أولاً / الشعر الشعبي العمودي :

و هو مَبني على صَدر و عَجز و قافية واحدة أو أكثر و تـُستعمَل فيه كل اللهجات العراقية المُختلفة مثل اللهجة البغدادية أو المُوصِلـّية أو لهجة أهل الجزيرة أو لهجة أهل الرمادي أو لهجة أهل الجنوب ... حسب إنتماء الشاعر الجغرافي . و هو من أكثر أنواع الشعر الشعبي شيوعاً و إنتشاراً و يُعالج المواضيع المُختلفة. و هُـنالك آلاف القصائد من هذا النوع و هذه قصيدة للمُبدع مالك الحزين يُصَوّر فيها موقف لمّا أراد أن يُصارح حبيبته بحُبّـه ( لهجة سكـّان الجزيرة - وسط و شمال غرب العراق) :

إنتَ عينك على شِفـتي ..... و آنة عيني على الشِفايف
و آنة كِل عظامي تِرجف ..... إنتَ خايف و آنة خايف
شلون هَسّة ؟ مِنهو يحچي ؟ ..... مِنهو يبدي بالسوالف
إنتَ لو آني دِخيلك ..... مو هِمِت و گلبيي تالف
أدري بعيونك تحِبني ..... و گلبي لِعيونك مُوالِـف
بَس تعال للـّي يحچي كِلمة ..... بلا خجَل و بلا مَخاوف
ما خِجَلت بيوم مَـرّة ..... و بالحَچي شايف و عايف
و ياما ياما لساني غازل ..... و سَكـّتِت ياما مضايف
و هَسّة أريد أحچيلي كِلمة ..... مِرتِبك جسمي يتراجَف
و إنتَ شو هَم مِثلي تِرجف ..... و بالعَرَگ شو هَم مِثلي طايف
إشصار بينة ؟ إشمَر علينة ؟ ..... شكِثـر مَرّينة بمواقِف
ما خِجَلنة و ما رجَفنة ..... و ما نِبوگ العين طارف
چَنهة مو كِلمة أحبّـك ..... چَن جبَل بگلـَيبي واگف
و أريد أگِلـّك شِنهي هِـيّـة ..... كِلمة لو جُـرُم و مخالِف
شو أحبّـك حيل أحبّـك ..... كافي عَرگانين و ندَوّر مَناشِف

ثانياً / الشعر البدوي :

و ينتشر هذا النوع من الشعر في المناطق الغربية من العراق و لا يقـتصر نظمه على أهل البادية بل يتعدّاه إلى العديد من الشعراء في المناطق الحضرية . بحُكم أن نِسبة لا بأس بها من سُكـّان العراق كانوا من سُكـّان البادية و لِحَـدّ الآن .

و لشاعر كلمات كتبها بلهجة بادية العراق الجنوبية الغربية (أقرب للسعودية) :

گالت أحبك شوف هذه دَمعتي
گلت الدموع أشكال و تبكي التماسيح

گالت لي والله و گلت و إذيا حَلفتي
يحلف حرامي الليل لأجل التباريح

گالت حياتي ليل و إنتَ شمعـتي
گلت و يا بنت الناس أشري مصابيح

گالت إبّحر الشّوگ تاهَـت رحلتي
گلت البحور تخون خير المَلاليح

گالت وشّو هونت ؟ گلت إشّفهَمتي
ماني بغرامِك كِنت ريشة فوَسَط ريح

گالت و جرح الروح ؟ گلت إنجرَحتي ؟
گالت أجل مِنـّك شِفِـت التِجاريح

گلت و أنة شسَوّيَت ؟ إنتِ غِلطتـّي
حَبّيتي بَس الحُب يَبْـغـي تـَصاريح

گالت و فيه غيري ؟ گِلت إنهِـبَلتي ؟
گلبي خزينة شوگ و ماله مفاتيح

گالت إذَن الفراگ ؟ گلت و حِكمِتي
گالت تِظل نـَدمان ... گلت و فلا بيح

گالت إنتَ مَغرور گِلتِـلهة و إنتِ
كَذابة و تـُودّين في شِباكِك نِطيح

ثالثاً / الدارمي :

وهو صِنف من أصناف الشعر الشعبي و قد إشتهر في المحافظات الجنوبية و خاصة محافظة الناصرية و يتكوّن من بيتين فقط . و يُقال إنـّهُ سُمّيَ بـ ( دارمي ) نِسبةً إلى بلاد كانت تـُسَمّى (دار مَي) و نشأ فيها هذا النوع من الشعر و هو يطرح مشاكل أو مواضيع بإسلوب مُكـَثـّف و جميل .
و يأتي الدارمي لعدة أغراض منها :1- الترحيب بالضيف:


أهلاً و سهلاً بيك و أكثر بـِالوياك
الگلب گبل العين فـَـز و تـِلگاك

2- التحذير لِئلاّ يَحزن الذي يزورهم بفراق العزيز:

بالك تمُر بالدار عَـنهة إشمر بعيد
دار العَـزيز هواي نـَوح و بَچي تريد

فـَيُرَد عليه :

عَمْداً أمر بالدار و النوح أزيده
و أسمَع صَداهة يگول راح التِريده

أو :

عَمداً أمر بالدار و أشبَع مَغـَمّة
و أبْچي بَچي المَفطوم من يذكر اُمّه


3- آخر يشكي حَظـّه المُتعـَثـّر:

الدِنية بَس وياي شدّت عَداوة
ولا واحد من الناس لِجروحي داوَة

فيُؤيدهُ آخر :

الدِنية لِلتِهواه ترگِص إمفـَرعـة
و آنة تِجيني بموس و تگِلـّي إبلعَه

4- آخر يَشكي فـُرقة الأخوان:

يا عازة الخـُوّان عازتهة عازة
و الما وراهة صِياح وَحشة الجـِنازة

و يُرَد عليه :

چا شِلـّي بالخـُوّان و الما ينفعون
عود من أموت إيجون وَيّ اليشَيعون


رابعاً / الأبوذيّة:


هو أحد أنواع الشعر الشعبي و يتكوّن من أربعة أشطر تـُسَمّى البيت . الثلاث الأولى تنتهي بلفظ واحد أو مُتـقارب جدّاً و الشطر الرابع لا بُدّ أن ينتهي بكلمة نهايتها ( يـّة ) و يسَمّى الرباط ولا بُدّ لِلـَفظ المُشترك في الأشطر الثلاث أن يكون في كلّ شطر يعـطي مَعنىً غير الشطرين الآخرين و بذلك يكون لفظ واحد بثلاث معاني.

و أوّل من قال و نظم شعر الأبوذيّة هُم أهالي سوق الشيوخ و لديهم باعٌ طويل في نـَظمِه بالإضافة إلى باقي أنواع الشعر الشعبي. و تـتمَيّز الأبوذيّة أنّها تـُنظـّم في الأحزان و الفـُراق و لِذا أخذ إسمه مِنها ( أبو الأذيـّة ) و شاعت الأبوذيّة بهذه الصيغة نتيجة اللـّهجة العاميّة لِلمَنطقة.

مثال على ذلك :

ياروحي لِليُودّچ حَيَل وِدّيه
إله حِنـّي و چثير الشوگ وَدّيه
عَلي واجب لزوم أگضيه و أدّيه
إلك ياللـّي كِثـَر فـَضلك عَلـيّة

و حَگ آية عَصا موسى و سينا
إلك حَثـّت رجايبنه و سينا
إلك حِسن النبي يوسف و سينا
إلي و النور إلك و النار إلِـيّة

كِل مُغـرَم برَت عِلـّته وناله
سعيد اللي حِضة بشَخصك و ناله
الطارِش من سِمَع نوحي ونى له
تِرَك شِغله و بچة رَحمة عَليّة

بنار الهَجر يا مُهجة دِموعاي
على مصابي السِمَة تمطر دموعاي
شما هَلـّن يادندوشة دموعاي
حَسناتـِچ تِتبَدّل بألف سَيّة

ياروحي بَسّچ من اللـّوم عِنـّي
و طارش لِليوِدّچ دوم عَنـّي
شلون أنشِد على الما نِشَد عَنـّي
أوِنـّن عَاليوِن دايم عَليّـــــة


و الأبوذيّة أنواع :

* المطلق و المولد :


هاتان التسميتان هما لنمط واحد من الشعر و هو النمط التقليدي للأبوذيّة و لكن يكمن الفرق بأن الأبوذيّة المطلق تأتي من فِـكر الشاعر و إحساسِه كما في هذه الأبوذيّة :


تشوف همومي بعيونك و تـَرها
و تغيب و تِگطع بروحي وَترها
يرَهّيك الوكِت ياسْمر وَترها
وتصير إنتَ أبو الرّاهي عَليّة


* أما الأبوذيّة المولد فيكتبها الشاعر مُستعيناً بخيال غيره من شعراء الفـُصحى و ذلك بأن يبدأ الأبوذيّة ببـيـت أو بـيتيـن من الشعـر الفصيح و من ثم يـبني عليهم أبوذيّـته كما في المثال التالي :


يقولون لـَثم الغانيات مُحَرّمٌ و سَفك دَماءِ العاشقين مُباحُ
لا بُدّ من حي الحبيب زيارة ولو رُكّـزت حولَ الخيامِ رماحُ

روحي برَشِف خـَدّك من عداهة
أحب وَصلك و أهابك من عداهة
فراگك يوم أحمله من عداهة
أزورك لو تصير أحزاب إليّـة


* الأبوذيّة المِشط :


هي مجموعة من الأبوذيّات المُتصلة المُترابطة و كل ثلاثة أشطر تليها ثلاثة أشطر أخرى أما الشطر الرابع المُكَمّـل للأبوذيّة فهو يأتي في نهاية المطاف بعد أربع أو خمس أبيات و أكثر كما في هذا المثال :


الدَهر يا صاح بالفـُرگة ولانة
ولا نوبة إنكِسَر گلبي و لانة
لا إنتَ عرَفِت الحُب ولا نة
نِسينا الشوگ و أخلفنا وَعَدنة
وعلى الهِجران رَدّينة و عِدنة
هذا من الوكِت و الحب وَعَدنة
يفـر بـيّـة الوكِت نوبة و أفر بيه
و من ثلج العمر دَربي وَفـَر بيه
أشرد وَيَن أنة بگلبي و أفـُر بيه
بـدَرُب مَسْدود و مَتية مَحَلـّة
دموعي چَم ذنب گلبك محله
بعد طير بضباب أبداً محله
ولا أظن بعد نِتلاگة سُويّـة


* الأبوذيّة المدوّرة :

يُطلق على الأبوذيّة بالمدوّرة عندما يكون المَعني بالشطر الثالث غير واضح و مَبتـور فيُـكمّله البيت الرابع كما في المثال الآتي :


عَگلي يا ترِف حُبّـك و جَن بيك
من الجوري يامَحبوبي وَجَن بيك
إجيت إنتَ على وَعدك و إجَن بيك
ليالي الفـَرَح و أيّـامي زِهِـيّـة


* التطريز بالأبوذيّة :

فن التطريز فن قديم تواجَد في الشعر العربي الكلاسيكي و تواصل إلى الأبوذيّة و يُقصد منه بأن يبدأ جميع الأشطر بأحرف إسم مُعيّن كإسم الحَبيبة أو الصديق أو ما شابَه ذلك كما في هذا المثال المُطـَرّز بإسم زينب :


ز - زهرة بغـصِن عُمري تفوح بـِتـنة
ي – يا صورة على وسادة فـَرَح بـِتنة
ن – نـَغـَم رافـَگ بتوت الگـلب بتنة
ب - بشاير فرَح مِنهة تهـِل عَـليّـة


