مقالات

احلام عرب … الروح الغاضبة

احلام عرب … ايام كنت اسعى بان اكون شبيهاً بالن ديلون، تلوح ليَّ حور عين السماء وجنيات الاكوان باعجاب يجعلني ارى
نفسي المتحدية، الساخرة من كل مايحيط بها مع غضب لاتهمله عين، قررنا مع المبدع عباس الحربي، ان نقدم مسرحية الشاخة.
وهي مسرحية معدة عن قصة لانطوان تشيخوف، وقد تم عرضها في مابعد على خشبة المركز الصحي الاجتماعي في مدينة الثورة ولايام عدة.
تمركزت حيرتنا في كيفية الحصول على ممثلة لتمثل دور ابنتي وما كان سوى اختيار احلام عرب التي كانت في الفصل الاول مسائي في معهد الفنون الحميلة، ما ان بدء التدريب حتى رأيتها تندفع بابداع الى امام فاهمة مهام ما تفعل، متابعة ملاحظات عباس الحربي،وهو مخرج كثير الملاحظات قلق وظلت هذه الخصلة مترابطة واياها واظنها حتى الساعة.
كانت احلام عرب ايام دراستها مثيرة للجدل لجرأتها غير المعتادة ولتأثرها الفكري على الكثير من ابناء جيلها قارئة متمكنة تجزم على ان الفنان الذي لايعرف درب الكتاب ولايسعى الى تطوير ادراته الادائية العقلية والنفسية، تقرأ وتحاور وتجتهد، هذه الصفات اصبحت متلاصة وشخصيتها الفنية حتى الان، ولا اعتقد انها تتوقف عند حد معها.
احلام عرب اقرب الى المسرح منها الى الفنون الادائية الاخرى، الخشبة تشعل في اعماقها توهجات تدفعها الى تحدي الاتقان، وسبر اغوار الشخصية المجسدة لتعيش رهاناً بينها وبين الشخصية المجسدة وبينها وبين جمهور المتلقين، في التلفاز مع ادوارها القليلة التي لاتتلائم وخصائصها الفنية تبدو احلام عرب متطابقة وجميع الفنانات ، خاليه من التحديات راضية
بوصايا المخرج ووصاياه وجلة بشكل ملفت للنظر من الكاميرا التي تحاول التخلص من هيمنتها.
لم تك احلام عرب شديدة الالتصاق بعالمنا الاذاعي، لكنها عاشت بحب بعض تجارب التجسيد الاذاعي وهو الاصعب لدى الممثل الذي يعرف اهمية،التجسيد الاذاعي يتطابق والكتابة الاذاعية مصحوباً بسؤال تعليمي مدهش هو كيف تختصر العالم كله لتضعه عند اذني المستمع ؟ !!
تلك مهمة تبدو مستحيلة، لكنها حاصلة مع التجسيد الدرامي الاذاعي الذي غلب التلفاز والسينما ايضاً، لقد دخلت معهد الفنون الجميلة في عام 1973 لتكتسب منه ثقافتها وتجربتها وتتطلع من خلاله على عالم فيه من جمال الاجواء ومتعة الحياة الفنية بين طلبة يلهثون خلف الاكتساب الثقافي ويتطلعون الى مستقبل يحاولون من خلال المسرح على التغيير والتطوير.
وكيف لا وهم يطلعون على المدارس الحديثة في المسرح ويكتسبون من مؤلفات الكتب المسرحية العالمية ثقافة تعينهم على تحقيق طموحاتهم المستقبلية التي يحلمون خوض تجاربه الفنية مطبقين وصايا ستانيسلافسكي وبرشت و كتابات انطون تشيخوف وشكسبير والبير كامو وبرنادشو المسرحية.
عرفت احلام عرب كيف تحلل الشخصية وتجد ابعادها , تدربت على الصوت والالقاء واكتسبت من خلاله ثقافة الالقاء و مخارج الحروف , تدربت على ( الرياضة الجسدية ) عارفة ان على الممثل التعرف على ادواته في التمثيل.
احلام عرب الروح الغاضبة
احلام عرب … الروح الغاضبة
عاشت احلام عرب متعة الاكتساب الثقافي والاكتشاف لخفايا هذا العالم المستمد واقعيته من هموم الناس والمجتمع , مهتمة بالبحث والتقصي في ادبيات هذا الفن مما اكسبها ثقافة تميزت عن زملائها من طلبة معهد الفنون الجميلة وتالقت بعطائها المثمر وهي طالبة تبحث في الكتب والمصادر والتي وجدت فيها متنفسا اكسبها حياة جديدة ومختلفت عن حياتها السابقة , فتاة وجدت الدعم المعنوي والتشجيع من قبل اساتذتها والذين كانوا يشرفون على تدريسها , اساتذة من رواد المسرح والذين اكتسبت منهم ماهمها من الثقافة المسرحية لحياتها ومسيرتها الفنية .
اضافة الى دعم زملائها وزميلاتها من الطلبة التي عاشت معهم حياة اسروية والتي مازالت تعيش جمالية تلك العلاقة النقية والمبنية على الاحترام المتبادل .
احلام عرب الروح الغاضبة
الغربة التي اخذت من احلام عرب السنوات الكثيرة، جعلتها اكثر صلابة وعناداً تسعى الى تقديم ماهو مغاير فاعل يستطيع كسب رضا المتلقي واعتباره ارثاابداعياً متميزاً !!
……
احلام عرب … الروح الغاضبة !!

بقلم/شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights