الزمان صعبـ يا سيّدي يا رسول الله
لقد عاد الشيطان الطريد ينسج في حياة الناس
نسيجَه الأسود القتّال من جديد. كان قد يئس أن
يُعبد هو من دون الله منذ فجر رسالتك المُسعدة ولكنّه
عاد يصدّ الناس عن سبـــيلك المــنزَّه الذي هو سبـــيل الله
وبدأ يلغو ويصخب ليحجب عن الآذان سماعَ نَبرتك التوحيدية
الحبيبة إنّه الامتحانُ لجماهير الناس والابتلاءُ الإلهيّ للبشريّة
ومـــن سنّة الله تعالى الامـــتحان ومن ســـنّة الله الابتـــلاء فَلَيعلَمنَّ
اللهُ الذين صَدَقوا ولَيعلَمنّ الكاذبين ولِيَعلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ ورسُلَهُ بالغيب
وأولئك الذين يَصدّون عن سبيل الله لا وزن لهم في ميزان الحقّ لا يأبّه الله
بهم ولا يبالي بَبْد أنّنا نحن المتمسّكين باسمك التابعين صوتَك في مواقع المحنة
وفي مواطن الاختبار نحن المأمورون دائماً ـ مِن قِبل الله تعالى ـ بالاستقامة وأنت تعرف
يا أكرم نبيّ من أنبياء الله أنّ الاستقامة صعبة التكاليف ؛ لأنّها تعني الرسوخ في منهاج الله
تعالى على كلّ حال وتعني الثبات في مواقع الولاية والبراءة والقبض على أشواك الجمر إنّ
الاستقامة الثابتة على صراط الله أمر صعب مُستصعَب أوَ لم تَقُل أيّها الحبيب الشفيق ـ إنّ سورة
(هود) قد شيّبَتْ منك الشَّعرَ النبويَّ المقدَس ؟ وما شيّبك في (هود) غير قول الحقّ العزيز: فاسْتَقِمْ
كما أُمِرتَ ومَن تابَ معك أمّا أنت ايّها النور العُلويّ المنزَّه الشريف فإنّك أنت الاستقامة المستقيمة
والصراط الصاعد إلى الله ولكنّ معاناتَك النبيلة إنّما كانت من أجل «استقامة» الذين تابوا معك فكيف
يستقيم أكثرهم على كلمة الله الصافية النقيّة وثَمّةَ تيّاراتُ الصراع وفتن الأهواء ؟!
اعذُرْنا.. يا حبيبنا يا رسول الله اعذُرْ منّا الغفلةَ والضَّعف.
واصفَحْ عمّا نجترحه بدوافع الوهن أو في مواقع الوهم
ونستغفر الله جلّ وعلا من كلّ ما يصدر منّا فيحزنك ويؤذيك
فأنت الناظر إلينا دائماً.. المعروضة عليك أعمالُنا كلّ يوم في
حياتك الأرضيّة وفي حياتك الملكوتيّة المقدّسة
ثَمّةَ آمال أخرى
نستنزلها مِن فَيض أياديك :
أن تَذكُرَنا ـ يا حبيبنا ـ في مقام الشفاعة الرحمانيّة في يوم الدين
لن تَخيبَ منّا الآمالُ هناك فيك.. يا حبيب إله العالمين ويا سيّد الشافعين

منقول