سعد مجيد .. والولد الذي لاشبيه له، بهذا كنت اناديه كلما جمعتنا الايام على مائدة عمل اذاعي او تلفازي، روح متفانية مرحة لاتعشق الغبار ولا تعرف المماحة والغرور، مثلما يجيد التعامل مع الحياة بلطف، يتعامل مع الشخوص التي يجسدها.
برغم مشاكساته ومزحه الى توصلنا مرات لى حد الغضب الضاحك، ذات ظهيرة من عام ١٩٩٥ دخل مسرعاً استوديو يعقوب الامين لياخذ بيدي امراً اياي بالنهوض، ما كنت لترده ابداً، حين وصلنا الساحة العامة مقابل الكافتيريا، قال لي..جاءك الحظ ممثل يماني يريد التعامل معك في كتابة اكثر من مسلسل وليبدأ بسيف بن ذي يزن وهذا ما كان فعلاً وكما اتذكر المسلسل اخرجه الكبير حافظ مهدي ونلت عليه من اليمن وسام استحقاق لانه بث في وقت الوحدة.
ظل سعد مجيد مرافقاً لكل ما كتبت وقد جسد دور الاب المقهور الباذل في مسلسل الحوت والجدار بشكل اثار فضول النقاد وكسب ود المتلقين.
اقرا المزيد..جمال الشاطي .. ما تهمله الذاكرة
اهم ميزات سعيد مجيد انه كائن لايعرف الاستقرار ابداً ولايجيده ولذا تحول الى ادارة الانتاج الذي يتفق وميوله الحركية،لم ار سعد مجيد ممثلاً على المسرح ولااظنه فعلها، لكنه ممثل عالي الاهمية والجودة امام مايكرفون الاذاعة وكاميرا التلفزيون متفحص دقيق لابعاد الشخصية التي يريد تجسيدها وكثير الاسئلة مع المؤلف والاستيضاحات لانه لايريد الاكتفاء برأي شخصي واحد.
روح سعد مجيد مياله جداً للاقتحام مع القليل من الفوضى التي تحاول تبديد المركزية الشديدة التأثير على نوازعه النفسية والجسدية احياناً،تهمه الاشارات التجسيدية البسيطة مهتماً بشكلها الخارجي الذي يريد اظهاره على احسن ما تكون عليه الشخصية المجسدة، رغم خساراته الكبيرة ظل سعد مجيد متمسكاً بالحياة
مبصراً ما يقدمه في قابل ايامه.
اقرا كذلك: انعام الربيعي .. سليلة الماء
سعد مجيد من مواليد بغداد بدأ مشواره الفني في الدوبلاج العام 1977، مشاركا في الجزء الأول من برنامج “افتح ياسمسم” بإشراف الفنان فيصل الياسري، وبعد الأحداث التي مرت بالعراق توقف الدوبلاج.
أما في التسعينيات فكانت له تجربتان في الأردن، بعدها حدث لانقطاع، وكانت العودة في العام 2009، حيث قام بدبلجة عملين في سوريا.
وعاد الى التلفزيون في مسلسل (ودار الزمن) لنبيل يوسف، وهو أول مسلسل درامي عام 1986 وكذلك دوره في مسلسل (البقاء على قيد العراق) للمخرج أكرم كامل والمؤلف حامد المالكي.
وأعتبر مسلسل “الإيدز” الذي صور في سوريا، والذي حظي بمتابعة كبيرة من قبل الجمهور من أهم الأعمال التي مثل فيها، وأيضا مسلسل “سواد الليل، أما المسلسل “أمطار النار”و “امرأة في الثلاثين” وهو من تأليف صباح عطوان ويعد بمثابة الجزء الثاني، ولكن بشكل منفصل عن المسلسل العراقي الشهير “فتاة في العشرين” والمسلسل الآخر هو ( ألماز) أيضا من تأليف صباح عطوان.
اقرا ايضا.. من هو وسام فارس ولماذا تصدر المواقع العربية القصة الكاملة
مثل سعد مجيد الكثير من المسلسلات البدوية التي شاع انتاجها في فترة التسعينيات كما كان له حصة الاسد في المسلسلات الاذاعية التي اسهم بها مع كبار الممثلين وبرفقة مخرجين مهمين منهم حافظ مهدي ومحمد زهير حسام ومظفر سلمان وحسن جاسم وغيرهم
وفاة سعد مجيد واحدة من الخسارات الكبيرة للفن العراقي!!
…………………