خامساً / الزهيري :


و هو من أنواع الشعر العراقي الجميلة و فيها يكون الزهيري مُكَـوّن من سَبعة أبيات الثلاثة الأولى تنتهي بكلمة و الثلاثة الثانية تنتهي بكلمة أخرى ... لِـيعود البيت السابع ليُخـتـَم بنفس الكلمة في المَجموعة الأولى بشَرط أن تـتـشابه كـُل مجموعة من الكلمات لفظياَ و تختلف في المعنى .
و هذا البيت من الزهيري مثال على ذلك ( بلهجة أهل الرمادي ) :


بغداد ما تِنحني لا تظن تِذلها الهَمَر
بغداد تـُبقة عـَلم و شكـَم غـزو إلهة مَر
خـَيْرات تِسگي البشر و إللـّي أنسكة إلهة مر
تِسألني ظـَلـّت زِلِـم ؟ إي والله ظـَلـّت أجَـل
تِضرب و يشهَد زُحَـل ما نال مِنهة وِجَـل
سيفك يَخَي جَرْدَه كِـل روح و إلهة أجل
حتـّى الگلب ينمرد لـَمّن يشوف الهَمَر

أو البيت الآخر للشاعر المُمَيّـّز مالك الحزين ( لهجة وسط و شمال غرب العراق) :


ما رحتي هذا الگلب بوصال مَرّة إنتِ
و مَرّنتي گلبي على الهجران مَرّنتيه
رِدنة تـُمِرّين مَرّة بشوگ مَرّة إنتِ
ما رِدنة مِنـّچ ذهب بَس شوف وَجهـِچ بس
و شَحّـيتي بمواصلِـج ليما هِرشنة يبَس
حِلوة و شَبيهة گـُمَر و عيون تِسحَر... بَس
مَرّة إنتِ رُغم الحَلاة البيـچ مُـرّة إنتِ


و تـتفرّع عن الزهيري أنواع أخرى مثل اللغـز و الذي تكون فيه كلمات الزهيري مُشتـقـة من كلمة واحدة

مثل قول الشاعر :

عيونك دِيرتي تِدري و داري
و دِرَت ديرَتنة يا دِرّتي أداري
بيك و ما داري و أداري
دموع العين لو سالت و سالت
سؤال تريد ما تسإل و سالت
سَل عَـنـّي تِسَلـّي روح سَلـّت
سِألتـك بالـذي عالِـم و داري


و كذلك قول آخر لمالك الحزين :


دُور بدينـَك يا غالي الروح في دينك
إنك تِجافي الذي مَديون إله ديَـنك
بالعَجَل جَـتـّي النهاية و تـَونة بادينك
ورَيَت گلبي و لا عالماي تِحضَرني
و طيوفك بشوگ كِل مِشوار تِحضرني
چانت اُمنيتي گبل لا أموت تِحضرني
تِغـَمّض لي عيني يا ساهي العين بإيدينك


سادساً / العتابة :

و هي تشبه الأبوذيّة من ناحية إشتمالها على أربعة أبيات إلا أن البيت الأخير ينتهي بكلمة تنتهي بالمقطع ( اب ) و هذا النوع غالباً ما يزدهِـر في المناطق الوسطى و الشمالية من العراق
و مثال ذلك قول الشاعر (لهجة وسط و شمال غرب العراق _ بادية الجزيرة ) :


ما غاب طـَيف الولِف من يوم وَدّعتو
و گليبي بيدو أمانة وياه وَدّعتو
و نِخيت رَبّ العَـرش يا عالي و دِعيَـتو
تِلهَم رويحي الصَبر و تِـرجّع اللي غاب
هَمّيتو گلبي بعشِگ و بشوگ ما رِحتوه
و إن رحتو عن ناظري عن بالي ما رِحتو
ساري بدروب العشِگ و أدريني ما رَح توه
لاني دِليلي العشگ و الشوگ للأحباب
منقول