شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

tarek

الحجاج بن يوسف الثقفي

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري مشاهدة المشاركة
(( الحلقة الرابعة ))



قال روح بن زنباع لعبد الملك ابن مروان :
(( يا أمير المؤمنين أن في شرطتي رجلا لو قلده أمير المؤمنين أمر عسكره
لأرحلهم برحيله وأنزلهم بنزوله
يقال له : الحجاج بن يوسف الثقفي .

قال عبد الملك :
فإنا قد قلدناه ذلك
فكان لا يقدر أحد أن يتخلف عن الرحيل والنزول
إلا أعوان روح بن زنباع
فوقف عليهم الحجاج يوما وقد رحل الناس
وهم على الطعام يأكلون فقال لهم : ما منعكم أن ترحلوا برحيل أمير المؤمنين ؟
فقالوا : أنزل يا أبن اللخناء فكل معنا .
وكلمة اللخناء نوع من الشتم بمعنى ابن الجائفة الكريهة الرائحة .
فقال الحجاج : هيهات ذهب ما هناك .
ثم أمر بهم فجلدوا بالسياط
وطوفهم في المعسكر
وأمر بفساطيط روح بن زنباع ( هو بيوت مصنوعة من شعر الماعز )فأحرقت بالنار .
فدخل إبن زنباع على الملك بن مروان باكيا
فقال له : ما بك ؟
فقال روح : يا أمير المؤمنين ....
الحجاج الذي كان في عديد شرطتي ضرب عبيدي وأحرق فساطيطي .
فقال عبد الملك : علي به .
فلما دخل الحجاج عليه قال عبد الملك :
ما حملك على ما فعلت ؟
فقال الحجاج : ما أنا فعلته يا أمير المؤمنين !!؟
فقال عبد الملك : ومن فعله ؟
فقال الحجاج :
أنت والله فعلته إنما يدي يدك
وسوطي سوطك
وما على أمير المؤمنين أن يخلف على روح بن زنباع للفسطاط فسطاطين
وللغلام غلامين
ولا يكسر فيما قدمني عليه .
فأخلف عبد الملك لروح بن زنباع ما ذهب له وتقدم الحجاج في منزلته
وكان ذلك أول ما عرف من كفايته ))
العقد الفريد ج5 ص255
يروي الأستاذ محمود الجومرد
في كتابه الحجاج رجل الدولة ص50 :

((هذا الموقف جعل عبد الملك بن مروان يصطحب الحجاج معه لقتال مصعب بن الزبير في العراق وهذه الجرأة والحزم والثقة بالنفس جعلته يخوض الأحداث الجسام في أشد الظروف خطورة ومع أناس أشداء وشعوب مختلفة وخوارج يشنون الحروب ومذاهب عديدة وشعوبية حاقدة تحسن الدس والفتنة وفي مجتمع يرى اللين في السياسة جبنا وميوعة والشدة والقوة رجولة وشجاعة وفروسية ))

وفعلا هذا الكلام له في جانب الحق الكثير
ورغم مرور مئات السنين لا ينفع اللين يوما مع الشعوب الشرقية ولا الشعوب الغربية
أذا لم يكن هناك رادع قوي
يحكمه قانون قوي يراعي مشاعر الضعيف
ويقلل من جبروت القوي فأين نحن من هذا !!؟

كان الحجاج يتمتع بالذكاء
وتجد في خطبه من البلاغة والشعر
ومعرفته التامة باللغة وأعماله الإدارية
وفتوحاته وحروبه الكثيرة رغم صغر سنه
ما يدل على الفطنة وجمع ما بين
الدهاء والذكاء .

يقول الجاحظ في ( البيان والتبيين ) ج1 ص96
(( وعن عتبة بن عمر بن عبد الرحمن قال :
ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض
إلا ما كان من عقل الحجاج بن يوسف
واياس بن معاوية المزني
فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس كثيرا ))
وفي نفس المصدر ج1 ص212
عن أبي عبيدة قال :
(( حدثني أبو عبد الله الفزاري
عن مالك بن دينار قال :
ما رأيت أحدا أفصح من الحجاج ...
إنه كان ليرقى المنبر
فيذكر إحسانه لأهل العراق
وصفحه عنهم وإساءتهم إليه
حتى أقول في نفسي :
إني أحسبه صادقا
وإني لأظنهم ظالمين له ))

فهل كان كلام أبن خلدون جادا حين يقول في المقدمة

أن حدة الذكاء مضرة
بالحاكم !!! ؟

في إن إرهاف الحد مضر بالملك ومفسد له في الأكثر وإرهاف الحد هو شدة حدة الغضب ويرى أن أكثر ما يكون هذا في أصحاب الذكاء والفطنة بل أنه يرى أن الذكاء والفطنة هو عيب في صاحب السياسة لأنه إفراط في الفكر وقد رووا اشتراط التوسط في الحاكم الصالح وعن وجوب الرفق بالناس والابتعاد عن التعسف في جرح النفوس .

كيف ؟

يقول أبن خلدون في المقدمة ص132
((وأعلم أنه قلما تكون ملكة الرفق فيمن يكون يقظا
شديد الذكاء من الناس
وأكثر ما يكون الرفق في الغفل والمتغفل
وأقل ما يكون في اليقظ
إنه يكلف الرعية فوق طاقتهم
لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم
و إطلاعه على عواقب الأمور
في مبادئها بألمعيته فيهلكون لذلك ))

أنظروا جيدا لهذا التعليل الذي يدل على تحليل دقيق
والحديث عن كلام أبن خلدون يطول ......



إلى حلقة أخرى

أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Digg أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى StumbleUpon أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Google أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Facebook أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى twitter أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى