” للتصميم والإنشاء خلال العام المالي الجاري 2021-2022، وفقًا لما نقلته مؤسسة موانئ الكويت، وأكد مدير مؤسسة موانئ الكويت، يوسف العبدالله الصباح، قدرة الموانئ الكويتية على تقديم الخدمات المينائية واللوجستية المناسبة إلى كبرى الشركات حول العالم من مصنعي السيارات الكهربائية.

مصر: 

شهدت خطة الحكومة لتصنيع السيارات الكهربائية محلياً بعض التغيرات خلال عام2021، نتيجة الخلاف في التوصل الى اتفاق نهائي مع الشركة الصينية التي دخلت معها مصر في تحالف لإنتاج هذا النوع من السيارات محلياً، فبعد إطلاق وزارة قطاع الأعمال المصرية في حزيران عام 2021، السيارة الكهربائية “نصر إي70” لم تتوصل مصر إلى اتفاق مع شركة “دونغ فينغ” الصينية التي تعد واحدة من أكبر (4) شركات منتجة للسيارات في الصين، للمشاركة في تصنيع السيارات الكهربائية عبر مصانع شركة النصر لصناعة السيارات، وكانت مصر قد استوردت في تموز الماضي عام 2021، (13) سيارة كهربائية ضمن النوع الذي سيتم إنتاجه في مصر “إي70” لتجربتها في الشوارع المصرية بهدف إنتاجها منتصف عام 2022 بشركة النصر لصناعة السيارات، وأرجعت مصر توقّف المفاوضات مع الشركة الصينية لعدم التوصل إلى اتفاق على تخفيض سعر المكون المستورد بصورة كافية للسيارة الكهربائية المصرية التي تُمكّن النصر للسيارات من إنتاج السيارة وطرحها بسعر تنافسي.

ومن غير المعروف حتى الآن، هل ستستطيع مصر إنتاج السيارة الكهربائية في منتصف عام 2022 كما حددت مسبقاً، فهي ما زالت تبحث عن شريك جديد بعد توقف المفاوضات مع الشركة الصينية. وفي تصريح خاص إلى “الطاقة”، قال وزير قطاع الأعمال العامّ المصري، هشام توفيق، إن وزارته عقدت اجتماعاً مع شركتين لتحلّ إحداهما مكان شركة دونغ فينغ الصينية، مع انتظار تقديم كل منهما عرضاً متكاملاً.

وتعمل مصر حالياً على تأسيس شركة بمشاركة إحدى الجهات السيادية لتتولى إنشاء وإدارة محطات الشحن للسيارات الكهربائية، إذ تستهدف الحكومة -بحسب بيان لها- إنشاء (3) آلاف محطة مزدوجة /6/ آلاف نقطة شحن للسيارات الكهربائية خلال /18/ شهراً. كما أصدرت وزارة المالية المصرية في آذار عام2021، حوافز وتيسيرات ضريبية وجمركية للسيارات المستعملة التي تعمل بالمحرك الكهربائي أو بمحركي دفع “كهرباء – بنزين”، وذلك بهدف التوسع نحو استخدام السيارات الكهربائية، وتضمن القرار منح سيارات الركوب المستعملة التي تعمل بمحرك كهربائي أو بمحركين للدفع “كهرباء – بنزين” خصم 10% من القيمة “فوب” ، التي ترد إلى مصر من أول تشرين الأول لسنة الطراز حتى نهاية أيلول من العام التالي، ومنحت كذلك سيارات الركوب المستعملة التي تعمل بمحرك كهربائي أو بمحركين للدفع “كهرباء – بنزين”، والتي ترد إلى مصر بعد نهاية شهر أيلول من العام التالي لسنة الطراز خصم 10% من القيمة “فوب” عن كل سنة من السنتين التاليتين بدءاً من شهر تشرين الأول من كل عام.

وكذلك منح خصم 5% عن كل سنة من السنوات التالية بدءاً من تشرين الأول من كل عام، مع عدم زيادة نسب الخصم على 50%، وجدير بالذكر أن قيمة الـ”فوب”، هي عبارة عن سعر السيارة في بلد المنشأ قبل الشحن والتأمين.

كما أصدر مجلس الوزراء المصري التعرفة المقترحة لبيع الكهرباء لمحطات شحن السيارات الكهربائية تضمنت (121) قرشاً للكيلوواط/ساعة، وتعرفة الشحن للسيارات الكهربائية (47.5) قرشاً للكيلوواط/ساعة للمحطات متوسطة السرعة (بقدرة 22 كيلوواط)، و(275) قرشاً للكيلوواط/ساعة للمحطات فائقة السرعة (بقدرة 50 كيلوواط).

قفزة مبيعات السيارات الكهربائية

بحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة، استحوذت السيارات الكهربائية على حصة قياسية من إجمالي مبيعات السيارات حتى أواخر تشرين الثاني الماضي، في عدد من الأسواق الرئيسة، فعلى سبيل المثال، وصلت حصة السيارات الكهربائية في ألمانيا لأكثر من 34%، والمملكة المتحدة نحو 28%، وفي فرنسا 23%، والصين 18%، وفي عام 2020، سجل عدد السيارات الكهربائية رقماً قياسياً ليصل إلى (3) ملايين مركبة جديدة، ليتجاوز بذلك إجمالي المركبات الكهربائية على الطريق مستوى (10) ملايين سيارة. ووفقاً لتقرير لوكالة الطاقة، أنفق المستهلكون نحو (120) مليار دولار على السيارات الكهربائية خلال عام 2020، فيما بلغت الإعانات الحكومية نحو (14) مليار دولار بنسبة ارتفاع 25% عن 2019، وكانت مبيعات السيارات الكهربائية قد قفزت خلال الربع الأول من 2021 بنحو 140% على أساس سنوي، بعد زيادة 40% في مجمل العام الماضي، وتتوقّع إدارة معلومات الطاقة الأميركية نمو حصة المركبات الكهربائية إلى 31% من إجمالي سيارات الركاب بحلول 2050.

إذ من المحتمل نمو حصة المركبات الكهربائية في الدول الأوروبية لتمثّل 80% من مبيعات سيارات الركاب بحلول منتصف القرن الحالي، وأرجعت معلومات الطاقة توقعاتها إلى تشجيع الطلب من قبل دول أوروبا، فضلاً عن الحوافز التي تجعل تكلفة السيارات الكهربائية أقرب إلى سيارات الاحتراق الداخلي، وعلى الرغم من تلك التوقعات، هناك نقص حاد في نقاط الشحن لدى معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيانات الرابطة الأوروبية لمصنّعي السيارات “إيه سي إي إيه”، ونقلت تلك البيانات، أن هناك (10) دول في الاتحاد الأوروبي -بما في ذلك اليونان وبولندا- لا تمتلك أيّ محطة شحن لكل /100/ كيلومتر من الطرق الرئيسة.

كما أن (18) دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي لديها أقلّ من (5) نقاط شحن لكل /100/ كيلومتر. ومن جهته، يرى التحالف العالمي للبطاريات أنه ستكون هناك حاجة إلى (290) مليون نقطة شحن على مستوى العالم بحلول عام 2040، من أجل تسريع التحوّل نحو السيارات الكهربائية، الأمر الذي يتطلب استثماراً عالمياً بقيمة (500) مليار دولار. ومع جهود الدول والشركات نحو تبنّي السيارات الكهربائية، رصد المنتدى الاقتصادي العالمي عوامل وراء تأخر تبني السيارات الكهربائية بصفة عامة على المستوى العالمي وهي:

  1.  التكلفة الباهظة.
  2. نقص الرقائق الإلكترونية.
  3. محطات الشحن.
  4. مخاطر اشتعال البطاريات.

وأظهرت البيانات أن السيارات الكهربائية ما زالت أغلى من نظيرتها التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، ولكن يؤكد المؤيدون أن المركبات الكهربائية ستكون أرخص على المدى الطويل، مع انخفاض تكاليف الشحن والخدمة والصيانة، كما جاءت مشكلة نقص الرقائق الإلكترونية تحدياً أمام صناعة السيارات عموماً، وتسبب ذلك في إعاقة تسليم المركبات ومنها الكهربائية.

وتؤكد مؤسسة آي إتش إس ماركت أن نقص الرقائق تسبب في عدم إنتاج/ 1.4/ مليون سيارة وشاحنة صغيرة في الربع الأول من عام 2021، مع توقع محللين أن يستمر نقص الرقائق حتى عام 2022.

ومن أفضل أنواع السيارات الكهربائية التي تم الكشف عنها هذا العام، مرسيدس من أفضل السيارات الكهربائية EQS

بورش Taycan Cross Turismo

تسلا Model S

جاكوار I-Pace

أودي E-tron

تسلا Model 3

مرسيدس من أفضل السيارات الكهربائية EQS

مرسيدس EQS من السيارات الكهربائية

Mercedes EQS

لا تعتبر EQS أول سيارة مرسيدس تعمل بالكهرباء تماماً، ولكنها الأهم.

تقدم EQS “الهندسة الكهربائية المعيارية” الجديدة من مرسيدس من الألمنيوم إلى حد كبير، بالإضافة الى السلاسة، فإن نظام EQS ذكي لدرجة عالية. أما الجزء الداخلي فهو مبهر حقاً، وقد صُممت EQS الجديدة كلياً لتتجاوز كل التوقعات، وهي أول سيارة كهربائية بالكامل فاخرة من نوعها. في حين أن EQS قريب من الفئة S الجديدة.

تمثل هذه السيدان علامة فارقة في دمج التنقل التدريجي مع رفاهية الفئة التنفيذية،

ويمتد التصميم الجميل بسلاسة داخل المقصورة الداخلية الأنيقة، ويكشف عن توفر تجربة مستخدم مرسيدس-بنز (MBUX) هايبر سكرين، وحصرياً لـ EQS، تمتد لوحة العدادات الزجاجية المنحنية مقاس /56/ بوصة هذه من الباب إلى الباب.

تندمج بسلاسة ثلاث شاشات، واجهة الشاشة تلغي الحاجة إلى تمرير القوائم الفرعية أو توفير أوامر صوتية، كأهم التطبيقات الأساسية مثل الشحن، والترفيه، والهاتف والملاحة والاتصال والتدليك والمزيد، كما يوفر كل مقعد فرصة للتفاعل مع السيارة للحصول على تجربة فريدة لكل من السائق والركاب على حد سواء.

بورش Taycan Cross Turismo

من السيارات الكهربائية

Porsche Taycan Cross Turismo

قدمت بورش سيارة تايكان Cross Turismo، لعام 2021. تتمتع السيارة ببعض ألواح الهيكل الفريدة، وسقف أطول من المالوف، ومساحة داخلية كبيرة ومساحة شحن. ومع ذلك، على عكس السيدان، فإن Cross Turismo متاح فقط مع نظام الدفع الرباعي وحزمة بطارية تايكان الأكبر، كما أن لديها ارتفاعاً قياسياً أعلى للمركبة ويمكن تزويدها بحزمة تصميم للطرق الوعرة (عجلات خاصة وتحسينات بصرية أخرى).

تسلا Model S

تسلا من السيارات الكهربائية

Tesla Model S

كانت Tesla’s Model S سيدان أول سيارة في السوق الشامل تثبت أن السيارات الكهربائية يمكن أن تكون ممتعة للقيادة، وصديقة للبيئة، قابلة للاستعمال اليومي، وحتى قابلة للاستخدام في الرحلات الطويلة. يقوم الطراز S بكل ذلك بشكل أفضل لعام 2021. اعتماداً على الطراز الذي تختاره، يمكن للطراز S السفر بين (627) و(836) كم بشحنة واحدة فقط وتقديم أداء تسارع مذهل ينافس بعضاً من أفضل السيارات الخارقة في العالم، وتبيع Tesla الآن نماذج أكثر عملية وبأسعار معقولة مثل Model Y SUV وModel 3 سيدان، لكن الموديل S لا يزال هو الرائد للعلامة التجارية.

داخلية السيارة واسعة تتسع لأربعة بالغين ولكنه لا يرقى إلى مستوى الأسعار الفاخرة، مع زيادة الضغط من المنافسين مثل بورش تايكان و Lucid Air المرتقبة، لم يعد موديل 2021 S في فئة واحدة، ولكن بالنسبة لبعض المشترين، فإن الهيكل الرياضي للسيارة، ووضع القيادة Ludicrous، والمدى الاستثنائي كافين للبيع لهم على نمط حياة تسلا EV.

جاكوار I-Pace

Jaguar I-Pace– سيارة كهربائية

Jaguar I-Pace

تعد سيارة جاكوار I-Pace 2021 سيارة كروس أوفر، كهربائية بالكامل وذات أداء وقيادة جيدة، ويحد تصميمها الفاخر وسعرها من شعبيتها السائدة، ولكن ليس هناك من ينكر أن واجهة I-Pace المستقبلية جذابة جداً، وتتميز هذه السيارة بنطاق تصنيف EPA يبلغ /407/ كم بالإضافة إلى قدرة الشحن السريع والتسارع الفوري، وتتعامل I-Pace أيضاً مع سيارة رياضية أكثر من كونها سيارة كروس أوفر بخمسة مقاعد، مع سلوكها المتحكم به والتوجيه الملموس، وفي الداخل، تتميز Jaguar بتصميمها المتطور، مساحة الركاب الواسعة، والعديد من الميزات الشائعة.

أودي E-tron

سيارات كهربائية

Audi e-tron

إن طرازي 2021 Audi e-tron و e-tron Sportback عبارة عن كروس أوفر كهربائية بالكامل، وتمتد على الخط الفاصل بين الحاضر والمستقبل، في حين أن مجموعات نقل الحركة التي تعمل بالبطارية والدفع الرباعي توفر ما يصل إلى /357/ كيلومتراً من نطاق القيادة المقدّر من وكالة حماية البيئة. هذا الطراز ينذر بموت محركات الاحتراق الداخلي؛ اذ أنّ أساليب القيادة المكررة والمساحات الداخلية الهادئة تشبه طرازات أودي غير الكهربائية التي تشغلها حالياً صالات العرض. هذه السمات المميزة، بالإضافة إلى تصميماتها الخارجية التقليدية، تجعل e-trons تبدو أقل ثورية من منافسيها الفخمين مثل Jaguar I-Pace و Tesla Model X.

على الرغم من أن 2021 e-tron و e-tron Sportback لديهما قيادة أقصر نطاقاً من Jaguar أو Tesla.

تعتقد أودي أن هذا النهج الأكثر تحفظاً سيجعل الانتقال من النماذج التقليدية التي تعمل بالغاز إلى السيارات الكهربائية أسهل للمشترين.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السيارات الكهربائية في السوق العربية

تسلا Model 3

تسلا من السيارات الكهربائية

Tesla Model 3

من بين الخيارات ذات الأسعار المعقولة في سوق السيارات الكهربائية، يعتبر طراز 2021 Tesla Model 3 بلا شك الخيار الأكثر تميزاً، وتستعير بعض إشارات التصميم من طراز S سيدان وطراز X SUV الخاص بالشركة، ولكنها تسير بطريقتها الخاصة مع تصميم داخلي فريد وسقف زجاجي بالكامل. التسارع سريع، وشاسيه الطراز 3 ممتع أيضاً، لا سيما طرازات الأداء، التي تتلقى تعليقاً رياضياً ووضع القيادة على الحلبة.

لكن من المرجح أن يكون مشترو السيارات الكهربائية مهتمين بمدى القيادة أكثر من السرعة أو المناولة. ويقدم الطراز 3 هناك أيضاً. يوفر الطراز الأساسي ما يصل إلى /420/ كيلومتراً من نطاق القيادة وفقاً لوكالة حماية البيئة، ويمكن أن يصل الطراز طويل المدى الأكثر تكلفة إلى /570/ كيلومتراً لكل شحنة.

بي أم دبليو iX، منافس قوي في عالم السيارات الكهربائية

كانت بي أم دبليو ix هي أول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات من السيارات الكهربائية بالكامل من بي أم دبليو وهي رائعة للغاية، وتقدم نطاق قيادة كهربائي يبلغ حوالي كلم كل شحنة، حيث تملك محركان كهربائيان يوفران نظام دفع رباعي طوال الوقت، وتساعد ألواح الهيكل البلاستيكية المقواة بألياف الكربون في توفير الوزن. مقصورة iX فسيحة للغاية مع الكثير من ميزات التكنولوجيا الحديثة المعروضة بما في ذلك شاشة لوحة العدادات الرقمية المنحنية.

وسيكون هناك طرازان مختلفان من iX ،الأول هو xDrive50 ، والذي يملك زوجاً من المحركات الكهربائية التي تجتمع لتوليد 516 حصاناً وتملك دفعاً رباعياً قياسياً.

حسب التقديرات، هذه طاقة كافية لتسارع iX إلى /100/ كلم في الساعة في (4.4) ثانية، وسيتم طرح طراز آخر عالي الأداء يسمى M60 للبيع بعد طراز xDrive50 وسيملك أكثر من (600) حصان. وتتميز iX بحزمة بطارية كبيرة تبلغ /106.3/ كيلو واط في الساعة. ستكون قدرة الشحن السريع DC قياسية، ويمكن إعادة شحن iX من 10 إلى 80 في المائة في (35) دقيقة فقط عند التوصيل بوصلة /200/ كيلو واط.

هيونداي أيونيك 5

هي سيارة كروس أوفر، كهربائية بالكامل تملك تقنياتٍ متقدمة، وتصميماً مستقبلياً داخلياً متعدد الاستخدامات، وتم استخدام لقب Ioniq كعلامة تجارية فرعية لشركة Hyundai، الأمر الذي سينطبق أيضاً على طرازات EV القادمة، وتتميز هذه السيارة بسرعات شحن مذهلة (تصل إلى 350 كيلو واط) ويبلغ مدى القيادة التقديري /478/ كم للشحنة الواحدة. تتوفر بنسخة تملك محركاً خلفياً بقوة (225) حصاناً  وبنسخة أخرى ذات محركين، خلفي وأمامي ما ينتج قوة (320) حصاناً، ومع شاحن  (350) كيلو واط، يمكن شحن IONIQ 5 من 10 بالمائة إلى 80 بالمائة في (18) دقيقة فقط.

إذا كان لدى المالك خمس دقائق فقط، يمكن لـ IONIQ 5 استرداد حوالي /68/ ميلاً من النطاق باستخدام شاحن سريع /350/ كيلو واط.

كيا EV6، من أجدد السيارات الكهربائية

كيا EV6– سيارة كهربائية

تعتبر EV6 سيارة كهربائية وكروس أوفر، عائلية أكثر من كونها سيارة دفع رباعي تقليدية، وتتوفر أيضاً بنسختين؛ الأولى بمحرك دفع خلفي بقوة /226/ حصاناً، والنسخة الثانية بمحرك مزدوج بقوة /321/ حصاناً مع دفع رباعي، بينما من المقرر إصدار طراز جي تي عالي الأداء بقوة /577/ حصاناً في عام 2022.

تحتوي جميعها على سعة بطارية قابلة للاستخدام تبلغ (77.4) كيلو واط في الساعة، مع تصريح كيا بمدى /527/ كم للشحنة الواحدة من نسخة RWD، وتتميز  EV6 بأنها مجهزة بقدرة شحن فائقة السرعة. تشحن بنسبة 10 إلى 80 بالمائة خلال (18) دقيقة عند استخدام شاحن بقوة /350/ كيلو واط، أما عند شحنها بشاحن /50/ كيلو واط فذلك سيستغرق (73) دقيقة.

أودي إي- ترون جي تي

أودي E-tron GT– سيارة كهربائية

هي من  السيارات الكهربائية ذات المظهر الجريء مع روابط هندسية عميقة مع بورش تايكان، وتملك زوجاً من المحركات الكهربائية التي تخلق نسخة كهربائية من نظام أودي كواترو للدفع الرباعي، حيث تولد e-tron GT العادية ما يصل إلى   /522/ حصاناً بينما يولد إصدار RS حوالي /637/ حصاناً، وتتميز e-tron GT ببطارية ليثيوم أيون بقوة (85.0) كيلو واط في الساعة، وتزعم أودي أنها ستوفر ما يصل إلى  /328/ كم من نطاق القيادة. يمكن أيضاً إعادة شحن e-tron GT من 5 إلى 80 بالمائة من سعة بطاريتها خلال (23) دقيقة باستخدام الشاحن السريع القياسي بقدرة /270/ كيلو واط.

السيارات الكهربائية في السوق العربية
السوق العربية والسيارات الكهربائية

أمور يجب أن تعرفها قبل اقتناء سيارة كهربائية

ظهرت السيارات الكهربائية منذ تسعينيات القرن الماضي؛ ومع ذلك لم تنتشر بهذه الصورة في سوق السيارات حتى العام 2010. وبينما تحتدم المعركة بين السيارات التي تعمل بالكهرباء والبنزين، يتحول المزيد من المستهلكين إلى المركبات الكهربائية، خاصة مع الارتفاع الحالي في أسعار الوقود.

وسواء كنت ترغب في شراء سيارة تسلا أو أي من خيارات السيارات الكهربائية الأخرى الشائعة وذات الأسعار المعقولة، فهناك العديد من الإيجابيات لامتلاك سيارة كهربائية. إلا أن المشتري يجب أن يكون على علم بكافة الحقائق حول هذا المنتج.

البطاريات

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل سيارة تسلا تتفوق على المنافسين هو البطاريات وسلسلة إمداد البطاريات. من خلال التصنيع المبتكر، والحد من النفايات، واقتصاد المبيعات، تستمر تكلفة إنتاج البطاريات في تسلا في الانخفاض. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر بطاريات تسلا الأفضل بسبب الخلايا التي توفرها شريكتها في البطاريات (باناسونيك).

وبينما يحاول صانعو السيارات الآخرون مواكبة ذلك، تواصل تسلا التطلع إلى المستقبل من خلال التحسين المستمر لحزم البطاريات وكيميائها. وعلى الرغم من وجود مشكلات في البطاريات المحمومة في بعض الأحيان، فإن نظام التبريد مُحسَّن جيداً ويستخدم سائل تبريد جليكول مما يجعل ارتفاع درجة الحرارة أمراً نادراً لدرجة أن الشحن عند المستويات الموصى بها والقيادة بشكل طبيعي من شأنه أن يقلل من فرص ارتفاع درجة حرارة البطارية بشكل كبير.

طراز تسلا 3 الأكثر احتفاظاً بالقيمة

شيء واحد يجب تذكره هو أن السيارات الكهربائية تُستهلك أكثر من السيارات التي تعمل بالبنزين بسبب عاملين رئيسيين. أولاً، مقدار الضرائب المدفوعة، بما في ذلك الحوافز الفيدرالية وحوافز الدولة الإضافية لشراء سيارة كهربائية. ثانياً، تتطور تكنولوجيا السيارات الكهربائية بوتيرة سريعة بحيث تصبح تقنية العشر سنوات وحتى الخمس سنوات بالية.

ومن بين أفضل 8 سيارات كهربائية في السوق، فإن أفضل 3 سيارات تحتفظ بقيمتها لفترة أطول جميعها من إنتاج تسلا. ويتراوح معدل الإهلاك خلال 3 سنوات بين 33-60% في السيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن طراز تسلا 3 ينخفض فقط بنسبة تبلغ 10.2%. وهذا يتصدر أبناء عمومته، سلسلة X وS ويتفوق بسهولة على شيفروليه بولت، وهيونداي أيونيك إلكتريك، وكيا سول إي في.

السيارات الكهربائية بها مشاكل

لدى جميع السيارات الكهربائية مشاكل بما فيها تسلا، والتي ارتبط اسمها كثيراً بالمشكلات المتعلقة بقدرات السائق الآلي وتعديل التحكم في القيادة، وفقدان الطاقة من حين لآخر، وعدم القدرة على السحب، ونظام التوجيه المعطل، والبطارية المتهالكة قبل الأوان.

ولكن هذه المشاكل نادرة وغالباً ما تكون على أساس فردي، فيما تعمل الشركات على تحسين برامجها وبنائها، علاوة على ذلك تواصل تحسين قدرات السائق الآلي.

بطاريات السيارات الكهربائية تدوم لفترة أطول

يعد عمر البطارية أفضل المواصفات في الهاتف، ومؤخراً، انضمت السيارات الكهربائية أيضاً لهذا الاتجاه. إذ تحمل غالبية السيارات الكهربائية بطارية ليثيوم أيون تمنح السيارة الطاقة بدلاً من البنزين. وتم تصميم خلايا البطارية هذه لفترة طويلة.

وفي حين أن معظم الشركات المصنعة تضمن عمل البطاريات لمدة 8 سنوات على الأقل، فإن متوسط عمر بطارية السيارات الكهربائية يبلغ حوالي 17 عاماً.

ويعتمد عمر البطارية على عادات الشحن والسرعة وعادات القيادة ومكان تخزين السيارة والعديد من التفاصيل الصغيرة الأخرى.

مخاوف الطقس والشحن

في حين أن الإجماع الشائع هو أن سيارات تسلا سريعة، وتتعامل بشكل جيد وأنيق بشكل عام، إلا أن لها سلبيات مثل أي سيارة أخرى. أولاً، لا تؤدي سيارة تسلا أفضل أداء في المناخ البارد. كما تستنزف البطارية بوتيرة أسرع في الطقس البارد، وتستغرق السيارة وقتاً أطول للتسخين. كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في الشحن، وهو واحد من أكبر عيوب امتلاك سيارة تسلا. وعلى عكس محطات الوقود الموجودة في كل ركن من أركان العالم تقريباً، فإن محطات الشحن قليلة جداً وتتواجد غالباً في وسط المدن.

في المقابل، ومع استمرار ارتفاع شعبية السيارات الكهربائية، ستزداد كذلك البنية التحتية للشحن.

متوسط عمر السيارة الكهربائية

هناك عدد كبير من العوامل عند تقدير عمر السيارة الكهربائية. إذ يمكن أن تتآكل الأجزاء المختلفة من السيارة بمعدل مختلف، ويمكن أن يختلف عدد الأميال المقطوعة بشكل كبير، وتلعب الصيانة الشاملة للسيارة دوراً في عمر السيارة الكهربائية. ونظراً لأن السيارات الكهربائية هي الأحدث في سوق السيارات، لا يزال يتم جمع البيانات حول عمرها. ومع ذلك، فإن هناك سيارات كهربائية قطعت أكثر من 600 ألف كم إلى الآن.

الحمولة ومشاكل التحديث

يرتبط مدى السيارات الكهربائية بالوزن المحمول داخل السيارة، وليس فقط بالقوة، إذ سوف تستنزف البطارية بسرعة مع الوزن الإضافي للقطر.

على الجانب الآخر، قد تعاني السيارات الكهربائية التي تقوم بالحصول على تحديث للبرمجيات أونلاين من أخطاء محبطة، خاصة في السيارات التي تقوم بتحديث برامجها بشكل روتيني.

قد يهمك : أسطورة سيارة لوسيد إير تفوز بتحدي أقوى سيارات “تسلا”

السيارات الكهربائية: كيف تعمل؟ وما هي مكوناتها الداخلية؟

مع زيادة مشاكل سيارات الوقود الحفري، أصبح من الضروري أن يستخدم الناس أشكالاً أفضل للطاقة لقيادة سياراتهم وهو ما أدى إلى وجود السيارات الكهربائية، والمعروف عنها أنها فعالة للغاية وتستهلك طاقة أقل في صنع الطاقة من الوقود المعتاد والتي تجعلها صديقة للبيئة، وقد ظهرت فكرة السيارات الكهربائية بسبب النقص العالمي في احتياطي الوقود على مستوى العالم، ووفقاً للإحصائيات، فإن كل شخص تقريباً يمتلك سيارة أو يستأجر سيارة في حياته، ويتم تشغيل أغلب هذه المركبات باستخدام نظام الاحتراق الداخلي أو المحركات التي تعمل بوقود الديزل أو البنزين.

وهذه المحركات تطلق كميات هائلة من الطاقة عند إشعالها والتي يتم استخدامها بعد ذلك لتشغيل السيارة، وهذه هي السيارات التي نقودها منذ قرن تقريباً مع اختلاف كمالياتها وتقنياتها. وفي الوقت الحاضر، تختلف أنواع وشركات تصنيع السيارات حول العالم، فهناك مركبات تقتصر على أماكن معينة لدعمها أنواعاً معينة من الوقود، لكن ظهرت سلاسة السيارات الكهربائية الجديدة والتي قد تظهر مع محرك هجين وأخرى بمحرك كهربائي منفرد، لكن أنظفهم التي تعمل بمحركات كهربائية فقط وهي قليلة جداً.

مكونات السيارات الكهربائية

المكونات الرئيسية الثلاثة للسيارات الكهربائية والتي تجعلها مختلفة عن السيارات العادية هي المحرك الكهربائي ووحدة التحكم والبطارية، ويأخذ جهاز التحكم الطاقة من البطارية ويمررها إلى المحرك الكهربائي، وقبل تمرير التيار إلى المحرك تقوم وحدة التحكم بتحويل /300/ فولت من التيار DC إلى حد أقصى /240/ فولت من التيار AC.

يقوم المحرك الكهربائي بعد ذلك بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية، وتقوم الطاقة الميكانيكية بتحريك السيارة للأمام، وتعمل أجهزة التحكم كوسيط بين البطارية والمحرك، حيث تنقل الطاقة من البطارية وتضخها إلى المحرك ليعمل، وتقع أجهزة قياس فرق الجهد المتغير بين المحرك وجهاز التحكم وهي المسؤولة عن تقديم الطاقة المناسبة للمحرك. لا يخرج المحرك في البداية أي فولت ولكن عند الضغط عليه بشكل كامل فإنه يعطي الحد الأقصى للإخراج.

كيف تُشحن السيارات الكهربائية؟

تُشحن السيارات الكهربائية بطريقة أشبه بشحن الأجهزة الإلكترونية، حيث يُستخدم كابل شحن لتزويد السيارة بتيار /230/ فولت وذلك من خلال محطة شحن عامة أو محطة شحن منزلية، ويتدفق التيار الكهربائي إلى الشاحن والذي يحول التيار إلى تنسيق ما يسهل امتصاصه من البطارية.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights