قاسم وعل السراج .. بداية السبعينيات من قرن الحروب وحرائق الارواح، التقينا وسط مهرجان مسرحي للفنانين الشاب، هو ات من الكاظمية ومركز شبابها وانا من مدينة الثورة وضجيجها الذي لانعرف نتخلص منه، كان عبور قناة الجيش مهمة صعبة بالنسبة لنا، لم تنبت لنا اجنحة طيران قوة تستطيع اخذنا بهدوء الحالمين لتحط بنا عند مدن احلامنا، تحاورنا على بساطة افكارنا بالمسرح وهمومه محاولين الامساك بمفاهيم تفيدنا في القادم من الايام.
يحلم قاسم وعل الامساك لاكثر من عصا، يريد ان يكون ممثلاً باوزاً تصفق له الاكف، لايقل تالقاً واهمية عن عماد حمدي، ويريد ان يكون كاتباً مسرحياً ينقل احلام الناس ومواجعهم لتكون ارثاً مسرحياً ويلاحق دونما هوادة لواعج روحه الشاكة بكل شيء الراغبة بان بكون مخرجاً مسرحياً لايقل اهمية عن جعفر السعدي وسامي عبد الحميد.
اقرا المزيد.. محسن الجيلاوي .. ما تناسته العاصمة
خطوات قاسم وعل تلاحقت دون انتظار او توقف، بدء يلاعب عصي وجوده مرة ممثلاً واخرى مخرجاً ومرات يمسك البياض ليحوله الى مسرحية تجذب الانظار اليه، انتقل قاسم السراج العمل في دور الثقافة الجماهيرية برفقة الودود مقداد حمادي (مقداد الحلي) ليترافقا ضمن ممكنات طموحاتهما، لم ترض التجربة السراج كثيراً فراح يبحث عن منافذ جعلته يقف مبهوراً عن اخداها وهي نافذة بيت المسرح العمالي ومعه اكتملت تجربة قاسم وعل ليعلن على رؤوس الاشهاد انه قادر على الانحراف بالمسرح العراقي من مسرحيات التهريج والاسفاف الى ماهو كوميدي هادف يبث رسائل اخلاقية وفكرية.
صار قاسم السراج يتنقل بهدوء حميم بين مسرح دار السلام في الاعظمية ومسرح النهرين، اثارت مسرحيات قاسم وعل جدلاً وقدياً مصحوباً بمتابعات جماهيرية اوقفت مسرحياته في الصف الاول من العروض التي كانت العاصمة ومسارحها تضج بها، ما اخذه على قاسم السراج وكنت احاوره دائماً فيه، هو تسرعه الذي يرفض التراجع عنه، تسرع خال من التأمل ومراجعة الذات وما قدمته، تهمه النجاحات جدا، لكنه قليل الحرص على تجاوز الاخطاء، التي تضعف العروض ولربما تبعد المتلقي.
اقرا ايضا.. افراح عباس .. هدوء الانفعال
شارك في اخرج العديد من الأعمال، منها مسلسل معكم على الهواء هايم عبدالدايم عام 2006. و: “مسرحية “عمي ياحب” 1999 تأليفاً وإخراج د. حيدر منعثر، على مسرح المنصور.
قبل اصابته بالأزمة الصحية العام 2006 كتب وأخرج في مصر فيلمي “المحنة” تمثيل نادية العراقية وحسن العبيدي، و”اماني مفخخة” تمثيل راسم الجميلي وماجد أبو زهرة, أضافة الى مشاركته في مسلسلات سورية وعراقية، منها “ذئاب الليل” إخراج حسن حسني”.
قاسم وعل اكتشف مواهب مهمة، بينها ماجد ياسين وماجد ابو زهرة وعلي جابر وإياد طاهر الهندي وسواهم.
“بدأت عام 1972، كتابة اول مسرحياته “القارعون على الخشب الأجوف” اخرجها مقداد مسلم، وتواصل في حمدان ياحمدان” عرضت عام 1994 على مسرح دار السلام.. تمثيل امل طه وعواطف السلمان وحاتم سلمان، و”بين مريدي ولندن” 1995على مسرح السلام.. تأليف طارق حبيب واخراح قاسم وعل.. تمثيل عبد الستار البصري وسهام السبتي ومحمد عطا سعيد.
اقرا كذلك: زهير محمد رشيد .. الخال وابن الاخت
كتب وأخرج “حفلة لسيد محترم” على مسرح النهرين 1997.. تمثيل صادق علي شاهين وماجد ياسين ومطشر السوداني, وفي 1998 “عرب فوق.. عرب تحت” تمثيل راسم الجميلي وأياد راضي وعبدالرحمن المرشدي” و: “مسرحية “عمي ياحب” 1999 تأليفي وإخراج د. حيدر منعثر، على مسرح المنصور.
قبل اصابته بالأزمة الصحية العام 2006 كتب وأخرج في مصر فيلمي “المحنة” تمثيل نادية العراقية وحسن العبيدي، و”اماني مفخخة” تمثيل راسم الجميلي وماجد أبو زهرة, أضافة الى مشاركتي في مسلسلات سورية وعراقية، منها “ذئاب الليل” إخراج حسن حسني.
قاسم وعل السراج يمر منذ سنوات بازمة صحية شديدة القسوة، اقعدته البيت، لكنه ينظر طويلا الى خشبة المسرح التي لايريد نسيانها مهما فعلته الاحزان !!
