خلف ضيدان .. كوميديا الشكل

خلف ضيدان .. كوميديا الشكل نصف قرن مرت، بتجاذباتها السياسية والاجتماعية، ونحن نرتبط بكل ما يعزز وجودنا الانساني. تعرفت اليه لاول مرة في كازينو الخلود، قريب من سينما غرناطة التي تجذبنا افلامها فنتدهدر من اجل اشباع الارواح بزاد جمالي لايعوض.

كان خلف زيدان مولعاً بافلام الاكشن متشبهاً ببود اسبنسر، بمزاح شديد القسوة اصرخ بك مثل الكابوي وبدل الحصان اركب البيكم، نتبادل الضحكات، والاغاني، حتى انتقلنا سوية الى فرقة مسرح نقابة الميكانيك لاستغل شكله تمام الاستغلال،

ايام كنت مخرجاً مسرحياً يظن البعض اني مهماً، لم ار خلف ضيدان يتصايق من ملاحظاتي، وما رايته يوماً يتخذ من الزعل طريقاً للضغط، كلما رايته على المسرح تصورته اقل من حجمه الطبيعي بكثير، يتحرك بيسر، ودقة متفاعلاً مع كل الشخوص التي تشاركه العرض.

اقرا المزيد.. الفنانة سهام السبتي.

ماكان جسد خلف زيدان يشكل عائقاً امام نجاحه بل اتخذه وسيلة من اهم وسائله التجسيدية الملفتة للنظر والدافعة بالمتلقي الى متابعته ومشاركته بكل ما يبدر منه لكنه يخاف الاحتاك بالممثل الذي يتوافر على مكنة كوميدية مؤثرة مثل الفنان خليل الرفاعي، يظل حاضراً داخل سياقات العرض ومشاهده وبرغم وجود الكثير من حالات الخروج عن النص في المسرحيات الكوميدية الا اني لم اشاهد خلف ضيدان وهو يخرج عن مكونات حضوره التجسيدي، ملتزم بكل توجيهات المخرج وملاحظاته.

ماكانت حظوظ خلف ضيدان في التلفاز مثلما هي على المسرح، فلقد شارك في مسلسلات قدمته بشكله النمطي وهو على خشبة المسرح، اما في الاذاعة فقد انعدمت مشاركاته وكان يعاتبني دوماً على ما يسميه بلوعة (نسياني).

ولد الفنان خلف ضيدان في بغداد عام 1953، وهو فنان مسرحي وتلفزيوني، امتاز بإجادته أدوار الكوميديا التي اكتسب بوساطتها شعبية كبيرة لدى الجمهور العراقي في المسرح والتلفزيون .

 مسلسل (برج العقرب) و(صيام غزال) ، وابرز المسرحيات التي شارك ببطولتها : (المحلة) التي وقف فيها امام كبار النجوم وهم سليم البصري وكنعان وصفي وامل طه وغيرهم ، وتوالت ادواره البطولية على خشبة المسرح نذكر منها : (بين مريدي ولندن)، و(ليلة ويوم)، و(حفلة سيد محترم).

ويعد ضيدان من الفنانين المعروفين بأداء الأدوار الكوميدية وذاع صيته في تسعينيات القرن الماضي .

ووُصف خلف ضيدان منذ سنوات، بأنه أسمن فنان عراقي، ويقول هو عن نفسه في حوار صحفي سابق: إن وزنه الزائد ناجم عن خلل هرموني منذ الطفولة، وإن سمنته ازدادت بعد العام 2003 حين توقفت الأعمال المسرحية، ولم يعد أمامي سوى ”الأكل والنوم“ .‎

وافته المنية يوم الاثنين ببغداد 27/7/2020 عن عمر ناهز الستين عاما، إثر إصابته بفايروس كورونا المستجد.