شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

tarek

الحجاج بن يوسف الثقفي

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري مشاهدة المشاركة
(( الحلقة الثالثة ))


لكل إنسان حسناته وسيئاته والحلو والمر ...
ايجابيات وسلبيات
وفي النهاية الحجاج كان إنسان يخطئ ويصيب .

يروي ( محمود الجومرد ) في ص 47

(( ولعل من أبرز عيوبه
كرجل دولة له شأن في التاريخ
هو صغر سنه عند توليه المسؤولية
وطموحه وجرأته وذكاؤه الحاد
وإذا كانت هذه الصفات من الفضائل في الشباب
فإنها في رجال الحكم منهم
تحدث لهم المشاكل
وتوقعهم في مساوئ هم في غنى عنها
لو كانوا أكبر سنا وأكثر نضجا وإدراكا . ))



الحجاج ولد عام 41هــ الموافق 662م كما قلنا
وأنه قاد جيش عبد الملك بن مروان بن الحكم لمحاربة عبد الله بن الزبير
وكان حصار مكة وبمعنى أصح الكعبة
وكان ذلك عام 72 هـ وكان عمره 31 سنة .
وتولى على الحجاز واليمن وما يليهما عام 73 هــ وعمره 32 سنة
ثم واليا على العراق
وكان عمره 34 سنة وهو سن القوة والشباب
وكان حكمه في زمن الثورات والحروب
وكان إمام امتحان عسير جدا
لكي يثبت شخصيته
والواقع أنه كان ( شقي )
أو من الفتوى والجبروت ما يجعله رجل قاسي
لا يعرف الرحمة
ويعزز ذلك الذكاء الذي يتمتع فيه
والحزم المطلق
والاندفاع الشديد
وهذه الصفات حققت له أهدافه
وإغراضه دفعة واحدة
فزاد سهمه لدى ولاة الأمر عنه
وأصبح الرجل المفضل لديهم
والذي حقق لهم ليس فقط المطلوب منه
بل تعدى إلى ما لم يطلب منه
ما دفعه للتمادي أكثر وأكثر
حتى أرتكب أخطاء جسيمة
كان الحجاج في غنى عنها .

أن من يقول :

(( لو كان أكبر سنا
وأكثر نضجا وتجارب ))

ما كان فعل ما فعل ..
الحجاج كان بطبعه قاسي جدا
سواء كان عمره صغير أو كبير
وما فعله ليس طيشا
بل كان يعرف ماذا يفعل تماما
وحتى لو افترضنا أنه وقع في أخطاء معينة
هذا لا يبرر سلوكه الانفعالي
لكي يفتقد صفة الرحمة
والتنكيل في الخصوم وبطرق بشعة جدا .

(( عندما تولى حكم العراق
وحارب الخوارج ..
كان يعزل قواده
المتمهلين المتأنين ألمقدرين موقفهم الحربي
ويبدلهم بالقادة المغامرين
ويطلب إليهم متابعة القتال
حتى لا يلتقط عدوه أنفاسه
ويعاود القتال
والحجاج أصلا
لا يعرف أصول حرب العصابات ))

ولهذا السبب خسر بعض معاركه مع الخوارج .


(( ولكن عندما أنضجته التجارب
سلك غير هذا السلوك فتمت له الفتوح ))


ولا أحد ينكر قوة الشباب والاندفاع عند الحجاج ....
ولا أحد ينكر ما يتمتع فيه من مظاهر الذكاء وحدته
في ظل المسؤوليات الكبيرة التي كان يحملها .
الحجاج كان يعرف قيمة نفسه
ويدرك حجم ما يتمتع من قابلية فريدة
ويعتز بنسبه وقبيلته .

ويذكر عبد الله بن قتيبه الدينوري
المعروف ( أبن قتيبه )
في كتابه ( عيون الأخبار )
في باب السيادة والكمال :

(( كان أول عمل
وليه الحجاج ( تبالة ) في اليمن ...
فسار إليها
فلما قرب منها قال للدليل :
أين هي وعلى أي مكان هي ؟
قال : تسترها عنك الأكمة ( التل )
قال : لا أراني أميرا إلا على موضع تستر منه أكمة ؟
أهون بها ولاية !!!
وكر راجعا ...
فقيل : أهون من تبالة على الحجاج ))


وفي ولاية ( مروان بن الحكم )
كان الحجاج ضمن جيش ( حبيش بن دلجه )
الذي أرسله مروان لقتال عبد الله بن الزبير
ولكنه فشل في حربه
ما دفع الحجاج
للانضمام إلى ( روح بن زنباع ) في الشام
وكان رئيس الشرطة الحربية
قبل اتصاله بعبد الملك
وعرف عنه الجميع الجرأة
والاندفاع وحسن القيادة والضبط .
وهذا الأمر جلب انتباه ( روح )
وكان تقديره له شديد .
ولأن ( روح ) كانت له حضوه مميزة لدى عبد الملك
وهو وزيره ويستشيره في كثير من الأمور ...
كانت جيوش عبد الملك بن مروان بن الحكم
تحت تصرفه

والجيوش في ذلك الزمن لم تكن جيوش نظامية .
بل خليط من المرتزقة ومحبي الغنائم
والمندفعين بعصبية العمومة
فلا يجمعهم جامع ولا يضبطهم ضابط .

نفس المصدر ص 49


(( إضافة إلى ذلك
فقد أستقر العرب في المدن
واشتغلوا في الزراعة وامتلاك الأراضي والعقار
فعزت عليهم الدنيا
وماتت فيهم روح الحماس للحرب والفتح ))


فشكا عبد الملك بن مروان
ما حل بالجيش إلى وزيره روح بن زنباع ........
ورد ذلك في العقد الفريد ج5 ص255

ماذا قال له روح ... !!! ؟






نعرفه في الحلقة الرابعة

أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Digg أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى StumbleUpon أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Google أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Facebook أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى twitter أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى