من طرائف البخلاء " ابو جعفر المنصور والشاعر الاصمعي "

ابو جعفر المنصور او يسمى بالدوانيقي " لبخله الشديد "
دعى الى من يكتب قصيده لم ينقلها من شاعر اخر وزن ماوزن بها ذهبا
وكان قد اتفق مع غلمان له في القصر ان يسمعوا مطلع القصيده ويحفظونها
ثم يستوقفه ويقول له قصيدتك مسموعه من قبل وليست لك فيتعجب الشاعر ويطلب من غلمانه قرائتها لانهم سمعوها وينسبونها الى اي شاعر فيطردونه ويجعلونه يشكك بامره
الى ان سمع بذلك الاصمعي شكوى الشعراء من ابو جعفر المنصور
فدخل عليه وقال له انا اوافق على شروط سيدي فقال له القي قصيدتك فقال الاصمعي قصيدته المشهوره " صوت صفير البلبل "

( صوت صفي البلبل هيج قلبي الثمل .... الماء والزهر معا مع زهر لحظ المقل
وانت ياسيدي لي وسيدي وموللي ...... فكم فكم تيمني غزيل عقيقلي
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجل .... فقال لا لالالا فقد غدا مهرول )
الى ان انتهى منها فتعجب المنصور منها واراد ان يحتال على الاصمعي فلم يفلح لان صبيانه لم يستطيعوا حفظ القصيده لصعبوة كلماتها
فاستسلم المنصور وقال للاصمعي اين القرطاس الذي كتبت عليه القصيده لكي نوزنه ونعطيك به ذهبا
فاعتذر الاصمعي وقال انا لااكتب قصائدي على ورق بل اكتبها على عمود من رخام وزنه يحمله اربعة من الحمالين
فاطرق المنصور وانفعل على غلمانه وخدمه
وقال اعطوه بوزن الرخام ذهبا فضحك الاصمعي وقال انا لااريد الذهب بل اريدك ان تعطي الشعراء الذين سبقوني حقوقهم
فجنى المنصور على نفسه


منقول