شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

حسام علي

المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali zaed مشاهدة المشاركة
لايطيق اي مثقف متذوق لفنون اللغه العربية ان يمر على نهج البلاغة ولا ينبهر بهذا المنجم العملاق
الذي يضم بين حناياه درر الفكر والعلوم الشريفة ’ وروائع الادب ’ والفنون اللغوية والادبية .
ان احد الامور المهمة التي ينبغي ملاحظتها في هذا الكتاب الشريف
المفاهيم الاخلاقية التي ضمّنها امير المؤمنين (عليه السلام) في العديد من كتبه ورسائله
سواء تلك التي ارسلها الى عماله ’ ام الى قواده ’ ام الى اعدائه .
بحيث نجد ان المفاهيم الاخلاقية تمثل جوهر تلك الرسائل والكتب .
ويمكن الاستفادة من دراسة هذا الجانب المهم في رسائل الامام (عليه السلام) وكتبه
للوقوف على على حقيقة مهمة في الدين الاسلامي .
وهذه الحقيقة تمثل قيام الشريعة الاسلامية على اسس واحدة
تتفرع منها جميع المتطلبات التي يحتاجها الانسان خلال مسيرة حياته
بحدودها وتفاصيلها الدقيقة .

وهذا الامر قد يكون مغفولا عنه بالنسبة للكثير من الناس
بأعتبار انهم لايجدون تلازما بين المفاهيم الاخلاقية السلوكية التي تخص الفرد
وبين الاساليب الواجب اتباعها في التعاملات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها .
باعتبارها امور اجتماعية عامة لادخل للسلوك الفردي في التعامل معها .
وكمثال على هذه الحقيقة لنقرأ عينة من رسالة امير المؤمنين (عليه السلام)
لعامله مالك الاشتر حين ولاه مصر حيث قال :

((ليكن ابعد رعيتك منك واشنأهم عندك اطلبهم لمعايب الناس
فان في الناس عيوبا ’ الوالي احق من سترها ’
فلا تكشفن عما غاب عنك منها
فانما عليك تطهير ماظهر لك
والله يحكم على ماغاب عنك
فاستر العورة مااستطعت
يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك
اطلق عن الناس عقدة كل حقد
واقطع عنك سبب كل وتر
وتغاب عن كل ما لايضح لك
ولا تعجلن الى تصديق ساع
فأن الساعي غاش وان تشبه بالناصحين
ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر
ولا جبانا يضعفك عن الامور
ولا حريصا يزين لك الشره بالجور
فان البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله
ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الاثام
فلا يكونن لك بطانة ’ فانهم اعوان الاثمة واخوان الظلمة وانت واجد منهم
خير الخلف ممن له مثل ارائهم ونفاذهم ..)) .

ان الكثير من الحكام في بلدان العالم وبخاصة ـ في زماننا هذا ـ
يرون ان من الضروري استخدام وسائل واساليب تقع على العكس تماما من المفاهيم الاخلاقية
التي امر بها الاسلام الحنيف ’ وقد يعتبرون ان مثل هذه القيم في متل هذا المضمار ماهو الا ضرب من الخيال ’
فكثير من الحكام يرون مثلا ان الاكثر وشاية في الناس لفضح معايبهم هو الذي يصلح ان يتخذ خليلا من قبل الحاكم
وان من الحنكة تصديق السعاة والنمامين لاستباق فساد امر الامة
ومن الحكمة تقريب وزراء الحكام السابقين ـ وان كانوا ظالمين ـ
باعتبارهم اكثر ممارسة لمتطلبات الحكم وادارة المجتمع .
في حين ان الامام (عليه السلام) يضع ماقدمته الشريعة السماوية من تعاليم اخلاقية
على طاولة السلوك الفردي والاجتماعي على حد سواء
وان المنهج للفرد هو عين المنهج للامة
بل ان تطبيق المفاهيم الاخلاقية اكد على الحاكم
باعتبار موقعه المهم والحساس بالنسبة لسائر الناس
قال (عليه السلام) :

(ليكن ابعد رعيتك منك واشنأهم عندك اطلبهم لمعايب الناس
فان في الناس عيوبا الوالي احق بسترها ) .

بل ان في ذات الوقت يضع الصفات الانسانية عموما على المحور الاسلامي الاوحد وهو الله سبحانه وتعالى
وبالتالي فان التعاملات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جميعا لابد ان تدور دائما حول هذا المحور المقدس
قال (عليه السلام) : ( فان البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله ) .



منقول

أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى Digg أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى StumbleUpon أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى Google أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى Facebook أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى twitter أرسل "المفاهيم الاخلاقية في نهج البلاغة" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى