شبكة عراق الخير
  • الخاتون .. مس بيل

    (( الحلقة الأولى ))







    http://dc07.arabsh.com/i/02074/dppw1ehm699p.jpg



    http://www.iraqkhair.com/up/do.php?img=7528


    الآنسة بيل ... شخصية فريدة في تاريخ العراق الحديث
    قرأت ما موجود في النت عنها ....
    ولا أحب النقل إلا في حدود البحث
    التاريخي

    وليس نقل الموضوع كاملا وتعتبر مشاركة
    عشقي للتاريخ يدفعني للبحث
    وكم أستمتع في ذلك .. هي متعة ليس لها حدود
    والقصة تبدأ ... أني دخلت مقبرة
    مقبرة الأرمن
    في الباب الشرقي ( ساحة الطيران )
    وهي
    مقبرة مسيحية

    وسبب دخولي المقبرة ..
    لأني وجدت بابها المواجه للكراج تحت ( خزان المياه )
    كان دون مستوى الشارع ...
    عرفت أن هذه المقبرة قديمة ..
    لأنها خارج سور بغداد
    القديم

    والمعروف أن المقابر الجديدة تكون خارج المدينة
    وهي كذلك في ذلك العصر ....
    ومع مرور الزمن أصبحت هذه المقبرة في قلب
    بغداد

    دخلتها ... وتجولت فيها
    سألت حينها عن أبرز ساكينها ....
    الأب انستساس الكرملي والكل يعرفه

    أشهر من نار على علم
    وماذا بعد ..... مس بيل
    نعم اعرفها ....
    ورأيت قبرها
    اعرف أن لها دور تاريخي في صنع الدولة العراقية
    بعد سقوط العهد العثماني
    واحتلال بغداد من قبل بريطانيا العظمى ..
    هذا اعرفه

    واعرف أنها من عائلة غنية ....
    لكن السبب في أن تعيش جزء من تاريخها في العراق
    وتموت
    فيه

    كان لغز في البداية ....
    تعرفوا معي على سر هذه المرأة وقصتها مع العراق

    (( مس بيل ))

    عرابة السياسية البريطانية في العراق

    على حلقات كثيرة ..
    هذا الموضوع يوثق تاريخها من ولادتها إلى يوم وفاتها
    معزز بالصور والوثائق




    (( الخاتون ))



    بهذا الاسم كان ساسة العراق
    وبسطاء الناس في بغداد
    ينادونها في عشرينيات القرن الماضي ...
    كان غريبا أن تمر من أمامهم امرأة سافرة
    تقول لكل من يصادفها
    ( سباح الخير ) و ( سلام عليكم ) و ( مرحبه )
    وليس غريبا أن تسمع ( صباح الخير خاتون )
    و ( وعليكم السلام )
    و ( أهلا عيوني خاتون )
    و الكثير من المفردات في اللهجة البغدادية المحببة
    والكثير ينادونها ( خاتون ) وهي كلمة تركية

    تعني السيدة المبجلة

    أو المرأة الحسنة صاحبة المكانة المرموقة وصاحبة الغنى
    ( خاتون ) كلمة تعني الاحترام التام لامرأة صاحبة حضوه وسلطة ومال وجاه كبير
    وكان غريبا على المجتمع البغدادي
    تقبل فكرة نساء سافرات يتجولن في الشوارع
    والمعروف عن النساء المكوث في المنازل والعمل في البيت والإنجاب وتربية الأطفال ...
    ولكن ظهور الخاتون في مجتمع شرقي متزمت
    لم يكن مقبول أبدا ...
    وكثرة خروجها والتعامل مع الرجال
    وفي بساطة متناهية وتتعلم لغتهم ولهجتهم
    والتحبب أليهم
    وهي تعرف طبيعة الحب العراقي للغرباء ونخوتهم ..
    جعل منها استثناء
    لكونها غريبة من بلاد الإفرنج
    وفي كل الأحوال هي امرأة ومن الواجب احترامها ...
    والواقع هي من فرضت احترام الناس لها ...
    شخصية فريدة وقوية
    وصاحبة حضور طاغي وشاعرية مرنة
    عرفت كيف تستغل مواهبها في كسب احترام وود الآخرين .


