حوار بين الله والانسان‏ do.php?img=131


جرى حوار بيني وبين إنسان لأسأله بعض الأسئلة التي كانت تضنيني بالتفكير والاستغراب والشك

أنا : لماذا خلق الله الانسان هل لكي يبقى شقيا ومتعب وهو العارف أنه سيخرج من الجنة؟

هو: الله خلق الانسان لأنه يحبه، فالله يقول: لذتي وتمتعي ببني آدم كبيرة، فخلقت له الجنة وجعلته يتسلط على كل ما فيها! ولكني أردت له ان يكون حراً بتفكيره، فخلقته مخيراً لا مسيراً ليتميز عن الحيوانات.

انا: لماذا اخرج الله الانسان من الجنة ما دام يحبه؟

هو: الله لم يخرج آدم من الجنة، بل آدم هو من اختار معصية وعدم طاعة الله من خلال الأكل من ثمرة تركها بالفردوس وحيدة بين أشجار كثيرة ولكن لكي يعرف مدى طاعته ومحبته لرضاء الله طلب منه أن لا يأكل منها لأنه موتاً سيموت. وهذا ما حصل.

انا: لماذا أرسل الله رسل ووضع شرائع صعبة ليعود الانسان للفردوس، لماذا لم يكن الله حنونا عليه ويعيده الى الفردوس بدل الشقاء؟

هو: الله رحيم جدا جدا، ولكنه أيضا عادل، لو أعاد الانسان للفردوس بدون العقاب لكان رحيم ولكنه سيفقد صفة العدل! بالمقابل الانسان لم يستطع الايفاء بمتطلبات الصلاح والتوبة والاستغفار، فإبن آدم (قايين) قتل أخيه (هابيل) بسبب الغيرة.

انا: لماذا الله أرسل كل الرسل ومع ذلك كانوا هم انفسهم ليسوا كاملين بل يصنعوا المعصية والخطية بلا استثناء؟

هو: هذا يثبت ان كل البشر خطائين! وبالتالي لا يستطيع احد ان يجاهر بالصلاح امام عظمة الله الكامل والصالح!

انا: ما هذا الظلم، بزمن طوفان نوح لم يشفق الله على أحد ؟ لماذا؟

هو: نوح كان ينادي لآخر لحظة بالتوبة واللجوء للفلك (السفينة)، ولكن احدا لم يستجب له بسبب غرق الناس بالمعصية والخطية وعدم سماع صوت الله المنادي بالتوبة والعودة لله وطريقه.

أنا: ما هو الحل لعقدة المعصية؟

هو: بالماضي كان الله يطلب سفك الدماء (الموت ثمن المعصية) فكان الانسان كلما يخطيء عليه ذبح الخراف بدل خطاياه، ولعل قصة ابراهيم مع ابنه عندما أراد ذبحه لارضاء الله، ولكن الله أرسل له كبشاً فدية عن ابنه، ومن هنا ابتداء فكرة الموت والفداء بالانابة.

أنا: لماذا أختار الله أن يتجسد ويعيش كالبشر تاركا عرشه؟ هل الله ترك الكون بفراغ وتجسد؟

هو: الله عندما تجلى بصورة شجرة ملتهبه امام موسى لم يترك حكمه للكون ولا عرشه، كما انه عندما أرسل كلمته وعقله (المسيح) بشكل جسد، لم يتأثر جوهره ولا وظيفته ولم تنتقص الوهيته بشيء. فالشمس كلنا نشبع من نورها وحرارتها ولكنها تبقى الشمس!

انا: وهل الله واحد ام ثلاث؟ وهل اله لديه أولاد مثل البشر؟

هو: الله واحد بثلاث أقانيم، الله الخالق القادر على كل شيء يسمى اصطلاحا بالآب، والإبن وهو كلمة الله وعقله المتجسد، وكلمة ابن لا تعني البنوية البشرية بل تعني الى المصدر (فلا إبن الجزائر لا يعني ان الجزائر لها أبناء من زواجها، فهذا يسمى النسب إلى)، والروح القدس هو روح الله... للتبسيط: النار لها لهيب وضوء وحرارة ولكنها كلها نار ولا تنفصل عن بعضها بل هي كيان واحد متجلي بأشكال 3 لا تتناقض مع بعضها البعض.

أما لماذا تجسد الله بالمسيح ولماذا مات على الصليب: فهي قصة طويلة سأسردها بنقاط بسيطة:

الانسان صنع حاجزا خطيرا هو حاجز المعصية والخطية، فصارت الخطية هي الفاصل بين الله والانسان.
الله حكمه عادل وقانونه واضح: الخطية والمعصية ثمنها الموت
لصنع فداء ومصالحة لمحو الخطية الاصلية والخطايا اللاحقة لا بد من موت، ولكن ليس بخروف ولا كبش، بل محتاج الى دم يكفي للعالم كله، وبالتالي نحتاج إلى شخص بالمواصفات التالية:
3-1 ان يكون الذبح (الذبيح) كامل بلا عيب – حسب شروط الله للذبيحة

3-2 أن يملك إرادة الحياة والموت، أي ان يكون قادر على التطوّع بحياته فداء للآخرين

3-3 أن يمتلك حياته (ان لا تكون ملك لآخر) لأن المملوك لا يصنع القرار بل هو رهينة للمالك

3-4 أن يكون لا نهائي حتى يفدي عدد لا نهائي من الناس والخطايا

3-5 أن يكون بلا خطية، لأن المدان لا يستطيع كفالة احد، والمجرم لا يستطيع اخذ الحكم عن مجرم آخر

3-6 ان يملك طبيعة انسانية وإلهية ليصنع المصالحة بين الانسان والله



أنا: فمن هو الله المتجسد وهل مات وانتهت الحكاية؟

هو: انه المسيح عقل الله الناطق ونطق الله العاقل، مات على الصليب بملء إرادته، ولكنه قام باليوم الثالث، وقبره الفارغ لا زال موجود، كما ان كفنه أيضا لا زال موجود ومثبت حسب العلم الحديث والآثار التاريخية.

أنا: اين هو المسيح اليوم؟

هو: لقد صعد إلى السماء بجسد ممجد وأبدي، وهو جالس بالسماوات ليتشفع بالبشر.

انا: إذا هل كل الناس سيدخلوا الفردوس ما دام المسيح مات عنهم؟

هو: بالطبع لا، وساعطيك مثالا بسيطا لتوضيح القصة، جال احد التجار في السوق، ومعه كميات كبيرة من الفاكهة، وبوسط السوق أخذ يصيح: الفاكهة اليوم من احسن الانواع واطيبها، وهي مجانية! مجانا يا ناس مجاناً!

مر الكثير من الناس والكثير منهم لم يصدق أن أحد يوزع افضل الفاكهة مجاناً!! ولكن البعض جرّب وبالفعل نال الفاكهة مجاناً! وهكذا هو فداء الله بالمسيح مجانا لمن يقبل. ومن هنا قال الله لنا " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" . إذاً من يؤمن ويقبل عمل الله الكفاري ينال الغفران والفداء والحياة الابدية.

انا: وماذا عن الذي يقبل بهذا العمل الكفاري؟ هل سيخطيء مرة اخرى؟ وهل يصعد للسماء مباشرة أم يبقى على الارض؟

هو: الله يقول: أوصيكم ان لا تخطئوا وان اخطئتم فلكم شفيع عند الله، أنه المسيح الذي مات لاجل خطاياكم. اما من يؤمن فسيبقى على الارض بهدف الشهادة عن غفران المسيح وانتظار مجيء المسيح على الارض او الانتقال من الحياة المؤقتة للحياة الابدية.

انا: يا الله ما أروع هذا الكلام... ماذا علي ان افعل لكي أصبع من ابناء الله الوارثين للحياة الابدية؟

هو: فقط تكلم بقلب مؤمن بالله وعمله من خلال المسيح على الصليب، وقل له: اللهم ارحمني انا الخاطيء، اتوب يا رب عن خطاياي وعن الماضي الذي كنت به عاصيا لك ولكلامك، اقبلني يا رب وغيّر حياتي لأتبعك كل أيام حياتي...

أنا: آمين، يا رب إرحمني واقبلني لأعيش لك ومعك وادخل الى الفردوس الأبدي على حساب دم المسيح الذي سفك على الصليب، واعدك يا رب أنني سأخبر كل الناس عن قصة الحب العجيب والفداء العظيم


فيما يلي الكيفية التي بها تقدر أن تقبل المسيح

يمكنك قبول المسيح الآن بالصلاة الواثقة بالله. (الصلاة هي محادثة مع الله). الله يعرف قلبك ولا تهمه اللغة التي تستعملها بمقدار ما يهمه إخلاصك القلبي.

نقترح عليك الصلاة التالية

يا سيِّدي المسيح، أنا أحتاجُ إليك. أشكُرُكَ من أجلِ تضحيتِكَ على الصليبِ لتفدِيَني من عقابِ ذنوبي، وأؤمن بقيامتِكَ منتصرًا عن الموتِ. أنا عارفٌ بمعصيتي وأتوبُ عن سيئاتي.
وأقبلُكَ سيدًا لي ومنقذًا لحياتي من نارِ جَهنَّم. أشكُرُكَ لأنك غفرْتَ آثامي وأدخلتَني حياةَ الخلودِ معَكَ في السماء. يا سيِّدي، اجعلْني مِن أتباعِكَ الصالحينَ الذين يُرضونَكَ. فأهتدي بنورِكَ في كلِّ الأوقات. آمــــين