شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

ميس الريم

حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العمار مشاهدة المشاركة


-5-

ابن بدران:
أمّا ابن بدران المتوفّى سنة 1346 ه‍‍ في تهذيبه لتاريخ مدينة دمشق، فإنّه قد يُسند تلك القصص إلى ((سيف)) نفسه ويحذف بقيّة السند، وقد يورد أحاديث ((سيف)) دونما إشارة إلى مصدر الحديث، وفي ص 406 من ج 5 منه بترجمة زياد بن أبيه نسب أحاديث سيف التي أخرجها بتلك الترجمة إلى تاريخ الطبري.
وهذا الطريق طريـق ابن عساكر إلى أحاديث ((سيف)) في قصصـه عن ((ابن سبأ)) يأتي في الاهميّة والذُّيـوع بعد الطّبريّ، والكُتّاب قد يرجعون إلى تأليف ابن عساكر تاريخ مدينة دِمَشق نفسه، وقد يرجعون إلى تهذيبه لابن بدران، وقد يرجعون إليهما معاً.

ـ 20 ـ‍
ابن أبي بكر (ت 741 ه‍‍ ):
ولهذه الاحاديث ـ أساطير سيف عن ابن سبأ والسبئية ـ طريق ثالث قد يرجع إليه الكُتّاب، وهو كتاب (التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان بن عفان)(20) فإنّه يرجع إلى تأليف ((سيف)) نفسه على ما ذكر في مقدمة كتابه هذا حيث قال: ((فهذا كتاب أذكر فيه مصرع الامام الشهيد ... أذكر ما نقلته الائمة العلماء في كتبهم،
وتواريخهم، مثل ... وكتاب الفتوح لسيف بن عمر التيمي(21) و... كتاب التاريخ للشيخ عبد الكريم المعروف بابن الاثير الجزري ...)).
إذاً فابن أبي بكر هذا تارة يأخذ من ((سيف)) مباشرة عن طريق كتابه، واُخرى بواسطة ابن الاثير الذي أخذ بدوره من تاريخ ابن جرير الطبري والذي أخذ من ((سيف)) تلك الاحاديث كما سبق ذكره.
* * *
هذه ثلاثة طرق رئيسية يرجع إليها الكُتّاب فيما ينقلون من أحاديث ((سيف)) في اُسطورة ((السبئية)). منهم من يرجع إلى واحدٍ من المصادر الثلاثة، ومنهم من يرجع إلى مصدرين منها، ومنهم من يرجع إليها جميعاً.




ـ 21 ـ‍
سعيد الافغاني:
كما فعل سعيد الافغاني الذي نقل ما أورده من قصة ((السبئية والسبئيين)). في كتابه ((عائشة والسياسة)) من المصادر الثلاثة جميعاً، وقد أورد فيه فصول القصة تحت عنوان: ((احتجاج عثمان وتتابع الحوادث)) ص 32 ـ 35 منه و ((ابن سبأ البطل الُمخيف)) ص 48 ـ 52، و ((الاشراف على الصّلح)) ص 145 ـ 147 و ((المؤامرة والدسيسة)) ص 155 ـ 185، وأورد ذيولاً منها في غير هذه الصفحات. وينحصر طريقه في كل ما أورده من هذه الاُسطورة بالطبري أوّلاً وابن عساكر في تاريخه وابن بدران في تهذيبه ثانياً، وابن أبي بكر في التمهيد والبيان ثالثاً، على أن جلَّ اعتماده فيما أورده على الطبري ويرجع إلى الاخيرين قليلاً(22) وقد قال في ص 5 منه: ((إنّي جعلت أكثر اعتمادي ... على تاريخ الطبري خاصّة فهو أقرب المصادر من الواقع، وصاحبه أكثر المؤرّخين تحرياً وأمانة، وعليه اعتمد كلّ من أتى بعده من الثقات... وحرصتُ هنا كلّ الحرص على عبارته ما وجدت إلى ذلك سبيلاً ...)) وقال في ص 97: ((ثم اعتمادنا فيما نسوق على الطبري)).

ـ 22 ـ‍
الذَّهبيّ:
ولهذه الاُسطورة طريق رابع. وهي رواية الذهبيّ المتوفى سنة 747 ه‍‍ . في كتابه (تاريخ الاسلام) فإنّه قد أورد نُتفاً منها في 2 / 122 ـ 128 منه(23) لدى ذكره مقتل عثمان في حوادث سنة 35 ه‍‍ . وبدأ ما أورد بقوله في ص 122 منه: ((وقال سيف بن عمر عن عطيّة عن يزيد الفقعسيّ، لمّا خرج ابن السوداء إلى مصر ...)) الحديث.
واورد بعده حديثاً آخر عن سيف إلى ص 122. وهذا الحديثان مزيدان على ما في تاريخ الطبري من الاُسطورة ومكمّلان لها. أما ما جاء في ص 123 ـ 128 منه فهو موجز ما أخرجه الطبري من الاُسطورة.

ويُعرَف سند الذهبي لهذه الاُسطورة وغيرها من أحاديث سيف مما جاء في مقدّمة الكتاب حين صنّف مصادره التي طالعها إلى ثلاثة، وقال عن الصّنف الاوّل: إن مادّة الكتاب منها، وعن الصّنف الثالث: إنّه راجعها كثيراً، وذكر الفتوح لسيف ابن عمر في الصّنف الاوّل، وتاريخ الطبري في: الصّنف الثالث، إذاً فالذهبي كابن أبي بكر صاحب كتاب (التمهيد والبيان) كانت لديه نسخة من كتاب (الفتوح والردّة) لسيف، وقد أخذ منها ـ مباشرة ـ ما رواه عن سيف في هذه الاُسطورة مما لم نجده عند الطبري.
وهكذا ينتهي سند جميع من أورد الاُسطورة السبئيّة وذكر مصدر الخبر إلى هذه المصادر الاربعة، وهي ترويها عن سيف وحده لا شريك له في ذلك.

أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Digg أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى StumbleUpon أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Google أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Facebook أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى twitter أرسل "حقيقة ابن سبأ حقيقة ام خيال" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى