مقالات

مطشر السوداني .. مايعيه الحب !!

مطشر السوداني اوقعه تميز شكله الخارجي، واناقته التي تبدو وكأنها مبالغ فيها، منذ صباه المكتشف لهذا الكون الذي لاتحده حدود الذي اوقعه، في عشق خارج توصيفات العشق ومهماته، شاب طيب المعشر جاء من عمارة الغناء والشعر وطراوة نايات القصب برفقة والده هو عبد الحسين المفوعر، الذي ذاع صيته شاعرا تسيح اللذة من صور قصائدة، ليعيش وسط كل المتناقضات في مدينة كل مافيها يدفع الى التحدي دقة الاختيار، لم ار مطشر السوداني يكترث لانشطة الثورة في بداياتها ولم يك جليساً لمجالسنا ،بسرعة مد جدوره لتنبت خارج وجودنا وهذا ما كان.
مطشر السوداني مايعيه الحب
مطشر السوداني .. مايعيه الحب !!
السينما الامريكية بكل الوانها اثرت في روح مطشر السوداني واظنها هيمنت على كل احلامه التي ما كان يبوح بها لغير نفسه، الاحلام كانت اهم مصادر تحديه، وشكله غير المعتاد قليلاً كانت بطاقته المهمة في دخول عالم المسرح المليء بالاسرار والحكايات.
تعرفت على مطشر السوداني ايام بيت المسرح العمالي، دقيق الحضور، سريع اطلاق للاماني لكنه خارج المألوف الاجتماعي، يتحدث باقتضاب لكنه يصغي مثل تلميذ يعشق التعلم، في المسرح لم يعترض مطشر السوداني على ملاحظة مخرج او كاتب ويبتسم باستغراب حين تاتيه الملاحظات من ممثل اخر يشاركه الاداء.
حاولت مراراً جذبه الى عالم الاذاعة التي اهيم بها وجداً، لكنه رفض بشدة مبرراً الامر بانه لايفهم كيفية التعامل مع المايكرفون ويشعر نفسه مقيداً لهذا بقي يسعى بين مروى المسرح وصفا التلفزيون حتى وان كانت الادوار التلفزيونية التي يجسدها صغيرة المساحة وقليلة التأثير لكنه يعطيها توهجاً روحياً من عندياته ليجعلها ذات قيمة واضحة تكسب ود المتلقي ويتفاعل معها!
مطشر السوداني مايعيه الحب
مطشر السوداني .. مايعيه الحب !!
مطشر السوداني ممثلا معروفا في الوسط الفني منذ نهاية ستينات القرن الماضي حيث أسس مع زملائه المسرح العمالي في العراق في بدايات دخوله الساحة الفنية وعمل مع أبرز المخرجين في مسرحيات ( لا تنظر من ثقب الباب ) و (المحفظة) من أخراج الفنان الكبير عوني كرومي و( رصيف الغضب ) و ( الباب ) و ( الغارقون ) لجوزيف الفارس …
وكان عضوا في فرقة مسرح السلام وفرقة جمعية طيور السلام المستقلة .
كما عمل عضوا في الفرقة الوطنية لمسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح حيث قدم مسرحية ( الطائر والثعلب ) وأوبريت ( أطفال العراق ) وهما من أعداد وأخراج عباس الخفاجي .
وقدم العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية الشعبية الراسخة في ذاكرة العراقيين من بينها ( الخيط والعصفور ) عام 1985 .. بين مريدي ولندن 1990 زرق ورق 1999.. حفلة لسيد محترم 2000 .. التي نالت حضورا جماهيريا كبيرا و ..قدم للتلفزيون العديد من الأعمال منها .. حكاية من الزمن الصعب .. أبو البلاوي .. شموع خضر ألياس … سيدة الرجال وغيرها كان آخرها مسلسل ( حذاري من اليأس ) للمخرج أكرم كامل .
مطشر السوداني مايعيه الحب
مطشر السوداني .. مايعيه الحب !!
قدم على خشبة المسرح الوطني أوبريت ( العراق الموحد ) الذي تضمن دعوة الى المصالحة الوطنية ونبذ العنف الطائفي . ولد الفنان مطشر عبد الحسن السوداني في محافظة ميسان وتحديداً في قضاء الكحلاء عام 1945، وقد انتقلت عائلته إلى بغداد عام 1955م، وقد بدأ التمثيل المسرحي في ستينيات القرن العشرين، فاصبح ممثلاً يمتطي صهوة المسرح ليبني ذاته وهو ابن 25 سنه حيث كان مغرمآ بالأفلام الأميركيه والسينما المصرية.
كان أول عمل مسرحي له (البخيل) عام 1969 من أخراج جاسم العبودي فكان للفنان سامي قفطان الفضل الأول لدخول الراحل مطشر السوداني إلى التمثيل ووصوله إلى الشهرة الفنية لتبدأ بعد ذلك رحله مليئه بالعطاء الفني. شارك في مهرجان دمشق للمسرح العمالي بمسرحية (رصيف الغضب) للكاتب صباح عطوان سنة 1979 التي حصلت على الجائزة الأولى.
ومسرحية (الخيط والعصفور) التي مثل فيها دورين (القاضي) و(خال العريس) وأعمالامسرحية اخرى (صايرة ودايرة والبوابة).. حفلة لسيد محترم وليلة ويوم وبين مريدي ولندن وزرق ورق.
وعلى صعيد التلفزيون كانت مسلسلاته (جرف الملح واللاهثون والدواسر والواهمون ونادية وذئاب الليل والأحفاد وحكاية من الزمن الصعب وأعماق الرغبة وهستيريا والأيام العصيبة وسيدة الرجال والقلب في مكان آخر) وكثير من الأعمال.
وعلى صعيد السينما فيلم (تحت سماء واحدة وستة على ستة وحفر الباطن).
اختطف مطشر السوداني على يد عصابة ارهابية مسلحة ، وبعد يوم من أختطافه.. عثرت الشرطة العراقية في شارع حيفا وسط العاصمة بغداد على جثة الممثل المسرحي العراقي مطشر السوداني الذي راح ضحية مسلسل العنف الهمجي الذي يجتاح العراق ويحصد يوميا أرواح المئات من ألأبرياء … وهكذا رحل عنا الفنان مطشر السوداني رحل مغدورا عن عمر يناهز الستين عاما .
………..
مطشر السوداني .. مايعيه الحب !!

بقلم/ شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights