شبكة عراق الخير
مشاهدة تغذيات RSS

ميس الريم

الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخة مشاهدة المشاركة

الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م.
[1][2][3] وهو ابن تغلث فلاسر الثالث وخليفة أخيه شلمنأسر الخامس. وقبل اكتشاف نقوشِه وحل رموزها، كان بعض العلماء يخلطون بينه وبين سلفه شلمنأسر الخامس (الذي كان يعتبر خطأ أنه الرابع). كما أن البعض الآخر خلط بينه وبين ابنه سنحاريب. ولكن في 1843م، شرع "بول إميل بوتا" (Paul – Emile Botta) - القنصل الفرنسي في الموصل بالعراق - في النتقيب في "خورسباد" التي ثبت أنها المدينة القديمة "دار شاروكين" (أي "قلعة سرجون")، وهي تقع على بعد اثني عشر ميلاً إلى الشمال الشرقي من الموصل، على الضفة الغربية لنهر دجلة، مقابل أطلال نينوى. وأسفر التنقيب عن الكشف عن قصر سرجون الثاني. وهكذا مهد الطريق للكشف عن تاريخ سرجون نفسه واعطائه مكانته اللائقة في التاريخ. وتبلغ المساحة التي يقوم عليها القصر نحو 25 فداناً. والقصر نفسه هو أفضل القصور الملكية الأشورية احتفاظاً بكيانه، وهو قائم فوق أسوار المدينة، وكان يحتوي على أكثر من مائتي حجرة، وثلاثين فناءًا. وكانت الحوائط بالغة الزينة وجميلة النقوش
واستكمل "فيكتور بلاس" (Victor Place) التنقيب عن قصر سرجون، وأخذ بعض اللوحات التي عليها نقوش بارزة، ونقلها بحراً عن طريق نهر الدجلة إلى البصرة، ومنها إلى متحف اللوفر بباريس.
وفي القرن الحالي قامت بعثة معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو - تحت إشراف هنري فرانكفورت (Henri Frankfort) - ببعض الاستكشافات في "خورسباد". وبعد أعمال "بوتا" بسنتين قام "أوستن هنري لايارد" -أحد رواد الأثريين البريطانيين- بالتنقيب في "كالح" (وهي نمرود الحديثة) على بعد عشرين ميلاً إلى الجنوب الشرقي من الموصل، وهناك اكتشف القصور الملكية للعديد من الملوك الأشوريين، ومن بينها قصر آخر لسرجون الثاني. ونتيجة لجهود هؤلاء الأثريين وغيرهم، أمكن معرفة تاريخ سرجون وعصره.
فبعد قليل من اعتلاء شلمنصر الخامس عرش أشور (في 727 ق.م) امتنع هوشع -آخر ملوك إسرائيل- عن دفع الجزية لأشور، وحاول أن يعقد مع مصر محالفة دفاعية مشتركة. وقد أسفر سوء تقدير هوشع لقوة أشور وقوة مصر، عن أوخم العواقب لإسرائيل. فلم تكن حالة مصر في ذلك الوقت تسمح لها بتقديم مساعدة حقيقية لهوشع. وهكذا حدث في 724 ق.م أن زحف شلمانصر على إسرائيل، فلم يجد إلا مقاومة ضئيلة، فسيطر الأشوريون كل البلاد ما عدا العاصمة، فقد كانت "السامرة" حصينة، واستطاعت أن تقاوم الحصار لثلاث سنوات، ولكنها سلَّمت أخيراً في 722 / 721 ق.م.
وما زال الفاتح الحقيقي للسامرة موضع خلاف، ومعظم العلماء يقبلون ما ذكره سرجون في نقوشه من أنه في بداية حكمه حاصر السامرة وفتحها واخذ 27.290 نفساً من سكانها. ولكن بعض العلماء الآخرين لاحظوا أن ما جاء في سفر الملوك الثاني (17: 3-6) يؤيد -كحقيقة ثابتة- أن شلمانصر هو الذي استولى على السامرة، باعتبار أنه من غير المحتمل أن "ملك أشور" في العدد السادس يمكن أن يشير إلى ملك آخر غير المذكور في الأعداد السابقة. علاوة على أن السجلات البابلية تؤيد ما جاء بالكتاب المقدس في هذا الصدد، فتسجل أن شلمانصر دمر مدينة "سامارين" (السامرة؟).
وقد يكون حل هذه المشكلة هو ما جاء في سفر الملوك الثاني (18: 10) حيث نجد كلمة "أخذوها" (أي أخذوا السامرة) مسندة إلى ضمير الجمع، الذي قد يعود إلى الأشوريين، كما يمكن أن تعود إلى شلمانصر وشريكه الذي يرجح أنه هو "سرجون".
وبعد دخول السامرة أعيد تنظيم إدارة إسرائيل، واعتبرت البلاد مجرد ولاية أشورية باسم "سامريا" يحكمها حاكم أشوري.
وحالما اعتلى سرجون العرش، واجه ثورات في أجزاء عديدة من إمبراطوريته الشاسعة. ففي 721 ق.م ثار عليه "مردوخ أبلا إيدينا" (مرودخ بلادان) بالاتحاد مع العيلاميين. وقد نجح في ثورته مما شجع غيره من المنشقين في أجزاء أخرى من الإمبراطورية. وقد تولى مرودخ بلادان حكم ولاية بابل، مستقلاً لمدة أكثر من عشر سنوات، فلم يستطع سرجون أن يخلع هذا المغتصب إلا بعد أن تخلص من المتاعب في الغرب، فطرده من البلاد إلى حين.
وفي 720 ق.م قامت الثورات في حماة وغزة ودمشق والسامرة نفسها، واستطاع سرجون أن يقضي على هذه الثورات (في ولايات الشمال) في موقعة "قرقر"، ثم زحف جنوباً حتى وصل إلى رفح حيث أوقع هزيمة نكراء "بسيبو" "ترتان" (أي قائد) جيوش فرعون مصر، الذي أرسله لنجدة "هانُّو" ملك غزة. ونقرأ في سفر الملوك الثاني (2مل17: 24) أن ملك أشور أتى بقوم من بابل وحماة وغيرهما وأسكنهم في السامرة حيث اختلطوا بالباقين بها من الإسرائيليين، ومنهم جميعاً جاء السامريون.
وفى 717 ق.م ثار "ميتا" (ميداس) - ملك موسكو الفريجية في آسيا الصغرى -متحالفاً مع الحاكم الحثي -من قبل أشور- على كركميش في سوريا، ضد سيطرة سرجون. ولكن سرجون استطاع الانتصار عليهما وتدمير كركميش ونقل سكانها إلى أشور. وفي نفس الوقت تقريباً، هاجم سرجون "أورارتو" (أرارات) وحطم شوكة تلك الدولة التي كانت قد أخذت في الضعف.
ولعل انشغال سرجون بالأحوال في الولايات الشمالية، شجع الولايات الجنوبية لبذل محاولة أخيرة لشق وحدة البلاد فقام "أزورى" ملك أشدود ومعه سائر الولايات الفلسطينية، بوعد من ملك مصر (من الأسرة الخامسة والعشرين) - ضد سرجون في 714/713 ق.م. ولكن سرجون استطاع -في هجوم خاطف– القضاء على الثائرين في 711 ق.م وبخاصة لأن ملك مصر لم يسرع لنجدة ملك أشدود (أش 20: 3). واضح أن يهوذا –نزولاً على نصيحة إشعياء النبي- لم تشترك في ثورة أشدود (اش 20: 1-6) وهكذا نجت من الخطر في ذلك الوقت.
وفي 710 ق.م حقق سرجون انتصارات في كل مكان، فخضعت له في كل سوريا وفلسطين ومعظم سلسلة جبال زاجروس. وكانت أرارات تضمد جراحها، كما كان المصريون يسالمونه، ولكن العلاميين والفريجيين كانوا يعادونه، لكنهم لم يجرؤا على محاربته. وظلت بابل –تحت حكم مردوخ بلادان- شوكة في جنبه. ولكن في 710 ق.م زحف عليها للمرة الثانية وانتصر عليها نصرة فاصلة، هرب على أثرها مردوخ بلادان إلى عيلام. أخذت شهرة سرجون في ازدياد، وفشلت كل جهود الأعداء في النيل من الإمبراطورية الأشورية، التي بلغت أوج عظمتها وقوتها في السنوات الأخيرة لسرجون. وكان سرجون يحب –كقائد حربي- أن يعيش في كالح (نمرود) العاصمة الحربية للأمبراطورية، فأعاد تشييد قصر أشور ناصربال وأقام فيه. ولكن كبريائه دفعته إلى بناء قصر له في مدينته هو Mospaa . وفي 717 ق.م وسع أساسات قصره "قلعة سرجون" (دار شاروكين) بالقرب من خورسباد، واستغرق البناؤون في بنائها عشر سنوات. وقد قضى سرجون سنواته الأخيرة في سلام نسبي، فاستطاع في أثنائها أن يقوم بتلك المباني العظيمة، ووجه التفاته إلى تسجيل غزواته وأعماله العظيمة. ولكنه لقي حتفه في 705 ق.م قتيلاً في مناوشة على الحدود في آسيا الصغرى، ودُفن بعيداً عن وطنه، وخلفه ابنه سنحاريب على عرش أشور.
1. 1 ^ "معلومات عن سرجون الثاني على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2019.
2. ^ "معلومات عن سرجون الثاني على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.
3. ^ "معلومات عن سرجون الثاني على موقع id.worldcat.org". id.worldcat.org. مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 2019.

منقوول

أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى Digg أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى StumbleUpon أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى Google أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى Facebook أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى twitter أرسل "الملك سرجون الثاني ملك أشور من 722 - 705 ق.م" إلى Yahoo

الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى