وليد حسن جعاز : كلما التقينا، بعد الاحتلال، انصتُ يتحدث بقهر يشوبه الفزع عن الحياة التي لبست ثياب الاحزان وكيف اصبح السلاح اللغة الوحيدة التي اوقفت كل لغات الحوار وصيرتنا جميعاً نتفحص الطرقات ملفوفين باردية القلق الذي اصبح مريضاً، صارت وصايا الاسر بعضها لبعض اهم علامات الالفة الاجتماعية التي عاندت الموت واشاراته متمسكة بوحدتها وصلادتها كان تضامناً مبهراً حقاً.
ذلك كان عام الهمجية عام ٢٠٠٦ وما تلاها، احاول وياه تجاوز ازمتنا الروحية، يوصيني ان اكون حذراً فلقد تكاثرت سكاكين الاعداء وهرواتهم وغزواتهم البربرية واوصيه بان يقللوا الحدة في ما يقدمونة في برنامج كاركاتير، الذي غدا بين ليلة وضحاها من اهم البرامج النقدية المشاهدة، اذ لم يك امام العائلة العراقية سوى شاشة التلفاز لمتابعتها.
برز وليد جعاز ممثلاً كوميدياً يمكن تطوير ادواته التمثيلة بيسر وسهولة اذا ماعرف مالذي يريده من الفن وكيفيات تطويره وفهم ضرورته الروحية والجمالية وليد حسن جعاز برغم دراسته الاكاديمية وتخصصه الا انه ظل ممثلاً اقرب الى الفطرة والبساطة منه الى الاحتراف، عفويته السومرية كانت اهم صفاته وارقاها.
هاديء خال من الغضب والانفعال دقيق الملاحظة هذا لانه قضى 20 عاما “مختفيا وراء الكواليس سواء في إخراج العديد من البرامج المنوعة أو كمخرج معتمد لقسم الرياضة في التلفزيون العراقي.
ولم تشفع له مسيرته الطويلة في تحقيق شي من الشهرة التي طالما حلم بها, الا ان برنامج فريق المشاكسات عام 2001 جاء له بالخبر السار إذ وقف هذه المرة امام عدسة الكاميرا لا خلفها من هنا جاءت انطلاقاته في التمثيل خصوصا الكوميدي فاستطاع ان يزاحم الاخرين بقدراته وذكائه الملفت للنظر وان يثبت كفاءته في التمثيل التي لا تقل عن براعته في الاخراج.
اقرا المزيد:حميد المحل .. تعدديات التأسيس
يقول وليد حسن: الحب الذي لمسته من الناس عندما اكون في الشارع هو أكبر حافز بالنسبة لي يدفعني للاستمرار والعطاء في التمثيل وهو حقيقة أكبر دافع للفنان نحو الابداع الفني لكن لايعني هذا ان يكون على حساب وليد المخرج.
طبعا استمر في إخراج بعض البرامج في أحد الفضائيات.: من أهم الادوار التي مثلها على الرغم من قلتها هو دوري في برنامج (كاركاتير) اما الدور الذي تمني إداؤه هو الدور الذي اداه الفنان المبدع عبد الخالق المختار في مسلسل الرحيل حيث ان الشخصية كانت ممتازة والاداء كان فوق الجيد وانا مع الفنان الذي ينوع في ادواره ولا يتقولب في شخصية معينة لانها تضربه اولا واخرا برنامج كاركاتير اضاف لوليد حسن جعاز الكثير فهو من ناحية يختص بالجمهور، لا ستعراضه مشاكل وهموم المواطن بالدرجة الأولى.
كان وليد حسن جعاز فناناً الكوميدياً ملتزاما وفهما للنص بالشكل الدقيق و دراسة النص جيداً قبل القبول أو الرفض ماقدمه وليد حسن رغم قلته الا انه شكل ملمحاً مهماً في تاريخ المسرح والتلفاز:
* مسرحية شجرة العائلة
1. مسرحية راس المملوك جابر
2. اوبريت الشمس
3. يوم في حياتي
4. مما تخافين سيدتي
5. فريق المشاكسات
6. برنامج كاريكاتير
7. فاعل خير
8. شايف خير ومستاهلها.
لم ينتظر وليد حسن جعاز موته طويلاً حيث غدرته اياد الاثم عام ٢٠٠٦ فوجد مقتولاً دون معرفة السبب سوى وهمهم الخرف من ان قتل فنان مجتهد يمكن ان يعطل الفن او بوقفه !!
