شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

tarek

الحجاج بن يوسف الثقفي

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الهادي جسام الشمري مشاهدة المشاركة
(( الحلقة الخامسة ))


وتستمر الحكاية ويقول ( ابن خلدون ) في المقدمة :

(( قال صلى الله عليه وسلم سيروا سير أضعفكم
ومن هذا الباب أشترط الشارع في الحاكم :
قلة الإفراط في الذكاء
ومأخذه من قصة زياد بن أبي سفيان أبن أبيه
لما عزله عمر ( رض ) عن العراق وقال :

لم عزلتني يا أمير المؤمنين ... العجز أم لخيانة !!؟

فقال عمر ( رض ) :

لم أعزلك لواحدة منهما
ولكني كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس .

فأخذ من هذا
أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء والدهاء أو الفطنة
مثل زياد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص
لما يتبع ذلك من التعسف وسوء الملكة
وحمل الوجود على ما ليس من طبعه .....
وتقرر من هذا أن الذكاء والفطنة
عيب في صاحب السياسة لأنه إفراط في الفكر
كما أن البلادة إفراط في الجمود
والطرفان مذمومان في كل صفة إنسانية
والمحمود هو التوسط كما في الكرم مع التبذير والبخل
وكما في الشجاعة والجبن
وغير ذلك من الصفات الإنسانية
ولهذا يوصف شديد الفطنة والدهاء
بصفات الشيطان فيقال :

شيطان

وأمثال ذلك والله يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ))

فكثيرا ما نسمع أن فلان شيطان في لباس إنسان
ويكاد الكلام أن يكون دارج في التعبير
عن شخصية ما وظفت قدراتها الذاتية
من الذكاء والفطنة لتحقيق إغراض شخصية أو منفعة اقتصادية
من خلال تقلده لمنصب معين
وخصوصا أذا كان في مقتبل الحياة
ولكن الخبرات تتراكم كلما كبر الإنسان في العمر
ويتحول إلى نضج ووعي
فتصرفات الحجاج بن يوسف في شبابه
هو ليس الحجاج بعد أن تقدم فيه العمر .



ورد في عيون الأخبار ج1 ص10

نص رسالة كتبها الحجاج وعمره 45 سنة
إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
حين سأله عن سيرته فكتب الحجاج :

(( إني أيقظت رأيي
وأنمت هواي
فأدنيت السيد المطاع في قومه
ووليت الحرب الحازم في أمره
وقلدت الخراج الموفر لأمانته
وقسمت لكل خصم من نفسي قسما يعطيه حظا من نظري
ولطيف عنايتي
وصرفت السيف إلى النطف المسيء
والثواب إلى المحسن البريء
فخاف المريب صولة العقاب
وتمسك المحسن بحظه من الثواب ))

يقول الأستاذ محمود في ص 52

(( هذه عقلية رجل الدولة في مثل تلك الظروف التي عاشها الحجاج فاكتوى بنارها فأنضجته وجعلته يزن الأمور بميزان الرأي والأناة وليس بالتسرع والعاطفة المثيرة الهوجاء ))


من سوء حظ الحجاج

أن بعض المؤرخين الذين تحدثوا عنه
خرج عن مفهوم التاريخ
وعبث بالحجاج وشوه صورته وأعماله .


هذه رواية عن الحجاج في كتاب
( مروج الذهب ومعادن الجواهر ) ج3 ص132
للمؤرخ المعروف .....
أبو الحسن علي بن الحسين ( المسعودي )
وهو من المؤرخين الثقات الأوائل
ولأحاديثه وزن وقيمة
فكيف الحال مع غيره ؟
فهو يقول عن ( الفارعة ) أم الحجاج :

(( إنها كانت زوجة الحارث بن كلدة ( طبيب العرب )
ثم طلقها وتزوجها يوسف بن الحكم بن عقيل الثقفي أبو الحجاج
فولدت له الحجاج

مشوها لا دبر له
فثقب عن دبره

وأبى أن يقبل ثدي أمه أو غيرها
فأعياهم أمره
فيقال : أن الشيطان تصور لهم في صورة الحارث بن كلدة

فقال : ما خبركم ؟
فقالوا : ابن ولد ليوسف من الفارعة
وقد أبى أن يقبل ثدي أمه أو غيرها
فقال أذبحوا جديا أسود وأولغوه دمه
( أي اجعلوه يشرب الدم بأطراف لسانه
كما يشرب الكلب الماء )
فإذا كان في اليوم الثاني فافعلوا به كذلك
فإذا كان في اليوم الثالث
فاذبحوا له تيسا أسود وأولغوه دمه
ثم اذبحوا أسود سالخا
( وهو الأسود من الحيات التي تسلخ جلدها كل عام )
فأولغوه دمه وأطلوا به وجهه
فإنه يقبل الثدي في اليوم الرابع .
قال : ففعلوا فيه ذلك
فكان بعد
لا يصبر عن سفك الدماء

لما كان منه في بدء أمره هذا ))

وجاء في كتاب الأغاني ج6 ص 190
( أبو الفرج الأصفهاني )
أن أم الحجاج تزوجت المغيرة بن شعبة
وطلقها لنفس السبب الذي ذكره المسعودي عن طلاقها من الحارث بن كلده .
وهذا نموذج من عبث العابثين

فأيهما الصواب !!؟

مع أن من ابرز صفات العرب
احتفاظهم بأنسابهم
والحجاج ليس شخصية مغمورة ليجهل الناس أمه .


إلى حلقة أخرى

أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Digg أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى StumbleUpon أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Google أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Facebook أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى twitter أرسل "الحجاج بن يوسف الثقفي" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى