اخبار علمية

الذكاء الاصطناعي قد يكون واقع مخيف والعراب جيفري هينتون يعلن استقالته من غوغل

الذكاء الإصطناعي هو نظام علمي بدأ رسميا في عام 1956 في كلية دارتموث في هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال انعقاد مدرسة صيفية نظمها أربعة باحثين أمريكيين: جون مكارثي، مارفن مينسكي، ناثانييل روتشستر وكلود شانون. ومنذ ذلك الحين، نجح مصطلح «الذكاء الاصطناعي»   الذي من المحتمل أن يكون قد اخترع في البداية لإثارة انتباه الجمهور, بما أنه أصبح شائعا لدرجة أن لا أحد يجهله اليوم، وأن هذا الفرع من المعلوماتية أخذ في الانتشار أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وبما أن التقنيات التي انبثقت عنه ساهمت  بقدر كبير في تغيير العالم على مدى اكثر من ستين سنة مضت.

يتطلب الذكاء الإصطناعي ذكاء بشرياً ويشكل التعلم الآلي والتعلم العميق مجموعتين فرعيتين من الذكاء الاصطناعي.

ومع تطور تقنيات وأجهزة الشبكات العصبية الجديدة في السنوات الأخيرة، أصبح يُنظر للذكاء الاصطناعي عادة على أنه مفهوم مرادف لعملية “التعلم الآلي العميق الخاضع للإشراف”.

اقرا المزيد..Chat GPT تطبيق من إبداعات الذكاء الاصطناعي هل يهدد جوجل ويحل بدل المبرمجين؟

ولكن كان هناك شعور بالخوف والتهديد، منذ بداية الثورة الصناعية، بأن الآلات الميكانيكية الجديدة – من آلات نسج الأقمشة إلى الرقائق الدقيقة – سوف تقضي على الوظائف البشرية.

وبالنسبة لمعظم البشر كان هذا هو التفكير السائد وقتها. والآن، ومع وجود الذكاء الاصطناعي في كل مكان، فإن بعض الخبراء أدركوا أن التهديد قادم: فالروبوتات (الرجال الآليون) قادمة لتحلّ مكان بعض الوظائف.

الذكاء الاصطناعي قد يكون واقع مخيف والعراب جيفري هينتون يعلن استقالته من غوغل

قدّر تقرير نشرته مجموعة غولدمان ساكس في مارس آذار 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا. ويُشير التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ بسبب الأتمتة. قد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب “قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل الذكاء الاصطناعي كل شيء”.

يعتبر جيفري هينتون “عراب الذكاء الاصطناعي“، حيث عمل على تطوير الشبكات العصبية الاصطناعية والتي احدثت ثورة في عالم التكنولوجيا الحديثة، وتعتبر أعماله حجرا أساسا لتطوير آلات شبيهة بالدماغ البشري، وتتميز باستقلالية عن مبرمجيها في المستقبل.

وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها هينتون في السنوات الأخيرة، فقد قرر إعلان استقالته من غوغل عام 2023، وعبر عن ندمه جزئيا على العمل في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرا من مخاطره التي قد تصبح فيما بعد خارج نطاق السيطرة البشرية.

الذكاء الاصطناعي قد يكون واقع مخيف والعراب جيفري هينتون يعلن استقالته من غوغل

من هو جيفري هينتون ؟

ولد جيفري هينتون في 6 ديسمبر/كانون الأول عام 1947، في لندن بالمملكة المتحدة.

ودرس علم النفس التجريبي، وحاز على درجة البكالوريوس من جامعة “كينغز كوليدج” في “كامبردج” عام 1970.

وقرر لاحقا مواصلة دراسته في جامعة أدنبره، لكنه اختار هذه المرة مجال الذكاء الاصطناعي، وحصل فيه على درجة الدكتوراه عام 1978.

بعد الدكتوراه، عمل هينتون في جامعة ساسكس ثم انتقل إلى العمل في جامعة كاليفورنيا وجامعة كارنيجي ميلون بالولايات المتحدة.

كما كان المدير المؤسس لوحدة علوم الأعصاب الحاسوبية لمؤسسة غاتسبي الخيرية في كلية لندن الجامعية (University College London).

مع ذلك، لم يشتهر العالم البريطاني الكندي حتى عام 2013، إذ بدأ حينذاك بالعمل على الشبكات العصبية الاصطناعية.

وقسّم وقته في العمل حينها لدى “غوغل برين” (Google Brain) وجامعة تورنتو، حيث عمل أستاذا في قسم علوم الحاسوب.

وحصل هينتون على كرسي بحثي في كندا، عن التعلم الآلي، وصار مستشارا لبرنامج التعلم في الآلات والأدمغة، في المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة.

شارك هينتون في تأسيس معهد “فيكتور” (Vector) في تورنتو، وأصبح المستشار العلمي الرئيس له، ويعد هذا المعهد من أبرز معاهد الأبحاث المتخصصة بالذكاء الاصطناعي.

اقرا ايضا: ماهي استخدامات جل الصبار للبشرة والشعر؟ اليك 15 فائدة لجل الصبار

عراب الذكاء الاصطناعي:

ينظر إلى هينتون على أنه من الشخصيات البارزة في مجال التعلم العميق، وهو مجال بحثي جديد، يتناول إيجاد نظريات وخوارزميات تتيح للآلة أن تتعلم بنفسها، عن طريق محاكاة الخلايا العصبية في جسم الإنسان.

وقد مهّدت أبحاث هينتون الرائدة حول الشبكات العصبية والتعلم العميق؛ الطريق لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT).

ونظرا لجهوده في هذا المجال، حصل هينتون على جائزة “تورينع” (Turing Award) لعام 2018، إلى جانب يوشوا بينغيو ويان ليكون، وبات يشار إلى هؤلاء الثلاثة باسم “عرابي الذكاء الاصطناعي” و”عرابي التعلم العميق”.

وأسهم هينتون بكتابة عشرات الأبحاث في مجال التعلم العميق والذكاء الاصطناعي، وركّز في أبحاثه على طرق استخدام الشبكات العصبية للتعلم الآلي، والذاكرة والإدراك ومعالجة الرموز.

وفي مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية (NeurIPS) قدم هينتون خوارزمية تعليمية جديدة للشبكات العصبية، أطلق عليها خوارزمية (Forward-Forward)، وعدت ابتكارا ثوريا في هذا المجال.

وشارك جيفري هينتون مع ديفيد أكلي وتيري سيجنوفسكي في ابتكار “آلة بولتزمان”، وهي نوع من الشبكات العصبية الاصطناعية التي لها قدرة على التعلم بطريقة توليدية، واستخراج الخصائص الأساسية من البيانات واتخاذ قرارات.

الذكاء الاصطناعي قد يكون واقع مخيف والعراب جيفري هينتون يعلن استقالته من غوغل

تحذير من الذكاء الاصطناعي !!

على الرغم من كونه “عراب الذكاء الاصطناعي” فإن هينتون حذر من مخاطره، بل صرح كذلك بأنه “يأسف على العمل في هذا المجال”، وكان هذا الندم هو السبب الذي دفعه إلى تقديم استقالته من شركة “غوغل” في مايو/أيار 2023، وبرر قراره بالقول إنه يريد “التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي”.

وبالفعل، بعد استقالته بدأ هينتون بالحديث عن مخاطر الذكاء الاصطناعي والبطالة التكنولوجية، وسوء الاستخدام المتعمد لهذا الابتكار، من قبل جهات وصفها بـ”الخبيثة”.

وفي مقابلة تلفزيونية، كشف هينتون أن الذكاء الاصطناعي “قد يتجاوز قريبا القدرة المعلوماتية للدماغ البشري”، ووصف بعض المخاطر التي تشكلها برامج الدردشة الآلية هذه بأنها “مخيفة للغاية”.

وأوضح هينتون أن روبوتات المحادثة لديها القدرة على التعلم بشكل مستقل، ومشاركة المعرفة، ما يعني أنه كلما حصلت نسخة واحدة على معلومات جديدة، يتم نشرها تلقائيا على المجموعة بأكملها.

ويتيح ذلك لروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، القدرة على تجميع المعرفة بشكل يفوق قدرة أي كائن بشري.

وذهب هينتون في مخاوفه إلى أبعد من ذلك، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من “القضاء على البشرية”.

وأضاف أنه على الرغم من الفوائد العظيمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، بما في ذلك العسكرية والاقتصادية، فإنه يشعر بالقلق من أن تضع هذه الأنظمة لنفسها أهدافا فرعية لا تتماشى مع اهتمامات مبرمجيها.

الاستخدام الكارثي لأنظمة الذكاء الصناعي:

أما القلق الأكبر الذي أعرب عنه هينتون فهو سوء الاستخدام الكارثي لأنظمة الذكاء الصناعي، من قبل جهات “خبيثة”، قال إنها قد تستغل الذكاء الاصطناعي لأغراض سيئة.

وكان هينتون من الداعين الأساسيين منذ عام 2017 إلى حظر الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل.

أما فيما يتعلق، بالتأثيرات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي، فقد كان هينتون متفائلا بصدده فيما مضى، وصرح عام 2018 بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل مكان البشر يوما ما. وبحلول عام 2023 تغيرت وجهة نظره، وبات قلقا من تأثيره السلبي على سوق العمل.

الذكاء الاصطناعي قد يكون واقع مخيف والعراب جيفري هينتون يعلن استقالته من غوغل

جوائز جيفري هينتون

نظرا لإسهاماته الكثيرة في مجالي الذكاء الصناعي والتعلم العميق، من الطبيعي أن يحرز جيفري هينتون العديد من الجوائز منذ بداية حياته المهنية وحتى اليوم.

في عام 1998 انتخب هينتون زميلا في الجمعية الملكية (FRS)، وكان أول فائز بجائزة روميلهارت في العلوم المعرفية في عام 2001.

وفي العام نفسه حصل هينتون على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أدنبره.

اقرا كذلك:فوائد التقنية: خصائص التقنية واهم استعمالاتها

ثم حصل عام 2005 على جائزة “آي جيه سي إيه آي” (IJCAI) للتميز البحثي، وهي جائزة للإنجاز مدى الحياة.

وحصل هينتون أيضا على ميدالية “هرتسبرغ كندا” الذهبية في العلوم والهندسة لعام 2011، وفي عام 2013 مُنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة شيربروك.

وفي عام 2016، انتخب عضوا أجنبيا في الأكاديمية الوطنية للهندسة، “لمساهماته في نظرية وممارسة الشبكات العصبية الاصطناعية”.

وحصل أيضا على جائزة (IEEE / RSE Wolfson James Clerk Maxwell) لعام 2016.

وفي العام نفسه فاز بجائزة (BBVA Foundation Frontiers of Knowledge)، عن فئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لعمله الرائد والمؤثر للغاية على منح الآلات القدرة على التعلم.

وكما سبق ذكره، حاز هينتون على جائزة “تورينغ” (Turing Award) لعام 2018، مع يوشوا بينغيو ويان ليكون، وذلك لعملهما في مجال تطوير الشبكات العصبية في الحوسبة.

وأخيرا، حصل في عام 2022 على جائزة “أميرة أستورياس” عن فئة البحث العلمي، إلى جانب يان ليكون ويوشوا بينغيو وديميس هاسابيس، وهي من أرفع الجوائز التي تمنح في إسبانيا.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights