تنتشر فى المجتمعات الشرقية والغربية المنتجات العشبية التى تزيد القدرة والرغبة الجنسية (Aphrodisiac)، وتلقى هذه المنتجات رواجا كبيرا خاصة فى مجتمعاتنا الشرقية.

يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، تزداد يوما بعد يوم معدل استهلاك هذه المنتجات فى مجتمعاتنا العربية، فى إطار تنافس شديد بين المنتجين لتلبية رغبات السوق بعد ازدياد الطلب عليها، ولكن نحن هنا بصدد المنتجات العشبية التى تقلل القدرة والرغبة الجنسية (Anaphrodisiac) على عكس المنتجات السابقة، فالأعشاب التى تقلل القدرة الجنسية منتشرة أكثر فى المجتمعات الغربية، وليس لها رواجا فى المجتمعات الشرقية، وبالرغم أن تقليل الرغبة الجنسية لأول وهلة نظن أنه يعتبر آثارا جانبية، ولكن فى المجتمعات الأوربية تعكف الشركات على إنتاجها لعلاج حالات معينة تستلزم تقويم وتقليل القدرة الجنسية فى بعض الحالات وهذه المنتجات معروفة فى أوروبا وأمريكا، لأن طبيعة هذه الشعوب تعكف على علاج أى مشاكل جنسية دون خجل أو خوف.

ومن أمثله الحالات التى تستلزم العلاج بأدوية تقلل القدرة الجنسية علاج بعض المشاكل الزوجية الناجمة من عدم وجود اتزان جنسى بين الطرفين، ويتم استخدام هذه العقاقير لتقريب الرغبات الجنسيه للزوج والزوجة حتى لا تتفاقم المشاكل الزوجية، وقد يستخدمها أحد الطرفين عندما يكون الطرف الآخر مصاب بحالة مرضية تستلزم عدم ممارسة الجنس لفترات معينة مثل بعض فترات الحمل لو كانت الزوجة معرضة للإجهاض، وفى بعض الأحيان يتم استخدام هذه المنتجات لتقويم الرغبات الجنسية لبعض المراهقين فى المؤسسات الإصلاحية، وبالطبع يستخدمها بعض الأطباء النفسيين فى علاج مشاكل نفسية لسن المراهقة، وبين الأزواج، وفى بعض حالات الانعزال الاجتماعى، وأحيانا تستخدمها الشعوب الغربية لترشيد طاقة الفرد فى بعض المواقف التى تستلزم استجماع قواه فى بعض المواقف مثل ازدياد أعباء العمل فى فترة معينة مما يحتاج مزيدا من الطاقة الجسمانية والذهنية الموجهة فى اتجاه واحد لإتمام هذه الأعمال.

وبالرغم من وجود العديد من الأعشاب معروف عنها تقليل الرغبه والقدره الجنسيه ولكننا كعادتنا لن نتطرق إلا للأعشاب التى تم اثبات قدرتها على تقليل الرغبه الجنسيه بالدلائل والبراهين العلميه وتم نشر هذه النتائج فى بعض الدوريات والمجلات العلمية.
يأتى فى مقدمة هذه الأعشاب العرقسوس المعروف علميا باسم Glycyrrhiza glabra فقد أكدت بعض الأبحاث والدراسات مثل التى أجريت فى جامعة كاليفورنيا سان ديجو أن تناول 25 جرام من العرقسوس يقلل إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وهذا الهرمون هو المسئول عن زيادة الرغبة والقدرة الجنسية لدى الرجال.

وقد حذرت بعض الدراسات البحثية فى إيران وإيطاليا من ضرورة الإقلال من تناول العرقسوس والحلوى وبعض أنواع العلكة (اللبان) التى تحتوى على العرقسوس بنسب عالية للرجال، لاحتوائه على مادة glycerrhizic acid التى تقلل إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجال ويزيد من إفراز الإستروجين لدى السيدات، مما يكون لها تأثير مثبطا للقدرة الجنسية للرجال وتزيدها قليلا لدى السيدات، وقد أعلن بعض الباحثون تحذيرا مدويا فى مؤتمر بإنجلترا عن خطورة تناول كميات كبيرة من العرقسوس على القدرة الجنسية للرجال.
نأتى بعد ذلك لعشب حشيشة الدينار المعروف علميا باسم Humulus lupulus وهو نبات كان يستخدم للزينه قديما، وأصبح يستخدم حديثا كمهدئ لعلاج حالات الأرق وبعض الأمراض العصبيه، وقد أثبتت الأبحاث الحديثه قدرة حشيشة الدينار على انبساط العضلات مما يسبب ارتخاءا وتقليل الانتصاب لدى الرجال ويسبب جفاف فى جدار الرحم لدى السيدات.
وقد أجريت دراسات على ذكور فئران التجارب ووجد أن تناول 25 – 50 مجم لكل كجم من وزن الفأر من خلاصة حشيشة الدينار قد تسببت فى تقليل الرغبة الجنسية لذكور الفئران، وهذه العشبة لها تأثيرات تقلل افراز التستوستيرون لدى الرجال مما يكون لها تأثيرا سلبيا على القدرة الجنسية.

وأخيرا نتطرق لعشب البردقوش أو المردقوش المعروف علميا باسم Origanum majorana وهو نبات عطرى ينتمى لعائلة النعناع العائلة الشفوية، ويعتبر الزيت الطيار لهذا النبات لها تأثيرا هرمونيا خاصة على الرجال فهو يقلل القدرة الجنسية لدى الرجال، وقد أكدت الأبحاث هذا التأثير بتجربة الزيت الطيار للمردقوش على بعض الفئران، ونظرا لأنه مدر للطمث فهو محظور استخدامه أثناء الحمل، لأنه قد يسبب النزيف والإجهاض ويعتبر المردقوش من أشهر التوابل التى تستخدم فى المأكولات خاصة المأكولات المكسيكية، والمثير للسخرية أن هذا العشب رغم أنه يقلل القدرة الجنسية للرجال، ولكنه موجود فى بعض المنتجات الوهمية غير المرخصة، ويعلن عنها فى بعض وسائل الإعلام العربية وعلى شاشات الفضائيات ويعتبر هذا أحد مؤشرات لجهل منتجى هذه المستحضرات مجهولة المصدر.