جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

فلا يخفى أن علـم الأنسـاب علم مندوب إليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) وذكر البلاذري عن المدائني ، عن أبي الزناد ، عن أبيه ، أنّ عبد الله بن عمر قال لابنه واقد : انسُب نفسك وأمهات أبيك ، فلم يعرف ذلك ،فقال : يا بُنيَّ إن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه ، ولم يقض حقاً .
والعرب تعني بأنسابها لتصل رحمها ، وليُعرف الأصيل وتتقوى به قبيلته في كل ما يعنيها سلماً وحرباً ، وتحذر الدخيل الذي قد يخش من جهته الخذلان .
وقد اهتم به العلماء في القديم والحديث ، فبينوا أنساب قبائل العرب عامة ، ووضعوا في ذلك المؤلفات العديدة المفيدة :
فوضع هشام بن محمد السائب الكلبي النسّابة ( ت204ﻫ ) كتاب ( جمهرة النسب ) .
ووضع أبو جعفر محمد بن حبيب ( ت245هـ ) كتاب ( مختلف القبائل ومؤتلفها ) ووضع أبو العباس محمد بن يزيد المبرد ( ت286ﻫ )كتاب ( نسب عدنان وقحطان ) .
ووضع الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ابن المغربي ( ت418ﻫ ) كتاب ( الإيناس في علم الأنساب ) .
ووضع أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ( ت456ﻫ) كتاب ( جمهرة أنساب العرب ) .
ووضع الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي ( ت463ﻫ ) كتاب ( الإنباه على قبائل الرواة ) وكتاب ( القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم ) .
ووضع أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي ( ت821ﻫ ) كتاب ( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ) .
ووضع أبو الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي ( ت1246ﻫ ) كتاب ( سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) على شكل مشجرات .
واهتم بعضهم بأنساب الأشراف خاصةً ، وله في ذلك تآليف عديدة :
فوضع النسّابة المؤرخ الشهير أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ( ت279 ﻫ ) كتابه الشهير ( أنساب الأشراف ) .
ووضع أبو الفرج على بن الحسن الإصبهاني ( ت356ﻫ)كتاب ( مقاتل الطالبين ) .
ووضع أبو النصر سهل بن عبد الله أبو داوود البخاري ( حياً341 ﻫ ) كتاب ( سِرّ السلسة العلوية ) .
ووضع السيد الشريف النسّابة نجم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري ( ق5ﻫ) كتاب ( المجدي في أنساب الطالبين ) .
ووضع السيد عز الدين أبو طالب اسماعيل بن الحسين بن محمد المروزي ( حياً614ﻫ ) كتاب ( الفخري في أنساب الطالبين ) .
ووضع الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي ( ت620ﻫ ) كتاب ( التبيين في أنساب القرشيين ) .
ووضع العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ( ت694ﻫ)كتاب ( ذخائر العقبي في مناقب ذووي القربى ) .
ووضع المؤرخ النسابة العراقي جمال الدين أبو العباس أحمد بن علي بن حسين ابن عنبة الداودي الطالبي الحسني ( 828ﻫ ) كتاب ( عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ) .
ووضع النسابة السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني ( ت1033ﻫ ) كتاب ( زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول ) ، ثم اختصره في كتاب ( نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة ).
ووضع عبد الرحمن الأنصاري : ( تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ماللمدنيين والأنساب ) . وغيرها الكثير.
وقد اهتم علماء الأنساب ببيان نسب النبي العربي الكريم فهو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وكان جل اهتمامهم منصباً على بيان آبائه وأجداده من الرجال ، ولم أجد أحداً منهم يهتم ببيان نسبه من جهة أمهات أبيه وأمه ( ) حتى جاء اللوذعي النسابة الأستاذ / السيد حسين بن حيدر بن محبوب الهاشمي ، واهتم بجمعهن في هذا الكتاب من سائر المصادر ، فبين فيه أم أبيه وأم جده ... وهذا من جهة آبائه ، ثم أم أمه ، وأم أبيها وأم أمها ... وهكذا ، معتمداً في جمعه على مصادر الأنساب ، ثم توج عمله في كل فصل برسم مشجرات تقرب لذهن القارئ بالرسم ما تعب في بيانه بالشرح . وقد وضع في كتابه هذا لبنة جديدة في علم الأنساب وخاصة النسب الشريف .