بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وقال زيد بن أسلم:لما نزل: ((من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا)) قال أبو الدحداح:فداك أبي وأمي يا رسول الله إن الله يستقرضنا وهو غنى عن القرض ؟ قال:نعم يريد أن يدخلكم الجنة به .قال:فإني إن أقرضت ربى قرضا يضمن لي به ولصبيتي الدحداحة معي الجنة ؟ قال:نعم قال:فناولني يدك ، فناوله رسوله الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يده.فقال:إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية ،والله لا أملك غيرهما ، قد جعلتهما قرضا لله تعالى.قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:اجعل إحداهما لله والأخرى دعها معيشة لك ولعيالك ، قال:فأشهدك يا رسول الله أنى قد جعلت خيرهما لله تعالى ، وهو حائط فيه ستمائة نخلة.قال:إذا يجزيك الله به الجنة. فأنطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول:هداك ربى سبل الرشاد إلى سبيل الخير والسداد بيني من الحائط بالوداد فقد مضى قرضا إلى التناد أقرضته الله على اعتمادي بالطوع لا من ولا ارتداد إلا رجاء الضعف في المعاد فارتحلي بالنفس والأولاد والبر لا شك فخير زاد قدمه المرء إلى المعاد قالت أم الدحداح:ربح بيعك بارك الله لك فيما اشتريت ، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول : بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى ما لديه ونصح قد متع الله عيالي ومنح بالعجوة السوداء والزهو البلح والعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اجترح ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر ، فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:كم من عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح .1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير القرطبي3/237