افراح عباس فنانة بكل تفاصيل حياتها اليومية والابداعية، تتوافر على صوت يشبه نغمة موسيقية عميقة التاثير مع القليل من الشجن غير المصنوع، صوت واضح بمخارج حروف بغدادية الروح والانتماء، بيسر تستطيع التعامل مع اعماقها من اجل اظهار تقاطيع وجهها الدقيق الملامح.
بغتة يبصر المتلقي هدير امواج الفرح او الحزن وهي تطفو فوق سطح وجدانيتها العامة، لتصل بيسر الى المتلقي الذي يتابع هدوء افراح عباس، ومحاولاتها الناجحة في اداء شخصيتها المجسدة بتمكن العارف المليء بتأملات هذه الشخصية وكيفية الوصول الى خبايا اعماقها.
كثيراً ما رأيت افراح عباس وهي تتماهى والشخصية الممثلة مع الحرص المبالغ فيه احياناً في الانصات الى ملاحظات المخرج مهما كانت قاسية وشديدة الوطأ على روحها الشفيفة.
اقرا المزيد..عزيز خيون .. الفاعل لكل شيء
افراح عباس لاتختلف كثيرا في المسرح حيث عملت مع كبار المخرجين وتعلمت منهم حتى اتقنت حرفتها التي تعشق، عنها في التلفزيون الذي تتعامل معه بحذر تراه مهماً وضرورياً اما في السينما التي تخاف اضطرابها،ف تظل منكمشة الى ذاتها ترقب مكان التصوير متفحصة محاولة ايجاد العلاقة النفسية وبينها، حتى لا تبدو غريبة عنه وتلك ميزة لايفكر لها الكثير من فنانينا.
تشتغل افراح عباس على طبقة صوتها الجاذبة جداً، لتاخد المتلقي الى العمق الافتراضي لشخصيتها المجسدة، التي اصبحت عبر تجاربها الادائية واحدة من اهم الممثلات في المشهد المسرحي والتلفازي في العراق، تنال القبول والرضا.
اقرا ايضا.. محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
أفراح عباس (13 يناير 1948-) من الفنانات اللواتي أثبتن حضورهن في المشهد الفني العراقي.. حيث قدمت عبر مسيرتها الفنية التي بدأت عام 1968 العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية المميزة.. ولعل من أبرز اعمالها المسرحية (مسرحية طير السعد) من تأليف وأخراج (الفنان قاسم محمد)، والتي مهدت فيما بعد لأنطلاقة ناضجة لمسرح الطفل في العراق.. ومسرحية (البخيل) من تأليف الكاتب الفرنسي (مولير) وأخراج (جاسم العبودي)، وكذلك مسرحية (زهرة الأقحوان) من تأليف وأخراج الفنان (سعدون العبيدي)..
أما من أبرز أعمالها التلفزيونية فمنها: مسلسل (جرف الملح) ومسلسل (المتمردون) ومسلسل (بيت العنكبوت).. وأخيرا المسلسل الدرامي العراقي (سارة خاتون) من أخراج (صلاح كرم) ومسلسل (ثمنطعش) إخراج الراحل: عدنان إبراهيم..
اقرا كذلك: الفنانة الرائدة سناء سليم .. الريادة مجداً
للفنانة (أفراح عباس) تجربة سينمائية واحدة من خلال فيلم (تحت سماء واحدة) من أخراج (منذر جميل) وتأليف (صباح عطوان).. وفيلم (يوم اخر) إخراج الراحل: صاحب حداد، وفيلم (الاسوار) إخراج: محمد شكري جميل، واستمر عطائها الفني طيلة اربعين عاما.. وهذا العطاء والمكنة جعلنا نذكر بها رافعين لها قبعات التقدير والاحترام.
