محمد عطا سعيد ،،،اناقة الوعي!!

محمد عطا سعيد  كيف يمكن نسيان ذاك الولد الوسيم، الهادئ النيرات الذي يرافق عمو زكي في برنامجه الرائد ركن الأطفال، ولد كثير الحركة، فارع الطول يحمل فوق كاهله، اطناناً من الاحلام التي يسعى الى تحقيقها، حلم واسع الحضور يوقفه ممثلاً فوق خشبة المسرح، وأخر يوقفه بجرأة امام كاميرات التلفاز التي كانت تشبه غولاً جاثماً
،والحلم الأشد وضوحاً السفر الى هوليود حيث كاري كوبر والاحصنة وحروب الكابوي، مردداً الكلمة الاثيرة الى النفوس والمثيرة للرعب والضحك معاً(هنزاب)

أقرأ ايضا : عبد الجبار كاظم .. هيمنة الروح

تلك مسافات متعبة، لكن محمد عطا سعيد، يجهز نفسه ليكون سباحاً ماهراً من اجل عبور العثرات والموانع والوصول الى الغايات التي يريد يروم تحقيقها، وتلك حكاية أحلام ليست بسهلة، اوتبدو شبه
مستحيلة، تقدمت الخطوات الواثقة العارفة المقاصد ليقف محمد عطا سعيد امام كاميرات التلفاز ممثلاً في زمن كان التمثيل فيه ما يشبه العيب، ومع التلفاز تأمل خشبة المسرح ليشكل واياها الفة اجتماعية
تربط بينهما بصداقة ظلت مستمرة طويلاً، فوق خشبة المسرح وكنت اراقبه في فترة التسعينيات، وحد محمد عطا سعيد نفسه اكثر حرية وانطلاقاً مع الفة واضحة بينه وبين اقرانه، يمزج بدراية جاذبة للانتباه بين الكوميديا الأداء الأصعب الخالي من التهريج والمحاول الاستحواذ على رغبات المتلقي وتطلعاته، وبين التراجيديا التي يبدو امامها مرتبكاً بعض الشيء لكنه مع الديمومة والاستمرار يتجاوز هذه الازمة،

ليغدو اكثر ارتكازاً ورغبة بالتفوق والنجاح، امام كاميرا التلفاز تطورت علاقاته ،حتى غدا رقيقاً عارفاً بأهمية
وجوده امام تلك الالة العجيبة، اندمج محمد عطا سعيد كلياً في الحياة الفنية حتى اصبح علامة من علاماتها المتميزة والمتابعة من قبل الجمهور يقول محمد عطا سعيد ان أبي الروحي هو أستاذي الفنان الكبير جعفر السعدي (رحمه الله) الذي تأثرت به كفنان وأب وأخلاقه الفنية عالية والذي كان يكرر علينا مقولة أصبحت جزءا مني وهدفي وهي نحن الفنانين ولدنا من اجل الإنسان والإنسانية. المعوقات التي تواجه الفنان العراقي هو الاهتمام من قبل المسؤولين ولم يكن هنالك إيمان بأن الفن له الميتة الكبيرة في صنع وتطور الحياة والإيمان بان الفنان هو صانع الحضارة والقيم . ولذلك نجد أن الفنان مازال فقيرا من ناحية توفر الأدوات التي تساعده على الانطلاق وعدم توفر المساحة الكافية .. زائدا الحروب والتقلبات التي حدثت بالعراق كانت إحدى المعوقات له للانطلاق .معظم الممثلين الشباب الآن ينطلقون بحب للعمل والأداء وأشيد أيضا بهم ودائما الممثل

شاهد المزيد : عمتنا منى البصري .. الاداء الهاديء

الذي ليست لديه إمكانيات توصيلية الى الجمهور يتهاوى ويسقط ولكني فرح ومعجب بالكثير منهم وسوف ابتعد عن ذكر الأسماء خشية من نسيان شخص معين ويعز علي زعلهم .اما النصيحة للفنان المبتدئ الابتعاد عن الغرور لأنه ليس ملك نفسه بل(( ملك الجمهور والإنسان والإنسانية)) كما علمنا أبونا الروحي الفنان الكبير الأستاذ جعفر السعدي والفنانين الكبار الآخرين كيوسف العاني وسامي عبد الحميد وإبراهيم جلال وقاسم محمد رحمهما الله وغيرهم من الفنانين الكبارمن أعمالي التي تركت طابعاً في ذاكرتي هي برنامج استراحة الظهيرة الذي كان يقدم من تلفزيون بغداد أسبوعيا ولمدة ساعتين من التمثيل الكوميدي المحبوب للجمهور العراقي آنذاك .. وكان الجمهور ينتظره كل يوم جمعة وحين يظهر البرنامج تشاهد في ذلك الوقت الشوارع خالية من السيارات والناس جميعهم مشدودين الى هذا البرنامج المحبوب ,, الذي كنا نمثله نحن استراحة الظهيرة المكونة من الفنانين إنا والفنان محمد حسين عبد الرحيم والفنانة أمل طه وزهير محمد رشيد وليث عبد اللطيف والمرحوم سعدي صالح رحمه الله

اقرأ ايضا :رياض شهيد الباهلي .. عذوبة التميز

اما العمل الثاني فهو مسرحية ((( مابين مريدي ولندن ))) التي عرضت على المسرح 4 سنوات متتالية يوميا وبنجاح ساحق ومازالت تعرض الى الآن من معظم القنوات الفضائية.لم نتعود سابقا على وجود الشركات التي تنتج الى القنوات وهذه جديدة علينا لكن مصر سبقتنا بعشرات السنين ولها أعمالها القوية .. لايمكن للشركة أن تربح من عمل فاشل .. لذلك سيكون التنافس نحو العمل الأفضل فآتي بمثـل شركة فنون للشرق الأوسط أنتجت إعمالا كثيرا لها سمعتها العالية ويتذكرها الناس

ومنها مسلسل (( بنت ألمعيدي )) للكاتب الكبير عادل كاظم .. ومسلسل ((ألماز)) للكاتب الكبير صباح عطوان .. ومسلسل(( وكر الذيب)) وغيرها من الأعمال. – عندما قدم المخرج المصري شادي عبد السلام الى العراق منح لي الفرصة للقيام ببطولة مسلسل مصري مشترك عنوانه (شعاع من الماضي)وشاركت بحلقتين منه ومثلت دور الراعي الصعيدي فيه واثبت نجاحي في المسلسل ليفتح لي المجال ان أشارك في عدة اعمال مصرية أخرى ووعدني المخرج عبد السلام للمشاركة بأعمال قادمة .

اقرا المزيد :قاسم وعل السراج .. حلم يبتعد

تلك سيرة محملة بالرضا والقبول من قبل المشاهد العراقي الذي يحترم اللاتزام والفن الذي يحقق اماله
وطموحاته!!

بقلم/ شوقي كريم حسن