شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

ميس الريم

(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري مشاهدة المشاركة
(( الحلقة الثالثة ))









محاكمة عزيز علي



طارق حرب
كاتب ومحامي عراقي



قيُض لي سنة 1989 الاطلاع على الدعوى
التي حكم بموجبها على المنولوجست عزيز علي بالسجن
وذلك بعد توكلي عن احد المتهمين في تلك السنة
إمام نفس المحكمة التي حكمت على المنولوجس المعروف
وعن نفس التهمة على الرغم من إن قضية عزيز علي كانت في السبعينيات
والدعوى الجديدة في نهاية الثمانينيات
إذ بعد تقديمي طلب لقراءة الدعوة الخاصة بالمتهم الجديد
( موكلي ) وجدت الدعوى السابقة
مربوطة مع الدعوى الجديدة ولما سالت المعاون القضائي
عن كيفية ورود هذه الدعوى مع دعوى موكلي قال :

(( إن المحكمة أرادت الاطلاع على الدعوى السابقة
كونها تماثل الدعوى الجديدة فقراتها بعجالة
على عادة تلك المحكمة في عجالة الإحكام التي تصدرها
بما فيها إحكام سلب الحياة ( الإعدام )
وعلى عادتها بعدم الاستماع للمحامين ولكن في هذه الدعوى
كانت التهمة هي تهمة ( الماسونية )
وهي ليست بالتهمة السياسية
فالمجال فيها أكثر سعة من غيرها ))


وعندما قرأت دعوى عزيز علي
وعلى ما أتذكر لمضي فترة تزيد على عشرين سنة
انه كان متهما وفق المادة (201) من قانون العقوبات
وان هنالك أقوالا بسيطة له
مع إفادة أخرى لشاهدة وليس شاهد
تذكر انه ظهرت عليه بوادر الثراء
وخاصة في ملبسه منذ منتصف الستينيات


وهذا يعني انه ماسوني؟

ووجدت إن هيئة المحكمة آنذاك حددت أسباب تخفيف الحكم
الصادر بحقه بالسجن وليس الإعدام
يعود إلى شعوره القومي العربي نحو ما ورد في الأوراق
ويذكر حوادث منها انه تم الحكم عليه سنة 1941م
لتأييده حركة العقداء الأربعة وانه من عشاق رشيد عالي الكيلاني
وان أغنية ( وسور ) يقصد بها هذه الشخصية العراقية
وانه غنى للعرب ( من أقاصي حضر موت لأعالي المغرب )
وانه كان يجاهر بعدائه للحكم الملكي
في ما كان يغنيه وانه سبق إن أوقف إثناء حرب السويس سنة 1956 م
إذ كان من المحتجبين على مهاجمة مصر
وانه كان له موقف من عبد الكريم قاسم
إذ لم يشارك في مدح الزعيم نحو ما فعل المنولوجست فاضل رشيد
والمنولوجست علي الدبو؟!
بحيث كان شبه مختفي في الساحة الغنائية
ولم يعد لها إلا سنة 1966 م
وقرأت من التعليقات
التي كانت على شكل قصاصات ورقية
في دعواه إن عربيته هذه دفعته حتى إلى مهاجمة المقام العراقي
على اعتباره من أصول أعجمية نحو ما مكتوب!
ولكل هذه الأسباب فان المحكمة جنحت إلى تخفيف حكمه
إنقاذ رأسه من حبل المشنقة

والعجيب إن المحكمة لم تكن تعرف بين الماسونية
وهي فكرة مشكوك بها حتى اليوم من حيث وجودها
وبين البهائية إذ وجدت في القصاصات الورقية
إن ولادته كانت في محلة شيخ بشار
وهي الموطن الأول للبهائية في بغداد
حيث كان منزل البهائي الأول قبل إرساله مخفورا إلى الأستانة
والمهم في كل ذلك إن موكلي المتهم بتهمة الماسونية
حكم عليه بنفس العقوبة ونجا من الموت المحقق
وهي مجمل الإحكام التي كانت تصدرها

(( محكمة الثورة ))

نحو ما كانت تسمى حينذاك
المهم ذهب المنولوج كنوع من أنواع الفنون في العراق
وأصبح مع صاحبه عزيز علي جزءا من التاريخ
ورحم الله عزيز علي ورحم الجميع
إذ إن بيت من منولوجاته تدلل على تفكيره الإنساني البعيد
عن تهمة التطرف القومي الشديد
وتهمة موالاته لألمانيا النازية والذي يقول فيه :

يا جماعة والنبي من حقوق الإنسان في العرف والأديان
إن يعيش الإنسان حر الفكر حر اللسان


وحسبه في ذلك فضيلة
وهذا ما حاولت تذكره بعد إن احتفلت إحدى المؤسسات الثقافية بذكراه
في شهر تشرين الثاني 2009 وان كانت تذكرنا
بقول مدير الشرطة في العهد الملكي عبد الجبار فهمي
عند محاكمته في محكمة الشعب وتوجيه سؤال له
من رئيس المحكمة فاضل عباس المهداوي حول الماسونية

فأجابه المتهم نعم إنا ماسوني!؟

لقد كانت محاكمة عزيز علي
محاولة لإدخال الرعب والخوف لدى الآخرين لا غير!؟


انتهى




إلى حلقة أخرى

أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى Digg أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى StumbleUpon أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى Google أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى Facebook أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى twitter أرسل "(( عزيز علي .. الشاهد على عصره ))" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى