الملكة اليزابيث ونسب الاشراف بين معلومات سلطة الأصول الملكية بلندن وحديث لمفتي الديار المصرية الأسبق الدكتور علي جمعة، بدا الأمر أشبه بـ”قصة تاريخية مثيرة” حول جذور عربية للملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
لكن الإثارة لم تتوقف عند هذا الحد، فالجانب الأكثر اشتعالا ارتبط بنسب الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الممتد تاريخيا لقبيلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ ايضا : شجرة عائلة الملكة إليزابيث والقبيلة التي تنحدر منها
ومع إعلان قصر باكنجهام رسميا وفاة المكلة اليزابيث الثانية، الخميس 8 سبتمبر عن عمر يناز الـ 96 عاما، تعود قصة ارتباط جذورها بقبيلة النبي محمد ضمن شجرة تاريخية ممتدة لمنطقة الجزيرة العربية لصدارة المشهد.
لعل أبرز تقرير قدم هذه المعلومات يعود لعام ٢٠١٨، وتحديدا صحيفة ديلي ميل البريطانية، والتي تحدثت عن نسل الملكة اليزابيث الثانية، واعتقاد المؤرخين أن الملكة لها جذور عربية بعد حملة تتبع شجرة العائلة الملكية حتى ٤٣ جيلا.
هذا التقرير الصحفي، وعمره أربع سنوات، استند إلى حديث مماثل عن نسل الملكة اليزابيث عام ١٩٨٦ من قبل بيرك بيراج وهي السلطة المختصة بالأصول الملكية.
شاهد ايضا :الملكة إليزابيث وأطول فترة حكم في تاريخ بريطانيا
ووفقا للمعلومات التي جرى الإفراج عنها تشير إلى سلالة الملكة اليزابيث في القرن الرابع عشر، والتي كانت من إسبانيا المسلمة – في إشارة للأندلس – في العصور الوسطى والتي تمتد لنسل النبي محمد صلى الله وعليه وسلم.
مفاجأة علي جمعة
غير أن المفاجأة الأكبر كانت في حديث سابق للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق خلال أحد اللقاءات التلفزيونية، ودار النقاش خلالها عن جد الملكة اليزابيث الثانية.
وخلال هذا الحديث، أزاح الدكتور علي جمعة الستار عن أن جد الملكة اليزابيث كان مسلما وتعرض للضغط حتى يصبح على ديانة أخرى في عصور سابقة، ومن هنا بدأت رحلته في بلاد الغرب.
اقرا المزيد :دونالد ترامب سوري الأصل ومن عائلة الطيباوي ؟!
وبحسب مفتي الديار المصرية الأسبق فإن “أحد أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم هو جد الملكة اليزابيث، ولكنه تم إجباره على إخفاء إسلامه وتم كتابة مؤلفات وكتب تؤكد ذلك”.
ومضى في حديثه الذي يعود للعام 2015 بالإشارة إلى أن “ملكة بريطانيا غير مسلمة لأن جدها أعلن أنه نصراني – مسيحي – وأن إنجلترا قديمًا كانت لا توافق على وجود المسلمين، وأنه تم أسره وهو يدعى الهاشمي من أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وأرغموه على أن يترك الإسلام”.
اقرأ ايضا :بالصور:الشخصيات التاريخية القديمة هذا اليوم
وكان قصر باكينجهام قد أعلن مساء الخميس وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاما، عقب تدهور حالتها الصحية.
وبوفاتها، ترحل الملكة الأكثر جلوسا على عرش بريطانيا بـ70 عاما قضتها في واجهة الحياة بالمملكة المتحدة.
كاتب “مخطئ” وتصريحات مضللة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عربية، منشورات وأخبار تتحدث عن اتصال نسب الملكة إليزابيث الثانية بالنبي محمد، لكن تلك الأنباء غير دقيقة وفقا لمصادر تاريخية مختلفة.
واستعانت تلك الأنباء بتقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية في 6 أبريل 2018، لكن التقرير نقل وجه نظر “صحيفة مغربية” في ذلك الوقت، وتحدث عن رأي مفتي مصر السابق، على جمعة، عن ذلك الموضوع، واصفا الأحاديث عن نسب الملكة إليزابيث بـ”المتباينة”.
ما الحقيقة؟
تلك الشائعات المتداولة عن اتصال نسب الملكة بالنبي محمد، ليست جديدة، وتم تداولها سابقا في أكثر من موضع.
وظهرت تلك الشائعة لأول مرة في عام 1986 عندما ادعى، عالم الأنساب، بيرك بيراغ، أن “يمكن تتبع نسب إليزابيث الثانية إلى الملوك المسلمين في إسبانيا ومن خلالهم إلى النبي محمد”، لكن لم “يتم إثبات تلك الادعاءات”، وفقا لصحيفة “التايمز” البريطانية.
اقرا ايضا : وجبات صحية لزيادة الوزن | اليك 17 صنفاً من الطعام
وفي نفس العام، استشهد الكاتب، هارولد بروكس بيكر، بتلك الشائعات، في خطاب لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، مطالبا إياها بـ”تحسين الأمن للعائلة المالكة”، وفقا لوكالة “UPI“.
وأصدر قصر باكنغهام حينها بيانا لتوضيح أن بيكر “لا يعرف أيا من أفراد الأسرة الملكية”، وأكد أن “تصريحاته صدرت دون علم أو سلطة”، وفقا لصحيفة “تلغراف”.
وذكرت التايمز، أن “المسؤولين لم يولوا اهتماما يذكر في الماضي” لمزاعم بيكر.
اقرا ايضا :بريطانيا: خلافات جديدة بين الملكة إليزابيث والأمير تشارلز بسبب هاري وميغان
وبعد وفاة بيكر في عام 2005، وصفته صحيفة “تلغراف” البريطانية، بأنه مصدر غير موثوق، قائلة: “كانت ميزته الكبيرة أنه كان دائما متاح لإبداء تعليق لافت للنظر، لكن كان عيبه أنه غالبا ما كان مخطئا”.
في مارس 2018، استعان كاتب مغربي في مقال بصحيفة محلية، بأحاديث بيكر، مدعيا أن “نسب الملكة يمكن إرجاعها إلى النبي محمد”، وهو ما وصفته صحيفة “إيكونوميست” في تقرير لها بـ”ادعاءات”.
وأكد المؤرخ الملكي، هوغو فيكرز، أنه لا يستطيع التعليق على الصلة المزعومة بين الملكة والنبي محمد.
ووصفت المؤرخة البريطانية التي ألفت العديد من الكتب عن الإسلام المبكر، ليزلي هازلتون، تلك الادعاءات بـ”شائعات مضحكة ليس لها أصل”، وفقا لموقع “هيستوري” الذي يُعنى بشؤون التاريخ.
وجادل المؤرخون وعلماء الأنساب في الدقة التاريخية التي تم بناء الادعاء عليها، مؤكدين عدم وجود “أسانيد تاريخية موثوقة لتلك الشائعات”، وفقا للموقع.
