شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

ميس الريم

حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العمار مشاهدة المشاركة
-4-

ـ 13 ـ‍
دوايت. م. دونالدسن:
يقول دوايت م. دونالدسن في كتابه (عقيدة الشيعة) ص 85 من الترجمة العربية:
((فتدلنا أقدم الروايات على أنّ ادّعاء عليّ بالخلافة لم يكن بنظر أصحابه وشيعته مجرّد طُموح سياسي بل حقّ إلهي له. وكان لتعاليم ودسائس شخصيّة خفيّة نسبياً في تاريخ الاسلام اليد الطُّولى في ظهورها وانتشارها.
فقد ظهر منذ زمن خلافة عثمان داعية متنقّل اسمه عبداللّه بن سبأ، قطع البلاد الاسلامية طولاً وعرضاً، يريد إفساد المسلمين كما يقول الطبري... الخ)).
ويظهر من قوله في الهامش ص 59 أنّه لم يأخذ ما نقله عن ابن سبأ من الطبري مباشرة بل استند في قوله إلى دائرة المعارف الاسلامية مادّة (عبداللّه بن سبأ) ـ‍ تأليف المستشرقين المذكورين آنفاً ـ وإلى (تاريخ الادب العربي) تأليف نيكلسون ص 315. وقد رأينا أنّ كليهما يستندان إلى الطبري فيما ينقُلان عن (ابن سبأ).

ولهاوزن:
قال ولهاوزن تحت عنوان (السبئية وروح النبوّة) ص 56 ـ 57 من كتابه (الدولة الامويّة وسقوطها): ((وتبرز في هذه الظروف فرقة في الكوفة كانت قبل ذلك بعيدة عن الانظار يُطلق عليها اسم السبئية وإذا هي تغيّر شكل الاسلام تغييراً تامّاً فهي وضعت شخص الرسول (ص) خارجاً عن القانون الشخصي في (القرآن والسنّة) وفوقه ... إلى قوله:
في رأي السبئية أنّ شخص الرسول لم يمُت مع محمّد بل استمرّ حياً يتعاقب في ذريّته وأخذوا بمبدأ التناسخ، وادخلوا فيه فكرة خاصّة تقول بأنّ روح اللّه التي تبعث الحياة في الرسول تنتقل بعد وفاة أحدهم إلى آخر، وان روح النبوّة بصفة خاصّة انتقلت إلى علي واستمرّت في عائلته. وإذاً فليس عليّ في نظرهم مجرّد خلف
شرعي للخلفاء الذين سبقوه. إنّه ليس في مستوى واحد مع أبي بكر وعمر اللذين اندسا مُغتصبين بينه وبين الرسول، إنما هو الروح القدسية تجسدت فيه وهو وريث الرسالة ومن ثم فهو بعد وفاة محمد الحاكم الوحيد الممكن للاُمّة، تلك الاُمة التي يجب أن يكون على إمامتها مُمثّل حيّ للّه.
ويقال: إن اسم السبئية مشتقّ من ابن سبأ وهو يهودي من اليمن)).
وفي ص 396 ـ 397 أورد القصة أكثر تفصيلاً مما سبق مع تعيين المصدر، وقال تحت عنوان: (السبئية متطرّفة تقمُّصيُّون):
((وللمتطرّفين أسماء مختلفة لا تدلّ إلاّ على ظلال لا قيمة لها من المعاني، وكانوا أوّلاً يُسمّون السبائية. ويقول سيف بن عمر: إنّ السبائية كانوا منذ أوّل الامر أهل الشرّ والسوء في تاريخ حكم اللّه، هم قتلة عثمان، فتحوا باب الحرب الاهلية، وأسّسوا فرقة الخوارج الثوريّة، وتولّد عنهم انهيار الاسلام. أمّا مكانتهم في التاريخ فبلغوها أوّل الامر بواسطة المختار، وإن كانوا قد وُجدوا قبل ذلك. وكان موطنهم الكوفة وضواحيها، وليسوا من العرب وحدهم، بل معظمهم من الموالي، وهم يعتقدون بتعاليم ابن سبأ في تقمُّص الارواح ولا سيّما عودة روح الرسول (ع) في آل بيته. تلك صفاتهم الاساسية. وقد نبذهم العلويّون أبناء فاطمة بنت الرسول (ع) اُولئك الذين تمسّكوا بأساس الاسلام القديم والعُروبة فارتبط السبئية بابن لعلي من زواج ثانٍ اسمه محمد بن الحنفية نسبة لاُمه. ثم إنّ ابنه أبا هاشم عبداللّه ـ الذي كان تافهاً كوالده ـ أضحى يعتبر وريثه في الامامة حتّى إذا توفّي أوصى بالامامة لمحمد بن علي العباسي، إلى قوله: فمن مُؤَلِّهي ابن الحنفية ولد مؤلّهو ابنه وهم الهاشمية ولم تنطفئ السبئية في الكوفة بانطفاء المختار، بل ظلّوا في الحلقات الدنيا.
ولا يختلف المذهب الباطني للهاشمية ـ كما يعرضه الشهرستاني ـ أيّ اختلاف عن مذهب ابن سبأ، فالمؤامرة العباسية تشابه تمام المشابهة مؤامرة السبئيّين ـ كما يصفها سيف ـ ومركز قيادتها في الكوفة أيضاً. فمن الكوفة كانت تنتشر دعوتها إلى خراسان. إنّ الحركة في كلتا الحالتين دعمها الموالي الفُرس ووُجّهت ضدّ العروبة في الاسلام، وهكذا نرى التوافق بين العبّاسيّين والسبئيّين يمتدّ إلى جميع النقاط المهمّة إلى المذهب وطريقة الدعوة ومكان الحزب وتكوينه)).
وهكذا يسترسل حتّى يتكلّم عن سبئيّة (كوبات الخشب لابي مسلم) ويعيّن سنده الطبري في الهامش من هذه الصفحة بعد أن أورد اسم سيف قبل هذا مرّتين.
فمن هذا يتّضح لنا أنّه أخذ ما أورده عن سيف من طريق الطبري، ثم علّق على الاُسطورة وتوسّع فيها وربط كلّ الاثام والشرور في الاسلام بها(14).

ـ 15 ـ‍
ميرخواند:
اشتهرت قصة ((ابن سبأ)) وشاعت وقد رأيت أنّ الذين يذكرون سند روايتهم لها ينتهون إلى الطبري بلا واسطة أو بواسطة واحدة أو أكثر.
وفي الكُتّاب والمؤرّخين من يوردها في تأليفه، ولا يذكر سند روايته ولا المصدر الذي اعتمد عليه، فإذا ذكر مصادر بحثه بالجملة وجدت اسم الطبري هناك أو اسماء الكتب التي أخذت عن الطبري. كما فعل ميرخواند في ((رَوْضَة الصّفاء)).

ـ 16 ـ‍
غياث الدين:
ومن ميرخواند أخذ ابنه غياث الدين المتوفّى سنة (940 ه‍‍ ) في كتابه حبيب السير. راجع مقدّمته.

وجدنا كلّ هؤلاء الكُتّاب يرجعون إلى الطبري فيما ينقلون عن (عبداللّه بن سبأ، والسبئيّة)، فما هو مصدر الطبري فيما أورده من هذه القصّة في تاريخه؟

ـ 17 ـ‍
الطبري وسنده:
قد أورد الامام أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري الاملي المتوفّى سنة 310 ه‍‍ قصّة السبئيّة في كتابه ((تاريخ الاُمم والملوك)) منحصراً عن طريق سيف ابن عمر4 التميميّ، فقد قال في ذكره حوادث سنة 30 ه‍‍ : ((وفي هذه السنة أعني سنة 30 كان ما ذُكر من أمر أبي ذر ومعاوية، وإشخاص معاوية إيّاه منها إليها، اُمور كثيرة كرهت ذكر أكثرها، فأمّا العاذرون معاوية في ذلك فإنّهم ذكروا في ذلك قصّة(15).
كتب بها إليَّ السَّريّ يذكر أن شعيباً حدّثه سيف عن عطيّة عن يزيد الفقعسيّ قال:
لما ورد ابن السوداء الشام لقي أبا ذر، فقال: يا أبا ذر الا تعجب لمعاوية ...)) الحديث.
ثم يورد قصة ((ابن سبأ)) مع أبي ذر عن طريق ((سيف)) وحده ثم يختم ترجمة ابي ذر بقوله: ((أمّا الاخرون، فإنّهم رووا في سبب ذلك أشياء كثيرة واُموراً شنيعة كرهت ذكرها)).
ويورد في ذكره حوادث سنة 30 ـ 36 ه‍‍ قصّة ابن سبأ والسبئيّة في مقتل عثمان وحرب الجمل عن طريق ((سيف)) وحده وليس له طريق آخر لها. وللطبري إلى أحاديث ((سيف)) طريقان:
(أ) عبيداللّه بن سعيد الزُّهري(16)، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن سيف. وما يخرجه الطبري من أحاديث ((سيف)) بهذا الطريق، حديث مُشافهة.
(ب) السَّريّ بن يحيى، عن شُعيب بن إبراهيم، عن سيف ويخرج الطبري بهذا الطريق أحاديث ((سيف)) عن كتابه ((الفُتُوح والرِّدَّة)) وكتابه ((الجمل ومسير عائشة)) بلفظ (كتب إليَّ)(17)، وقد يخرج بهذا الاسناد عن ((سيف)) أحاديث مشافهة أيضاً.
والسريّ هو أبو عبيدة السريّ بن يحيى بن السريّ كما في كتاب (ذكر أخبار أصبهان) لابي نعيم ص 23.

ـ 18 ـ‍
ابن عساكر:
ولاحاديث ((سيف)) في قصته عن ((ابن سبأ)) طريق آخر غير تاريخ الطبري ومن أخذ عنه، وهو طريق ((ابن عساكر)) المتوفّى سنة 571 ه‍‍ ، فإنّه أيضاً أورد من قصص ((سيف)) أحاديثه عن ابن سبأ والسبئية في تاريخه الكبير ـ تاريخ مدينة دمشق ـ ضمن تراجم ((طلحة)) و ((عبداللّه بن سبأ)) وغيرهما ما أورده الطبري
بطريقه إلى ((سيف)) في ذكره حوادث سنة 30 ـ 36 ه‍‍ ، وهذا سند ابن عساكر إلى أحاديث ((سيف)):
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي. أنا أبو الحسين النقور. أنا أبو طاهر الُمخلّص. أنا أبو بكر بن سيف. أنا السريّ بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر(18).

وهكذا يتصل سند ابن عساكر إلى سيف بسند الطبري ((السريّ))(19) بعد أربعة من الرواة.

أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Digg أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى StumbleUpon أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Google أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Facebook أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى twitter أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى