مقالات

حسين اللامي .. نشيد الوجع

حسين اللامي .. رفقتي التي دامت بضع سنوات، الزمتني ان لا اتجاوز وجوده الذي لم ما استمر طويلاً وجود وان كان سخياً
ومحاطاً بهالات الابهار وسرعة الوجود، لكنه كان متعثراً يعيش داخل ازمات نفسية وفكرية متلاحقة.
روح حسين اللامي كانت اقرب الى الشعر منها الى المسرح والتلفزيون والسينما التي يعشقها الى حد اراه غريباً،
كلما امتدت حواراتنا يشير الى السينما التي يسميها الغوايه، يقول هي التي اغوتني هذه اللعوب مثلما اغوت الكثير غيري لتدفع بنا الى هذا الجحيم الذي يسمونه فناً، كان يتصور نفسه انه سيغدو مشهوراً تلاحقه الجميلات مشيرات اليه شبيها باولئك الذين كان يراقب تصاويرهم منذ صباه بل ويحتفظ ببعضها وخاصة تلك الصورة التي ظلت ملتصقة فوق الصدر عند اليسار، كلما شعر وجعاً تحسسها برفق مستنجداً، تصويرة رومي اشنايدر كانت تعويذة حسين اللامي التي يعتبرها غداء روحه المضطربة.
لااعرف اين اختفت قصائده، مثلها مثل قصائد عز الدين طابو، وكلاهما كانا يعيشان ازمة الوجود، مع فارق واضح ان طابو كان شرساً ترافق سلوكه بعض العدوانية، فيما كان حسين اللامي وديعاً طيباً منكسر الروح،كثير الاسئلة التي لاينتظر اجاباتها.
حسين اللامي نشيد الوجع
حسين اللامي .. نشيد الوجع
في فتاة في العشرين تمكن ان يقف في الصف الاول من المجسدين الذين يعون صعوبة واهمية التمثيل وكذا الامر مع شخصيته في الايام الطويلة، التي راكمت عليه قلقه النفسي واغرقته في دوامات من الاسئلة الحائرة، لايود الاسهام
في هذا الفيلم ولكن كيف يستطيع الاعتذار والمشاركة واجب مستحيل رفض.
حسين اللامي نشيد الوجع
تألق اللامي في دائرة الفحم البغدادية المعدة عن مسرحية بريشت الشهيرة، من اخراج ابراهيم جلال الذي كان مغرماً بالمجدد المسرحي الانساني الكبير، لكن العرض لم يستمر طريلاً لما فيه من جرأة وخروج عن المألوف، لم يستطع حسين اللامي التخلص من عشقه للفن لهذا اندفع الى امام ليسهم بقوة مدهشة في تجسيد شخصيات جاذبة للانظار في المسرح والتلفاز.
اما في الاذاعة فكانت مشاركاته متقطعة لكنها واضحة وجميلة الحضور، فجاة تعثرت خطاه وراح يذوي لاعناً حظه العاثر الذي اوقعه بين براثن القهر القسري، والخوف الذي اوصله الى حد الاعتقاد ان هذا الكون يراقبه لغرض الانتقام، دون ان يدري لماذا؟!!
حسين اللامي نشيد الوجع
(لم اجد رغم بحثي الذي استمر لايام وخاطبت الكثير من الاحبة سوى هذه الصورة للفنان حسين اللامي)؟!!
……………….
حسين اللامي.. نشيد الوجع!!

بقلم/ شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights