حَدِيث دارمية الحجونية
وبالاسناد عَن الْعَبَّاس بن بكار وَالْحُسَيْن بن أَسد الطفَاوِي قَالَا حَدثنَا سُهَيْل ابْن أبي سُهَيْل الهُجَيْمِي التَّمِيمِي عَن أَبِيه عَن عمته قَالَت حج مُعَاوِيَة سنة من السنين فَسَأَلَ عَن امْرَأَة من بني كنَانَة تنزل الْجحْفَة يُقَال لَهَا دارمية الحجونية وَكَانَت امْرَأَة سَوْدَاء كَثِيرَة اللَّحْم فاخبر بسلامتها فَبعث إِلَيْهَا فجيىء بهَا فَلَمَّا راها قَالَ لَهَا كَيفَ حالك يَا بنت حأم قَالَت بِخَير وَلست لحأم وَلَكِنِّي ابْنة أَبِيك وَلنْ يضر الْمَرْء نسب أمه قَالَ صدقت فَهَل تعلمين لم بعثت اليك قَالَت يَا سُبْحَانَ الله الْعَظِيم لَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله قَالَ بعثت اسألك علام أَحْبَبْت عليا وابغضتني وعلام واليته وعاديتني قَالَت أوتعفيني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من ذَلِك قَالَ مَا كنت بفاعل وَلَا اعفيك قَالَت أما إِذا أَبيت عَليّ فَإِنِّي أَحْبَبْت عليا على عدله فِي الرّعية وقسمته بِالسَّوِيَّةِ وابعضتك على قتالك من هُوَ أولى بالامر مِنْك وطلبك مَا لَيْسَ لَك وواليت عليا على حبه الْمَسَاكِين واعطائه أهل السَّبِيل وفقهه فِي الدّين وبذله الْحق من نَفسه وَمَا عقد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْولَايَة وعاديتك على ارادتك الدُّنْيَا وسفكك الدِّمَاء وشقك الْعَصَا قَالَ مُعَاوِيَة فَلذَلِك أنتفخ بَطْنك وَكبر ثديك وعظمت عجزتك قَالَت يَا هَذَا بهند وَالله يضْرب الْمثل قَالَ مُعَاوِيَة يَا هَذِه ارفقي فَإِنِّي لم اقل إِلَّا خيرا إِنَّه إِذا أنتفخ بطن الْمَرْأَة تمّ خلق وَلَدهَا وَإِذا كبر ثديها حسن غذَاء وَلَدهَا وَإِذا عظمت عجيزتها ثقل مجلسها فَرَجَعت وسكنت ثمَّ قَالَ لَهَا مُعَاوِيَة هَل رَأَيْت عليا قطّ قَالَت اي وَالله لقد رايته قَالَ كَيفَ رَأَيْته وَقَالَت رَأَيْته شثن الْقدَم والكف لم يعب بِالْملكِ وَلم تشغله النِّعْمَة قَالَ فَهَل سَمِعت كَلَامه قَالَت نعم قَالَ كَيفَ سمعته قَالَت كَانَ يجلو الْقُلُوب من الْعَمى كَمَا يجلو الزَّيْت الطست من الصدأ قَالَ صدقت هَل لَك من حَاجَة قَالَت أَو تفعل ذَلِك إِذا سَأَلتك قَالَ نعم قَالَت تُعْطِينِي مائَة نَاقَة حَمْرَاء والف راعية من رواعي نجد فِيهَا فحولها وغلمانها قَالَ لَهَا مُعَاوِيَة مَا تصنعين بهَا قَالَت اغذو بألبانها الصغار واتحف بهَا الْكِبَار واصلح بهَا بَين الْعَرَب قَالَ فان اعطيتك هَل احل مِنْك مَحل عَليّ بن أبي طَالب قَالَت يَا سُبْحَانَ الله أَو دونه قَلِيلا فأنشا يَقُول ... إِذا لم أجد بالحلم مني عَلَيْكُم ... فَمن ذَا الَّذِي بعدِي يؤمل للحلم ... خذيها هَنِيئًا واذكري فعل ماجد ... حباك على حِين العدواة بالسلم ...
ثمَّ قَالَ لَهَا وَالله لَو كَانَ عليا مَا اعطاك شَيْئا قَالَت لَا وَالله وَلَا وبرة وَاحِدَة من مَال الْمُسلمين يعطيني قَالَ لَا وَالله وللمسلمين مثل ذَلِك ثمَّ أَمر لَهَا بِمَا سَالَتْ وردهَا إِلَى منزلهَا مكرمَة