وجدان الاديب .. الفن المضحي

وجدان الاديب .. الفن المضحي !!

تلك السيدة المبدعة .. كلما نظرت اليها .. عرفت ان الفن التمثيلي لعنة ادراك ان لحقت بانسان اخذته الى مرابع

خضر زاهية جميلة لكنها قاسية وموجعة.

الفن برغم كل جمالياته لكنه يترك اثاراً مرة في النفوس، هذه الاثار ماتلبث ان تتحول الى يأس وقنوط، وقد تتحول الى تراجعات نفسية،وجدان الاديب فنانة ملتزمة نأت بنفسها كثيراً عن صخب الادعاءات والتملق، واضواء الاعلام التي لاتجده مهمة الا في مايتعلق بعملها وضمن حدود وجودها داخل هذا الفعل الجمالي.

الاداء التمثيلي لدى وجدان الاديب محكم المعارف، تقرا شخصيتها المجسدة بهدوء، عاملة على تفكيكها ومن ثم اعادتها بثيات مستعدة للظهور، رغم ما يغلب على اداء وجدان الاديب من حركة سريعة ونبرات صوت مشوبة ببعض الحدة، ما يجسده الصوت يتلاقفه الوجه بتعبيرات واضحة موثرة وفاعله تمنح المتلقي قناعة المتابعة وصدق الاحترام.

مافكرت وجدان الاديب بمنفعة من الفن، وما رأت اليه بغير قناعات تمجيدها له،تعلمت من وقوفها امام كبار الممثلين مراقبة اساسيات تعاملهم فوق خشبة المسرح او امام الكاميرا او مايكرفون الاذاعة، عملت على ان تضع لكل فعل تمثيلي قيمته التي من خلالها تمسك بكل ادوات تجسيدها .

وجدان الاديب فنانة من الجيل الاول، اسهمت في تجسيد الكثير من الشخصيات الباقية في الاذهان في مسلسلات القوت والياقوت ودادي السلام الاماني الضالة، وغيرها الكثير، الذي اسس لها حضوراً متميزاً واجلسها على كرسي الاحترام المكين، لانها فنانة ملتزمة بحق، ما تحركت خطوة واحدة دون ان تتامل خصوصيتها وكيفيات افادة المتلقي منها.

رأيتها في المسرح اكثر تمكنا وجرأة وتاثيراً لانها تتفاعل مع الفضاء المسرحي المباشر بحس احترافي دقيق التاثير في المتلقي الذي يرقب الاداء باحترافية ومهنية كبيرة،وجدان الاديب مشروع ممثلة كوميدية كبيرة تحتاجها الدراما العراقية بكافة توصيفاتها لكن المعنيين بالامر لم ينتبهوا لذلك او هم تعمدوا ابقاء وجدان الاديب في دائرة تجسيدية واحدة!!