قبيلة المسعود :-
معارك آل مسعود يحدثنا التاريخ إن القبائل العربية كانت دوماً في صراع وخصوصاً إذا ضاقت بها سبل العيش ، حيث كانت تذهب وراء الماء والعشب لأن معظمها من القبائل الرحّالة ، تذهب حيث يوجد المرعى الجيد ، لهذا تجد إن النزاعات مستمرة ، ولا نريد إن نؤجج الصراعات القبلية القديمة لذا سوف نذكر البعض منها دون السرد تجنباً من المداخلات مع إخواننا من باقي العشائر الأخرى ، وخصوصاً نحن أولاد آدم وآدم من تراب . وقد أشرنا إن أول معركة حدثت في تاريخ المسعود وتحديداً في العراق هي المعركة التي سميت فيما بعد ( بمعركة العطيشي )
وكانت هذه المعركة مع الشريف حسن أمير مكة والحجاز وكانت آل مسعود بزمن مشيخة عطيش بن شبرم وقد أنتصر فيها المسعود وقُتل فيها الشريف حسن الذي قَتَلَهُ عطيش بن شبرم وقُتِلْ هو الآخر أيضاً ، ونقل جثمان الشريف حسن إلى منطقة المعلّى ودفن فيها أما عطيش فقد دفن في المنطقة المسماة باسمه اليوم أي ناحية العطيشي . أما المعركة الثانية وقد دون العزاوي في كتابه تاريخ العراق بين احتلالين ج5 ص224 نقلاً عن دوحة الوزراء ص18 في حوادث 1141هـ – 1728م ما نصه ( ثم زاد عصيان بعض العربان عاثوا فقطعوا السبيل فأمر الوزير ( أحمد باشا )
بمطاردتهم والقبض على زعمائهم المعروفين فتمكن من القبض على دندن و شبيل و ( شبلي ) – وهنا المقصود شولي وقد أخطأ بالنقل أو الطبع – أما دندن فهو جد المناجعة فصلبوا الواحد بعد الأخر خلال شهرين ... فقطع بذلك دابر العصيان ) أنظر أخي القارئ جعلوا القادة المناضلين ضد الظلم والطغيان عصاة خارجين عن القانون لكي يصفو لهم الجو ويسيطروا على المسعود وهذه هي المؤامرة فقد كانت أيام الدولة العثمانية وقد أبلت فيها عشائر آل مسعود وبعض العشائر الأخرى فيها بلاء حسناً حيث كبدت القوات العثمانية خسائر جسيمة وبعد هذه المعركة بزمن أخذت
الدولة العثمانية الشيخ كنزوع شيخ عشيرة الهنداس وأخيه إلى الاستنانة في اسطنبول وبعد فترة عاد إلى العراق أخوه مركَب في حين فقد الشيخ كنزوع لحد الآن . أما المعركة الثالثة فكانت مع الأسلم حيث أن المسعود تغلبت على الأسلم وزاحتهم إلى مناطقهم الحالية وهذا دليل قد أشرنا إليه في هذا الكتاب وهل يعقل أن يتخاصم المسعود مع آبائهم الأسلم حسب ما يدعون ؟! أما المعركة الرابعة فقد كانت مع الدهامشة ، عندما قَتل طلال شيخ عنزة شيخ الدهامشة روكان ، حيث غادر الشيخ طلال المنطقة التي كان يسكنها مع قومه متوجهاً إلى العراق هارباً من ثأر الدهامشة لمقتل شيخهم روكان ، ولم تستقبل عشائر العراق أبو محروت الشيخ طلال كدخيل سوى قبيلة آل مسعود ، حيث رحبت به ، وواجبهم الدفاع عنه بكل ما يستطيعون وكان لعشائر
المسعود دور مهم في التصدي للدهامشة عندما دارت المعركة في منطقة ( العطيشي ) حيث استطاعوا إيقاف الدهامشة من الوصول إلى الشيخ طلال بعد أن انتصرت المسعود على الدَهامشة واستقر الشيخ طلال وعشيرته في ناحية الحر إلى أن توفى . أما المعركة الخامسة فكانت مع الزكَاريط التي هي بطن من شمّر حيث تغلبت المسعود في هذه المعركة على الزكَاريط وقد ذكر هذه المعركة سلمان هادي آل طعمة في كتابه عشائر كربلاء وأسرها ، إضافةً إلى هذه المعركة فهناك معركة أخرى مع ( اليسار ) وجميع هذه المعارك موثقة وفيها الكثير من الأراجيز والأشعار البدوية ، وتجنباً للإحراج لم نذكر هذه الأشعار . أما المعركة السادسة والخالدة في تاريخ هذه القبيلة العريقة عراقة نسبها ، فكانت ضد الاحتلال البريطاني ، حيث شاركت في هذه المعركة المسعود والذين
كانوا معهم وخصوصاً ، وقد حدثت هذه المعركة في منطقة السدة ، وكان أبرز قادة هذه المعركة هم علاوي المزعل وفواز العيفان وعزيز الفواز ومتعب السعود وكريم عواد وشلال المزعل ومن قضاء الهندية ( طويريج ) حمزة أبو ( جماغ ) الذي أصيب في هذه المعركة وآخرون . ومن أهم الخطط العسكرية التي استخدموها هي أنهم آتوا ( بعجل ) ولفوه بثياب و ( تبن ) ثم رشوا عليه الزيت وأحرقوه ووجهوه نحو معسكر الجيش البريطاني كي يذب الرعب بين أفراد المعسكر المستعمر و إحراق أعلاف الحيوانات المتواجدة مما أحدث حرائق في المعدات العسكرية ومشاجب السلاح
وأخذت عشائر آل مسعود تنقض عليهم بالأسلحة البسيطة وهي الفالة والمكَوار والسيف وبعض الأسلحة التي غنموها من الإنكليز ، وبالرغم من أن المعركة غير متكافئة استطاعت المسعود والعشائر المجاورة من مسعود ( طويريج ) حتى المسيب من الاستيلاء على المعسكر وأخذ كافة الأسلحة الموجودة في المعسكر مما ساعده على التصدي والوقوف بوجه الجيش البريطاني عندما أرسلت التعزيزات والإمدادات للجيش البريطاني حينما حاول التقدم لاحتلال مدينة كربلاء وقد تصدى رجال قبيلة آل مسعود والعشائر الأخرى للمحتل البريطاني ولم يسمحوا له باحتلال المدينة ، وعندما عُيّن الملك فيصل الأول ملكاً على العراق توقفت أعمال القتال منذ الاستعمار البريطاني وبعد ذلك لم يستقر الحكم في العراق في زمن فيصل.