    أن الحديث عن أي شخصية ..
    ليس من السهل أبدا
    ولكن البحث عن مكنونها ربما يقربنا منها في حدود معينة
    ولكن شخصية مثل شخصية المس بيل ...
    لا يمكن أبدا الوصول أليها إلا لمن كان قريب منها وعاش معها
    لكي يعرف كيف يتعامل معها
    ولكن في مجتمع شرقي متزمت جدا
    والأنا الرجولية والفحولة هي السائدة
    عرفت مس بيل كيف تخترق الصفوف في كبرياء
    ومن هي هذه المرأة
    التي كان لها دور خطير في رسم خارطة العراق السياسية
    بعد العهد العثماني !!!!؟


    ولي ملاحظة في غاية الأهمية :


    (( كل شعب كان في ظل حكم الخلافة الإسلامية العثمانية
    نال قسط من المدنية والحضارة ..

    إلا الشعب العراقي !!!!؟

    وكان العراق في خراب تام .....
    إلا بعض الإصلاحات التي كانت في حدود ضيقة
    وتخدم آل عثمان في الدرجة الأساس
    وسبب ذلك أن بغداد كانت عاصمة الخلافة
    وكان ينظر أليها بحقد وحسد
    ولابد من تحجيمها ))


    أكثر من 400 سنة مظلمة مرت على العراق
    ينهش فيها الجهل والتخلف والمرض
    ولم يعرف سوى بعض من المدنية والحضارة
    مع بداية الاحتلال البريطاني للعراق ..
    وكان تأسيس الدولة العراقية من الصفر تماما .
    وليس غريبا أن ترى الناس
    تتجمع حول سيارة تمشي على عجلات
    ثم تقف .....
    ويتجمهر الناس حولها وهم ينظرون الى ما تحتها ...

    هل هي ذكر أم أنثى !!!! ؟

    وليس غريبا أن يدخل التلفون
    وقبله التلغراف حتى يصرخ احدهم أن ...

    الشيطان يكلمني
    ويأخذ بركله وشتمه !!! ؟

    وليس غريبا .... إلى ما شاء


    هذا كان حال العراق .. حتى زمن قريب

    لا يعرف الشبكة العنكبوتية
    ولا الهاتف النقال و لا القنوات الفضائية
    وإذا كان يسمع عنها ولا يراها
    كان أصلا لا يعرف معنى الحضارة برمتها
    خلال عهد الاحتلال العثماني للعراق .
    كان مرض الكوليرا له لقاح ...
    إلا في العراق غير موجود
    ويحصد الأرواح حصدا
    وكان يسمى ( الزوعة ) بمعنى التقيؤ
    وكل من يتقيأ يعني الموت ولابد من الفرار منه
    وكان مرض الطاعون مثل الكوليرا
    ينهض ماردا مع كل فيضان يغمر بغداد
    وغيرها من المدن والبلدات .
    حتى أن ستانلي مود
    الذي قال أنه محرر وليس محتل
    مات بمرض الكوليرا
    ودفن في بغداد .
    ولو كان يعلم أن مصيره سيكون كذلك
    ما دخل بغداد قط .

    مثل ما سمعت ... من كلام فارغ
    ( عدم الجمع بين الطماطم والخيار ) ...
    عدم الخلط بين الذكر والانثى !!!!!
    هل يعني أن عمل سلاطة .. هو أثم كبير !!! ؟
    كذلك تفكير البعض ...
    أن نرى وعاظ السلاطين يكبرون في الجوامع ...
    هذا مصير من يترك ولي الأمر ونسى الله
    وما علاقة الله ( عزوجل ) مع أمراض فتاكة
    في بلد مدمر أساسا




    إلى حلقة أخرى


    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : الخاتون .. مس بيل كتبت بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري مشاهدة المشاركة الأصلية
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى