الفنانة الرائدة سناء سليم : منذ سنوات طويلة بالنسبة لي على اقل تقدير، وانا ابن الوسط الفني الضاج بالوجوه والاحتمالات التي لاتنتهي ولا تقف عند حد معين، كنت اتابع اشتغالاتها الاذاعية والمسرحية والتلفازية التي تسير بهدوء متأمل، لاتخطو خطوة دون ان تتفحصها جيداً، دارسة ابعادها الاجتماعية والفكرية.
سناء سليم ،دخلت الفن من اوسع ابواب العشق الذي وصل الى حد الوله، البنت التي تعيش وسط عائلة متشددة، تشاهد خلسة افلام التلفاز، وتغني الاغاني التي تجد معها لذة روحية تجعلها طائراً يشدو في الفضاءات الا نهائية، من خلال اعلان عن حاجة الفرقة القومية الى فنانين شباب جدد ذهبت بخلسة من اهلها لتحضر الاختبار الذي يقوده المعلم حقي الشبلي والخالد المعارف بهنام ميخائيل لتكون بين المقبولين الاوائل، ولتبدء سيرة سناء سليم مع خشبة المسرح بكل مافيها من وعي واضطراب وخصوصية وبذل جهد.
اقرا المزيد..حسين علي هارف .. الباحث عن الجمال
عملت منذ تلك اللحظة على تطوير ذاتها الادائية من خلال القراءة المعرفية والانصات الى الملاحظات وتفسيرها وفهمها، رقة وروح سناء سليم وابتعادها كلياً عن الذي لايعنيها جعلها محط احترام الجميع ،وموشر مهم لدى المتلقي العراقي الذي كان حريصاً كل الحرص على متابعتها باعتبارها فنانة ملتزمة تعرف اهمية الفن ودورة التنويري الذي لايمكن للفن الابتعاد عنه.
(تعال هسه أريدك تجي بسرعة) الجملة التي كانت جواز مرورها الى عالم التمثيل ..بعد ان طلبها منها الاستاذ بهنام ميخائيل ان تطلقها بأعلى صوتها , في الاختبار الذي أقامته الفرقة القومية للتمثيل عام 1968 في بغداد .
عشقت الفن بكل جوارحها واعطته كل ماتملك لتحصد بعد ذلك مشاعر ومحبة الالاف بل الملايين من جمهورها الذي التصقت شخصية ” نجلة ” زوجة عبوسي ” حمودي الحارثي ” في المسلسل الشهير ” تحت موسى الحلاق ” في ذاكرته حتى بعد مرور اكثر من خمسة عقود من الزمن .
انها الفنانة الرائدة والقديرة ” سناء سليم ” .قدمت للتلـــــفـــزيون والمسرح عشرات الاعمال الفنية المميزة ومنها :
( مــــسرحــــية “ ضباب ابن الارث” الـــتــــي اخرجها الراحل وجيه عـــــبد الغني باكورة أعمالها الفنية مســـــرحــــية (البستان) من تأليف واخراج طه سالم ومسرحية (ام المقاتلين) لفتحي زين العابدين ومقامات الحريري لـ “قاسم محمد ” ، حيث حصلت على افضل ممثلة عام 1982 بجدارة في هاتين المسرحيتين ).
ويبقى مسلسل ” تحت موسى الحلاق ” هو العمل الأبرز الذي شهد نجومية الفنانة سناء سليم .. والذي ضم ابرز نجوم الكوميديا العراقية انذاك , وهما : سليم البصري ” رحمه الله ” , وحمودي الحارثي , كما قدمت للتلفزيون سهرة ” ست كراسي “مع نجم الكوميديا خليل الرفاعي .
وخلال مسيرتها الفنية شاركت في الكثير من الاعمال الدرامية والمسرحية ومنها سر شهرزاد والعادلون و “على جناح التبريزي ” و “جسر اركا ” و ” العلبة الحجرية ” و ” ثم جاءوا الى المدينة ” و ” حلم ليلة صيف ” و ” رسالة الطير ” .
اقرا ايضا..هاني هاني .. الباحث السخي
كما عملت مع التلفزيون الاردني في مسلسل ام الكروم وتمثيلية رمضانية الى قناة ” ا ن ار تي ” بعد كل هذا التأريخ الناصع , تعاني فنانتنا القديرة والكبيرة من الاهمال والتهميش وقد يكون السبب هو عدم معرفتها فن العلاقات .. و ” الاخوانيات ” كما يفعل البعض .
لاتعرف طرق الابواب … بل تنتظر من يطرق بابها ويقدر قيمتها الفنية التي تستحقها … ليعيد أليها ألقها وحيويتها , لاسيما وهي من أكثر الفنانات التزاما واحتراما للعمل الفني .. وتحررا من الماديات .. سناء سليم …فنانة من الجيل الذهبي الذي لايتكرر .
