شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

حسين جاسم المسعودي

قواعد لاتصلح في علم الانساب

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم الطرفي مشاهدة المشاركة
قواعد لاتصلح في علم الانساب
هناك بعض من يحلو له أن يكتب في الأنساب دون أن يعرف قواعد وضوابط هذا العلم فيقعد لنفسه قواعد وضوابط ليس لها أصل في هذا العلم ومن هذه الضوابط والقواعد ما يلي :
1. محاولة ربط وإرجاع أغلب مسميات القبائل والعشائر والبطون والأسر والبيوتات إلى أجداد جاهليين ، دون معرفة موقع وزمان الجد الجامع الذي يجمعهم ، ثم يتبين فيما بعد أن زمان هذا الجد لا يتجاوز أربعة أو خمسة قرون . وأعلم أن اغلب القبائل والعشائر والبطون والأسر حديثة التكوين بأسمائها الحالية ، فعملية إرجاعهم إلى جد جاهلي مشابه نوع من العبث غير المنضبط بقواعد إثبات النسب العلمية .
2. ترديد مقولة [[ أن الحافظة لا تستوعب أكثر من ثلاثة أجيال ، أو لا يستطيع أحد أن يوصل نفسه أكثر من الجد العاشر]].. قاعدة فاسدة لا يقرها علم ولا واقع فهذا رسول الله صلى الله عليه واله يوصل نسبه إلى عدنان بـ(21) جدا . وهناك شواهد من التأريخ تدلل على إن العربي كان يحفظ من الشعر مئات الأبيات لسماع واحد . وحفظ النسب اسهل من حفظ الشعر لكثرة ترداده . ونحن من أمة أمية يشهد لها التاريخ بالحفظ . وأغلبنا قد شاهد أجدادا كانوا يقربون أحفادهم ليحفظوهم سلسلة النسب . ولكن العيب فيمن لا يحفظ ،ومن يحفظ حجة على من لا يحفظ .
3. قد يردد البعض قاعدة فاسدة مفادها [[ اختلاط العرب بالأمم الأخرى سبب في ضياع أنسابها ]] . لأن أغلب القبائل العربية الوافدة كانت محافظة على كيانها القبلي وطريقة عيشها وسكنها حتى إن أغلب السكان القدماء كانوا يطلبون الولاء منهم ووجود الولاء مميز لا يدخل في النسب .
4. وقد يطلق بعض الكتاب أراء تعميمية كأن يقول أحدهم لا يمكن ربط القبائل العربية الحديثة بأصولها القديمة ، لأنهم يُدعون إلى أباء وهميين . ونقول : فما الضير في الربط إذا كان وفق أصول البحث العلمي الذي استطاع فك رموز لغات كانت مجهولة . فالنسب صحيحه صحيح و خطأه مردود .
5. التهويش والتهويل وهو من التقعيد الفاسد في كل علم . فقول من يعمم أن هذه الأسماء ليس لها ذكر في كتب التاريخ ، تهويش وتهويل أن لم يكن قد أطلع على كل ما كتب في الأنساب والتاريخ .
6. الأسماء الموجودة في سلسلة النسب لا توجد في كتب الأنساب القديمة : هو قول حق وتعميم يراد منه باطل وخاصة إذا كانت هذه الأسماء لا ترقى زمانا إلى زمن تلك الكتب فكيف يذكر السابق اللاحق .
7. أين ذرية هؤلاء وبقيتهم ؟ تساؤل لا محل له في الأنساب ، فلسنا ملزمين بمعرفة ذرية كل ما ذكر في كتب الأنساب ، وهذا السؤال يطرح عندما يجد أحد ممن يبحث عن نسب مشابه لنسبه اسما يشابه اسم الجد الجامع له أو اسما مشابها لاسم عشيرته فيصر على أن هذا النسب يخصه ، وعندما تواجهه بالأدلة على أن هذا النسب لا شهرة للعشيرة عليه ولم تذكره محفوظاتهم .يسأل فأين ذرية هؤلاء أذن ؟
8. أن محاولة النيل من صحة انتساب أية قبيلة إلى أصلها الذي تنتسب إليه بحجة جهل أصولها من قبل الكاتب ما هو إلا وسيلة من وسائل التجزئة و التفرقة و إيجاد منافذ لضعضعة الكيان العربي الذي يجمع شمل الأمة بأحد وسائل القوة ألا وهو صلة النسب ولو صح قبول الطعن في أصل كل قبيلة اعتمادا على من يجهل أصلها أومن كانت بينه وبينها عداوة لم تسلم قبيلة واحدة من الطعن .
9.كما أن محاولة التشكيك في نسب قبيلة ما بحجة كثرة من ينتسب أليها ما هو إلا وسيلة أخرى من الوسائل الخبيثة المقصودة المراد منها تجزئة الأمة ، قد لا تسلم قبيلة منها ، وقد فات هؤلاء أن الحلف والولاء انتساب .
10. الطعن في نسب بعض القبائل بحجة أن جدهم الذي يرتبطون به لم تذكر له كتب الأنساب عقب ، فليس كل من لم تذكر له كتب الأنساب ذرية ليس بمعقب .
9. كما أن تجميع أقوال كتاب طعنوا دون دليل و اعتبار قولهم حجة ، ما هو إلا طريقة من طرق التدليس و التلبيس تكمن وراءه مقاصد خبيثة فمن يطعن فعليه أن يأتي بحجة قوية وإلا فليسكت(فمن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت) ، وأنساب الناس ليست حقول تجارب يقول فيها من لا يعرف نسبه فالأولى بهؤلاء أن يثبتوا أنسابهم ثم بعد ذلك يكتبوا عن أنساب الآخرين وحقا قيل : ( فاقد الشيء لا يعطيه) .
لان الطاعن واحد من ثلاثة :
أ. إما أن يكون مطعونا في نسبه ، فطعنه حينئذٍ يكون من باب فلتتساوى القرعاء وأم الشعر ، أو ليس أحد أحسن من أحدٍ .
ب. أو أن يكون إمرءاً فيه جاهلية ، وداعي كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه واله ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن : الفخر بالأحساب ، و الطعن في الأنساب ، و الاستسقاء بالنجوم ، والنياحة )) ، وقوله صلى الله عليه واله ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب ،و النياحة على الميت)) .
ج. أو أن يكون إمرءاً مدفوعا من جهات حاقدة تسعى عن طريق هذه الكتابات بالتشكيك في أنساب العرب وبها يضربون أحد أهم عوامل وحدة هذه الأمة . فكشف عورات الأمة وبهذه البساطة ودون دليل قوي ليس من حرية الرأي إطلاقا . أو يريدون بقصد إعادة عصبية الجاهلية المقيتة التي أبعدنا الله عنها بفضله ومَنّهِ وحلول الأمن والأمان في هذه الربوع ، فيتعصبون لعدنان أو قحطان كذبا ليثيروا خلفهم رعاع الناس وغوغاءهم وما علموا أن النسب شيء والمفاخرة شيء أخر ، والعرب جميعهم أكفاء في النسب ومعدنهم طيب فلا فخار لنسب على نسب .
خليل الدليمي

أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى Digg أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى StumbleUpon أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى Google أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى Facebook أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى twitter أرسل "قواعد لاتصلح في علم الانساب" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى