كتلة سنان أوغان بيضة القبان في السباق الرئاسي التركي
سنان أوغان تتحضر تركيا لخوض دورة ثانية للانتخابات الرئاسية، بعد أن تعذر على كل من رجب طيب أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو تحصيل نسبة (50%+1) لضمان الفوز. ومع هذه النتيجة، يبرز اليوم اسم المرشح الثالث، سنان أوغان، الذي تمكن من جمع 5.25% من أصوات الناخبين، كمفتاح الفوز لأي من المرشحين إذا ما جيّر له أصواته. لكن مقابل هذا الدعم، تبرز خلافات جوهرية بين أوغان وكل من أردوغان وكليتشدار أغلو، حيال عدد من الملفات بينها اللاجئين والأكراد.
متابعون رأوا دورة الانتخابات الحالية الأهم في تاريخ تركيا بعد سقوط السلطنة العثمانية، حيث قاربت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع الـ90%، مع اشتداد حدة الجدال السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد العضو بالناتو وأحد اللاعبين البارزين في الحرب الروسية الأوكرانية.
اقرأ ايضا : نتائج الانتخابات التركية وجولة ثانية مرتقبة بين أردوغان وكليجدار أوغلو
هذه النتيجة وجهت الأنظار إلى المرشح الثالث سنان أوغان، الذي خاض الانتخابات كمرشح عن تحالف “آتا” (الأجداد وحصل على 5.2% من الأصوات، كعامل مؤثر وأساسي في تحديد الرئيس المقبل للبلاد.
مراقبون سياسيون كانوا قد تحدثوا عن أن جلّ ما كان يتمناه هذا المرشح، “الجديد” نسبيا على الساحة السياسية التركية، أن تذهب الانتخابات إلى دورة ثانية، ليصبح هو العامل المقرر بمن سيتمكن من الوصول إلى سدة الرئاسة بعد أن يجيّر له أصواته. وكان أوغان قد قال قبل الانتخابات إن هدفه هو أن يكون هناك دورة ثانية، وحينها سيتفاوض مع المرشحين ويقدم لهما شروطه، ومن يستجب معه سيطلب من مؤيديه أن يصوتوا له.
من هو سنان أوغان؟
سنان أوغان (55 عاما)، أكاديمي من أصول أذربيجانية، درس في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية ثم حصل على الدكتوراه بالعلاقات الدولية من جامعة موسكو الحكومية في روسيا، ويتحدث اللغتين الإنكليزية والروسية.
خاض الانتخابات كمرشح لتحالف “آتا” (الأجداد) المكون من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب النصر وحزب “العدالة”.
بدأ أوغان مسيرته السياسية في 2011 حين تمكن من حجز مقعد له في الندوة البرلمانية عن مسقط رأسه بولاية إغدير (أقصى شرق تركيا على الحدود مع أذربيجان) عن حزب الحركة القومية اليميني (حاليا جزء من تحالف “الجمهور” الذي يضم حزب العدالة والتنمية).
في 2015، وعقب استبعاده من قوائم الحزب الانتخابية للبرلمان، دبت خلافات بينه وبين قيادة الحزب انتهت بطرده من الحركة القومية بموجب قرار حزبي داخلي. وبعد أن كسب دعوى قضائية ضد قرار طرده من الحزب، عاد أوغان إلى صفوف الحركة القومية مجددا، ليعود ويُطرد مع آخرين في 2017 ويعلن انتهاء علاقته مع هذا الحزب.
ولطالما اشتهر المرشح عن “تحالف الأجداد” بخطاب متشدد من قضية اللاجئين، وصف في كثير من الأحيان بالخطاب “العنصري”. ودعا أوغان مرارا إلى إعادة اللاجئين، خاصة السوريين، إلى بلادهم، متعهدا بإعادتهم “قسرا لو تطلب الأمر” في حال فوزه بالانتخابات.
يذكر أن “تحالف الأجداد” لم يقدم أي برامج سياسية أو اقتصادية واضحة للانتخابات الرئاسية، وركز معظم حملته الانتخابية على موضوع إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
اقرا ايضا : اشتباكات في بغداد بين الشرطة الاتحادية وفصيل مسلح
ويقود هذا التحالف حزب “النصر” المعارض برئاسة اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، المعروف بخطابه “العنصري” المتشدد ضد اللاجئين والأجانب في تركيا لا سيما العرب.
لمن سيمنح أوغان أصوات قاعدته الانتخابية؟
ستلعب أصوات الكتلة الناخبة لتحالف “الأجداد” دورا أساسيا في حسم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بناء على نتائج المفاوضات المتوقع أن يجريها أوغان مع كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو. لكن بناء على ما تقدم حتى الآن من مواقف وبرامج، فمن المتوقع أن تتمحور المفاوضات حول ملفين رئيسيين: اللاجئون والعلاقة مع الأحزاب الداعمة للأكراد.
وكان أوغان، الذي سوّق نفسه كصوت للأتراك الرافضين لسياسات الهجرة واللجوء في تركيا، قد صرح بمناسبات عدة أنه يرفض التعاون بتاتا مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة “حزب العمال الكردستاني” المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية، في إشارة إلى “حزب الشعوب الديمقراطي” الداعم للأكراد والذي أعلن تأييده لكليتشدار أوغلو.
في هذا الإطار، يذكر أن أردوغان يحظى بدعم من حزب كردي إسلامي هو حزب الدعوة الحرة “هدى بار” الناشط بالمناطق ذات الغالبية الكردية. وتتشكل قاعدة هذا الحزب من أكراد محافظين وإسلاميين معارضين لحزب العمال الكردستاني. فهل يمكن لهذا التحالف أن يؤثر على قرار أوغان بدعم أردوغان؟ وهل من الممكن أن يتخلى أردوغان عن “حزب الدعوة الحرة” مقابل أن يحظى بأصوات أوغان؟
من جهة أخرى، يختلف أوغان مع أردوغان بملف اللاجئين. موقف حزب العدالة والتنمية كان مع العمل على إعادة اللاجئين السوريين طوعا إلى بلادهم بعد أن تتوفر الظروف الملائمة لذلك، ما قد يستغرق وقتا طويلا. في حين يطالب أوغان بإعادتهم فورا.
اقرا ايضا : توقعات ميشال حايك 2023 مخاطر وكوارث ستحدث في الدول العربية
على المقلب الآخر، يبدو أن التقارب بين أوغان وكليتشدار أوغلو فيما يتعلق بملف اللاجئين أكثر وضوحا، حيث كرر الأخير مرارا تعهده بترحيل السوريين إلى بلادهم في غضون عامين من توليه الرئاسة.
لكن تبرز هنا قضية العلاقة مع الأحزاب الكردية، ما قد يعيق التواصل بين الرجلين، كون أوغان يصر بأنه لا يمكن أن يدخل في أي تحالف قد يشمل أيا من تلك الأحزاب.
لا تفضيل بين المرشحين
وقبيل الانتخابات، سُئل أوغان عن خياراته فيما لو ذهبت الانتخابات لدورة ثانية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، فأجاب “سننظر في المواقف والكفاءات الوطنية والانتماء إلى الإرهاب وطلب المساعدة من الإرهاب…” (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، والأحزاب الكردية المتهمة بدعمه).
وبعد ظهور النتائج ومع توجه البلاد لدورة انتخابية ثانية قال أوغان “القوميون والكماليون الأتراك هم مفتاح الفوز فيها”، معربا عن أن قرار دعم مرشح خلال الدورة الثانية سيكون مبنيا على حوار قد يجريه مع الأطراف المتنافسة.
وأعلن سنان أوغان أنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في الدورة الحاسمة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.
وقال لوكالة رويترز في مقابلة الإثنين “سنتشاور مع قاعدة ناخبينا قبل التوصل لقرار حول الدورة الثانية، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء”.
وأورد أوغان إنه لم يلتق بعد بأردوغان أو كليتشدار أوغلو منذ انتخابات الأحد، لكنه أشار إلى أنه سيكون منفتحا للتفاوض “على أساس مبادئهما”، مضيفا “على سبيل المثال، يمكننا توقيع بروتوكول مع تحالف الأمة (كليتشدار أوغلو) يوضح أنهم لن يقدموا أي تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي. الأمر بهذه البساطة”.
سنان أوغان يشترط عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد لدعم كلجدار أوغلو
قال سنان أوغان، المرشح القومي الذي حل في المركز الثالث في انتخابات الرئاسة التركية، اليوم الاثنين، إنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو في جولة الإعادة، إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.
وحصل أوغان على 5.2 بالمائة فقط من الأصوات في انتخابات أمس الأحد، ما يجعله “صانع ملوك” محتملا بعد جولة إعادة في 28 مايو/ أيار بين الرئيس رجب طيب أردوغان الحاصل على 49.5 بالمئة وكلجدار أوغلو الحاصل على 45 بالمئة تقريباً.
شاهد المزيد : تفاصيل زواج البلوغر منساك المطيري من زوج صديقتها المقربة !
وقال أوغان لرويترز في مقابلة: “سنتشاور مع قاعدة ناخبينا قبل التوصل إلى قرار حول جولة الإعادة، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء”. وأوضح أوغان (55 عاماً) أن هدفه هو إزاحة حزبين كرديين عن “المعادلة السياسية” التركية ودعم القوميين والعلمانيين الأتراك. وأضاف: “أظهرت نتائج الانتخابات أننا نجحنا في ذلك”.
ويدعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد كلجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، في حين أن حزب هدى بار (حزب الهدى) الكردي الإسلامي يدعم أردوغان.
وقال أوغان إنه لم يلتق بعد بأردوغان أو كلجدار أوغلو منذ انتخابات أمس الأحد، لكنه أشار إلى أنه سيكون منفتحا للتفاوض “على أساس مبادئهما”. وأضاف: “على سبيل المثال، يمكننا توقيع بروتوكول مع تحالف الأمة (لتأييد كلجدار أوغلو) يوضح أنهم لن يقدموا أي تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي. الأمر بهذه البساطة”.
ودخل أوغان البرلمان في عام 2011 مع حزب الحركة القومية الذي سعى لقيادته في عام 2015، لكن لم ينجح في ذلك وطُرد لاحقاً من الحزب.
وقال أوغان إن نتائج انتخابات الأحد أظهرت أن المعارضة الرئيسية في تركيا لم تتمكن من الحصول على دعم شعبي كافٍ، رغم وقوع الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب شرق تركيا في فبراير/ شباط. وأضاف: “بعث الناخبون رسالة بأنهم لا يثقون بالمعارضة بشكل كاف، لكنهم أسندوا لنا دورا كقوة موازنة للحزب الحاكم”.
وكانت نتائج الانتخابات التركية :
نتائج الانتخابات التركية وجولة ثانية مرتقبة بين أردوغان وكليجدار أوغلو
نتائج الانتخابات التركية أفاد المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا أن الرئيس رجب طيب أردوغان لا يزال متقدما على منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية إذ حصل على 49.42% بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات مقابل حصول كليجدار أوغلو على 44.95%، بينما حصل سنان أوغان على 5.20% من الأصوات.
وقال رئيس المجلس أحمد ينار اليوم الاثنين أن إعلان النتائج غير الرسمية سيكون عقب الانتهاء من فرز جميع الصناديق واحتساب أصوات الاقتراع في الخارج. ولفت إلى أن 27 صندوقا من داخل تركيا و1529 من الخارج لم تفتح بعد.
بدورها، قالت وكالة الأناضول إنه عقب فرز 85.52% من صناديق الاقتراع بالخارج حصل أردوغان على 56.15% وحصل كليجدار أوغلو على 40.71%، وحصل أوغان على 2%.
اقرأ ايضا : أردوغان يتصدر نتائج الانتخابات التركية بعد فرز 95% من صناديق الاقتراع
وللفوز في الانتخابات الرئاسية، يجب أن يحصل أحد المرشحين الرئيسيين على أكثر من 50% من الأصوات، والنتائج المعلنة تفتح الطريق أمام جولة ثانية في 28 مايو/أيار. وإذا كان الحال كذلك فستكون سابقة في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة.
وفي كلمة أمام حشد من أنصاره أمام مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، في وقت متأخر من مساء الأحد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن النتائج الحالية تظهر تقدمه على منافسه كمال كليجدار أوغلو في انتخابات الرئاسة في انتظار إعلان النتائج الرسمية.
وقال أردوغان إن فرز الأصوات في الخارج مستمر، مضيفا أنه يتقدم بما يصل إلى مليونين و600 ألف صوت على منافسه.
وأشار أردوغان إلى أنه سيحترم قرار الشعب إذا تبين أن انتخابات الرئاسة تتجه صوب جولة إعادة، مؤكدا أن تحالف الجمهور حقق الفوز في الانتخابات البرلمانية.
في المقابل، أكد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو أنه سيحقق الفوز في الجولة الأولى، وقال إنه يقبل إجراء دور ثان، وأشار إلى ما سماه تراجع الأصوات الممنوحة لحزب العدالة والتنمية.
ووصف كمال كيلجدار أوغلو خصمه رجب طيب أردوغان بأنه “لم يحقق ما كان يتمنى”.
المرشح الثالث
أعلن المرشح الرئاسي سنان أوغان مرشح تحالف “الأجداد” إمكانية دعمه للمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو في حالة الذهاب إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وذلك في حالة لم يتم تقديم أي تنازلات للطرف الكردي.
وقال أوغان في تصريحات صحفية إن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين أهم نقاطه للتفاوض لدعم إردوغان أو كليجيدار أوغلو. وأضاف المرشح الرئاسي أن تحالف المعارضة الرئيس لم يكن قادرًا على إقناع الناخبين بإمكانية حل مشكلات تركيا.
الانتخابات البرلمانية
وتشير نتائج الانتخابات البرلمانية التركية التي أجريت مع الاقتراع الرئاسي إلى تقدم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بنسبة 49.37% بعد فرز 99% من أصوات الناخبين، بينما حصل تحالف الشعب المعارض بقيادة كمال كليجدار أوغلو على 35.12% من أصوات الناخبين.
اقرا ايضا : السفير التركي يقدم للعبادي عرضاً عن نتائج الانتخابات التركية الأخيرة وتشكيل الحكومة
وحصل تحالف العمل والحرية على 10.53%، وجاء تحالف الأجداد في المرتبة الرابعة بعد حصوله على نسبة 2.45%.
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التركية التي أجريت أمس الأحد 88.75% في الداخل و51.92% في الخارج.
وتعد هذه الانتخابات من بين الأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث الممتد على مدى 100 عام.
ويبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا سيصوتون لأول مرة.
ويتنافس على منصب الرئاسة كل من الرئيس التركي مرشح تحالف “الجمهور” رجب طيب أردوغان الذي يطمح إلى الفوز بولاية ثانية وأخيرة بعد تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، ومرشح تحالف “الشعب” وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، وكان مرشح حزب البلد محرم إينجه قرر الخميس الانسحاب من السباق الرئاسي.
ويخوض 24 حزبا سياسيا و151 مرشحا مستقلا السباق الانتخابي في الانتخابات العامة، بينما دخلت بعض الأحزاب السياسية الانتخابات في تحالفات بلغت 5 مختلفة، هي تحالف “الجمهور”، وتحالف “الشعب”، وتحالف “الأجداد”، وتحالف “العمل والحرية”، و”اتحاد القوى الاشتراكية”.
واتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية تدابير مختلفة في الولايات الـ11 المتضررة من زلزال 6 فبراير/شباط 2023، لإجراء الانتخابات بشكل سليم في مراكز مسبقة الصنع مخصصة لذلك، وفق ما أعلنت وكالة الأناضول.
وستقرر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من سيقود تركيا، العضوة في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة، كما أنها ستحدد أيضا كيفية حكمها في السنوات المقبلة والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد.
جولة إعادة مرتقبة بين أردوغان وكليجدار أوغلو
تتجه الانتخابات الرئاسية التركية إلى جولة إعادة بعد ليلة عاصفة تقدم فيها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان على منافسه كليجدار أوغلو، لكنه فشل في تحقيق الفوز في الجولة الأولى.
ولم ينجح أي من المرشحين للرئاسة في تجاوز عتبة 50 في المئة المطلوبة للفوز بالسباق.
وبدا أردوغان منتصرا عندما ظهر أمام حشد من المؤيدين بعد منتصف الليل بقليل، ليعلن استعداده لقيادة الأمة لمدة خمس سنوات أخرى.
اقرا المزيد : انتكاسات كبيرة لحزب اردوغان في الانتخابات المحلية التركية
وقال الرئيس البالغ من العمر 69 عاماً وسط هتافات كبيرة: “أنا أؤمن بشدة بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة”.
موعد جولة الإعادة
من المفترض أن تجري أول جولة إعادة تصويت في الانتخابات الرئاسية في 28 مايو/أيار.
وكان معسكر كيليجدار أوغلو قد اعترض في البداية على نتائج أولية لفرز الأصوات وادعى أنه متقدم.
لكن المنافس البالغ من العمر 74 عاماً بدا يائساً بعض الشيء عندما واجه الصحفيين في وقت مبكر من يوم الاثنين واعترف بأن جولة الإعادة تبدو حتمية.
اقرا المزيد : تراجع جديد لليرة التركية وبمستوى قياسي مقابل سعر الدولار
وقال: “إذا أعلنت أمتنا جولة إعادة، فسننتصر بالتأكيد في الجولة الثانية”. وأضاف: “إرادة التغيير في المجتمع أكبر من 50 في المئة”.
نتائج الانتخابات البرلمانية
لم يصوت الناخبون الأتراك لاختيار رئيس جديد فحسب، بل صوتوا أيضاً لشغل 600 مقعد في البرلمان.
وحصل حزب أردوغان، العدالة والتنمية، على أكبر عدد من الأصوات، لكنه تعثر أكثر من زعيمه.
فقد حصل الحزب على 35 في المئة من الأصوات، مع فرز أكثر من 96 في المئة من الأصوات، وفقاً لوكالة الأناضول الحكومية.
وعلى ضوء النتائج الواردة، يبدو أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على 267 نائباً، مما يفقده 28 مقعداً في البرلمان.
لكن من خلال تحالفه مع ثلاثة أحزاب أخرى، من المتوقع أن يفوز بـ 56 مقعداً. ومن شأن ذلك أن يمنح التحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية 323 مقعداً في البرلمان.
وكان التحالف فاز بـ344 مقعداً في الانتخابات الأخيرة في العام 2018.
وكانت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات، قد أشارت إلى وجود منافسة شديدة لكنها أعطت كليجدار أوغلو، الذي يرأس تحالفاً من ستة أحزاب، تقدماً طفيفاً. وأظهر استطلاعان للرأي يوم الجمعة أنه سيحصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.
ومن جهته، قال المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية، سنان أوغان، الذي حصل على حوالي 5٪ من الأصوات وفقاً لوكالتي الأنباء التركيتين الأناضول وأنكا، إن محاولته للرئاسة غيرت نتيجة التصويت.
اقرا ايضا : أردوغان لزعيم المعارضة: تعال لندرج مسألة الحجاب في الدستور
وإذا أصبحت الجولة الثانية رسمية، فلن يكون أوغان مرشحاً وقراره بشأن من المرشح الذي سيطلب من مؤيديه دعمه قد يحدث فرقاً كبيراً.
وقال إنه سيقرر ذلك في غضون أيام قليلة.
وقال مسؤول كبير في المعارضة لرويترز، إن حزب أردوغان كان يثير اعتراضات على بعض الأصوات، مما أخر ظهور النتائج الكاملة. وقال: “حتى الآن يقومون بكل ما في وسعهم لتأخير العملية”.
ونقل بول كيربي، محرر بي بي سي الرقمي لأوروبا، عن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قوله إن سبعة ملايين من الأصوات تم حجبها عن عملية الفرز، بسبب هذه الاعتراضات، وقد جاءت جميعاً في معاقل المعارضة. مضيفاً أنه تكتيك استخدمه حزب أردوغان في آخر سبعة أو ثمانية انتخابات، على حد زعمه.
ومن جهته، علق كليجدار أوغلو على ما يحصل قائلاً: “إنكم تعيقون إرادة الشعب”، ورفع صوته في خطاب مقتضب ولكن قوي. ولم يقل منافس إردوغان من كان يحاول التلاعب بنتيجة التصويت، لكن من الواضح أنه كان يقصد حزب العدالة والتنمية.
ودعا متطوعي أحزاب المعارضة والمسؤولين مرة أخرى إلى مواصلة مراقبة الفرز، قائلاً: “نحن هنا حتى يتم احتساب كل صوت”.