شبكة عراق الخير
  • Recent Articles

    الجشعمي بني لخم

    أنواع الصقور وأسمائها بالصـــور

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    وأسعد الله
    صباحكمــ/مسائكمــ
    ... إقرأ المزيد
    الجشعمي بني لخم يوم أمس, 11:44 AM
    عامر العمار

    لسانك هو اكثر الاعضاء حركة واخطر شئ عليك

    لسانك هو اكثر الاعضاء حركه واخطر شئ عليك

    عناصر الموضوع:
    1. الغيبة.
    2. النميمة.
    3. الكذب

    الحمد لله الذي خلق لنا من الجوراح ما نعبده بها ونشكره، نحمده سبحانه ونثني عليه، ومن هذه الجوارح التي خلقها الله لنا اللسان، فهو أعظمها أثرا، وأشدها خطرا، فإن استعمل فيما يرضيه جلب الحسنات، وأن استعمل فيما يسخطه جلب السيئات، فبكلمة واحدة يقولها العبد يرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه، وبكلمةٍ واحدةٍ يقولها العبد يسخط الله بها عليه إلى يوم يلقاه، وأعظم البلاء على الإنسان في الدنيا فرجه ولسانه، فمن وقي شرهما فقد وقي أعظم الشر، فينبغي للعاقل أن يحفظ لسانه أكثر من حفظه لموضع قدمه، وكان بعض السلف يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة.

    الغيبة
    وللسان له آفات كثيرة ومنها الغيبة، وقد ضبطها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الضابط الجامع المانع المحكم وهو قوله : ((ذكرُك أخاك بما يكْرهُ)) مسلم (2589).

    فإذا ذكرته بشيءٍ فيه عيب له تصريحاً أو تلميحاً أو إشارةً، سواء كان ذلك في بدنه أو دينه أو دنياه، أو نفسه أو خلقه أو خُلقه أو ماله، أو ولده أو زوجته أو خادمه أو ثوبه، أو حركته أو طلاقته، أو عبوسته،أو مهنته ونحو ذلك، سواءً كان لفظاً أو إشارةً أو رمزاً فإنها غيبة.

    قالت عائشة رضي الله عنها: قلت للنبي صلّى الله عليه
    ... إقرأ المزيد
    عامر العمار 03-26-2024, 09:49 AM
    شبكة عراق الخير والمحبة

    قبائل غزية

    نرفق لكم بالأسفل دراسة عن قبائل غزية القيسية المضرية قام بها عضو اتحاد المؤرخين العرب وامين نسب قبيلة المسعود فى العراق الشيخ كاظم مراد حمزة المسعودي



    إلى قبائل غزية هوازن القيسية المضريةالعدنانية
    كتبتْ العرب أنسابها على أسس أربعة :-
    أولاً :- الولادة وهذا أقرى أساس وأحكمه وعليه تجرى أحكام شريعة الإسلام في الحل والحرمة والمواريث وغير ذلك وهو النسب الصريح والأصل الصحيح واليه الإشارة بقوله تعالى ( وجعلناكم شعوباً وقبائل ) وقوله ïپ¥ :
    ( ما افترقت فرقتان إلاّ كنت في خيرهما ) .

    ثانياً :- الحلف وذلك أن يترك الرجل عشيرته ويحالف غيرها لأسباب منها الهجرة من بلاده إلى من حالفهم لغرض من الأغراض نحو أن يصيب دما في قومه ، فيخاف منهم أو تكثر جرائره فينفونه أو تقع حرب بين بطن من قبيلة وبين بطونها الأخرى ، فلا يقوى هذا البطن على تلك البطون فيحالف طائفة أخرى يتقوى بهم على قومه أو يفارق البطن عشيرته طلبا للريف أو يسافر الرجل لتجارة فيقيم ويتزوج فيهم فينتسب إليهم بالحلف تارة والدخالة أخرى وينتسب إلى عشيرته آوِنة أخرى وهكذا كثيرا في العرب كحذيفة بن اليمان العبسي حليف الأنصار وقيس بن المكشوح الأحمسي حليف مراد وأمثالهم كثير ومن القبائل بجيلة وخثعم وعك فإنها عدنانية قد انتسبت في قحطان في قبائل أخرى ندع ذكرها للاختصار ومن هذا القبيل النخع عند من نسبهم إلى أياد .

    ثالثاً :- الولاء وهذا إنما يكون بالعتاقة فإن العتيق يكون ولائه لمن أعتقه وينسب إليه على عادة العرب وقد قررته الشريعة الإسلامية قال النبي ïپ¥ :
    ( مولى القوم منهم ) وعلى هذا جرى الكثير من الفقهاء على حرمة الصدقة على موالي العلويين والهاشميين لهذا الحديث .ورد في حق سلمان الفارسي ( سلمان مِنّا أهل البيت ) لأنه عتيق رسول الله ïپ¥ اشتراه من اليهود فأعتقه ومن هذا القسم الكثير من العرب عمار بن ياسر مولى بني مخزوم وأصله عنسي من مذحج ومن أراد أن يعيب عمار من جفات العرب أطلق عليه اسم العبد ومن هذا القسم زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله ïپ¥ ، وفي محدثي أهل السنة البخاري ينسبونه الجعفي لأنه مولى جعفي وهو فارسي أو تركي وفي محدثي الشيعة زرارة بن أعين ينسبونه الشيباني وهو مولى لبني شيبان وأصله فارسي ، وأمثال ذلك كثير وقد توسعت العرب في الإسلام فأطلقت اسم الموالي على عموم العجم من دون فرق بين الحر الأصلي منهم ومن أعتق فتحرر وكذلك أطلق عليهم اسم الحمراء أيضا لحمرة ألوان العجم ولهذا يقول الأشعث بن قيس لأمير المؤمنين ïپ¥ : ( غلبتنا عليك هذه بالحمراء ) .

    رابعاً :- التبني وهو الإدعاء ويقال لمن ثبت نسبه بهذا السبب الدعي والملصق ويكنى عنه بقدح الراكب و الزنيم أيضاً وكان التبني شائعا في الجاهلية فأبطلته السنة المحمدية وهدمه القرآن المجيد فقال تعالى (ما جعل الله أدعيائكم أبنائكم )
    وقال ( أدعوهم لآبائهم فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) فرد القسم الذي لا يعرف نسبه إلى قسم الولاء وقد كان جماعة من أفاضل الصحابة ملحقون بالتبني منهم المقداد بن عمرو البهرائي من قضاعة كان يسمى بابن الأسود لأن الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبناه في الجاهلية يعني جعله ابنا له ادعاء ويقال له الكندي لأن أباه كان حليفا لكندة فلما هدم القرآن تلك القاعدة الجاهلية انتمى إلى أصله وإلى أبيه الحقيقي فقيل
    ... إقرأ المزيد
    شبكة عراق الخير والمحبة 03-26-2024, 09:43 AM
    مهدي الموسوي

    كِنْـــدَة فِي التَارِيخ القَدِيم والإسْلاَم

    قَبِيَـلـة كِنْــدَة

    كِندة قبيلة قحطانية قديمة يعود ذكرها في نصوص خط المسند للقرن الثاني ق.م يتواجدون في... إقرأ المزيد
    مهدي الموسوي 03-26-2024, 09:33 AM
  • حكايات الف ليلة وليلة : الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان

    حكايات الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان

    حكي والله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند وأعوان وخدم وحشم له ولدان أحدهما كبير والآخر صغير وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير وقد ملك البلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته وكان اسمه الملك شهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم ، ولم يزل الأمر مستقيماً في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل في رعيته مدة عشرين سنة وهم في غاية البسط والانشراح .
    لم يزالا على هذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير فأمر وزيره أن يسافر إليه ويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيه وبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره فأجابه بالسمع والطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه وأقام وزيره حاكماً في بلاده وخرج طالباً بلاد أخيه .
    فلما كان في نصف الليل تذكر حاجة نسيها في قصره فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبداً أسود من العبيد ، فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه : إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عند أخي مدة ، ثم أنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش ورجع من وقته وساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه ففرح أخيه بقدومه ثم خرج إليه ولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح وزين له المدينة وجلس معه يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائد واصفر لونه وضعف جسمه ، فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده وملكه فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك .
    ثم أنه قال له في بعض الأيام : يا أخي أنا في باطني جرح ، ولم يخبره بما رأى من زوجته ، فقال : إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك فأبى ذلك فسافر أخوه وحده إلى الصيد .
    وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبداً وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم ، وإذا بامرأة الملك قالت : يا مسعود ، فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ، ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار .
    فلما رأى أخو الملك فقال : والله إن بليتي أخف من هذه البلية ، وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال : هذا أعظم مما جرى لي ، ولم يزل في أكل وشرب .
    وبعد هذا جاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما ، ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل، فتعجب من ذلك وقال : يا أخي ، كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك ، فقال له : أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك برد لوني ، فقال له : أخبرني أولاً بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه .
    فقال له : يا أخي ، إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقد بررت من مدينتي ، ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر في هذا الأمر ، فهذا سبب تغير لوني وضعفي ، وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك .
    فلما سمع أخوه كلامه قال له : أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك ، فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان : اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك ، فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد ، ثم أنه تنكر وخرج مختفياً إلى القصر الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر .
    فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان : قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا ، فأجابه لذلك .
    ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أياماً وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان . فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة ، فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر ، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة كما قال الشاعر :
    أشرقت في الدجى فلاح النهار ............ واستنارت بنورها الأسحـار
    من سناها الشموس تشرق لما ............ تنبدي وتنجـلـي الأقـمـار
    تسجد الكـائنـات بـين يديها ............ حين تبدو وتهتـك الأسـتـار
    وإذا أومضت بروق حمـاهـا ............ هطلت بالمدامع الأمـطـار
    قال : فلما نظر إليها الجني قال : يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك أريد أن أنام قليلاً ، ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام فرفعت رأسها إلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوق ركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا تخافا من هذا العفريت فقالا لها : بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر ، فقالت لهما : بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة ، فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت ارصعا رصعاً عنيفاً وإلا أنبه عليكما العفريت ، فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان : يا أخي افعل ما أمرتك به فقال : لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي ، وأخذا يتغامزان على نكاحها فقالت لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهت عليكما العفريت ، فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالت لهما أقفا وأخرجت لهما من جيبها كيساً وأخرجت لهما منه عقداً فيه خمسمائة وسبعون خاتماً ، فقالت لهما : أتدرون ما هذه ? فقالا لها : لا ندري فقالت لهما أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران فأعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ، ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم :
    لا تأمنن إلى النـسـاء ............ ولا تثق بعهـودهـن
    فرضاؤهن وسخطهن ............ معلق بفـروجـهـن
    بيدين وداً كـاذبـــاً ............ والغدر حشو ثيابهـن
    بحديث يوسف فاعتبر ............ متحذراً من كيدهـن
    أو ما تـرى إبـلـيس ............ أخرج آدماً من أجلهن
    فلما سمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما : إذا كان هذا عفريتاً وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا ، ثم أنهما انصرفا من ساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره ، ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد ، وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتاً بكراً يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها ، ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء .
    ثم أن الملك أمر الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته ، فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتاً فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك ، وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال ، الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد ، وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين ، قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها : مالي أراك متغيراً حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً :
    قل لمن يحمل همـاً ............ إن هـمـاً لا يدوم
    مثل ما يفنى السرور ............ هكذا تفنى الهمـوم
    فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك فقالت له : بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسبباً لخلاصهن من بين يديه ، فقال لها : بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبداً ، فقالت له : لا بد من ذلك فقال : أخشى عليك أن يحصل لكي ما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع ، فقالت له : وما الذي جرى لهما يا أبت ؟


    قال : اعلمي يا ابنتي أنه كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح ، وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله ، فلما كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار : هنيئاً لك ذلك ، أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائماً للحرث .
    فقال له الحمار : إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانياً فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد ، وكان التاجر يسمع كلامهما ، فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئاً يسيراً فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفاً فقال له التاجر : خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله ، فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حيه أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه الحمار جواباً وندم أشد الندامة ، فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده فقال له الحمار : أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول : إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعاً وأنا خائف عليك ونصحتك والسلام .
    فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم ، ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه ، كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما ، فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا فجاء السواق وأخذ الثور وخرج ، فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرط وبرطع ، فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه .
    فقالت له زوجته : من أي شيء تضحك ، فقال لها : شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت ، فقالت له : لا بد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت ، فقال لها : ما أقدر أن أبوح به خوفاً من الموت ، فقالت له : أنت لم تضحك إلا علي ، ثم أنها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه ، فتحير أحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان عمر من العمر مائة وعشرين سنة .
    ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات ، فقال لها جميع الناس ممن حضر : بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك ، فقالت لهم : لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت ، فسكتوا عنها ، ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت .
    وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة ، وكان عنده كلب ، فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له : أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت ، فقال الديك للكلب : وكيف ذلك الأمر ? فأعاد الكلب عليه القصة فقال له الديك : والله إن صاحبنا قليل العقل ، أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها ، فما له لا يأخذ لها بعضاً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء .
    قال : فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها ، ثم قال الوزير لابنته شهرزاد ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته ، فقالت له : ما فعل ? قال : دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها : تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت ، فدخلت معه ، ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها ، فقالت له : تبت ، ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات .
    فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها قالت له : لا بد من ذلك ، فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها : إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثاً غريباً نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثاً يكون فيه الخلاص إن شاء الله .
    ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال : أتيت بحاجتي فقال : نعم ، فلما أراد أن يدخل عليها بكت ، فقال لها : ما بك ? فقالت : أيها الملك إن لي أختاً صغيرة أريد أن أودعها ، فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون ، فقالت لها أختها الصغيرة : بالله عليك يا أختي حدثينا حديثاً نقطع به سهر ليلتنا فقالت : حباً وكرامة إن أذن الملك المهذب ، فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث .


    منقول
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : حكايات الف ليلة وليلة : الملك شهريار وأخيه الملك شاه الزمان كتبت بواسطة ثريا مشاهدة المشاركة الأصلية
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى