مقالات

جعفر السعدي .. المعلم الامهر

جعفر السعدي : لايمكن للفن العراقي تقديم نموذجاً فنياً كبيراً ومعلماً مثل جعفر السعدي، الذي لفظ انفاسه الاخيرة بين ايادينا ساعة افتتاح مؤتمر المثقفين، كانت الصدمة لاتوصف وكأن طير الصمت حط على الرؤوس.
جعفر السعدي نموذج يحتذى به وروح معطرة بالنصيحة, بطيبة المعلم وحسن محبته همس في اذني ذات مرة، ابتعد قدر ما تستطيع عن الحوارات الطويلة المستمع لايحب الاطالة اذهب به الى هدفك دون لف ودوران وهذا ما اخذت به واعتبره اهم درس معرفي في حياتي وقد طبقته حتى على الرواية والقصة القصيرة والمسرح، اطلالته لاتنسى وهو يجسد دور الاوتجي في فيلم سعيد افندي.
البسيط المليء بالحنية والانساني الى حد لافت للنظر، ممثل فقية بفن التمثيل، لايتقدم بالشخصية المجسدة خطوة واحدة دون تفكيك وجودها والوصول الى اسرارها وخفاياها .
لم تقدم السينما العراقية جعفر السعدي الا في اربعة افلام لاغير لكنه عمل على اشغال الكاميرا بوجوده المهم مجسداً المقولة الشهيرة (ليس هناك دور صغير واخر كبير بل هناك فنان كبير وفنان صغير)…
اجادته للعربية بكل ضوابطها الادائية جعلت من المعلم الابرز في التجسيد ونطق الكلمات، نرقبه بمودة حين ننصت اليه وهذا ما فعله حين مثل في النسر وعيون المدينة الذي جعل من مقولة يرددها دائما ان تذهب مثلاً حتى اليوم.
في المسرح يلتزم السعدي بكل قواعد الاداء الكلاسيكي مع الشخصية المجسدة وفهم لاهمية التزام اشارات المخرج وتوصياته، مؤدٍ جاذب لمن يرافقه الاداء ومساعد مدهش له ، لايحبذ الانتصار والتفوق على ممثل يقابله ولابقبل ابداً بان يتجاوز من يقابله حدود الشخصية وردود افعالها داخل النص، الخروج بالشخصية عن ثوابت وجودها جريمة نكراء لدى المعلم، خشبة المسرح بالنسبة له ساحة وعي لايمكن تدنيسها.
كانت بدايته الفنية من خلال المسرح عام 1934 كممثل في عروض مسرحية مدرسية، إلتحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرج منه عام 1945 وكان ضمن الدورة الأولى، ثم إلتحق بالبعثة العلمية إلى الولايات المتحدة الامريكية للحصول على شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي وذلك من معهد الفنون في شيكاجو.
شارك في العديد من الأعمال المسرحية التي أخرجها والتي من أبرزها مسرحية (يوليوس قيصر) و (عرس الدم)، وتوجه بعد ذلك للتمثيل ليشارك في عشرات الأعمال والتي من أبرزها (عليا وعصام، الجابي، الملك غازي).
دشن حياته الفنية كممثل بمسرحية (مظالم الإستعمار) عام 1936 في مسرح المدرسة الثانوية، في مدينة الكاظمية، والتي قدمتها نقابة هواة التمثيل آنذاك.
التحق بمعهد الفنون الجميلة ببغداد و تخرج منه عام 1945، شكل بعدها (الفرقة الشعبية للتمثيل) عام 1947، والتي تم حَضرُها بعد سنة واحدة لأسباب سياسية.
تم توظيفه مدرساً للتمثيل في دور المعلمين عام 1950، و هو أول من شغل هذا المنصب في العراق، بعدها عمل مدرساً في معهد الفنون الجميلة إلى 1957.
جعفر السعدي .. المعلم الامهر
جعفر السعدي .. المعلم الامهر
اعماله:
*عليا و عصام 1947، تأليف: أنور شاؤول، إخراج: أندريه شوتان، مساعد مخرج: يحيى فاتن، تمثيل: إبراهيم جلال، عزيمة توفيق، إعتدال يوسف، سليمة مراد، شيراك، أحلام إبراهيم.
* ليلى في العراق 1949، تأليف: أحمد كامل مرسي، أحمد سلمان، إخراج: أحمد كامل مرسي، تمثيل: عفيفة إسكندر، عبد الله العزاوي، إبراهيم جلال، محمد سلمان، نورهان.
* سعيد أفندي 1957، إخراج: كاميران حسني، تمثيل: يوسف العاني، فاطمة الربيعي، زينب، يعقوب الأمين.
* الجابي 1968، تأليف و إخراج: جعفر علي، تمثيل خليل الرفاعي، أسعد عبد الرزاق، وجيه عبد الغني.
* المسألة الكبرى 1982، تمثيل: أوليفر ريد، إخراج محمد شكري جميل.
* الملك غازي 1993.
مسلسلات:
* الذئب و عيون المدينة 1980، إخراج: إبراهيم عبد الجليل، تمثيل: خليل شوقي، بدري حسون فريد، قاسم الملاك.
* النسر وعيون المدينة، إخراج: إبراهيم عبد الجليل، تمثيل: خليل شوقي، بدري حسون فريد، قاسم الملاك.
* الأماني الضالة 1989، تأليف: صباح عطوان، إخراج: حسن حسني ، تمثيل: بهجت الجبوري، عبد الجبار كاظم، فوزية عارف، جعفر السعدي، هناء محمد، محمود أبو العباس، بدري حسون فريد.
* ذئاب الليل ج1 1990، إخراج: حسن حسني، تمثيل: سامي قفطان، جواد الشكرجي، حسن هادي، سهير أياد، فارس خليل شوقي، سناء عبد الرحمن، جلال كامل، طعمة التميمي.
* مواسم الحب 1993، إخراج: حسن حسني، تمثيل: شذى سالم، آسيا كمال، سليمة خضير، حكيم جاسم، إقبال نعيم، سمر محمد، سامي السراج، ريكاردوس يوسف.
* مسلسل أشهى الموائد في مدينة القواعد 1999
جعفر السعدي .. المعلم الامهر
جعفر السعدي .. المعلم الامهر
مسرحيات:
* شهداء الوطنية 1948.
* القبلة القاتلة 1949.
* عقدة حمار 1997، إخراج: د.فاضل خليل.
* حلم أبو حمدان 1998، إخراج: عبد المرسل الزيدي.
رحل المعلم الامهر، الذي بقيت كلمته الحلوة الاثيرة ترن في الاذن:  “باباتي خلي قلمك ارشق واكثر حكمة ودراية بالدراما وغاياته… الفن لايتحمل كاتباً مغروراً يحتاج الى كاتب يعرف اهميته” .. !!
…………………
جعفر السعدي،،،المعلم الامهر!!

بقلم/ شوقي كريم حسن

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights