حقي الشوك .. الاهداف الفاضلة !!

حقي الشوك : كلما رأيت اليه، ايقنت من خلال ابتسامة عينيه المشرقة مثل شمس تموزية ساطعة، ايقنت انني امام فنان تلبسه جن الفن، مثلما يتلبس جن وادي عبقر الشعراء، كل ما في حقي الشوك يشير الى انك امام فنان، خاص حتى وان كنت لم تعرفه من قبل.

هاديء الطباع طيع الروح، سخي الى حد الذهول، حين تنصت اليه تجد انك تقف امام متحدث واع يعرف مقاصد حديثه وغاياته،حين يقف امام المايكروفون الاذاعة، نسى تماماً وجوده الشخصي اخذاً بكل مكونات الشخصية المجسدة لتكون الاثيرة اليه،يمسك بهياءات وجودها الخاص ليوصله الى المتلقي عبر شراكة تجسيدية فاعلة من الشخصية التي تقابله، صوت حقي الشوك رصيده الاهم، لين مطواع خال كلياً من شوائب الاداء ومربكاته.

اراه يوزع انفاسه ببطء ساحباً المتلقي الى قوة الاداء التعبيرية اهذا كنت ارى بعض الحيرة ترتسم على وجوه بعض الفنانين الذين يتعاملون معه تمثيلياً وخاصة بعض الفنانات منهن.

يدرك حقي الشوك هذه الحقيقة فيتوقف قليلاً ليعطي لوجوده الادائي بعداً اخر، امام الكاميرا يغدو حقي الشوك اكثر صعوبة واقل تفاعلاً الى ان يستقر وجوده محتفظاً بما يسمعه من توجيهات سواء من المخرج او من الممثلين داخل المشهد او خارجه، لهذا طلت حظوظ حقي الشوك امام الكاميرا لاتسع سنوات تواجده داخل اروقة الفن وامكنته العامة والخاصة.

في المسرح اول مارايته ممثلاً مسرحياً صادماًفي مسرحية اخرجها غانم حميد الذي ظل في هذيانه مستيقظاً، وكانت من اجرأ المسرحيات التي تتحدث عن الحرب في ثمانينيات القرن المنصرم.

اقرا المزيد.. وجدان الاديب .. الفن المضحي

ولد حقي الشوك في (بغداد – كرادة مريم) بالقرب من موقع مسرح الرشيد ودرس في ‏كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد‏ ‏تخرج في ‏١٩٨٥‏ عضوا في الفرقة القومية للتمثيل‏ وزارة الثقافة العراقية‏ قدم عشرات الأعمال التي تركت بصمة في الدراما والمسرح العراقي مثل مسرحية ” الذي ظل في هذيانه يقظا ” و “خمسة أصوات ” وعلى صعيد التلفزيون مثّل في مسلسل “القضية 238 “و”مناوي باشا ” , ” قضاة المسلمين” و”رجل فوق الشبهات ” و مسلسلي ” سنوات وأمطار النار” وغيرها الكثير من الأعمال.

اقرا ايضا: مهرجنات عربية 2023 .. والمهرجانات الاكثر شهرة في العالم

ما اسجله على حقي الشوك هو احساسه بالانكسار وخيبات الامل التي رافقته لسنوات طوال،حتى يبدو وكأنه اعتزل الحياة والفن، مادامت حياة العراق قد اخذت المسارات الخطأ،لم تخدم الصدفة حقي الشوك رغم اهميته وفهمه التجسيدي واتقانه الممتاز والمميز لمخارج حروفه ولهجته الشعبية وقد اثر عليه كثيراً نسيان بعض المخرجين لوجوده كتاريخ فني مهم يعتز بنفسه ونعتز به !!