تحقيقات وتقارير

ازمة ستاربكس المزيف في العراق

ستاربكس (بالإنجليزية: Starbucks)‏ هي شركة مقاهي أمريكية، بدأت عام 1971 في سياتل بولاية واشنطن على يد ثلاثة شركاء وهم مدرس اللغة الإنجليزية جيري بالدوين ومدرس التاريخ (زيف سايغل) والكاتب (غوردان بوكر). وتمتلك الشركة نوفمبر 2021 أكثر من 16,226 فرعا في 84 دولة حول العالم منها 15,444 داخل الولايات المتحدة الأمريكية وأكثر من 383,000 موظف في جميع فروعها.

وتقدم الآن شركة ستاربكس العديد من المشروبات الساخنة والباردة منها الموكا، اسبريسو، قهوة أمريكية، الشوكولاته، الفانيلا والكريمة، الكراميل وغيرهم. ولا ننسى أيضا الحلويات والسندويشات التي تقدمها ستاربكس في جميع أفرعها في جميع أنحاء العالم.

اقرا ايضا : التجارة الإجتماعية: ما المقصود بها؟

لاسم

جاء اسم ستاربكس من شخصية ستاربك من رواية هرمان ملفيل الكلاسيكية موبي ديك التي نشرت في عام 1851م، والتي تدور أحداثها في عرض البحر، فستاربك الرفيق الأول لكابتن (أهاب) على السفينة كان يحب القهوة كثيراً.

أول مقهى

افتتح أول مقهى ستاربكس في سوق (بايك بلايس) التاريخي في سياتل عام 1971م، أنشأ المقهى من قبل أستاذين جامعيين من سياتل وكاتب وكان المقهى يبيع حبوب البن والشاي العالية الجودة.

الشعار

فيما يخص الشعار، فإنه مستمد من رسم نرويجي يعود إلى القرن السادس عشر ويمثل عروس البحر – أي حورية – ذات ذيلين منحوتة على قطعة خشبية، وتم اعتماد هذا الرسم محاطاً بشكل دائري – باسم الشركة الأصلي – قهوة وشاي وبهارات (ستاربكس) تم اختيار الشعار مع انطلاقة الشركة في العام 1971م ورغب المؤسسون أن يعكس الشعار العلاقة التاريخية التي تربط تجار القهوة مع الإبحار.

ازمة ستاربكس المزيف في العراق
ازمة ستاربكس المزيف في العراق

ستاربكس في الشرق الأوسط

تتواجد مقاهي ستاربكس في الشرق الأوسط منذ عام 1999م . وقعت الشركة في البداية اتفاقية امتياز حصرية مع شركة جواد التجارية البحرينية . افتتح أول مقهى لستاربكس في سوق شرق – الكويت عام 1999م. حاليا تدير شركة الشايع ما يزيد عن 500 مقهى (ستاربكس) في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات ولبنان والأردن وقطر وعمان ومصر وفلسطين .

اقرا المزيد :بالصور:شاهد اغرب الاسواق في العالم

للوهلة الأولى يحمل مقهى ستاربكس في بغداد، كل مؤشرات المصداقية، بدءاٍ من الشعار المعلّق خارج واجهة المبنى وحتى المتواجد على الأكواب والمناديل، لكن المظاهر “قد تكون خادعة”، فالمحل لا يحظى بالترخيص، وذلك على ذمة تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الامريكية.

دفعت الشركة لرفع دعاوى قضائية

وذكرت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، تابعته الشبكة ، أن “ما يجري عرضه للبيع داخل 3 مقاه في بغداد يتم استيراده من مقاهي (ستاربكس) في الدول المجاورة، ومشغلة بشكل غير قانوني”.

وأضافت أن “المسألة دفعت الشركة لرفع دعاوى قضائية في محاولة لكبح الخروق في علامتها التجارية، لكن القضية علقت بعد مزاعم بأن صاحب المحال هدد المحامين الممثلين للشركة”.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين ومصادر قانونية عراقية قولهم، إن “صاحب المحال حذرهم”، وتباهى بعلاقته مع المليشيات وشخصيات سياسية قوية”.

وفي مقابلة نادرة، في سبتمبر الماضي، قال أمين المكصوصي، صاحب الفروع التي وصفها تقرير الوكالة الأمريكية بأنها “مزيفة”: “أنا رجل أعمال”، ونفى إطلاق أي تهديدات، مضيفا “كان لدي طموح بأن أفتتح مقهى ستاربكس في العراق”.

وأشار إلى أن مطالبه بالحصول على وكالة رسمية لـ“ستاربكس” في الشرق الأوسط لاقت رفضا، “عندها قررت أن أقوم بذلك في كل الأحوال، وأن أتحمل العواقب”. وذكرت الوكالة أنه أعلن، في أكتوبر، أنه باع أعماله، لكن المقاهي واصلت عملها.

ويصر المكصوصي على أنه جرب الطرق القانونية، لكن مساعيه للحصول على ترخيص من وكيل “ستاربكس” الإقليمي في الكويت رفضت.

وقال أيضا إنه حاول الوصول إلى “ستاربكس” من خلال اتصالات في الولايات المتحدة، لكن هذه الاتصالات لم تنجح أيضاً، وفقاً للوكالة الأمريكية.

ويصور قراره بفتح فرع على أي حال على أنه “انتصار على الشدائد”، مشيرا إلى أنه يتم الحصول على الأكواب وعصي التقليب وغيرها من سلع ستاربكس في تركيا وأوروبا باستخدام اتصالاته، مضيفا أن “القهوة، كل شيء ستاربكس أصلي”.

اقرا ايضا :افضل نوع قهوة تركية .. تعرف على الطعم الرائع

انتحال علامة “ستاربكس”

وأضاف المكصوصي أنه “عقد جلسة” مع محام في بغداد للتوصل إلى تفاهم مع شركة القهوة، “لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى حل”.

من جهته، قال متحدث باسم “ستاربكس”، للوكالة الأمريكية، إن الشركة “تقيم الخطوات القادمة” ولديها التزام بحماية ملكيتها الفكرية من التعدي، للاحتفاظ بحقوقها الحصرية.

ووفقا للشركات المتضررة، يعرض التزوير العلامات التجارية المعروفة للخطر، ويكلف الشركات مليارات الدولارات من الإيرادات المفقودة، بل ويعرض الأرواح للخطر.

على خلفية ما تردد عن انتحال علامة “ستاربكس” من قبل مقاه بالعاصمة العراقية بغداد، دخل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على الخط موعزا الجهات الأمنية المختصة في وزارة الداخلية بمتابعة ما ورد من تقارير ومعلومات تفيد بفتح محال تجارية ببغداد، تحمل أسماء وشعارات ماركات تجارية عالمية دون تراخيص قانونية.

وقال بيان صادر عن اللواء، يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة:

ازمة ستاربكس المزيف في العراق
ازمة ستاربكس المزيف في العراق

•في ضوء التوجيهات تحركت الأجهزة المختصة، وتثبتت من حالة وجود عدد من المحال التجارية والنشاطات الاقتصادية تعمل تحت علامات تجارية مزيفة، واتخذت الإجراءات القانونية بشأنها.

شاهد المزيد :قهوة قاتلة في دولة عربية

•تهيب الجهات الحكومية المعنية بتطبيق حقوق الملكية التجارية والفكرية وحقوق العلامات التجارية، جميع المستثمرين المحليين بضرورة استحصال الموافقات الأصولية، من أصحاب العلامات والماركات العالمية، وتشدد على أن التعدي على هذه الحقوق يعد خرقاً للقانون، وجريمة تسيء إلى بيئة الأعمال والاستثمارات الأجنبية، كما أنها تسيء إلى سمعة العراق وقدرته على جذب كبريات الشركات والمؤسسات ذات العلامات والماركات المسجلة عالميا.

وأفاد تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” في وقت سابق بأن مقهى “ستاربكس” في بغداد، لا يحظى بالترخيص، حيث أن القهوة حقيقية، لكن الشعار “مزيف”.

ماذا يقول القانون العراقي؟

يقول الخبير القانوني العراقي الدكتور محمد السامرائي، في لقاء :

•العلامة التجارية هي إشارة أو مجموعة إشارات للتمييز بين سلع أو بضائع معينة، وقد تكون على شكل أسماء أو حروف أو أرقام وأشكال رمزية أو خليط منها، وينظمها قانون العلامات التجارية رقم 21 لسنة 1957 المعدل في آخر تعديل رقم 9 لسنة 2010

•تسجل العلامات التجارية وأسماء أصحابها في سجل خاص في وزارة الصناعة وتصدر شهادة تسجيل بذلك وفقا لأحكام المواد 2 و3 من القانون وتعتبر العلامة التجارية بعد تسجيلها ملكا لصاحبها أو أصحابها الذين قد يكونوا شخص طبيعي او اعتباري واحد أو أكثر .

•تخول شهادة التسجيل أصحابها أو مالكيها كافة الحقوق القانونية التي تخولهم منع استعمالها من قبل الغير، ورفع الدعاوي ومقاضاتهم وطلب التعويض أيضا.

يعاقب كل من زور العلامة التجارية أو استخدمها بسوء نية أو استعملها بصورة غير قانونية، أو باع منتجات بعلامة تجارية مزورة أو عرض بيع أو عرض تقديم خدمات بعلامة تجارية مزورة أو دون تفويض من مالكها، بعقوبة الحبس من سنة إلى 5 سنوات، وغرامة تتراوح من 50 مليون دينار ( نحو 35 ألف دولار ) إلى مئة مليون دينار عراقي ( نحو 70 ألف دولار أميركي) وهي هنا تعتبر جريمة جنحة .

اقرا ايضا : حسن شاكوش وزوجته مع “شيخ العرافين” انهيار ومغادرة البرنامج على الهواء

مالك العلامة التجارية المسجلة

•في حالة تكرار اقتراف الجريمة أعلاه تصبح جناية وعقوبتها من 5 إلى 10 سنوات، وغرامة ما بين مئة مليون إلى مئتي مليون دينار ( من 70 إلى 140 ألف دولار )، بالإضافة لعقوبة غلق المحل من 15 يوم إلى 6 أشهر .

•كما يحق للمتضرر وهو مالك العلامة التجارية المسجلة، أن يطالب بالتعويض عما أصابه من ضرر أيضا، وكل هذا بشرط ان تكون العلامة التجارية مسجلة بموجب أحكام القانون، حتى يستطيع اتخاذ الإجراءات القانونية الجزائية والمدنية .

وفقا للشركات المتضررة، يعرض التزوير العلامات التجارية المشهورة للخطر، ويكلفها خسائر بمليارات الدولارات من الإيرادات المفقودة، علاوة على الأضرار المعنوية، بل ويعرض أرواح المستهلكين للخطر بفعل التقليد للمنتجات، والذي قد ينطوي على مخاطر صحية وبيئية بفعل عدم التقيد بمعايير الجودة والسلامة للمنتج الأصلي .

ازمة ستاربكس المزيف في العراق
ازمة ستاربكس المزيف في العراق

مقاهي بغداد.. ذاكرة حية توثق لحقب وأحداث مختلفة\

 

شاهد ايضا : محمد فؤاد يتعرض لنزيف في المعدة أثناء تصوير رامز نيفر اند

وبينت أن ما يجري عرضه للبيع داخل 3 مقاه في بغداد يتم استيراده من مقاهي “ستاربكس” من الدول المجاورة، ومشغلة بشكل غير قانوني، ما دفع الشركة لرفع دعاوى قضائية في محاولة لكبح الخروقات في علامتها التجارية.

وضجت منصات التواصل الاجتماعي العراقية بالنقاش حول هذه الظاهرة، حيث نوه كثيرون إلى الأمر لا يقتصر على مقاهي ستاربكس فقط، وأن ثمة علامات تجارية معروفة أخرى تتعرض للانتحال في العديد من المحافظات العراقية، معتبرين الأمر بمثابة غش للمستهلك العراقي الذي يقع ضحية الاستغلال من قبل منتحلي صفة ماركات عالمية .

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights